اللاهوت الدفاعي

الفصل الخامس



الفصل الخامس

الفصل الخامس

كتابة وتدوين الوحي الإلهي ومداه

 

1- كتابة الأنبياء وتدوينهم للوحي الإلهي

 بعد أن
تسلم الأنبياء والرسل كلمة الله ووحيه الذي نطق به الروح القدس على لسانهم وتكلم
به على أفواههم وأعلنوه لمعاصريهم سواء شفاهةً أو مكتوباً كلفهم الله بكتابه وحيه
هذا وكلمته والكيفية التي تكلم بها إليهم ونطق بها على لسانهم وبأفواههم والكيفية
التي تكلموا بها، هم، ونادوا بكلمة الله ووحيه الإلهي والأحداث المتعلقة بها
والظروف التاريخية…الخ. وقد كتب هؤلاء الأنبياء والرسل كلمة الله ووحيه، الذي
سبق أن نطقوا به وأعلنوه وسلموه لمعاصريهم وحفظوه شفوياً، في أسفار بناء على أمر
الله وبوحيه الإلهي أيضاً ” محمولين بالروح القدس “، ” مسوقين من
الروح القدس ” ؛ “ وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون
حسنا أن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع
كوكب الصبح في قلوبكم عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص
لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح
القدس
” (2بط19: 1-21). وعبارة ” كل نبوة الكتاب ” حرفياً هي
” كل نبوة الكتاب المقدس ” فالكلمة المترجمة كتاب هنا هي ” جرافيس
graphisgrafhV
” وتعنى ” الأسفار المقدسة، الكتاب المقدس –
scripture “، أي أن كل الكتاب المقدس، كل ما كتبه الأنبياء في الكتاب
المقدس، كل نقطة وكل حرف وكل كلمة وكل عبارة وكل جملة وكل فقرة وكل فصل، إصحاح،
وكل سفر، كل الكتاب المقدس، كتبه الروح القدس بواسطة، عن طريق، أناس الله
القديسين، الأنبياء والرسل، محمولين بالروح القدس، فقد كانوا في حالة تسليم كامل
بالعقل والإرادة للروح القدس الطاغي، الذي تكلم على لسانهم وبأفواههم ودون كتابه
المقدس بواسطتهم، فالكتاب المقدس هو كلمة الله ووحيه الإلهي.

 قال
القديس بولس بالروح القدس ” وأما أنت فاثبت على ما تعلمت وأيقنت عارفا ممن
تعلمت وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص
بالإيمان الذي في المسيح يسوع، كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم
والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ” (2تى15: 3-16). وقد ورد النص
الإلهي ” كل الكتاب هو موحى به من الله ” في اليونانية هكذا
grafh qeopneustoV pasa
” ”
pasa graphi theopneustos “، ويعنى ” كل الأسفار المقدسة “، ” كل الكتب
المقدسة ” التي عرفها تيموثاؤس منذ الطفولية، ” كل فقرة في الأسفار
المقدسة، الكتاب المقدس ككل ” هو ” نفس الله، ما تنفس به الله “،
” كلمة الله “، ” كل كلمة تخرج من فم الله ” (مت4: 4)، كلمة
الله ووحيه الإلهي الذى كتب ودون بوحي الله وأمره:

+ ” فقال الرب لموسى اكتب هذا
تذكارا في الكتاب وضعه في مسامع يشوع فأنى سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء
” (خر14: 17).

+ ” وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه
الكلمات
لأنني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع إسرائيل ” (خر27: 34).

+ ” فاكتب على اللوحين الكلمات التي
كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما وتضعهما في التابوت ” (تث2: 10).

+ ” فكتب موسى جميع أقوال الرب
(خر4: 24).

+ ” وكتب موسى مخارجهم برحلاتهم حسب قول
الرب
” (عد2: 33).

+ ” تقيم لنفسك حجارة كبيرة تشيدها بالّشيد
وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس
وتكتب
على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس
نقشا جيدا
“(تث3: 27،8).

وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة
بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل ” (تث9: 31).

+ ” فالان اكتبوا لأنفسكم هذا
النشيد
وعلم بني إسرائيل إياه ضعه في أفواههم لكي يكون لي هذا النشيد شاهدا
على بني إسرائيل
فكتب موسى هذا النشيد في ذلك اليوم وعلم بني
إسرائيل إياه ” (تث19: 31،22).

+ “ وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة
الله
” (يش26: 24).

+ ” فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه
في السفر ووضعه أمام الرب
” (1صم25: 10).

+ ويقول سليمان الحكيم ” ألم اكتب لك أمورا
شريفة من جهة مؤامرة ومعرفة ” (ام20: 22).

+ ويقول اشعياء النبي بالروح ” وقال لي
الرب خذ لنفسك لوحا كبيرا واكتب عليه بقلم
إنسان لمهير شلال حاش بز ”
(اش1: 8)، ” تعال الآن اكتب هذا عندهم على لوح وارسمه في سفر ليكون
لزمن آت للابد إلى الدهور ” (اش8: 30).

+ ” هكذا تكلم الرب اله إسرائيل قائلا
اكتب كل الكلام الذي تكلمت به إليك في سفر
” (ار2: 30). وقال الله ارميا
النبي ” خذ لنفسك درج سفر واكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به على
إسرائيل وعلى يهوذا وعلى كل الشعوب ” (ار2: 36).

+ ” فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ
عن فم ارميا كل كلام الرب الذي كلمه به في درج السفر ” (ار4: 36). ويشرح باروخ
الكاتب كيف كان ارميا النبي يمليه كلمة الله وهو يكتبها بقلمه ” فقال لهم
باروخ بفمه كان يقرا لي كل هذا الكلام وأنا كنت اكتب في السفر بالحبر
” (ار18: 36).

+ ولما أحرق الملك يهوياقيم ما سبق أن كتبه
ارميا أمره الله قائلاً ” عد فخذ لنفسك درجا آخر واكتب فيه كل الكلام
الأول
الذي كان في الدرج الأول الذي احرقه يهوياقيم ملك يهوذا
فاخذ ارميا درجا آخر ودفعه لباروخ بن نيريا الكاتب فكتب فيه عن فم
ارميا كل كلام السفر الذي احرقه يهوياقيم ملك يهوذا بالنار وزيد عليه أيضا كلام
كثير مثله ” (ار28: 36،32).

” فكتب ارميا كل الشر الآتي على بابل في
سفر واحد ” (ار60: 51).

+ و قال الله لحزقيال النبي” يا ابن آدم اكتب
لنفسك اسم اليوم هذا اليوم بعينه فان ملك بابل قد اقترب إلى أورشليم هذا اليوم
بعينه ” (حز2: 24). ” وأنت يا ابن آدم خذ لنفسك عصا واحدة واكتب عليها
ليهوذا ولبني إسرائيل رفقائه وخذ عصا أخرى واكتب عليها ليوسف عصا افرايم وكل بيت
إسرائيل رفقائه ” (حز16: 37). ” فان خزوا من كل ما فعلوه فعرفهم صورة
البيت ورسمه و مخارجه ومداخله وكل أشكاله وكل فرائضه وكل أشكاله وكل شرائعه واكتب
ذلك قدام أعينهم ليحفظوا كل رسومه وكل فرائضه ويعملوا بها “
(حز11: 43).

+ ويقول دانيال النبي في سفره ” في السنة
الأولى لبيلشاصر ملك بابل رأى دانيال حلما ورؤى رأسه على فراشه حينئذ كتب الحلم
واخبر براس الكلام ” (دا1: 7).

+ وقال لهوشع النبي ” اكتب له كثرة
شرائعي فهي تحسب أجنبية ” (هو12: 8).

+ ويقول حبقوق النبي بالروح “ فأجابني
الرب وقال اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح
لكي يركض قارئها ” (حب2: 2).

 + وفى العهد الجديد يقول القديس لوقا
بالروح ” رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب
على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس ” (لو3: 1).

+ ويقول القديس يوحنا بالروح في ختام الإنجيل
الرابع ” وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما
هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم
حياة باسمه ” (يو31: 20). ويقول عن نفسه بالروح ” هذا هو التلميذ الذي يشهد
بهذا وكتب
” (يو24: 21).

+ ويؤكد القديس بولس بالروح أن ما يكتبه هو كلمة
الله الموحى بها إليه ” أن كان أحد يحسب نفسه نبيا أو روحيا فليعلم ما
اكتبه إليكم انه وصايا الرب
” (1كو37: 14)، ” فأننا لا نكتب
إليكم بشيء أخر سوى ما تقراون أو تعرفون
” (2كو13: 1)،” انه
بإعلان عرفني بالسر كما سبقت فكتبت بالإيجاز
” (2كو3: 3).

+ ويؤكد القديس بطرس بالروح أيضاً أن ما كتبه هو
وما كتبه القديس بولس بالروح القدس هو كلمة الله ووحيه الإلهي ” هذه اكتبها
الآن إليكم رسالة ثانية
أيها الأحباء فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي، لتذكروا
الأقوال التي قالها سابقا الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب و المخلص

واحسبوا أناة ربنا خلاصا كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضا بحسب الحكمة
المعطاة له
كما في الرسائل كلها أيضا متكلما فيها عن هذه الأمور ” (2بط1:
3،2،16-17).

+ ويقول القديس يوحنا بالروح ” الذي كان من
البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة
الحياة فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند
الاب وأظهرت لنا الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما
شركتنا نحن فهي مع الاب ومع ابنه يسوع المسيح ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم
كامل
“(1يو1: 1-3).

+ ” يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي
لا تخطئوا وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار ” (1يو1: 2).

+ ” أيها الاخوة لست اكتب إليكم وصية
جديدة بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها
من البدء
” (1يو7: 2).

+ ” أيضا وصية جديدة اكتب إليكم ما
هو حق فيه و فيكم أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء ” (1يو8: 2).

+ “ اكتب إليكم أيها الأولاد لأنه
قد غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه. اكتب إليكم أيها الآباء لأنكم قد عرفتم
الذي من البدء اكتب إليكم أيها الأحداث لأنكم قد غلبتم الشرير اكتب
إليكم
أيها الأولاد لأنكم قد عرفتم الاب. كتبت إليكم أيها الآباء لأنكم
قد عرفتم الذي من البدء كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله
ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير ” (1يو12: 2-14).‏ ” كتبت إليكم هذا
عن الذين يضلونكم ” (1يو26: 2). ” كتبت هذا إليكم انتم المؤمنين
باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله ”
(13: 5).

+ ” والآن اطلب منك يا كيرية لا كأني
اكتب إليك وصية جديدة
بل التي كانت عندنا من البدء أن يحب بعضنا بعضا ”
(2يو5: 1). ” كتبت إلي الكنيسة ولكن ديوتريفس ” (3يو9: 1).

+ ويقول القديس يهوذا أخو يعقوب ” أيها
الأحباء إذ كنت اصنع كل الجهد لاكتب اليكم عن الخلاص المشترك اضطررت أن اكتب
إليكم واعظا
أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلم مرة للقديسين ” (يه3: 1).

+ وفى سفر الرؤيا يتكرر الأمر الإلهي للقديس
يوحنا ” أكتب ” 14 مرة فيأمر السيد المسيح القديس يوحنا ” قائلا
أنا هو الألف والياء الأول والآخر والذي تراه اكتب في كتاب
وأرسل إلى السبع
الكنائس التي في آسيا ” (رؤ11: 1)، ” فاكتب ما رأيت وما هو كائن و ما
هو عتيد أن يكون بعد هذا
” (رؤ19: 1)، ” اكتب إلى ملاك كنيسة
افسس ” (رؤ1: 2)، ” واكتب إلي ملاك كنيسة سميرنا ” (رؤ8:
2)،” واكتب إلي ملاك الكنيسة التي في برغامس ” (رؤ12: 2)، ”
واكتب إلي ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا ” (رؤ18: 2)، ” واكتب
إلي
ملاك الكنيسة التي في ساردس ” (رؤ1: 3)، ” واكتب إلي ملاك
الكنيسة التي في فيلادلفيا ” (رؤ7: 3)، ” واكتب إلي ملاك كنيسة
اللاودكيين ” (رؤ14: 3). ويقول القديس يوحنا ” وسمعت صوتا من السماء
قائلا لي اكتب “(رؤ13: 14؛9: 19). وقال له الجالس على العرش ” اكتب
فان هذه الأقوال صادقة وأمينة ” (رؤ5: 21).

 

2- ماذا كُتب في
الأسفار المقدسة وما مدى الوحي فيه

كتب الأنبياء والرسل ودونوا إعلانات الله ووحيه
الإلهي الذي أعطى لهم في الأسفار المقدسة بناء على أمر الله المباشر لهم، كما بينا
أعلاه. والسؤال الآن هو ؛ ماذا كتبوا وما الذي دونوه في هذه الأسفار وما مدى
الوحي فيما دونوه؟ وهل أوحى لكل نبي أو رسول بكتابة السفر كله بما فيه من أفكار
وأراء وتقديرات وميول شخصية أم بأجزاء دون غيرها؟ وما دور كل نبي أو رسول فيما
كتب؟

 وقبل
الإجابة نوضح الآتي ؛ تضم أسفار الكتاب المقدس العناصر التالية:

1 – كلام الله المباشر مثل أقواله وأحاديثه التي
أعطاها لموسى النبي ” فماً إلى فمٍ ” (عد8: 12) ومناداته لصموئيل النبي
” صموئيل صموئيل ” (صم10: 3) وصوت الآب السماوي في العماد والتجلى
” هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت ” (مت 17: 3؛5: 17) وعند تمجيد الابن
أمام التلاميذ وبعض اليونانيين ” مجّدتُ وأمجّد أيضا ” (يو28: 12)،
وأقوال وتعاليم وأحاديث السيد المسيح، كلمة الله.

2 – كلام الله بالروح القدس على فم الأنبياء
كقوله لموسى النبي ” وأكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به ” (خر12: 4)، وقول
داود النبي ” روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني ” (2صم 2: 23)، وقو ل
بولس الرسول ” حسناً كلم الروح القدس آباءنا باشعياء النبي ” (أع 25:
28)، وما كتب في رسائل العهد الجديد بالروح القدس” ما اكتبه إليكم انه وصايا
الرب ” (1كو37: 14).

3 – أقوال الأنبياء وأحاديثهم سواء في حواراتهم
مع الله مثل دفاع موسى عن بنى إسرائيل في حالة سقوطهم في الشر وعبادة الأوثان
وصراخ إيليا وهو يطلب الموت لنفسه وكذلك أيوب وارميا وهما يلعنان اليوم الذي ولد
كل منهما فيه، وأحاديث التلاميذ والرسل مع السيد المسيح واستفساراتهم عن أمور
كثيرة. أو في حواراتهم وأحاديثهم مع الناس وأحاديث الناس معهم مثل حوار جميع
الأنبياء مع الملوك والقادة والشعب، وأحاديث الأنبياء والتلاميذ بعضهم مع بعض،
وحوارات الكهنة والكتبة والفريسسن ورؤساء المجامع مع السيد المسيح وتلاميذه ورسله،
وأحاديث المرأة السامرية والمرأة الكنعانية وغيرهما مع السيد المسيح، وحديث
الجارية مع القديس بطرس، وسيمون الساحر مع الرسل.. الخ. وقول بولس الرسول عندما
عبر عن رأيه الشخصي في مسألة من مسائل الزواج ” وأما الباقون فأقول لهم
أنا لا الرب
أن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها أقول
أنا لا الرب
” (1كو12: 7).

4 – المعجزات التي صنعها الأنبياء والسيد المسيح
وتلاميذه ورسله وكيفية إتمامها والحوارات التي تمت مع من صنعت لهم هذه المعجزات
وتأثيرها على معاصريها والأحداث والمواقف المتعلقة بها.

5 – أقوال الشيطان وأحاديثه مع الله وأكاذيبه مع
البشر مثل كذبه على حواء في موضوع الأكل من شجرة معرفة الخير والشر وحديثه مع الله
عن أيوب، وحديثه مع السيد المسيح على الجبل، وأقواله على فم الأنبياء الكذبة..الخ

6 – الأقوال المأخوذة من بعض الكتب غير الموحى
بها مثل سفر حروب الرب وسفر ياشر في العهد القديم وسفر أخنوخ في رسالة يهوذا في
العهد الجديد واقتباس القديس بولس لإحدى عبارات أحد الشعراء اليونان.

7 – التفصيلات التاريخية والفيزيائية منذ نشأة
الكون وخلق البشرية وتكاثرها وتكوين جسم الإنسان وتحلله عند الموت، والطوفان وهلاك
كثير من المدن والبلدان، والمرتبطة بعلاقة الإنسان بالله سواء من جهة خلق الله
للإنسان أو من جهة طاعة الإنسان لله، وجغرافية المناطق التي عاش فيها الآباء والتي
كانت مسرحاً لرسالة الأنبياء والسيد المسيح، والظروف البيئية والحضارية التي عاشوا
تحت ظلها، وبعض الحقائق الفلكية للكون وما فيه من مجرات ونجوم وشموس وكواكب …الخ.

8 – الشرور والخطايا التي سقط فيها البعض مثل
زنى يهوذا بن يعقوب مع كنته ثامار (تك38) وداود مع زوجة أوريا الحثى (2صم11) وسقوط
بنى إسرائيل في عبادة الأوثان مرات كثيرة وإقامة سليمان لعبادة الأوثان وإنكار
بطرس للمسيح وشك توما في قيامته..الخ.

+ هذه العناصر كلها، ما كان قد أعلن وأوحى منها
للأنبياء بطرق الإعلان والوحي المختلفة وما أرتبط بها من أحداث ومواقف أثناء حياة
الأنبياء ومعاصريهم، كتبها الأنبياء والرسل ودونوها في الأسفار المقدسة بالروح
القدس باعتبارهم، هم، أبطالها الذين عاشوها بأنفسهم كوسطاء بين الله والناس الذين
أعلن الله نفسه للبشرية من خلالهم وتكلم بواسطتهم وبأفواههم وعلى لسانهم وحملوا
رسالاته وإعلاناته ونادوا بكلمته، وواجهوا رد فعل الناس تجاه هذه الرسالة سواء
بالقبول أو الرفض، وذلك حسب أمر الله ” وكتب موسى مخارجهم برحلاتهم حسب
قول الرب
” (عد2: 33)، ومثل تفاصيل حياة بعض رجال الله مثل داود ” وأمور
داود الملك الأولى والأخيرة هي مكتوبة
في أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان
النبي وأخبار جاد الرائي ” (1أى29: 29). وهى جميعها كلمة الله، نفس الله،
لأنها كتبت بوحي وتأثير وقيادة روحه القدوس الذي ذكرهم بما سبق أن أعلن لهم وعلمهم
ما لم يكونوا يعلموه وأرشدهم إلى ما يجب أن يكتب ويسجل من مواقف وأقوال لفائدة
البشرية في كل الأجيال “ كل الكتاب هو موحى به من الله “، ”
ما تنفس به الله “.

 ويصف
الكتاب كل ما كُتب فيه بالمكتوب الذي لا يمكن أن ينقض ولا يمكن أن ينسخ أو ينقص
منه أو يضاف إليه حرف واحد “ لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا
تنقصوا منه
” (تث2: 4)، ” الكلام الذي أوصيتك أن تتكلم به إليهم
لا تنقص كلمة
” (ار2: 26)، “ وان كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه
النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا
الكتاب
” (رؤ19: 22). كما وُصف ب ” الكتب المقدسة
(رو2: 1؛2تى15: 3)، و ال” مكتوب في

كتاب الأنبياء ” (أع42: 7)،
الذي لا بد أن يتم ما فيه من نبوات ” لكي تكمل كتب الأنبياء
(مت56: 26). وجميعها توصف بالكتاب أو المكتوب أو بكلمة الله.

 وقد
كتبت هذه الأمور جميعها بأدق تفاصيلها لأجل تعليم البشرية في جميع الأجيال وليكون
لها فيها درساً ومثالاً في كل العصور كقوله ” لان كل ما سبق فكتب كتب لأجل
تعليمنا
حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء ” (رو4:
15). فيقدم لنا الوحي الإلهي من خلال تسجيل وتدوين وكتابة قصص الإيمان في حياة
الأبرار وما صنعوه بقوة الإيمان عبر التاريخ، وكيف أنهم بالإيمان قهروا العالم
برغم ضعفهم البشرى، نموذجا للإقتداء بهم وبإيمانهم ” بالإيمان قدم هابيل
لله ذبيحة
افضل من قايين فيه شهد له انه بار إذ شهد الله لقرابينه وبه وان مات
يتكلم بعد. بالإيمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لان الله نقله إذ
قبل نقله شهد له أبانه قد أرضى الله … بالإيمان نوح لما أوحى إليه عن أمور
لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم وصار وارثا للبر الذي حسب
الإيمان. بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا
أن يأخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي … بالإيمان قدم إبراهيم اسحق
وهو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده، الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل … بالإيمان
اسحق بارك يعقوب وعيسو
من جهة أمور عتيدة. بالإيمان يعقوب عند موته بارك
كل واحد من ابني يوسف وسجد على راس عصاه. بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني
إسرائيل
وأوصي من جهة عظامه. بالإيمان موسى بعدما ولد أخفاه أبواه ثلاثة
اشهر
لأنهما رأيا الصبي جميلا ولم يخشيا آمر الملك. بالإيمان موسى لما كبر
آبي أن يدعى ابن ابنة فرعون
، مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له
تمتع وقتي بالخطية … بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد
كأنه يرى من لا يرى. بالإيمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الأبكار.
بالإيمان اجتازوا في البحر الأحمر كما في اليابسة … بالإيمان سقطت أسوار أريحا
بعدما طيف حولها سبعة أيام. بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة إذ
قبلت الجاسوسين بسلام. وماذا أتقول أيضا لأنه يعوزني الوقت أن أخبرت عن جدعون
وباراق وشمشون و يفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان قهروا ممالك
صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا أفواه اسود اطفاوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا
من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء آخذت نساء أمواتهن بقيامة واخرون
عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل.
واخرون تجربوا في هزء وجلد ثم
في قيود أيضا وحبس. رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود
معزى معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري وجبال
ومغاير وشقوق الأرض فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد إذ سبق الله
فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا ” عب11)، “اذكروا مرشديكم
الذين كلموكم بكلمة الله انظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم

(عب7: 13).

 كما
يعرفنا الكتاب أيضا من خلال بعض الشخصيات التي سقطت في الخطية وخالفت الله ولم تطع
وصاياه أن نتيجة الخطية هي موت، فهو لا يشجع على الخطية ولا يعرى أو يجرح هؤلاء
الأشخاص، وإنما يبين نتيجتها ليحذر الإنسان من السقوط فيها فيتجنب الموت الأبدي
أن أجرة الخطية هي موت ” (رو23: 6). فعندما سقط آدم في الخطية
وتعدى وصية الله طرد من جنة عدن ومات روحياً وتحلل جسده وعاد إلى التراب الذي أُخذ
منه (جا7: 12). وعندما أخطأ داود مع امرأة أوريا الحثى وتسبب في قتله كان عقابه من
الله شديداً إذ وبخه الله ومات أبنه (2صم11،12)، وعندما تزوج سليمان بأجنبيات
وثنيات مخالفاً بذلك وصية الله (خر16: 34) ومال قلبه وراء آلهة وثنية ” ولم
يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهة ” (1مل1: 11-8) غضب الله عليه وحكم بتمزيق
مملكته عنه (1مل9: 11). وعندما سقط بنو إسرائيل في الخطية والتعدي على وصايا الله
وأحكامه وعبدوا الأوثان هلكت مملكتهم وتشتتوا في بقاع الأرض. يقول الكتاب ” وهذه
الأمور حدثت مثالا لنا حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى أولئك. فلا تكونوا

عبدة أوثان كما كان أناس منهم كما هو مكتوب جلس الشعب للآكل والشرب ثم
قاموا للعب. ولا نزن كما زنى أناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة
وعشرون ألفا. ولا نجرب المسيح كما جرب أيضا أناس منهم فأهلكتهم
الحيات. ولا تتذمروا كما تذمر أيضا أناس منهم فأهلكهم المهلك. فهذه
الأمور جميعها أصابتهم مثالا وكتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور
.
إذا من يظن انه قائم فلينظر أن لا يسقط ” (1كو5: 10-12).

 وفى كل
الأحوال تتلازم الحقائق العلمية المادية دائماً مع الحقائق الروحية ؛ مثل خطية آدم
وموته الجسدي الفيزيقي، ومثل هلاك بعض المدن مثل سدوم وعمورة وارتباطه الفعلي
بالشر والخطية، ودمار مملكتا إسرائيل ويهوذا والهيكل بسبب شر بنى إسرائيل.

+ وكان لابد أن يذكر الكتاب أعمال الشيطان
وأقواله ليعرف الإنسان من هو خصمه غير المرئي الذي يتصارع معه ” فان مصارعتنا
ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع
أجناد الشر الروحية في السماويات ” (أف12: 6).

+ أما ما أقتبسه الكتاب من الكتب غير الموحى بها
والتي كانت معاصرة للأنبياء فهذا يرجع لطبيعتها ككتب كانت خاصة بتدوين الأحداث
التاريخية في حياة شعب الله في القديم مثل كتاب ” حروب الرب ” الذي كان
يسجل رحلات بنى إسرائيل في سيناء ” لذلك يقال في كتاب حروب الرب واهب في سوفة
واودية ارنون..الخ ” (عد14: 21)، و ” سفر ياشر ” الذي يسجل أعمال
الله معهم، خاصة أيام يشوع ” فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من
أعدائه أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب
نحو يوم كامل ” (يش13: 10؛

أنظر2صم18: 1) أو كانت خاصة بحفظ تقاليد يهودية
عن بعض شخصيات الكتاب المقدس مثل ” سفر أخنوخ “. أما إشارة بولس الرسول
لبيت من شعر أحد شعراء اليونان فقد كان ذلك ليؤكد لهم حقيقة خلق الله للكون من
خلال فكرهم ” لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد. كما قال بعض شعرائكم أيضا لأننا
أيضا ذريته
” (أع28: 17).

 

3 – الأنبياء والرسل كتاب الوحي ودورهم فيما كتب

 دون
الأنبياء والرسل وكتبوا بالروح القدس، الذي ذكرهم وأرشدهم وعلمهم ووجههم وحفظهم
وعصمهم من الخطأ والزلل، إعلانات الله ووحيه الإلهي والتي ضمت، كما بينا، الأقوال
الإلهية والنبوية وكيفية استلامهم للإعلانات الإلهية وتوصيلها للبشرية وحواراتهم
مع معاصريهم وحوارات معاصريهم معهم والمواقف التي واجهوها، سواء مواقف القبول أو
الرفض، في أسفار هي الأسفار المقدسة أو كتب الأنبياء. واستخدم الروح القدس مواهبهم
الخاصة وميولهم وخصوصيتهم وثقافة كل واحد منهم. فقد استخدم الروح القدس حوالي 40
كاتباً من الأنبياء والرسل في كتابة هذه الأسفار المقدسة على مدى 1600 سنة، من
موسى سنة 1500 ق م إلى يوحنا حوالي سنة100 م. وذلك في ثلاث قارات مختلفة هي آسيا
وأفريقيا وأوربا. وقد عاشوا جميعاً في عصور مختلفة وبيئات وظروف اجتماعية وسياسية
وحضارية متنوعة، كما اختلفت أعمالهم وثقافة كل واحد، فكان موسى أميراً في قصر
فرعون وكاهنا من كهنة مصر القديمة وقائداً في الجيش المصري ثم أصبح راعياً لغنم
يثرون الكاهن في مديان، ثم نبياً وقائدا لشعب الله في رحلة الخروج من مصر عبر
سيناء، وكان يكلم الله فماً إلى فم كما يكلم الرجل صاحبه، وكان يتكلم المصرية
القديمة التي نشأ وهو يتكلمها والآرامية التي كانت لغة السياسة والاقتصاد كأمير
واللغة العبرية التي علمتها له أمه، ويقول عنه الكتاب ” فتهذب موسى بكل حكمة
المصريين وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال ” (أع22: 7). ومثله في ذلك دانيال
النبي الذي تربى في بابل وتعلم بين حكمائها وفى مدارسها وصار واليا عليها ثم
رئيساً لوزرائها وكان دارساً للأسفار المقدسة التي كتبت قبله، وكان ملماً باللغات
الكلدانية، لغة أهل بابل والعبرية لغة الأسفار المقدسة، كما كان حكيماً وكاشفاً
للأسرار ومفسراً للأحلام ورائياً ونبياً. ويشبهما في العهد الجديد القديس بولس
الذي كان يهودياً متعصباً ودارساً للناموس والأسفار المقدسة، كما كان دارساً
للفلسفة اليونانية والرومانية والذي ظهر له السيد المسيح بعد الصعود وأختاره
رسولاً للأمم وكشف له ما لم يكشف لغيره حتى أعطى شوكة في الجسد من كثرة الإعلانات
المفرطة التي أعلنت له. في حين كان يشوع قائداً عسكرياً بالدرجة الأولى وكان
صموئيل النبي كاهناً وقاضياً وكان داود موسيقياً وشاعراً وملكاً ونبياً، وكان
سليمان ملكاً وحكيماً وشاعراً ورائياً وجامع حكم وأمثال وقد فاقت حكمته حكمة كل
حكماء مصر والمشرق كله. وكان أشعياء أميراً ولغويا بليغاً وصاحب أسلوب قوى، في حين
كان ارميا كاهناً قروياً وكانت نغمته حزينة، وكان عاموس راعياً للغنم وجانياً
للجميز وعزرا كاتباً ماهراً في شريعة الرب ونحميا من رجال البلاط الفارسي، وكان
متى الإنجيلي لاوياً وعشاراً ولوقا طبيباً مثقفاً ويوحنا وبطرس ويعقوب صيادين سمك
ومرقس من عامة الشعب.. الخ

 وقد
دونت هذه الأسفار وصيغت كلمة الله في شكل كلمات بشرية باللغات البشرية، العبرية
والآرامية واليونانية، لأنها كانت مرسلة إلى البشرية عن طريق أنبياء ورسل من البشر
لذا كتبت بلغة يفهمها البشر، واستخدم في كتابتها كل أنواع وفنون الأدب والبلاغة
اللغوية من شعر ونثر ودراما ورواية وقصة وأقصوصة وقصة قصيرة وملاحم وامثال وحكم
وتاريخ وفلسفة ولاهوت وسير ذاتية ومناظرات..الخ. ووزن شعري وصور تخيلية،
كالاستعارة والمجاز والكناية والتشبيه، والطباق والجناس والتوازى والمجاز
والرمز..الخ.

 ومع ذلك
ينسجم الكتاب انسجاما تاماً ويتوافق توافقاً عجيباً بل ومذهلاً في وحدة موضوعه
وتسلسل أحداثه وتطابق تعاليمه وعقائده وأفكاره الجوهرية وفى آياته ونصوصه والفاظه
وتعبيراته، وتبدوا كل أسفاره كأجزاء أو فصول لكتاب واحد كاتبه شخص واحد، ولكنه
متعدد المواهب، ومصدره واحد هو الله الذي حمل كتابه بروحة القدوس وساقهم وحفظهم
وعصمهم من الخطأ وأرشدهم إلى كل الحق.

 الكتاب
المقدس هو كلمة الله المرسل إلى البشرية ومن ثم فقد كتب بلغة البشر وأدب البشر لكي
يفهمه البشر مثله في ذلك مثل الرب يسوع المسيح الذي هو كلمة الله الموجود بلاهوته
منذ الأزل بلا بداية، صورة الله غير المنظور والذي لكي يظهر للناس ويحل بينهم صار
جسدا وأخذ صورة العبد، ظهر في الجسد، لكي يراه البشر واشترك معهم في اللحم والدم
وكان مجرباً مثلنا في كل شئ بلا خطية (يو1: 1،14؛5: 17؛فى5: 2-7؛1تى16: 3؛عب 14:
2؛15: 4). وكان له كل الصفات الإلهية وكل الصفات الإنسانية ومن ثم فقد كان يتكلم
كإله بأقوال الله ويعلن عن ذات الله ويعمل أعمال الله، كما كان يتكلم كإنسان ويعمل
أعمال الإنسان، عدا الخطية. الكتاب المقدس هو كلمة الله الحية والفعالة التي أعطيت
لنا بلغة بشرية وصيغت بأدب البشر ليفهمها البشر، هو كتاب الله وكلمة الله ونفس
الله الذي تكلم بروحه القدوس على فم وبلسان البشر ودونه وكتبه بيدهم وبلغتهم
وبأسلوبهم لأنه مرسل إليهم. وهو أيضاً كتاب الإنسان المعطى له من الله لأنه يحكى
تاريخ الإنسان في وجوده الذي أنعم به عليه الله وفى علاقته، عبر التاريخ، مع الله.

 ومن
ثم فقد نسب كل سفر في الكتاب المقدس لله ولكاتبه بالروح القدس من الأنبياء والرسل
فيقال ” قال الله ” أو ” قال موسى “، ” اشعياء يقول
“، ” حسناً تنبا اشعياء “، ” كلم الروح القدس آباءنا باشعياء
النبي “، ” قال داود “، ” قال داود بالروح ” أو يذكر فقط
ك ” الكتاب ” أو ” مكتوب ” أو ” ما قيل بالنبي ” أو
” ما قيل بالأنبياء ” أو ” كتاب الأنبياء ” أو ” كتاب
النبوة ” كلام الله المكتوب بالروح القدس، أو ما
تنبأ به الأنبياء بالروح القدس أو كتاب الله
المقدس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى