علم التاريخ

الْباٌباٌُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ



الْباٌباٌُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ

الْباٌباٌُ الثَّانِي
وَالْخَمْسُونَ

 

52. يوساب الأول

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

منوف
يوسف
 أبو مقار
 21 هاتور 548 للشهداء – 18 نوفمبر 831 للميلاد
 23 بابه 566 للشهداء – 20 أكتوبر 849 للميلاد
 17 سنة و 11 شهرا و يومان
شهرا واحدا
 المرقسية بالاسكندرية
 المرقسية بالاسكندرية
المأمون، و المعتصم، و الواثق، و المتوكل

 

+ كان
من أولاد عظماء منوف وأغنيائها، ولما تنيحا أبواه رباه بعض المؤمنين، ولما كبر
قليلاً تصدق بأكثر أمواله ثم ترهب فى برية القديس مقاريوس.

+ لما
تنيح البابا سيماؤن الثانى صلى الجميع إلى الله فأرشدهم إلى هذا الأب الطوباوى
فرسموه بطريركاً… فاهتم كثيراً بالكنائس وكان كثير التعليم للشعب… وقد أظهر
الله تعالى على يدى هذا الأب عجائب وآيات كثيرة.

+
ولما أكمل هذه السيرة المرضية تنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسى تسع عشرة سنة.

 نعيد
بنياحته فى الثالث والعشرين من شهر بابه.

 

نياحة
البابا يوساب الاول 52 ( 23 بابة)

في مثل هذا
اليوم من سنة 841 ميلادية تنيح الاب القديس الانبا يوساب الثاني والخمسون من
باباوات الإسكندرية. كان من أولاد عظماء منوف وأغنيائها، ولما انتقل أبواه وتركاه
رباه بعض المؤمنين. ولما كبر قليلا تصدق بأكثر أمواله، ثم قصد برية القديس
مقاريوس، وترهب عند شيخ قديس. ولما قدم الانبا مرقس الثاني التاسع والأربعون من
باباوات الإسكندرية، وسمع بسيرته دعاه إليه. ولما أراد العودة إلى البرية رسمه قسا
وأرسله. فمكث هناك مدة إلى إن تنيح الانبا سيماؤن الثاني الحادي والخمسون، وظل
الكرسي شاغرا إلى إن اتفق بعض الأساقفة مع بعض من عامة الإسكندرية علي تقدمة شخص
متزوج كان قد رشاهم بالمال. فلما علم بقية الأساقفة أنكروا عليهم عملهم هذا وطلبوا
إلى الله إن يرشدهم إلى من يريده فأرشدهم إلى هذا الاب. فتذكروا سيرته الصالحة،
وتدبيره حينما كان عند الاب الانبا مرقس، وأرسلوا بعض الأساقفة لإحضاره. فصلي
هؤلاء إلى الله قائلين “نسألك يارب إن كنت قد اخترت هذا الاب لهذه الربتة،
فلتكن علامة ذلك إننا نجد بابه مفتوحا عند وصولنا إليه”. فلما وصلوا وجدوا
بابه مفتوحا، حيث كان يودع بعض زائريه من الرهبان. وإذ هم بإغلاق الباب رآهم
مقبلين فاستقبلهم بفرح وأدخلهم قلايته. فلما دخلوا امسكوه وقالوا له “مستحق”.
فصاح وبكي وبدا يظهر لهم نقائصه وعثراته، فلم يقبلوا منه، وأخذوه إلى ثغر
الإسكندرية ووضعوا عليه اليد. ولما جلس علي الكرسي المرقسي اهتم بالكنائس كثيرا.
وكان يشتري بما يفضل عنه من موارده أملاكا ويوقفها علي الكنائس. وكان كثير التعليم
للشعب لا يغفل عن أحد منهم فحسده الشيطان وسبب له أحزانا كثيرة. من ذلك إن أسقف
تنيس وأسقف مصر أغاظا شعب كرسيهما فأنكر هذا الاب عليهما ذلك، وطلب إليهما مرارا
كثيرة إن يترفقا برعيتهما، فلم يقبلا منه نصيحة، وإستغاثت رعيتهما قائلة إن أنت
أرغمتنا علي الخضوع لهما تحولنا إلى ملة أخرى، وإذ اجتهد كثيرا في الصلح بين
الفريقين ولم ينجح، دعا الأساقفة من سائر البلاد وأطلعهم علي أمر الأسقفين وتبرا
من عملهما، فكتبوا جميعهم بقطعهما. فلما سقطا مضيا إلى الوالي بالقاهرة، ولفقا علي
الاب قضية كاذبة، فأرسل الوالي أخاه مع بعض الجند لإحضار البطريرك. ولما وصلوا
إليه جرد أخو الأمير سيفه، وأراد قتله، ولكن الله أمال يده عنه فجاءت الضربة في
العمود فانكسر السيف. فازداد الأمير غضبا وجرد سكينا وضرب الاب في جنبه بكل قوته،
فلم تنل منه شيئا سوي إن قطعت الثياب ولم تصل إلى جسمه فتحقق الأمير إن في
البطريرك نعمة إلهية ووقاية سماوية تصده عن قتله، فاحترمه وأتى به إلى أخيه،
واعلمه بما جري له معه، فاحترمه الحاكم ايضا وخافه، ثم أستخبره عن القضية التي
رفعت عليه، فاثبت له عدم صحتها واعلمه بأمر الأسقفين، فاقتنع وأكرمه، وأمر بان لا
يعارضه أحد في رسامة، أوعزل أحد من الأساقفة، أو في أي عمل يختص بالبيعة. وكان
مداوما علي وعظ الخطاة وردع المخالفين، مثبتا الشعب علي الإيمان المستقيم الذي
تسلمه من أبائه، مفسرا لهم ما استشكل عليهم فهمه، حارسا لهم بتعاليمه وصلواته. وقد
اظهر الله تعالي علي يدي هذا الاب عجائب كثيرة. ولما اكمل هذه السيرة المرضية تنيح
بسلام بعد إن أقام علي الكرسي تسع عشرة سنة. وفي الرهبنة تسعا وثلاثين. وقبلها
نيفا وعشرين سنة. صلاته تكون معنا امين.

 

V يوساب الأول البابا الثاني والخمسون

ترشيح
اسحق بن أندونة للباباوية

لما
خلا الكرسي البطريركي بعد نياحة البابا سيمون الثاني، حاول شعب الإسكندرية أن
يقيموا شخصًا يدعى اسحق بن أندونة، صاحب ديوان السلطان بالفسطاط على الكرسي
البطريركي، نظرًا لثرائه الكبير ومركزه، وكان الرجل علمانيًا متزوجًا، وللأسف فإن
أسقفيّ مصر وأوسيم حبذا هذا الاختيار. فما كان من بقية الأساقفة إلا أن عقدوا
مجمعًا بالإسكندرية ووبخوا الأسقفين بقولهم: “أين تركتما خوف الرب وخالفتما
القوانين حتى أنكما عَمَدْتُما برجل علماني متزوج بامرأة لتجلساه على كرسي مار مرقس
الإنجيلي بخلاف ما جرت به العادة والقوانين؟
” وكان في هذه الكلمات فصل
الخطاب، فلزما الصمت وما عادا يذكران ذلك العلماني.

عُرِض
اسم القس يوساب المترهب بدير أنبا مقار، فأنفذ مجمع الأساقفة بعض الأساقفة وكهنة
الإسكندرية إلى برية شيهيت. وبينما هم سائرون وضعوا علامة وقالوا: “إن كان
الرب يختار تقدمة هذا الإنسان (يوساب) فإننا نجد باب قلايته مفتوحًا”. ولما
وصلوا إلى الدير اتجهوا نحو قلايته فوجدوه قائمًا وقد خرج ليغلق بابها، فكانت هذه
العلامة أن الرب اختاره، وكانت رسامته سنة 830م.

أزمات
ومشاكل وضيقات

امتلأ
تاريخ هذا البابا بالأزمات. ففي أيامه ثار البشموريون وكان ذلك في خلافة
المأمون العباسي. وقد تعرض البابا يوساب للموت بضرب عنقه بالسيف بواسطة أخو
الأفشين قائد الجيش بوشاية أسقفيّ تانيس ومصر. وفي أيامه أصدر المعتصم الخليفة
العباسي أمرًا إلى واليه على مصر بتجريد الكنائس من زينتها ونزع الأعمدة الرخامية
منها، ومن الكنائس التي خضعت لهذا الأمر كنيسة مارمينا بمريوط على يد لعازر النسطوري.

طلب الشعب
إبعاد أسقفيّ تانيس ومصر، وانتهى الأمر بقطعهما من الكهنوت بقرار مجمعي. وقام
البابا برسامة أسقفين بدلهما، كما رسم أساقفة كثيرين أوفدهم إلى أنحاء الكرازة
المرقسية في أفريقيا والخمس مدن الغربية ومصر وأثيوبيا والنوبة.

وكان
البابا يُعِد شبانًا من الأفريقيين ممن كانوا يهدونهم ملوك أثيوبيا والنوبة
المسيحيين ليكونوا بمثابة إرساليات للكرازة في بلاد أثيوبيا وغيرها من البلاد
الأفريقية، وفتح البابا لهؤلاء الشبان مدرسة لتعليمهم قواعد الدين المسيحي في
البطريركية، لكن أسقف مصر المقطوع من الكهنوت وشى إلى قاضي مصر أن هؤلاء الشبان
مسلمون، فما كان من القاضي إلا أن أرسل وأحضر هؤلاء الشبان كما استدعى البطريرك
وعنفه قائلاً: “لا ينبغي أن تخطف أبناء المسلمين لتنصرهم”. فأجابه
البابا: “هؤلاء نصارى أولاد نصارى أُرسِلوا إليَّ من ملكيّ النوبة وأثيوبيا”،
فأتى القاضي بالشبان أمام البطريرك، ونظرًا لعظم تهديد القاضي لهم اعترفوا
بالإسلام أمامه، وانتهى الأمر بأن صار هؤلاء الشبان عبيدًا واقتسمهم أعيان
المسلمين.

ولما
أكمل سعيه الحسن أراد الله أن يريحه من أتعاب هذا العالم الفاني فنقله إليه، وكانت
نياحته في يوم أحد من سنة 849م وقت تناول الأسرار المقدسة.

وطنية
الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 56.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى