علم التاريخ

بطاركة القرن الثامن عشر



بطاركة القرن الثامن عشر

بطاركة
القرن الثامن عشر

البابا بطرس السادس البطريرك ال 104

سيم
بطريركا فى 15 مسرى 1434 / 1718 م وكان اول امره يدعى مرجان وكان من اسيوط وكان
قسا على دير الانبا بولا، وكان ذا سمعه طيبة وخادما امينا، على علم بما كان يدوب
فى البلاد نظرا لأنه كان كثير الطواف فيها، ولما سيم بطريركا حافظ على شعبة محذرا
أياهم مما يخالف الدين فى خصوص الزواج والطلاق، حيث بدات تتفشى ظاهرة الطلاق بين
المسيحيين

واستمر
على كرسيه سبع سنين وستة اشهر وأيام حيث تنيح فى 26 برمهات 1442 – 1726 م

 

الانبا يوحنا 17- البطريرك ال 105

كان
اسمه عبد السيد- من ملوى، ترهب فى دير الانبا بولا وسيم بطريركا فى 6 طوبة 1443 ش
/ 1727 م، وفى عهده منع عادة استلام الصليب من يد السلف الميت لانه فزع منه، وفى
اثناء بطريركية بنى كنيستيين احداهما فى دير الانبا انطونيوس والاخرى فى دير
الانبا بولا

وفى
سنه 1743 ارسل امبراطور الحبشة وفدا الى هذا البابا ليرسم لهم مطرانا عقب وفاة
المطران خريستوزولوس مطران الحبشة، وكان الوفد مؤلفا من ثلاثة اشخاص احدهما قبطى
وكان يدعى جرجس والاخران حبشيان اسم احدهما تاوضروس والاخر ليكانيوس، ولما وصلوا
الى مصوع قبض حاكمها عليهم، وسلب منهم نصف النقود التى كانت معهم، واكرههم على
الاسلام، فاختفى القبطى، واعتنق الاسلام ليكانيوس، اما تاوضروس فرشا بالمال الذى
كان معه الحراس وفر الى القاهرة، وطلب من البطريرك رسامة مطران لبلاده فاجيب الى
طلبة ورسم له البطريرك مطرانا سنه 1745 وعاد به الى الحبشة، الا انه وهو فى طريق
عودته صادف فى مصوع ما صادفهم اول مرة، والقيا فى السجن، غير ان تاوضروس تمكن
بحيلة ان يسهل اخراج المطران سرا ليفر الى الحبشة ويرسل اليه مالا دفعه ليخلى
سبيله اشتد الكرب على الاقباط فى عهده فقد زيدت الجزية، بل فرضت على من كانوا
يعفون منها فكان يدفع عن الرهبان والكهنة في الصبيان والفقراء

في
ايامه ايضا تمكن المرسلون الكاثوليك من يصطادوا في الماء العكر وينتهزوا هذا الكرب
ويدخلوا البلاد ويجعلوا لهم مراكز في جنوب البلاد في المنيا واسيوط وابو تيج وصدفا
واخميم وجرجا والاقصر واسوان وفى دير النوبة ايضا، وفى عام 1731 ارسل البابا كلمنت
الثاني عشر بابا روما يخص رؤساء ارسالياته هذه على بذل اقص جهودهم في ارسال انباء
الاقباط ليتعملوا في روما ليعودوا اكليريكين كاثوليك، الا انهم فشلوا فى ذلك حتى
بعد ان لجأوا الى اساليب التهديد والانضمام الى الولاة ضد الاقباط!!

 وازاء
هذا الفشل ارسل بابا روما صراحة وفى تبجح الى الاب البطريرك يوحنا على يد
الكاردينال بلوجا- احد المرسلين الكاثوليك- يطلب منه ان يقبل هو وكنيسته الخضوع
لسلطانه، ولكن هذه الدعوة رفضت بالطبع

وفى
عهد بابا روما التالي وهو بندكت 14 انكسر وجود اتحاديين كنيسة الاقباط وبين
الكنيسة الكاثوليكية، واقفل باب الدعوة لهذا بالشكل الودي، ولجأ الى اسلوب اخر،
فقد كان بمدينة القديس قس قبطي كاثوليكي اسمه القس اثناسيوس، فرسمه مطرانا في 1741
على مصر، الا انه خشي المجيء اليها لتربص الاقباط به فظل في اورشليم، وكان له نائب
في مصر هو القس يسطس المراغى، وكان يوجد ايامها شاب قبطي اسمه روفائيل الطوخى من
جرجا اخذه الكاثوليك بالقوة وهو صغير، وارسلوه ليدرس اللاهوت في روما، وبعد اتمام
دراسته عينه الاسقف الكاثوليكي اسقفا على الفيوم ثم استدعاه اليه ثانية ليساعده في
تأليف كتب باللغة القبطية وتصحيح كتب الطقوس الكنسية

وفى
السنين الاخيرة من اقرن الثامن عشر تمكن الكاثوليك من استمالة اسقف جرجا القبطي
الى مذهبهم، ولما مال اليهم حرم من الكنيسة القبطية، بل ونقم المسلمون عليه ايضا
فهرب الى روما حيث ظل بها الى ان مات في سنه 1807

كان
من نتيجة الغزو الكاثوليكي الهمجي على الاقباط، وانضمام بعض الاقباط اليهم ان نشأ
نشوز بين افراد العائلات وظهرت الانقسامات بسبب الشركات والاموال والزواج واشتكى
كبار الكتاب لمخدوميهم من الامراء، من سوء تصرفات الكهنة الكاثوليك وتعديهم على
حقوق بطريركهم، فعقد لذلك مجلس بحضورهم وحضور البطريرك القبطي وقسيس الكاثوليك
بالمحكمة الشرعية الكبرى، وبعد سماع اقوال المشتكي واحتجاج المشتكي عليهم، تقرر
التصريح لبطريرك الاقباط باستعمال السلطة الدينية على ابناء ملته، والتصرف فيهم
بما توجبه قوانينه المرعية، وعدم التعرض له، او التعدي على حقوقه، وتحررت بناء على
ذلك حجة من المحكمة وسلمت ليد البطريرك

وقد
نشر المندوب الكاثوليكي البابوي بمصر رسالة على جماعة الكاثوليك الذين كانوا كلهم
في الوجه القبلي، وذلك تنفيذ للمعاهدة التي تمت بينه وبين البطريرك القبطي سنه
1794 عند معتمد دولة النمسا، وفيها يوصى الاقباط الذي دخلوا الكاثوليكية بمدن: جرجا
واخميم وفرشوط ونقادة، بذلك الاتفاق الذي عقد بينه بصفته كيرلس رئيس عام رهبان
المرسلين الكاثوليك والخواجة كركور وشتى قنصل النمسا والاب اكليمندس رئيس عام سابق،
وبين البطريرك انبا يؤانس والمعلم ابراهيم الجوهري والمعلم جرجس اخيه رؤساء طائفة
الاقباط بمصر، وكان الاتفاق على ما ياتى:

 

اولا:
المتزوجون من الفريقين لهم حرية الصلاة في اية كنيسة ارادوها: فبطية كانت ام
كاثوليكية

ثانيا:
من الان فصاعدا لا ينبغى ان يتزوج الاقباط من الكاثوليك ولا الكاثوليك من الاقباط

ثالثا:
لا يدخل قسوس الكاثوليك بيوت الارثوذكس ليكرزوا لهم ولا قسوس الارثوذكس بيوت
الكاثوليك

رابعا:
لا ينبغى ان قام احد ليصلى بكنيسة معينة، بل يترك لكل واحد حق إختيار الكنيسة التي
يحب ان يصلى فيها

خامسا:
لا يصح فيما بعد اذا حدث خلاف ان يرفع الامر الى رجال الحكومة بل الى الرؤساء من
الكنيستين، ولهم حق مقاطعة المعتدى

ولما
بلغ السلطان العثماني ان الارساليات الكاثوليكية وهى بالطبع اجنبية في نظرة بدأت
ترسخ اقدامها في البلاد، خشي امتداد سطوة الاجانب في بلاده، فارسل الى بطريرك
الكنيسة اليونانية، وطلب منه ان يحذر جميع افراد رعيته من دخول الكنائس
الكاثوليكية وكان معظم الذين اعتنقوا المذهب الكاثوليكي من السوريين الذين ارادوا
ان يحتموا بهذا المذهب من تعدى المسلمين عليهم، وسن السلطان غرامة الف كيس على
الذين يذهبون لمعابد المرسلين اليسوعيين، فجمع السوريون هذا المبلغ وسلموه للسلطان
وفيما بعد قبض احدا امراء المماليك على اربعة من المرسلين الكاثوليك، ولم يفرج
عنهم الا بعد ان دفعوا غرامه كبيرة

وهكذا
عانت الكنيسة في ايام هذا البطريرك الكثير من هؤلاء الكاثوليك الى ان تنيح في 1745

 

الانبا مرقس السابع ال 106

سيم
بطريركا في 1745 وكان اصلا اسمه سمعان من بلدة قلوصنا مركز سمالوط المنيا ترهب في
دير الانبا بولا، تميز بطلاقة لسانه وحسن صوته وسيرته الحميدة، وظل بطريركا 24 سنه
حيث تنيح في عام 1769 بدير السيدة العذراء بالعدوية ودفن بحارة البطربرك بآبي
سيفين

 

الانبا يوحنا 18 البطريرك ال 107

وكان
اسمه يوسف من الفيوم وكان راهبا بدير الانبا انطونيوس رسم بطريركا فى عام 1770،
وقد وقعت فى عهده شدائد نتيجة سوء معاملة الوالى العثمانى له وهو حسن باشا الذى
وصل به الامر ان ضبط خزينتة وصادر امواله، الا انه رغم هذا فقد شارك المعلم ابراهيم
الجوهرى فى اعمار الكنائس والاديرة

وفى
عهده لم يسكت الكاثوليك، وعملوا جهدهم لجذب الاقباط من جديد، ونشروا كتاب (اعمال
مجمع خلقيدون) ووزعوه على البلاد الشرقية ولا سيما مصر، كما ارسلوا مندوبا
كاثوليكيا الى البطريرك المصرى من بابا روما يدعوه فيها الى الاتحاد معه، فسلمت
الرسالة الى الاسقف الانبا يوساب الابح اسقف جرجا، وطلب منه البطريرك الرد عليها،
وكان هذا الاب عالما فى العلوم اللاهوتية فدافع عن الكنيسة القبطية الارثوذكسية
وله كتاب (سلاح المؤمنين) وله كتاب اخر اسمه (الادراج)، فكتب ردا فند فية كل
مزاعمهم

واستمر
البابا يوحنا على كرسيه حوالى 27 سنه وتنيح بسلام فى 1796

 

الانبا مرقس الثامن البطريرك ال 108

من
مواليد طما بمديرية جرجا وكان يسمى يوحنا، وكان من اسرة متدينة، وترهب فى دير
الانبا انطونيوس، ثم عاش فى الدار البطريركية مع البابا يوحنا الثامن عشر، وحضر ما
حل بها من ويلات، وبعد وفاة البابا يوحنا وافق الاساقفة على ان يكون بطريركا على
الكنيسة ووقعت عليه القرعة الهيكلية، ورسم بحارة الروم فى يوم الاحد 28 توت 1513ش،
1797م فى عهد السلطان سليم الثالث، وفى عهده وصلت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون
بونابرت، كما حضر هذا البابا السنوات الاولى لحكم محمد على باشا

 ولم
يكن وصول الحملة الفرنسية الى مصر مكسبا للاقباط كما قد يظن، وانما جرت عليهم
الكثير من الويلات، فبسببها نقل مقر البطريركية من حارة الروم الى الازبكية بالدرب
الواسع اذا حرقت فى تلك الفترة الكنيستان العليا والسفلى بحارة الروم، وكان
الميرون الذى عمله سلفه موضوعا فى اعلى دهليز الكنيسة السفلى بحارة الروم فحرق،
وكان باقيا من هذا الدهن المقدس فى بعض الكنائس بمصر القديمة الذى عمل منذ عهد
البابا متاؤس الثانى ومن ايام البابا يوحنا 16، وقبل حرق الكنيسة ثمانى سنوات فى رياسة
البابا مرقس انتقلت القلاية البطريركية من حارة الروم الى حارة الازبكية، والسبب
فى نقلها انه عندما دخل الفرنسيون اهان المسلمون الاقباط بسببهم، فانتقلت
البطريركية الى الازبكية فى مواضع كان قد بناها المعلم ابراهيم الجوهرى قبل وفاته
وترجع ملابسات بناء هذه الدار التى اقام فيها البطريرك ان المعلم ابراهيم الجوهرى
استطاع ان يحصل على فرمان ببناء الكنيسة، واودعه فى القلاية فى يدة حبرية البابا
يوحنا 18، وبعد ذلك اشترى عدة محلات وهدمها، وبدا بوضع اساسات الكنيسة وبجوارها
اماكن اقام فيها الانبا مرقس، ولم يكن الحصول على فرمان بناء الكنيسة امر سهلا،
الا ان المعلم ابراهيم الجوهرى استغل مركزه وتقدير السلطة له، وانتهز فرصة قدوم
احدى قريبات السلطان العثمانى فى زيارة لمصر من القسطنطينية فى طريقها الى الحج،
فكان فى استقبالها بحكم ينصبه الرفيع فى ذلك الوقت، واشرف بنفسه على ما قدم لها من
خدمات، وعندما استحسنت الاميرة ما فعل، سألته مقابلا لما قدمه لها، وهنا التمس
منها المساعدة فى استعداد فرمان سلطانى بالترخيص بانشاء كنيسة كبرى فى الازبكية
حيث كان يقيم هو ايضا، كما التمس منها التوسط لدى السلطان ان يرفع الجزية عن
الرهبان وغير القادرين، وقبلت رجاوه، وفعلا صدرت هذه الفرمانات الى ان الاجل لم
يمهله وكما سنرى فى حياته ومات ابراهيم الجوهرى ولم يستكمل البناء فاكمله اخوه
المعلم جرجس

وعندما
دخل الفرنسيون بحملتهم الى مصر قامت حرب بينهم وبين العثمانيين فى القاهرة بعد
ثمانية عشرة شهرا من وصولهم، واستمرت هذه الحرب اربعة وثلاثين يوما وكان الصوم
الاربعين المقدس، فعمل البابا مرقس جمعة البصخه المقدسة وعيد القيامة فى فناء
الكنيسة القديمة بحارة الروم لانها كانت قد احترقت هى وما حولها من محلات وكانت
كارثة اذ امتدت يد الحرافيش الى نهب الكنائس بسبب هجوم الفرنسين على الممتلكات
الاسلامية وايذاء المسلمين والازهر، حتى امتد النهب الى الاسكندرية، فنهب كنيسة
مارمرقس ولم يتبن الا بعد خروجهم بمساعدة المعلم ابراهيم الجوهرى ايضا وكرسها
البابا مرقس على اسم مارمرقص عوضا عما هدمه الفرنسيين تعود الى البطريرك الذى كان
يشتهر ايضا بعلمه بجانب تقواه، فوضع الكثير من المواعظ لتقرأ فى الكنائس وكانت
اشبه بقواعد اصلاحية لما لحق النظام الكنسي من خلل في اوقات الصلوات، فزجر فيها من
كانوا يتكلمون اثناء الصلاة في القداس الكنسي، وعظات عن التماس الادب والاحتشام في
الكنيسة، ومنع فيها دوران الفقراء في الكنيسة مع اطباق التبرعات (أنا اسألكم بلين
المسيح وتواضعه ان تبطل دورة الاطباق ولا يدور الفقراء، فالأطباق يقفون بها في
الخورس التحتاني وذلك في وقت التسريح، ومثل ذلك الفقراء بجانبهم بأدب ووقار) وغير
ذلك من الرسائل في موضوعات دينية ومواد للتعزية (ان الكتب الشرعية يا أبني الحبيب
عزى الله قلبك بعزاء الروح القدس المعزى تدعونا الى تعزية بعضنا بعضا، والعقل
والادب والمحبة، والعادة مجمعه على ذلك فقد صار مستحبا وفرضا، وما هذا الا لان
المباشر بذاته الالم والحزن قد يعدم الرأي الصائب عند حلول المصائب، او نيس الامر
الواجب الاستيلاء الاكتئاب عليه فيحتاج الى من يذكره، لذلك كتبت هذا اليك)

وقد
روى عن هذا البابا انه كان شديد الاهتمام بأمر الكنائس والاديرة واصلاح ما تخرب
منها، وكان مقدرا لمنفعة الوعظ، فثابر على القاء العظات بنفسه ولم ينقطع عن
التعليم في أي وقت، وقد رسم جملة اساقفة ومطرانا للحبشة

اشتهر
كذلك لعمل الخير تقديم الخدمات والاحسان، وكان قصير القامة شديد التقشف، كثير
الهجوم مصفرا بسيطا في اكله وملبسة، تنيح في 13 كيهك 1529 / 1810 وكان اول من دفن
في كنيسه الازبكية من الاباء البطاركة بجوار المذبح في الكنيسة الصغرى.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى