علم التاريخ

الْباٌباٌُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ



الْباٌباٌُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ

الْباٌباٌُ التَّاسِعُ
وَالأَرْبَعُونَ

 

49. مرقس الثانى

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

الأسكندرية
مرقس
أبو مقار
2 أمشير 515 للشهداء – 26 يناير 799 للميلاد
22 برموده 535 للشهداء – 17 ابريل 819 للميلاد
20 سنة و شهران و 21 يوما
12 يوما
 المرقسية بالأسكندرية
 بيعة نبروه ثم المرقسية بالأسكندرية
هارون الرشيد، و الأمين، و المأمون

 

+ كان
من أهل الإسكندرية، طاهراً عالماً فاضلاً ناسكاً فرسمه البابا يوحنا الرابع شماساً
فقساً وسلم إليه البابا تدبير البطريركية.

+
ولما تنيح البابا يوحنا الرابع اجمع الأساقفة على اختياره بطريركاً فهرب إلى
البرية فلحقوا به وأحضروه ورسموه فى 2 أمشير سنة 515 ش، فاهتم بعمارة الكنائس
وأبرأ مرضى كثيرين وأخرج شياطين كثيرة.

+
ولما أراد الرب نياحته مرض قليلاً فقام بخدمة القداس الإلهى وتناول الأسرار
الإلهية ثم ودع الذين كانوا عنده. وتنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسى المرقسى
عشرين سنة وشهرين وواحد وعشرين يوماً.

 عيد
نياحته فى الثانى والعشرين من شهر برموده.

 

نياحة
البابا مرقس الثانى ( 22 برمودة)

في مثل هذا
اليوم من سنة 535 ش (17 أبريل سنة 819 م ) تنيح الأب المغبوط مرقس التاسع
والأربعين من باباوات الكرازة المرقسية. هذا البابا كان من أهل الإسكندرية، بكرا
طاهرا عالما فاضلا. وقد رسمه البابا يوحنا شماسا فقسا فكان كل من يسمعه يطرب بصوته
وبحسن نغماته في الصلاة وسلم إليه البابا البطريرك تدبير البطريركية ولم يكن يعمل
شيئا إلا بعد أخذ رأيه، وعندما البسه الاسكيم المقدس في الهيكل. صاح أحد الشيوخ
قائلا : هذا الشماس الذي اسمه مرقس سيستحق أن يجلس علي كرسي أبيه مرقس لما تنيح
البابا يوحنا أجمع الأساقفة علي اختياره بطريركا فهرب إلى البرية ولكنهم لحقوا به
وأحضروه ورسموه بطريركا في يوم 2 أمشير سنة 515 ش ( 26 يناير 799م ) فأهتم بشؤون
الكنائس وعمر ما خرب منها ورد أرباب البدع إلى الرأي القويم وأبرأ مرضي كثيرين
وأخرج من بعضهم الشياطين وقال لبعضهم أن ما أصابكم حدث نتيجة تجاسركم علي التناول
من الأسرار المقدسة بجهل، فاحفظوا نفوسكم منذ الآن من الكلام الرديء الذي يخرج من
أفواهكم. وفي أيامه استولي العرب علي جزائر الروم وسبوا كثيرين من نسائهم وأولادهم
وآتو بهم إلى الإسكندرية وشرعوا في بيعهم فجمع من المؤمنين مالا علاوة علي ما كان
عنده من أموال الأديرة ودفع في سبيل إنقاذهم وإطلاق حريتهم ومبلغ ثلاثة آلاف دينار
وكتب لهم أوراق عتقهم وزود من رجع إلى بلاده بالمال اللازم له وزوج من بقي منهم
وصار يعتني بهم وأهتم هذا الأب بكنيسة المخلص التي بالإسكندرية وجددها فأحرقها بعض
الأشرار فعاد وجددها ثانية.

ولما أراد
الرب نياحته مرض قليلا فقام بخدمة القداس وتناول الأسرار الإلهية ثم ودع الأساقفة
الذين كانوا عنده وتنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي عشرين سنة وشهرين واحد
وعشرين يوما صلاته تكون معنا. آمين

 

V مرقس الثاني البابا التاسع
والأربعون

في
دير القديس مقاريوس الكبير

أثناء
جولات البابا يوأنس الرابع البطريرك الثامن والأربعين الرعوية وجد بين الشباب
شماسًا متبتلاً متبحرًا في العلوم الروحية اسمه مرقس، وقد حباه الله صوتًا عذبًا
روحانيًا، ففرح به البابا وأحبه وعينه سكرتيرًا له. ثم بعد مدة استصحبه إلى دير
الأنبا مقار وهناك ألبسه الإسكيم المقدس، وما أن تمت هذه الشعائر المقدسة حتى تقدم
ناسك شيخ وصافحه مهنئًا ثم قال: “إن هذا الشماس يستحق أن يجلس على كرسي أبيه
العظيم مرقس الرسول”.

سيامته
بطريركًا

إذ
تنيح أسقف بابلون طلب الشعب من البابا أن يرسم لهم الراهب مرقس سكرتيره أسقفًا
لهم، ففرح البابا لهذا الطلب لِما كان يعلمه من استحقاق مرقس لكرامة الأسقفية.
فلما سمع الراهب بنية البابا اختفى عن الأنظار وعبثًا حاول المؤمنون أن يعرفوا
مكانه، فاضطر البابا في النهاية إلى رسامة راهب غيره، وظل مرقس مختفيًا حتى بعد
رسامة أسقف بابلون مما جعل البابا يستمر غاضبًا عليه، ولكن ضميره أنَّبه على ذلك
فبعث برسالة إلى راهب شيخ متوحد في ضاحية البرلس يعلمه بغضبه على تلميذه. رد عليه
المتوحد برسالة قال فيها أن الله كشف له عن صونه ليجلس على كرسي مار مرقس في الوقت
المناسب. فرح البابا بهذه الرسالة، ولما دنت وفاته وسأله الشعب عمن يجلس بعده
أعلمهم أن ملاك الرب أعلمه أن مرقس تلميذه هو المختار من الرب. بعد نياحة البابا
هرب مرقس إلى البرية إذ علم بنية الأساقفة، فبحثوا عنه حتى وجدوه وقيدوه وساقوه
إلى الإسكندرية حيث رسموه سنة 790م (506ش).

صداقة
مع الوالي

بعد
رسامته قام زيارة لبيب الدولة والي مصر، وما كاد الوالي يرى البابا حتى نشأت بين
الاثنين مودة وثيقة، وسأل الوالي من البابا أن يطلب ما يشاء فيحققه له، فكان الطلب
أن يسمح له ببناء الكنائس اللازمة لخدمة الشعب وترميم المتهدم منها، فأجابه الوالي
إلى طلبه.

رسالة
شركة إلى أخيه بطريرك إنطاكية

كتب
رسالة الشركة إلى أخيه بطريرك إنطاكية الذي رد عليه بمثلها معبرًا عن ابتهاجه
وابتهاج شعبه بوحدة الإيمان الأرثوذكسي.

قرارات
مجمع خلقيدونية

وكان
بين الأقباط عدد غير قليل قد وافق على قرارات مجمع خلقيدونية، فكان البابا يصلي من
أجلهم ليل نهار بدموع حتى يرجعوا عن طريق ضلالهم، واستجاب الرد لصلواته ودموعه
فحرك قلب رئيس هذه الجماعة ويدعى إبراهيم كما حرك قلب أبيه الروحي جُرجَه إلى
التوبة الصادقة، فقبلهما البابا مع كل جماعتهما وناولهم من الأسرار الإلهية.

فساد
سياسي ومضايقات

في
عهده كان الخليفة العباسي في ذلك الوقت هو هارون الرشيد الذي ازدهرت في عصره
العلوم والفنون، ثم توفي هارون الرشيد واختصم ابناه المأمون والأمين على الخلافة
أدت إلى حرب طاحنة بينهما وكان نصيب مصر من الشقاء نتيجة لهذه الحرب نصيب الأسد.
كما عانت مصر أيضًا من وفود خمسة عشر ألف لاجئ من بلاد الأندلس إليها، كانوا قد
قاموا بثورة فاشلة ضد الخليفة الأموي الذي قهرهم وأمر بنفيهم، فعاثوا في مصر
فسادًا إذ كانوا يضرمون النار في بيوت العبادة ويتحرشون بالمصريين الآمنين.

رأى
البابا أن يواسي شعبه في محنته فكان يتجول بينهم يعزيهم ويشددهم غير أن الأندلسيين
أخذوا يضيقون على البابا الخناق حتى اضطروه في آخر الأمر إلى ترك الإسكندرية، وأخذ
يتنقل من بلد إلى بلد لمدة خمس سنوات لا يستقر في مكان حتى لا يقع في أيديهم، إلى
أن استطاع الأمير عبد العزيز إعادة الاستقرار إلى البلاد.

مرارة
نفسه ونياحته

قرب
انتهاء هذه القلاقل إذا بشدة جديدة تصيب البابا، إذ أغارت قبائل البربر على وادي
النطرون وخربوا الأديرة وقتلوا الرهبان القاطنين فيها، ولم ينجُ من أيديهم سوى عدد
قليل تشتتوا في أنحاء الصحاري الشاسعة. فعاود الحزن قلب الأنبا مرقس الثاني وبكى
بكاءً مرًا على الأديرة وساكنيها وتضرع إلى الله أن يجعل هذه الكارثة خاتمة حياته،
لأن ما حل في عهده من بلايا قد حطم قلبه وملأه ألمًا على ألم، فاستجاب الرب
لتضرعاته وأرسل إليه ملاكًا يقول له: “لا تجزع أيها الخادم الصبور لأنك
ستنتقل إلى الأخدار السمائية يوم عيد القيامة المجيدة، وهذه هي العلامة: حين تنتهي
من خدمة القداس الإلهي ليلة العيد وتتناول من الأسرار المقدسة ستنطلق روحك من أسر
هذا الجسد
“.

لما
استيقظ البابا مرقس صبيحة تلك الليلة أخبر الأساقفة الذين كانوا معه بالحلم الذي
رآه. وقد تحقق حلم البابا السكندري إذ لم يكد ينتهي من شعائر القيامة المجيدة حتى
انطلقت روحه إلى بيعة الأبكار.

قصة
الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 403.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى