اللاهوت الروحي

الفصل السادس



الفصل السادس

الفصل السادس

الرب يسوع المسيح هو مثلنا الأعلى في الصلاة
وترتيبها

مقالات ذات صلة

37- الرب يسوع المسيح
هو مثلنا الأعلى في الصلاة وترتيبها

الرب يسوع المسيح هو
معلم الصلاة العظيم الذي كان في أيام تجسده يكثر من الصلاة والتحدث مع الآباء
والشركة القوية معه. الذي يقضى الليل كله في الصلاة (لو 6: 12)

 

وخرج ومضى كالعادة الى
جبل الزيتون (لو 22: 39) وكان يخرج طبعا الى الجبل للصلاة والمناجاة.

 

ومع ذلك فقد ذكرت عنه
الأناجيل أنه صلى في أوقات معلمة وبطريقة مرتبة:

 

+ فقد كان يصلى في
الصباح الباكر كما هو مكتوب ” وفى الصباح باكر جدا قام وخرج الى موضع خلاء
وكان يصلى هناك ” (مر 1: 35).

 

+ صلى الرب يسوع في وقت
الساعة السادسة وهو معلق على عود الصليب طالبا الغفران لصاليبه قائلا: ” يا
أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ” (لو 23: 34)

 

+ كما صلى في وقت
الساعة التاسعة مسلما روحه الطاهرة في يدى الأب قائلاً: “يا أبتاه في يديك
استودع روحى” (لو 23: 46).

 

+ وكان يصلى في المساء
بعد أن يقضى اليوم كله في التعليم وشفاء المرضى وعمل الخير، فقد كتب عنه ”
وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلى. ولما صار المساء كان هناك وحده
” (مت 14: 23)

 

+ صلاة نصف الليل حددها
فى بستان جثيمانى بثلاث خدمات متتالية كما ذكر عنه الانجيلى متى قائلا: ”
حينئذ جاء معهم الى ضيعة يقال لها جثيمانى… ثم تقدم قليل وخر على وجهه وكان
يصلى… ثم مضى ثانية وصلى.. فتركهم ومضى أيضا وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه،
ثم جاء الى تلاميذه وقال لهم ناموا الآن واستريحوا ” (مت 26: 36 – 45)

 

وهكذا أمرهم بالنوم بعد
أن صلى الثلاث خدمات التى لصلاة نصف الليل.

 

وعن أهمية صلاة نصف
الليل ذكر مثل العذراى الحكيمات الذي قال فيه ” وفى نصف الليل صار صراخ هوذا
العريس قد أقبل فقمن والمستعدات دخلن معه الى العرس وأغلق الباب” (مت 25: 6 –
10) وفى نهاية المثل قال الرب ناصحا لنا “فاسهروا إذن لأنكم لا تعرفون اليوم
ولا الساعة التى ياتى فيها ابن الإنسان” (مت 25: 13).

 

وأشار أيضا الى صلاة
نصف الليل بخدماتها الثلاث في حديثه عن العبيد الأمناء بقوله ” طوبى لأولئك
العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين، الحق أقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم
ويتقدم ويخدمهم، وإذا أتى في الهزيع الثانى أو الثالث ووجدهم يفعلون هكذا فطوبى
لأولئك العبيد ” (لو 12: 27)، وهذا الفصل من الإنجيل يقرأ دائما في الخدمة
الثالثة من صلاة نصف الليل.

 

وفى مكان آخر ينصحنا
الرب بالسهر والصلاة قائلا: ” اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة ” (مت
26: 41) لان الصلاة تجعل الرب يسندنا وينجينا من التجارب التى هى فوق طاقتنا.

 

+ كما كان الرب يسوع
متعودا على الذهاب الى المجامع في السبوت للصلاة وسماع التعليم كما كتب عنه لوقا
الانجيلى ” ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ” (لو 4: 16

 

+ وفى مثل الفعلة ذكر
الرب يسوع أن صاحب الكرم استأجر فعلة للعمل في كرمه في الصباح (باكر) وفى الساعة
الثالثة وفى الساعة السادسة وفى الساعة التاسعة وفى الساعة الحادية عشرة (الغروب)
وأعطى الجميع أجرتهم (مت 20: 1 – 16) وهكذا ذكر الرب معظم ساعات الصلاة الطقسية
الرسمية اليومية كتنبيه لممارستها والقيام بهذا العمل المقدس.. والله الذي لا ينسى
تعب المحبة وجهاد الفضيلة يعطى الأجر مضاعفا لكل الجاهدين الأمناء.

 

وهكذا وضع لنا الرب
يسوع أساسا متينا للصلاة والعبادة في أوقات محددة وساعات معينة حتى يكون كل شئ
بلياقة وبحسب ترتيب (1 كو 14: 4) لان ” إلهنا اله سلام (ونظام) وليس اله تشويش
” (1 كو 14: 33) وقد ترك لنا مثالا لكى نتبع خطواته (1 بط 2: 12).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى