علم التاريخ

الْباٌباٌُ السَّادِسُ وَالثَّلاَثُونَ



الْباٌباٌُ السَّادِسُ وَالثَّلاَثُونَ

الْباٌباٌُ السَّادِسُ
وَالثَّلاَثُونَ

 

36. أنسطاسيوس

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

الأسكندرية
أنسطاسيوس
24 بؤونه 321 للشهداء – 18 يونيو 605 للميلاد
22 كيهك 332 للشهداء – 18 ديسمبر 616 للميلاد
11 سنة و 6أشهر
يومان
دير الزجاج
 دير الزجاج
فوكاس و هيرقل الأول

 

+ كان
من أكابر الإسكندرية رئيساً على الديوان ثم صار بعد ذلك قساً على كنيسة الثغر
الإسكندري وبعد قليل أختير للبطريركية.

+ اهتم
اهتماماً بالغاً بالكنائس ورسم أساقفة وكهنة على الجهات الخالية.

+
استعاد من الملكيين ما كانوا قد اغتصبوه لأنه كان محبوباً منهم لعلمه وفضله وتقواه
وأرجع الكثيرين منهم إلى الإيمان الإرثوذكسى.

+ من
كثرة علمه وفصاحته كان يكتب كتاباً روحياً كل سنة، وقد ظل على الكرسى المرقسى
اثنتى عشرة سنة وستة أشهر وعشرة أيام كتب أثناءها اثنى عشر كتاباً ثم تنيح بسلام.

+
تعيد الكنيسة بنياحته فى الثانى والعشرين من شهر كيهك.

 

نياحة
البابا انسطاسيوس “ال36” ( 22 كيهك)

في مثل هذا
اليوم من سنة 611 م تنيح الاب القديس أنسطاسيوس السادس والثلاثون من باباوات
الإسكندرية. كان هذا الاب من أكابر الإسكندرية، وكان في أول أمره رئيسا علي
الديوان، ثم صار فيما بعد قسا علي كنيسة الثغر الإسكندري، وبعد قليل اختبر
للبطريركية، فاهتم بالكنائس اهتماما زائدا، ورسم أساقفة وكهنة علي الجهات الخالية،
وشيد عدة كنائس، واستعاد من الملكيين ما كانوا قد اغتصبوه، لأنه كان محبوبا منهم
لعلمه وفضله وتقواه، وارجع كثيرين منهم إلى الإيمان الأرثوذكسي، ولما مات ملك
القسطنطينية، وشي بعض الأشرار إلى خليفته إن البطريرك لما رسم حرم الملك وأمانته،
فغضب الملك وأرسل إلى والي الإسكندرية إن يسلم إلى أولوجيوس بطريرك الروم كنيسة
قزمان ودميان وأوقافها، فخزن الاب من ذلك كثيرا، غير إن الرب عزاه من ناحية أخرى،
وذلك إن بطرس المخالف بطريرك إنطاكية كان قد مات، وأقيم عوضا عنه راهب قديس عالم
يسمي أثناسيوس قويم المعتقد، الذي بمجرد أن صار بطريركا عمل علي تجديد الاتحاد بين
كنيستي الإسكندرية وإنطاكية، فكتب رسالة بالإيمان المستقيم، وأرسلها إلى الاب
أنسطاسيوس ففرح بها جدا وجمع بعضا من الأساقفة والكهنة وقراها عليهم، ثم رد علي
الاب أثناسيوس بأنه يتمني من صميم قلبه إن يراه، فحضر الاب أثناسيوس إلى الإسكندرية
ومعه الأساقفة والكهنة، فلما علم بقدومه الاب أنسطاسيوس، وكان بالأسقيط حضر إلى
الإسكندرية وذهب إلى البحر مع الأساقفة والكهنة واستقبله بالتحية والإكرام، ثم
عقدوا مجمعا بأحد الأديرة التي علي ساحل البحر استمر شهرا وهم يتباحثون في أصول
الدين، ثم عاد البطريرك الأنطاكي إلى كرسيه بسلام، وكان الاب أنسطاسيوس مداوما علي
تعليم رعيته بنفسه وبكتبه، وكان من كثرة علمه وفصاحته يكتب كل سنة كتابا، وقد ظل
علي الكرسي البطريركي اثنتي عشرة سنة وستة اشهر وعشرة ايام، كتب أثناءها اثني عشر
كتابا رتبها علي حروف الهجاء القبطية أي انه ابتداء في أول سنة بحرف
A
وفي الثانية بحرف
B وهكذا إلى إن كتب الكتاب الثاني عشر ورسمه بحرف L،
ثم تنيح بسلام.

صلاته تكون
معنا، ولربنا المجد دائما ابديا امين.

 

V أنسطاسيوس البابا السادس
والثلاثون

سيامته
بطريركًا

بعد
نياحة البابا دميانوس توجهت الأنظار إلى كاهن كنيسة الإنجيليين الأربعة
بالإسكندرية القمص أنسطاسيوس، ابن أحد أشراف مدينة الإسكندرية الذي تعلم بمدرسة
الإسكندرية واشتغل قاضيًا في القصر، وقد عرف بتقواه وورعه مع غزارة علمه.

أجمع
الشعب الإكليروس على سيامته بطريركًا، عام 598م (314ش).

أعماله
الرعوية

كان
الإمبراطور فوقا بالقسطنطينية يتسم بالعنف والبطش أكثر من غيره، فقد حَرَّم على
البطاركة الأرثوذكس دخول الإسكندرية، تاركًا للملكيين (المعينين من قبل
الإمبراطور) أن يغتصبوا أغلب كنائس المدينة العظمى، وكانت لهم سلطة مدنية وسياسية
أكثر منها دينية. أما البابا أنسطاسيوس فبسبب شرف نسبه لم يجسر الولاة على منعه من
دخول المدينة، فكان بحكمة وجرأة يتحرك داخل الإسكندرية وخارجها، وقد استرد ما
استولى عليه الملكيون ورمّم بعضها إذ كان قد تخرب بسبب الاضطرابات التي يثيرها
الملكيون. هذا وقد قام ببناء كنائس جديدة، واهتم بسيامة عدد كبير من الكهنة في
مناطق متفرقة.

اضطهاده

كان
أولوجيوس البطريرك الملكي شريرًا، رأى التفاف الشعب كله حول بطريركه، كما لاحظ
احترام الوالي له، فأرسل إلى الإمبراطور فوقا – مغتصب العرش – يقول له إن الأنبا
أنسطاسيوس قد جمع الشعب في كنيسة القديس يوحنا المعمدان، وأعلن حرمانه لمجمع
خلقدونية ولكل مناصريه بما فيهم أولوجيوس والإمبراطور، فلما سمع فوقا ذلك كتب
لوالي الإسكندرية يسأله اغتصاب بعض الكنائس وأوانيها من أنسطاسيوس وتسليمها
لأولوجيوس، فاستولى الوالي على كنيسة القديسين قزمان ودميان وأمهما واخوتهما
بالقوة، إذ خرج على رأس كتيبة من الجند ومعه أولوجيوس، الأمر الذي أثار الشعب وقد
استشهد عدد ليس بقليل من المؤمنين، ولم يسمحوا للجند أن يصلوا إلى باباهم. وإذ صار
الموقف يتأزم يومًا بعد يوم انسحب البابا إلى برية شيهيت حزين القلب، يقضي أيامه
ولياليه في الأصوام والصلوات بدموع لتتدخل العناية الإلهية. وقد تدخلت عناية الله
إذ قام موريس على أخيه فوقا وقتله وجلس على العرش.

في
أيامه افتتح كسرى ملك الفرس بلاد الشام ووصل إلى حدود مصر يهددها ويتوعدها، وكان
كثيرون من مسيحي سوريا قد هربوا إلى مصر ملتجئين إليها من ظلم الفرس، فكان البابا
أنسطاسيوس يبذل كل الجهد ليخفف آلام هؤلاء اللاجئين ويسندهم. وهنا لا ننكر موقف
البطريرك الملكي يوحنا الملقب بالرحيم، الذي كان قد جاء بعد ثيؤدورس خلف أوليجوس،
إذ كان يحمل لطفًا ورقة فقد بذل كل جهده للعطاء لهؤلاء اللاجئين، كما قدم عونًا
للبابا أنسطاسيوس لهذا الهدف عينه، إذ كانت الكنيسة الملكية أكثر غنى من الكنيسة
القبطية لأنها مستندة إلى السلطة الزمنية ومستولية على كل الممتلكات والإيرادات.

استقبل
البابا أنسطاسيوس البطريرك الإنطاكي بحب شديد وإكرام بالإسكندرية واستضافه شهرًا،
وكان قد كتب البابا للبطريرك عند سيامة الأخير رسالة غاية في اللطف والحكمة لتعود
الشركة بين الكرسيين، بعد أن كان البطريرك بطرس السابق لأثناسيوس قد أثار شقاقًا.

كتب
البابا اثني عشر كتابًا عن الإيمان المستقيم في مدة جلوسه على الكرسي البالغة
اثنتي عشرة سنة.

تنيح
في 22 من شهر كيهك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى