كتب

سفر أخنوخ



سفر أخنوخ

سفر
أخنوخ

 

في
عام 1773 اكتشف كتاب باللغة الإثيوبية – اسمه سفر أخنوخ، قال البعض أن أصله يوناني
(دون أن يكون لديهم الدليل على ذلك)، وحاولوا بكل قوة أن يثبتوا أن يهوذا في
رسالته، عندما أشار إلى نبوة أخنوخ (يه14) فإنه اقتبس من هذا السفر. ولا أعلم
لماذا لم يفكر أعداء الكتاب، الذين يدعون لأنفسهم الحيدة في البحث، نعم لماذا لم
يفكروا أن يكون هذا السفر المنحول هو الذي اقتبس من رسالة يهوذا؟! فالثابت أن هذا
الكتاب هو أحد المؤلفات اليهودية، وأنه كُتِب بعد خراب أورشليم.

صحيح
يوجد هناك تشابه ظاهري بين بعض أقوال هذا الكتاب وبين النبوة التي سجلها يهوذا
بالوحي، إلا أنه عند التأمل الدقيق نجد الفارق الخطير بينهما، مما يبرهن على أن
هذا الكتاب ليس أكثر من مؤلَّف بشرى. فلقد جاءت النبوة في هذا الكتاب هكذا
“هوذا يأتي مع ربوات قديسيه ليصنع دينونة عليهم، وليهلك الأشرار ويوبخ الجسديين
على كل ما عمله ضده الخطاة الفجار”. ويتضح الفارق بين هذا الكلام وبين نبوة
أخنوخ الحقيقية الواردة في رسالة يهوذا في أمرين جوهريين: أولهما بالنسبة للقديسين
إذ جعلهم سفر أخنوخ هذا هدفاً للدينونة، وهذا يخالف كل أقوال الكتاب. والثاني: أنه
بالنسبة للفجار لم يذكر سوى أعمالهم دون أن يشير إلى كلماتهم الصعبة. وفي هذين
الأمرين الجوهريين اختلفت النبوة الصحيحة الواردة في رسالة يهوذا، مما يبرهن كما
قال الأخ الفاضل وليم كلي أن مؤلف هذا الكتاب لا يفهم لا في القديسين ولا في
الفجار!!

من
هذا نخلص أن سفر أخنوخ المكتشف هذا ليس واحداً من أسفار الوحي المقدسة، وأن يهوذا
لم يحصل على نبوة أخنوخ من هذا السفر، بل من الله رأساً. فطالما أن يهوذا كتب
رسالته بالوحي، فليس من صعوبة أمام الروح القدس في أن يعطى ليهوذا أن يسجل ما كان
الروح القدس نفسه قد سبق فنطق به على لسان أخنوخ من آلاف السنين.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى