اللاهوت الدستوري

العرض الطويل او قانون ايمان مجمع انطاكية (344)



العرض الطويل او قانون ايمان مجمع انطاكية (344)

العرض
الطويل او قانون ايمان مجمع انطاكية (344)

نؤمن
باله واحد،

اب
ضابط الكل،

 خالق
وصانع الاشياء كلها،

الذى
تستمد منه كل أبوة، اسمها فى السماء الارض،

وبابنه
الوحيد، ربنا يسوع المسيح،

المولود
من الاب قبل كل الدهور،

اله
من اله،

نور
من نور،

الذى
به كان كل شىء فى السماء الارض،

ما
يرى وما لا يرى،

وهو
الكلمة والحكمة والقدرة، وحياة والنورالحقيقى،

الذى
صار انسانا فى الازمنة الاخيرة لاجلنا،

وولد
من العذراء القديسة،

صلب
ومات وقبر،

وقام
من بين الاموات فى اليوم الثالث،

وصعد
الى السماء، حيث يجلس عن يمين الاب، وسياتى فى اخر الازمنة، ليدين الاحياء
والاموات،

ولمكافاة
كل حسب اعماله،

الذى
لا فناء لملكه، حتى الازمنة اللامتناهية.

ويجلس
عن يمين الاب، الان فى المستقبل ؛

 نؤمن
ايضا بالروح القدس، أى المعزى وعد الابن به تلاميذه،

وبعدما
عاد الى السماء، ارسله لتعليمهم وتذكيرهم كل شىء

الذى
به تتقدس نفوس المؤمنين بطهارة.

وكل
من يقول ان الابن خرج من العدم، او انه من جوهر اخر وليس من الله، وانه كان وقت لم
يكن فيه، تعتبرهم الكنيسة المقدسة الجامعة غرباء عنها. كذلك كل من يؤكد وجود ثلاثة
الهة، او كل من يقول ان المسيح ليس الها، او انه قبل الزمن، لم يكن لا مسيحا ولا
ابن الله، او ان الشخص نفسه هو الاب والابن والروح القدس، او ان الابن غير مولود،
او ان الاب ولد الابن من غير ارادته وقراره الخاصين، كل هؤلاء تبسلهم الكنيسة
المقدسة والجامعة.

ونحن
نعلم انه ليس دون خطر، التاكيد ان الابن خلاج من العدم، او انه سابق الوجود، لان
هذا لم يقله الكتاب المقدس، الملهم من الله، فى أى مكان، أى من جوهر غير جوهر
الاب. لكنه بالحقيقة ولد من الله وحده. ويعلم الكتاب المقدس بالفعل، ان الوحيد،
غير مولود ودون مبدا، هو ابو المسيح. ولا يمكن ان تعقد عندما يقال تحت المسؤولية
الخاصة، على اساس ما لم يكتب، انه انه كان وقت لم يكن فيه الابن، وهناك مدة زمنية
قبله، بل ان الله قد ولده خارج الزمن. لان الازمنة والدهور خلقت به، ولا ينبغى
الاعتقاد ان الابن من دون مبدا، وغير مولود مع الاب: لا يمكن لاى شخص ان يحدد،
فعليا، كابن وكاب لاحد مثله، غير مولود وبدون مبدا. ولكن نعرف ان الاب الوحيد غير
الوحيد غير المولود وبدون مبدا، قد ولد بصورة لا تدرك ومعجزة البيان، وان الابن
ولد قبل الدهور، ليس غير مولود هو ايضا مثل الاب، لكن مبداه الاب الذى ولده:
” الله رأس المسيح ” 106.

 

ونقول
حسب الكتب بثلاثة كيانات، وثلاثة اشخاص الاب والابن والروح القدس، ولا نقول بهذا
بثلاثة الهة، لاننا نعرف الله واحد، وكامل، وغير مولود، ولا يرى، بدون مبدا، الله
وابو الابن الوحيد، الكائن بحد ذاته ومن ذاته وحده، الوحيد الذى جاد به على الجميع
يوفرة. وعندما نقول ان الاله الوحيد، هو ابو ربنا يسوع المسيح، انه وحده غير
المولود، لا ننكر بذلك، ان المسيح هو اله قبل الدهور، لكن تلاميذ بولس السميساطى،
هم من هذا النمط، وهم يؤكدون انه اله فى وقت لاحق ؛

بعدما
صار نسانا، بفعل رفعة اخلاقه، لانه بحسب الطبيعة، هو انسان فقط. نعرف حقا انه هو
ايضا، حتى ولو انه ادنى من الله الاب، اله كامل بحسب الطبيعة، من حيث انه مولود من
الله قبل الدهور، وليس من انسان، ثم اصبح فيما بعد الها، بل كاله صار انسانا من
اجلنا، دون ان يفقد اطلاقا كيانه الالهى. وندين ونشجب ايضا، الين يحددونه زورا،
ككلمة الله المجردة وغير الكائنة، وان له كيانه من اخر، ويقول اخرون انه كلمة
كامنة أحيانا، وكلمة ملفوظة احيانا. ويقولون ان المسيح ليس ابن الله ووسيط الله
وصورته منذ قبل الدهور، بل اضحى مسيحا وابن الله، منذ اتخاذه لحمنا من العذراء أى
منذ اقل من 400 سنة ويؤكدون اان المسيح بدا يملك فقط، منذ تلك اللحظة وان ملكه
سينتهى بعد نهاية العالم والدينونة. انهم تلاميذ مركلوس وفوتينوس الغلاطيون الذين
مثل اليهود، ينكرون وجود المسيح السابق، والوهيته وملكه الذى لا يفنى، بحجة
التاكيد على وحدانية الالوهية. نعلم انه ليس كلمة كامنة او ملفوظة فقط، بل اله حى،
وكلمة كائن فى حد ذاته، ابن الله ومسيح، الذى لم يكن مع الاب قبل الدهور فقط فى
معرفته السابقة، بل كان خادمه فى خلق الكائنات المرئية وغير المرئية. التفت نحو
الاب قائلا: ” لنصنعن الانسان على صورتنا ومثالنا ” 107، الذى ظهر بشخصه
للاباء، واعطى الناموس، ونطق بالانبياء، صار انسانا، وكشف عن ابيه لجميع البشر،
ويملك الى ما لا نهاية. لان المسيح لم يتلق اى كرامة جديدة بل نؤمن انه منذ البدء
كامل، ومشابه للاب فى كل شىء.

 

واولئك
الذين يقولون انه هو نفسه الاب والابن والروح القدس، ويفهمون،مجدفين، ان الاقانيم
الثلاثة فى كيان واحد وشخص واحد، فنقطعهم بعدل من الكنيسة، لانهم يقولون ان الاب
اللامحدود، وغير المتحول وغير المتالم، قد انحصر وتالم بسبب التجسد. هؤلاء هم عند
اللاتين ” الابوييون ” 108 وعندنا هم الصابيليون. نحن نعرف ان الاب،
الذى أرسل، بقى فى حالة الالوهية اللامتحولة، ونا المسيح، الذى أرسل، حقق تدبير
التجسد، والذين يؤكدون، بوقاحة، ان الابن ولد ليس بارادة الاب وقراره، لهذا فهم
ينسبون الى الله افتقارا، بجعله بدون قدرة على الاادة والاختيار، كما لو انه ولد
الابن ضد مشيئته، نعترف بهؤلاء ككفرة فى المرتبة الاولى، وغرباء عن الكنيسة، لانهم
تجاسروا وقالوا مثل هذه الاقوال حوله، ضد المفهوم عن الله وضد نية الكتاب المقدس.
ونحن نعرف ان الاب سيد مطلق، مسيد نفسه “: الرب خلقنى أولى طرقه واعماله
109، ولا نعتقد انه ولد على طريقة مشابهة للمخلوقات التى خلقت به. فانه
لمن الكفر والغريب عن الايمان، ان نضع الخالق فى موازاة الكائنات التى خلقت به،
والقول ان طريقة ولادته، هى نفسها التى لسائر الكائنات. فقد علمتنا الكتب الالهية،
ان الابن الوحيد وبصورة فريدة، ولد حقا وفعليا.

واذا
قلنا من جهة ثانية، انه حتى ولا الابن كائن ويحيا، وله الكيان بحد ذاته بمساواة
الاب، فهذا لا يعنى اننا نفصله عن الاب، متصورين بشريا مكانا أو مدة زمنية، توسط
التقاءهما واتصالهما. نؤمن انهما متحدان فى ما بينهما، دون أى مدة أو فاصل أو أى
وسيط، ولا يمكنهما الانفصال عن بعضهما، لان الاب يحضن الابن كله، والابن مقرون
ومتحد مع الاب، وهو وحده يستريح باستمرار فى الحضن الابوى 110. نؤمن اذا بالثلوث
الاقدس الكامل، أى بالاب والابن والروح القدس، وهذا لا يعنى عدة الهة، بل كرامة
واحدة فى الالوهية وانسجام واحد كامل فى الملك. الاب وحده يأمربصورة كاملة على
الكل، وعلى الابن نفسه، بينما الابن، الادنى من الاب، يملك على جميع الكائنات
المخلوقاة، ما عدا الاب وبعد الاب بواسطتة وبارادة الاب، يفيض بوفرة على القديسين
نعمة الروح القدس. وقد نقلت الينا الكتب المقدسة، انها هكذا هى عقيدة الوحدانية
اللاية بالنسبة للمسيح. بعد ان رضنا أولا اعتراف ايمان مقتضب، قد أرغمنا على عرض
هذه المواضيع، فى صورة واسعة، ليس من اجل التباهى، بل من اجل تحريرنامن اى شكوك
تتنافر مع اعتقادنا والناجمة عن عدم معرفة مواقفنا، وحتى يتمكن الغربيون جميعهم،
معرفة صفاقة تهم الهرلطقة، وما يعتقده الشرقيون بالرب، حسب ما تعلمه الكنيسة
الحقيقية، معتمدين على شهادات المتب الموحاة من الله، لدى الذين لم يحيدوا ولم
يضلوا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى