اللاهوت المقارن

التعليم الكريستولوجى لكنيسة المشرق الأشورية



التعليم الكريستولوجى لكنيسة المشرق الأشورية

التعليم
الكريستولوجى لكنيسة المشرق الأشورية

فى الحوار الرسمى مع الأنجليكان فى تشياميزين
بأرمنيا فى نوفمبر 2002م، قدمتُ ورقة بعنوان: “التعليم الكريستولوجى للكنيسة
الأشورية المشرقية”
The
Christological Teaching of The Assyrian Church of the East
، وقد أوردت فى هذا البحث تاريخ هذه الكنيسة، ثم تطور مجامعهما، ثم
أوردت التعليم الحالى لهذه الكنيسة، وأرفقت بها مجموعة كبيرة من الملاحق.

 

بعد تقديمى لهذه الورقة، اقتنع الأنجليكان بما
فيها، وكتبنا فى الاتفاقية إننا نحن الأرثوذكس الشرقيين لا نوافق على كريستولوجية
الأشوريين، وقد وافق معنا الأنجليكان على ذلك وعلى أنه لابد أن يراجع مؤتمر لامبث
بإنجلترا الخطأ الذى وقع فيه، أى يراجع موقفه فى إعلانه بأن كريستولوجية الأشوريين
لا غبار عليها. وتم توقيع الطرفين على هذه الاتفاقية (الترجمة العربية لنص
الإتفاقية فى ملحق رقم 6).

 

إن ترجمة هذه الورقة المقدَّمة فى هذا المؤتمر
إلى العربية قد نشرناها ضمن هذا الكتاب وقد أوردت فى هذه الورقة: مقتطفات من
قرارات مجامع الأشوريين، ومن أوراقهم التى قدموها فى هذه الحوارات. وكيف قالوا أن
نسطور هو شهيد الأرثوذكسية لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندرى.

 

وإليكم نص هذا القول وهو من ورقة المطران مار
باواى سورو والخورى إبسكوبوس برنى التى قدماها فى فيينا فى يونيو 1994
[1] وقد أوردته فى نفس الورقة التى قُدمت فى الحوار الرسمى مع
الأنجليكان فى نوفمبر 2002م:

 

The school of Nisibis used the terminology anathematized by Cyril
and his partners in the Ephesene Synod. Meanwhile, it offered its
veneration to Nestorius as a defender of the faith of the Antiochene orthodoxy
and a martyr to the pride and arrogance of Cyril of
Alexandria.

الترجمة:

“إن مدرسة نصيبين قد استخدمت نفس التعبيرات
اللاهوتية التى حرمها كيرلس وشركاؤه فى مجمع أفسس. وفى الوقت نفسه قدمت تبجيلها
لنسطور كمدافع عن الإيمان الأرثوذكسى الأنطاكى، وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس
السكندرى”.

 

وبعد أن قال الأشوريون ذلك فى يونيو 1994 ونشر
فى كتب الحوار الذى نظمته مؤسسة برو أورينتا، يقول الراهب أثناسيوس المقارى أن
الكنيسة الأشورية ليست نسطورية، بل وقال إنها تهاجم نسطور، وذلك بأن أورد أجزاء من
أقوال ليست لهم! ليثبت بخداع أن مجمع أساقفتنا هو مجمع ظالم، وذلك لأغراض شخصية!

 

إننا فيما ذكرناه، نناقش قضية من أخطر القضايا
فى تاريخ الكنيسة منذ مجمع أفسس وإلى اليوم: وهى محاولة النسطورية أن تتسلل داخل
كنيستنا الأرثوذكسية. هؤلاء المبتدعون لابد أن تحسم الأمور بالنسبة لهم، وحسم
الأمور ليس بمجرد إصدار عقوبات كنسية، بل إن أقوى سلاح حالياً لمحاربتهم هو: أولاً
كشفهم. فأنت كقارئ كيف تقتنع أن مؤلف هذا الكتاب على سبيل المثال قد اقتبس بطريقة
خادعة إلا إذا قارنت نص ما أورده مع ما ورد فى المرجع الأصلى الذى اقتبس هو بدوره
منه، بنفس اللغة وفى نفس الطبعة. لذلك أوردت هنا المرجع الأصلى الذى اقتبس منه هذا
الراهب، لأنى معنى بالحقيقة الخطيرة لخطورة القضية.



[1]  منشور
عالمياً بالعربية والإنجليزية فى كتاب الحوار السريانى
Syriac Dialogue السابق ذكره.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى