اللاهوت الدستوري

القديس البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون



القديس البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون

القديس
البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون

ولد
البابا أثناسيوس فى مدينة الاسكندرية حوالى سنه 269م. من ابوين وثنيين ولكنه تعلم
فى مدرسة مسيحية كان لها أكبر الأثر فى تنشئته ومعرفته الكثير من الحقائق
الايمانية الامر الذى دعى الى انه قام بتمثيل طقس المعمودية مع اصدقائه من الفتية
وراى ذلك البابا الكسندروس من شرفته وقال لهم بروح النبوة أن الله سيعطى كل منكم
الدرجة الكهنوتية التى ظهر بها فى التمثيلية وكان دور اثناسيوس فى التمثيلية دور
البابا البطريرك وقد تحقق فعلا هذا الكلام فيما اذ بعد ان عرضت عليه أمه الزواج
ولكنه رفض بسبب تعلقة بعشق البتولية وحب المسيح ولما وجدته هكذا اسلمته الى البابا
الكسندروس. فرح القديس بهذه الحياة الكنسية التى تحقق له ان ينهل من التعاليم
اللاهوتية والتلمذه الروحية.

ولما
راة فيه البابا الكسندروس من استعدادات روحية وكنسية رسمه شماسا ليعاونه فى الخدمة
واسم القديس اثناسيوس فى تاريخ الكنيسة يرسم أمامنا صورة ناصعة البياض لخدمة
الشموسيه ومقدراها العالى بسبب الدور الذى قام به فى مجمع نيقية المسكونى.

 

+
دوره فى مجمع نيقية.

وسط
318 أسقف ومعاونيهم وحضور الامبراطور قسطنطين لمع نجم اثناسيوس الشماس الشاب الذى
جهزته نعمة الله وعمل الروح القدس للدفاع عن الايمان وللحصول على لقب (حامى
الايمان) فقد وقف أمام أريوس المبتدع المراوغ الذى كاد أن يقنع المجمع بأن ايمانه
فى المسيح صحيحا الى ان انبرى له الشماس أثناسيوس ليحصره فى إجابة سؤال كان هو
القشة التى قصمت ظهر البعير هذا السؤال هو هل أنت تؤمن أن المسيح
HOMOOSIO ومعناها مشابه أم هذا HOMOOSIO ومعناها مساو
فأجاب بالكلمة الاولى مشابه وهذا يخالف الايمان الصحيح وتاكد المجمع أن اريوس
هرطوقى ومبتدع ووضع المجمع فى قانون الايمان هذا التعبير عن السيد المسيح (مساوى
للاب فى الجوهر) وتثبت الايمان الصحيح فى العالم المسيحى ومن أجل هذا أوصى البابا
الكسندروس قبل نياحته أن يتولى بعده اثناسيوس. ولكن عندما انتقل البابا الكسندروس
هرب أثناسيوس مختفيا ولكن الجميع وتحققت رؤيا كان قد رىها الانبا باخوميوس قال له
فيها (انى اقمت اثناسيوس عامودا ونورا لكنيستى بطريركيته.

فى
بداية بطريركيته كان السلام يسود الكنيسة لمدة ثلاث سنوات تحقق فيها للراعى الفرصة
فى افتقاد سعبه وزيارته وارتباطه بشعبه مما أثار عليه حقد الحاقدين من الهراطقة
فبدأوا يحيكون ضده المؤامرات التى ظهرت فى مجمع عقدوه يسمى مجمع صور سنه 335م وفى
هذا المجمع وجه للقديس مجموعة من التهم كلها باءت بالفشل بسبب عمل الله ودفاعه عن
قديسه.

 

التهم
المعروضه فى مجمع صور.

1-
ادعوا عليه أنه قطع ذراع أسقف يدعى أرسانيوس ولكنهم فوجئوا فى المجمع أن ارسانيوس
نفسه يدخل ويتنكر لهذا العمل ويفاجئهم بقوله هذان هما زراعى فلمن هذا الزراع
الثالث المقطوع. كان هذا الاقرار بسبب أن الاسقف ارسانيوس حركته نعمة الله وأنبت
ضميره فجاء مقرا ومعترفا فى الجميع.

2-
اتهموه بأنه أرتكب الشر مع امراة شريرة أدعت أنها فتاة واغتصبها فأرشد الرب القس
تيموثاوس (الذى صار فيما بعد البابا تيموثاوس) وقال لها هل أنا صنعت معك هذا العمل
فقالت له نعم أنت وهنا ظهر أمام المجمع أن التهمة ملفقة واكتشفت المؤامرة.

3-
اتهموه بأنه كسر كأس كاهن هرطوقى وهدم مذبحة ولكن هذا القس حضر أيضا وانكر ذلك اذ
حرك الله ضميره ايضا.

+
ولما لم يجدوا وسيلة ينتقمون منه بها اتهموه أمام الامبراطور أنه يحرض الشعب على
عدم تصدير القمح الى القسطنطنية مما دفع الامبراطور الى نفيه الى (كريف) بجنوب
فرنسا وقد كان النفى سبب بركة لأهل تلك المدينة ولما مات قسطنطين رجع اثناسيوس الى
كرسيه وكان يوما مشهودا له من كل الاوساط الكنسية لما كان فيه من تعبيرات الفرح
حتى أن القديس غريغوريس النيزينزى شبه هذا بدخول المسيح أورشليم.

+
واجه القديس تجربة مريرة أخرى على يد الاريوسيين بأن أساقفتهم

أجتمعوا
وقرروا أرسال شخص يدعى غريغوريوس الكبادوكى ليكون بطريركا على الاسكندرية دون
اثناسيوس ولكن قلب القديس العامر بالايمان والصلابة وتمسك الشعب الارثوذكس القويم
براعيهم صنع قوة ايان فى وجه البطريرك المزيف. وكم بذل القديس اثناسيوس وشعبه من
جهاد فى سبيل الحفاظ على الكرسى الاسكندرى من سلطة اتباع الهراطقة وكم قتل من
الشعب فى ذلك اليوم بسبب هجوم الجند عليهم مع البطريرك المزيف. وبعد هذه الفترة
سافر القديس الى رومية. ولكن عاد بعد تسع سنوات فى نحو سنه 349م.

 

+
وقد وقف القديس انطونيوس مع البابا اثناسيوس فى الدفاع عن الايمان اذ ترك خلوته
وجاء الى الاسكندرية معلما وموضحا أن تعاليم أريوس هرطقة.

 

+
ولكن للمرة الثالثة صدر أمر من الامبراطور قسطنطنيوس وحضر الجنود الى الكنيسة
لتنفيذ ذلك والقبض على البابا ولكن مجموعة من الرهبان سحبوه للخارج مع انه لم يكن
يرغب فى الهرب وظل فى هذه الفترة متخفيا يتفقد شعبه لمدة ست سنوات.

 

+
وكما قاوم القديس أثناسيوس بدعة اريوس هكذا أيضا قاوم بدعة مكدونيوس ويظهر دفاعه
هذا فى رسالة أرسلها الى الاسقف سرابيون اسقف اثمى.

 

+
فى هذه الفترة التى كان القديس متخفيا فيها كان الشعب القبطى يعانى من اضطهاد
البطريرك الدخيل المدعو جيؤرجيوس وذهب البابا اثناسيوس الى القسطنطينية رافقا
بجواره الى الملك. ولكن الملك وضعة فى سفينة بدون خبز أو ماء وتركه فى عرض البحر
ولكن عناية الله كانت ترعاه ووصل الى الاسكندرية بمعجزة فى اليوم الثالث من قيامها.

 

 وبعد
موت الامبراطور قسطنطنيوس تولى الحكم بعده يوليانوس الملقب فيما بعد بالجاحد فقد
كان فى أول حكمه بدأ بارجاع الاساقفة المنفيين كان ذلك فى سنه 361م. عاد القديس
اثناسيوس الى كرسيه وقد حمل فى قلبه كل حب أبوى نحو شعبه وايضا نحو الهراطقة
لجذبهم الى الايمان الصحيح ولكن سرعان ما انقلب يوليانوس عن الكنيسة والايمان كله
وأمر اثناسيوس بمغادرة الاسكندرية فذهب الى طيبة وظل هكذا حتى مات الملك الجاحد
وتولى بعده يوبيانوس سنه 363م. وقد كان رجلا مؤمنا فأمر بارجاع القديس الى كرسيه
بل وأكثر من ذلك أن طلب الامبراطور من الانبا اثناسيوس أن يزوره وقد لبى هذا الطلب
وسافر الى انطاكية ولم يدم حكم الامبراطور يوبيانوس سوى سبعة شهور فقط تولى بعده
فالنس وقد كان أريوسيا فأصدر أمر تفقد شعبه وذهب الى قبرابية واختفى هناك أربعة
شهور أعاده الامبراطور بعدها مضطرا تحت رغبة والحاح شعبه. وقضى هذه الفتره الاخيرة
بين شعبة وأولادة فى كرسيه الى أن تنيح بسلام فى شهر بشنس سنه 373م. بعد أن قضى
حوالى 46 سنه كانت حافله بالجهاد والتعب والعرق والدموع والصلاة والتعليم والحب
والحنو واستحق أن ينال اكليل البر واستحق أن تلقبه الكنيسة (اثناسيوس الرسولى).
وبلغ اعجاب الغربيين به أن نقلوا رفاته تدريجيا الى بلادهم من الاسكندرية الى
القسطنطينية والى البندقية ففرنسا فأسبانيا وقد أعاد رفاته الى مصر قداسة البابا
المعظم الانبا شنودة الثالث فى 10 مايو 1973م.

 

مؤلفات
البابا اثناسيوس.

للبابا
مؤلفات عديدة كلها تركزت حول محاربة البدعة الاريوسيه وهى.

1-
رسالة ضد الأمم

2-
رسالة فى التجسد

3-
أربع رسائل ضد الاريوسين.

4-
خطاب ضد الاريوسيين.

5-
رسالة فى هربه.

6-
اجتاح بعث الى الامبراطور قسطنطين الكبير.

7-
تاريخ البدع الاريوسية والمانيكية.

8-
كتاب فى تجسد الكلمة.

9-
رسالة جامعة الى الاساقفة.

10-رسالة
فى قوانين مجمع نيقية.

11-رسالة
الى اسقف مصر وليبيا.

12-اربع
رسائل الى سيرابيون.

13-رسالة
مجمعى أرمنيى وسلوكية المحليين.

14-رسالة
الى روفس.

15-رسائل
الى أهل انطاكية.

16-جدول
الاسفار الالهيه.

 

 اختصار
لنص ثلاثة من هذه الرسائل

1-
رسالة الى الراهب عمون.

أن
الامناء الليلى اذا حدث من غير قصد لا يعد خطيئه اذ ما هى الخطيئه أو النجاسه فى
أى افراز يحدث بحسب نواميس الطبيعة نفسها اليس من الجهل أن نحسب بروز الاف من
الاذن خطيئة؟ ومثله البصاق يتفل من الفم والمخاط يعزل من الانف؟ ويمكننا أن تضيق
الى ذلك عدة اشياء يتضح فيها أن البراز أمر حتمى فى حياة الحيوان واذ كنا نعتقد أن
الانسان هو كما تعلمنا عن الكتاب المقدس صنع يد الله فكيف يمكن الافتراض بأن
الضرورة تقضى عليه بالاقدام على عمل شئ نجس؟ وما دمنا ابناء الله كما يعلمنا سفر
الاعمال (فليس فينا شئ غير نقى) (1 ع 17: 28 – 29) وهكذا فالزواج غير نجس (بل هو
طاهر) ولو كانت البتولية (وهى فضيلة ملائكية أن يسمو عليها شئ) تفضل على الزواج

 

خلاصة
رسالته فى جدول الاسفار الالهية.

بما
أن المبتدعين يستشهدون بكتابات غير قانونية وبدأ ذلك حتى فى العصر الذى كتب فيه
القديس لوقا بشارته لذلك رأيت أنه يحسن أن أعدد الاسفار التى استلمنا حسب التقليد
الشريف انها الكتب القانونية التى نؤمن أنها كتب بوحى الهى ففى العهد القديم اثنان
وعشرون سفرا وهى التكوين والخروج واللاويين والعدد وتثنية الاشتراع ثم يشوع
والقضاة وراعوث والملوك الاربعة فى سفرين وأخبار الايام الاول والثانى فى سفر واحد
ثم عزرا الاول والثانى (أى عزرا ونحميا) ثم المزامير والامثال والجامعه ونشيد
الانشاد فأيوب وكتب الانبياء الاثنى عشر وتعد سفرا واحدا ثم نبوات اشعياء وارميا
مع رسالة باروخ والمراثى وحزقيال ودانيال. وهذه هى اسفار العهد الجديد وعددها كما
هى بين ايدينا وختمها بسفر الرؤيا. هذه هى ينابيع الخلاص ومن يغطس يستطيع أن يرتوى
بما فيها من بلاغة وفى هذه الاسفار وبعدها بشارة الخلاص وعقيدة حسن العبادة فلا
يتطاولن أحد يضيف اليها أو يطرح فيها شيئا. والزيادة والتدقيق أقول أنه توجد ايضا
بضعه كتب لم تذكر فى نطاق هذا القانون وقد أوحى الاباء أن يطالعها المنضمون حديثا
الى الكنيسة والراغبون فى ان يتربون فى حسن العباده وهى حكمة سليمان وحكمة سيراخ
واسفار استير ويهوديت وطوبيا وتعليم الرسل (الدسقولية) والراعى أما كتب المبدعين غير
القانون فلا يجوز قراءة شئ منها.

 

الرسالة
الى اورفيانوس.

إن
المجمع الذى عقد فى بلاد اليونان وشمل الذين فى اسبانيا وفرنسا قد حدد أن الذين
سقطوا أو الذين كانوا زعماء الضلال (الأريوسى) يعفى عنهم اذا تابوا ولكن لا يسمح
لهم أن يتقدموا الى الرتب الاكليركية أما الذين لم يجحدوا ديانة حسن العبادة
ولكنهم انفصلوا قهرا واضطرار فراى المجمع أن يصفح عنهم وأن يبقوا مقبولا واعطوا
تأمينات بأنهم لن يتحولوا بعد عن الايمان القديم أما الشعب الذى خدع أو ارغم على
الانفصال فليصبح عنه اذا تاب ولفظ اللعنة جهارا افذوكسيوس واوزيوس زعيمى
الاريوسيين الذين يقولون أن المسيح مخلوق ويجب أن يحرموا ايضا ذلك الايمان الباطل
بعد أن يعلنوا اعترافهم بايمان الاباء فى مجمع نيقية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى