عهد قديم

الإصحاح الرابع



الإصحاح الرابع]]>الإصحاح الرابع

 

هو دعوة للطاعة وهو الربط بين القسمالأول أى سرد تاريخ الله معهم وعمله معهم والقسم الثانى وهو مراجعة الشريعة. ففىالقسم الأول يعلمهم الطاعة وفى الثانى يعلمهم ما هى الوصايا الإلهية التى يجب أنيطيعونها. وسرد التاريخ معهم يدفعهم أولاً لأن يشكروا الله ولأن يذكروا إحساناتهعليهم. لأن النسيان يدفع الإنسان لأن يتذمر ويتمرد عند أول ضيقة تقابله واما لوتذكر الإنسان أعمال الله وشكره وسبحه فهذا ينزع الشكوك التى يزرعها الشيطان فيهبأن الله تركه وأهمله. لذلك فهذا الأسلوب (الشكر وتذكار إحسانات الله) يقود الإنسانلطاعة الله والتسليم لهُ وهذا يجلب بركات الله على الإنسان

 

آية1:- فالان يا اسرائيلاسمع الفرائض و الاحكام التي انا اعلمكم لتعملوها لكي تحيوا و تدخلوا و تمتلكوا الارضالتي الرب اله ابائكم يعطيكم.

إسمع… لتعملوها.. لكى تحيوا وتدخلواوتمتلكوا =كلمات من خصائص السفر

 ومن يسمع الوصية يدخل أرض الميعاد. فالآن= بناء على ما سرده موسى من أعمال الله يطلب منهم طاعة الوصايا.

لكى تحيوا = فكلمة الرب فيها حياة. وهذه الحياةتتضمن الحياة الروحية أى تكونون قديسين والحياة المادية أى بركة الرب لشعبه فى هذاالعالم والحياة الأبدية فى أرض الأحياء.

 

آية2:- لا تزيدوا على الكلامالذي انا اوصيكم به و لا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها.

قارن مع (مت18،17:5 + رؤ 19،18:22)

 

آيات 3-5:- اعينكم قد ابصرتما فعله الرب ببعل فغور ان كل من ذهب وراء بعل فغور اباده الرب الهكم من وسطكم. و اماانتم الملتصقون بالرب الهكم فجميعكم احياء اليوم. انظر قد علمتكم فرائض و احكاما كماامرني الرب الهي لكي تعملوا هكذا في الارض التي انتم داخلون اليها لكي تمتلكوها.

من يذهب وراء شهواته تاركاً الله فنصيبهالموت والهلاك

 

آية 6:- فاحفظوا و اعملوالان ذلك حكمتكم و فطنتكم امام اعين الشعوب الذين يسمعون كل هذه الفرائض فيقولون هذاالشعب العظيم انما هو شعب حكيم و فطن.

فأحفظوا وأعملوا… لأن ذلك حكمتكم = فكلمة الله تعطى منيحفظونها ويتمسكون بها حكمة ومعرفة (مز 130:119). وكلمة الله تهذب حياتهم فتكونأقوالهم رزينة وكلمة الله تضفى عليهم مهابة ووقار وتجعل الناس يشهدون لهم. فمنيحفظ الوصايا ويعظمها تعظمه هذه الوصايا فى أعين الآخرين ومخافة الرب هى الحكمة.وسيرى الناس حكمتهم ويعلموا أن سر هذه الحكمة شريعتهم وسيعلموا أن من عبد الأوثانذهبت حكمته. ولاحظ فى آية (8) أن عظمة الشعب راحته لوجود الشريعة.

 

آية7:- لانه اي شعب هو عظيمله الهة قريبة منه كالرب الهنا في كل ادعيتنا اليه

شعبنا عظيم لأن إلهه وسطه ويستمع إليهويستجيب لدعائه = فى كل أدعيتنا إليه

 

آيات 9،8:-  و اي شعب هو عظيمله فرائض و احكام عادلة مثل كل هذه الشريعة التي انا واضع امامكم اليوم. انما احترزو احفظ نفسك جدا لئلا تنسى الامور التي ابصرت عيناك و لئلا تزول من قلبك كل ايام حياتكو علمها اولادك و اولاد اولادك.

الوصايا ليست ثقل على الشعب بل هى سرعظمته، ومن ينفذها يدرك وجود الله آية(7)

 

آية10:- في اليوم الذي وقفتفيه امام الرب الهك في حوريب حين قال لي الرب اجمع لي الشعب فاسمعهم كلامي لكي يتعلمواان يخافوني كل الايام التي هم فيها احياء على الارض و يعلموا اولادهم.

موسى يكلمهم هنا عن أعظم أيام حياتهم حينكانوا فى حوريب وأعطاهم الله الوصايا.

 

آية12،11:-  فتقدمتم و وقفتمفي اسفل الجبل و الجبل يضطرم بالنار الى كبد السماء بظلام و سحاب و ضباب. فكلمكم الربمن وسط النار و انتم سامعون صوت كلام و لكن لم تروا صورة بل صوتا.

هم سمعوا الصوت ولم يروا الله فلا يستطيعإنسان أن يرى الله ويعيش.

ونلاحظ ان موسى يركز على أنهم لم يرواالله حتى لا يصنعوا لهُ تمثالاً يعبدوه

 

آية14،13:- و اخبركم بعهده الذيامركم ان تعملوا به الكلمات العشر و كتبه على لوحي حجر. و اياي امر الرب في ذلك الوقتان اعلمكم فرائض و احكاما لكي تعملوها في الارض التي انتم عابرون اليها لتمتلكوها.

العهد هنا هو شريعة الرب عموماً والوصاياالعشر بصفة خاصة.

 

آية15:- فاحتفظوا جدا لانفسكمفانكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار.

الله كلم الشعب من وسط النار وكلم موسىفى العليقة وسط النار وحل على التلاميذ على هيئة السنة نار ومازال بروحه النارىيعمل فى قلوب شعبه وفى الخدمة

 

آية16:- لئلا تفسدوا و تعملوالانفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكر او انثى.

فى كنيستنا لا نعمل الصور لنعبدها بللنقتدى بفضائل أصحابها ولتكريمهم

 

الآيات 17-19:- شبه بهيمة ما مماعلى الارض شبه طير ما ذي جناح مما يطير في السماء. شبه دبيب ما على الارض شبه سمك مامما في الماء من تحت الارض. و لئلا ترفع عينيك الى السماء و تنظر الشمس و القمر و النجومكل جند السماء التي قسمها الرب الهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء فتغتر و تسجدلها و تعبدها.

عجيب أن ينحدر الإنسان فى الشعوب الوثنيةإلى أن يعبد البهائم والنجوم التى خلقها الله لخدمته. والله يحذر الشعب هنا خصوصاًأنهم سبق وعبدوا العجل الذهبى.

واليوم العبادة الوثنية هى أن يأخذ أىشىء المركز الأول فى القلب غير الله

 

آية20:- و انتم قد اخذكمالرب و اخرجكم من كور الحديد من مصر لكي تكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم.

كور الحديد = أى الفرن الذى يصهر فيهالحديد. وهذا تشبيه لعبودية الشعب فى مصر وانهم تحملوا مشقات كما يتحمل الحديد نارالفرن

تكونوا لهُ شعب ميراث = أ- بإقتنائه لكم صرتم شعبميراث. ب- أعطاكم الأرض ميراث لكم ولأبنائكم

                               ج- اللهنفسه صار لكم نصيباً وميراثاً (مز24:31).

 

آية21-23:-  و غضب الرب عليبسببكم و اقسم اني لا اعبر الاردن و لا ادخل الارض الجيدة التي الرب الهك يعطيك نصيبا.فاموت انا في هذه الارض لا اعبر الاردن و اما انتم فتعبرون و تمتلكون تلك الارض الجيدة.احترزوا من ان تنسوا عهد الرب الهكم الذي قطعه معكم و تصنعوا لانفسكم تمثالا منحوتاصورة كل ما نهاك عنه الرب الهك.

هذا التكرار يعبر عن ألم موسى لحرمانهوتحذيراً للشعب حتى لا يعصوا الله

 

آية24:- لان الرب الهك هونار اكلة اله غيور.

الهنا نار آكلة = هو شديد الغيرة على مجدهوعلى شعبه وشديد الإنتقام من أعدائه ومقاوميه ويبيدهم وناره تحرق الخطية من قلوبشعبه وهو إله غيور لا يقبل أن شعبه يعبد سواه فهو كالزوج الذى يرفض أن تحبزوجته غيره. إلهنا هو نار تقابل معه موسى فإمتلأ قلبه حباً ووجهه إمتلأ مجداً وتقابلمعه  قورح وداثان فهلكوا وإحترقوا بها.

 

آية25:-  اذا ولدتم اولاداو اولاد اولاد و اطلتم الزمان في الارض و فسدتم و صنعتم تمثالا منحوتا صورة شيء ماو فعلتم الشر في عيني الرب الهكم لاغاظته.

موسى يحذر شعبه أنهمبعد ان يستريحوا فى الأرض ينسون أن الله هو الذى أخرجهم ومن ثم تفسد حياتهم. عجيبأن حياة النعيم تقود الإنسان للفساد بدل الشكر.

 

آية26:-  اشهد عليكم اليومالسماء و الارض انكم تبيدون سريعا عن الارض التي انتم عابرون الاردن اليها لتمتلكوهالا تطيلون الايام عليها بل تهلكون لا محالة.

السماء = هم سكان السماء من الملائكة وأرواحالصديقين. والأرض = أى كل المخلوقات. ولقد رأى العالم كله تأديب إسرائيلعلى شرورها وعرفوا عدالة الله.

 

آية27:- و يبددكم الرب فيالشعوب فتبقون عددا قليلا بين الامم التي يسوقكم الرب اليها.

تشتيتهم تم على يد أشور ثم بابل ثمنهائياً على يد الرومان

 

آية28:- و تصنعون هناك الهةصنعة ايدي الناس من خشب و حجر مما لا يبصر و لا يسمع و لا ياكل و لا يشم.

حينما يذهبون لهذه البلاد البعيدة سوفيقلدونهم فى وثنيتهم.

 

آية29:- ثم ان طلبت من هناك الربالهك تجده اذا التمسته بكل قلبك و بكل نفسك.

بعد إنذارهم بالتشتيت، ها هو يفتح لهمباب التوبة والرجاء. بكل نفسك = تكريس المشاعر لله

 

آية30:- عندما ضيق عليك واصابتك كل هذه الامور في اخر الايام ترجع الى الرب الهك و تسمع لقوله.

فى آخر الأيام = أ- أى بعد أن يتمادوا فىشرورهم ويبدأ الله فى العقاب

                    ب- فى نهاية العالمتعود البقية إلى المسيح ويؤمنوا بالمسيحية.

 

آية31: لان الرب الهك الهرحيم لا يتركك و لا يهلكك و لا ينسى عهد ابائك الذي اقسم لهم عليه.

وعد كريم من الله أنهم لو رجعوا سوفيقبلهم

 

الآيات 32-40:-  فاسال عن الايامالاولى التي كانت قبلك من اليوم الذي خلق الله فيه الانسان على الارض و من اقصاء السماءالى اقصائها هل جرى مثل هذا الامر العظيم او هل سمع نظيره. هل سمع شعب صوت الله يتكلممن وسط النار كما سمعت انت و عاش. او هل شرع الله ان ياتي و ياخذ لنفسه شعبا من وسطشعب بتجارب و ايات و عجائب و حرب و يد شديدة و ذراع رفيعة و مخاوف عظيمة مثل كل مافعل لكم الرب الهكم في مصر امام اعينكم. انك قد اريت لتعلم ان الرب هو الاله ليس اخرسواه. من السماء اسمعك صوته لينذرك و على الارض اراك ناره العظيمة و سمعت كلامه منوسط النار. و لاجل انه احب اباءك و اختار نسلهم من بعدهم اخرجك بحضرته بقوته العظيمةمن مصر. لكي يطرد من امامك شعوبا اكبر و اعظم منك و ياتي بك و يعطيك ارضهم نصيبا كمافي هذا اليوم. فاعلم اليوم و ردد في قلبك ان الرب هو الاله في السماء من فوق و علىالارض من اسفل ليس سواه. و احفظ فرائضه و وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لكي يحسناليك و الى اولادك من بعدك و لكي تطيل ايامك على الارض التي الرب الهك يعطيك الى الابد.

كثيراً ما يلجأ الإنسان للتاريخ لكىيبرهن على حقيقة ما. وهنا موسى يفعل نفس الشىء ليبرهن على محبة الله العجيبة لهذاالشعب حتى لا يترك الشعب الله بعد ذلك. وفى (34) مخاوف عظيمة = أى الأمورالمرعبة الكثيرة التى أجراها الرب فى المصريين. وفى (35). الله أراهم كل هذاليؤمنوا. وفى (36) ظهور نار الله على الأرض إشارة للتجسد الذى سوف يحدث. وفى (37) أحب= باليونانية جاءت الكلمة أغابو أى محبة دون مقابل أو محبة ممنوحة كنعمة تمنح دونوجود ميزة فى المحبوب. ( هو سفر الحب بين الله وشعبه) ولقد إختار الله هذا الشعبأ- محبة مجانية (كالتى ظهرت فى تجسده وفداءه) ب- لمحبته لأبائهم  ج- لأجل وعودهللأباء د- لأجل شرور الشعوب الوثنية المحيطة. وفى (40) إلى الأبد أى إلىأجيال طويلة جداً ما دامت أمتهم قائمة وماداموا سالكين فى طريق الرب.

 

آية41-43:-  حينئذ افرز موسىثلاث مدن في عبر الاردن نحو شروق الشمس. لكي يهرب اليها القاتل الذي يقتل صاحبه بغيرعلم و هو غير مبغض له منذ امس و ما قبله يهرب الى احدى تلك المدن فيحيا. باصر في البريةفي ارض السهل للراوبينيين و راموت في جلعاد للجاديين و جولان في باشان للمنسيين.

كان الرب قد امر موسى بتحديد 6 مدنللملجأ 3 شرق الأردن و3 آخرين غربه لكى يهرب إليها القاتل غير المتعمد. ولكن لماذايرد هذا الخبر هنا بعد أيات المحبة، محبة المسيح. هذا للإشارة لأن هناك رجاء فىالمسيح الذى يعيننا. وهذه الآية أتت بعد الآيات التى تحذرنا من عدم الخضوع للوصيةلتعطينا رجاء أنه فى حالة الفشل فهناك ملجأ نحتمى فيه ونلاحظ أن موسى يحدد مدنللملجأ للسبطين ونصف فمع انهم إختاروا لأنفسهم إلا أن الله لا يحرمهم من هذاالإمتياز.

 

آية44:- و هذه هي الشريعةالتي وضعها موسى امام بني اسرائيل.

تعتبر هذه الآية وإلى آخر الإصحاح مقدمةللعظة الثانية لموسى

 

آية 45:-  هذه هي الشهاداتو الفرائض و الاحكام التي كلم بها موسى بني اسرائيل عند خروجهم من مصر.

شهادات = يقصد بها أقوال الله عامة وفى مقدمتهاالوصايا العشر. وتسمى شهادة فهى شهادة على أن الإنسان عمل بها أو لم يعمل وهىشهادة حب وأن الله أعطاها للبشر ليحيوا  ولا يموتوا

 

آية47،46:-  في عبر الاردن فيالجواء مقابل بيت فغور في ارض سيحون ملك الاموريين الذين كان ساكنا في حشبون الذي ضربهموسى و بنو اسرائيل عند خروجهم من مصر. و امتلكوا ارضه و ارض عوج ملك باشان ملكي الامورييناللذين في عبر الاردن نحو شروق الشمس.

تحديد بيت فغور يزيد شدة التحذير

 

آية49،48:- من عروعير التي علىحافة وادي ارنون الى جبل سيئون الذي هو حرمون. و كل العربة في عبر الاردن نحو الشروقالى بحر العربة تحت سفوح الفسجة

إلى جبل سيئون أى جبل الأنوار. ولاحظالتضاد بين بيت فغور أى بيت الفجور وجبل الأنوار. هذه تشير للفرق بين من يطيعالوصية ومن يرفضها.

إذاً تحديد هذه الأماكن مهم رمزياً حينيتحدث موسى عن طاعة الشريعة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى