بدع وهرطقات

الأبيونيون



الأبيونيون

بدعة
الإبيونية

الشيعة
الأبيونية إنتشرت هذه البدعه فى أوساط مكة وقريش قبل الإسلام وكان من ضمنهم القس
الأبيونى ورقة إبن نوفل كاهن كنيسة مكة المسيحية وقالت بعض المصادر التاريخية أن
ورقة إبن نوفل كان أسقف كنيسة مكة وكان هذا القس يؤمن باليهودية قبل النصرانية كما
ذكر فى سيرة إبن هشام 1/203

 

الأبيونيون
هم الورثاء الشرعيين للمسيحيين المتهودين، وأصحاب بدعة التبني.

مقالات ذات صلة

ينبه
يوحنا الحبيب في رسالته الأولى إلى “مسحاء دجالين” كثيرين (2: 18).
ويقول: “منا خرجوا ولكنهم لم يكونوا منّا لأنهم لو كانوا منّا لاستمروا
معنا” (2: 19). ثم يستطرد فيقول: “من الكذاب إلا الذي يُنكر أن يسوع هو
المسيح” (2: 22). ويرى أهل العلم أن الإشارة هنا هي للأبيونيين الذين تفرعوا
عن كنيسة أورشليم وتفرقوا مبشرين معلمين أن المخلص هو ابن يوسف ويرفضوا ألوهية
المسيح وأن بولس مرتد عن الدين القويم متمسكين بالإنجيل إلى العبرانيين مستمسكين
بالناموس متخذين أورشليم قبلة لهم في صلواتهم.

 

إذ
اعتبروا التمسك بالفروض اليهودية وطقوس الآباء العبرانيين ضرورة يلتزم بها
المسيحيون.معتبرين أن السيد المسيح مجرد ابن لداود بدون وجودٍ له قبل التجسد،
ومجرد نبي ممتاز كانوا ينتظرونه.

 

قالت
الأبيونية: إنّ يسوع المسيح ليس سوى إنسان تبنّاه الله ومنحه سلطة إلهيّة لتتميم
رسالته. ومن أتباع هذه البدعة الأبيونيّون الذين كانوا يقولون إنّ يسوع هو مجرّد
إنسان وُلد من مريم ويوسف، وإنّه كان أقدس جميع الناس، وقد حلّ عليه في أثناء
معموديّته كائن سماويّ هو المسيح.

 

ويختلف
رجال البحث في أصل هذا الاسم فينسبه بعضهم إلى أبيون المؤسس – وهو قول ضعيف –
ويقول آخرون أنه مشتق من العبرية أبيونيم ومعناه “الفقراء” وأنه مأخوذ
من الآية: “طوبى لكم أيها المساكين فإن لكم ملكوت الله”.

 

ويشير
الكثير من العلماء والمؤرّخين إلى وجود هذه البدعة في الجزيرة العربيّة، وفي مكّة
بخاصّة، إبّان فترة الدعوة المحمّديّة، وحتّى القرآن نفسه يرفض هذه البدعة، ممّا
يشير إلى وجود أتباع لها في البيئة القرآنيّة.

 

الإبيونية

من
هم الأبيونيين؟ ومن أين جائوا إلى العربية؟

الأبيونيين
هم اليهود المتنصرين، وقد نسب المؤرخ الشهير اليعقوبى اليهودية إلى غسان فى الوقت
الذى أكد جميع المؤرخين أن غسان أصبحت مسيحية تماماً ولكن قد يكون أنتشرت بها شيعة
الأبيونيين
Ebionitis وشيعة الناصريين Nazareens كانت من بقايا اليهود الأولين الذين تنصروا وحفظوا أشياء من ناموس
موسى، ومن المؤكد أن النصارى هم الذين أنتشروا فى العربية وشاع أطلاق هذا الأسم
على الأبيونيين أيضاً ربما لأنهم قدموا من الناصرية

وهم
الذين خرجوا من أورشليم قبل هجوم تيطس القائد الرومانى الذى دمر الهيكل سنة 70
ميلادية حسب امر السيد المسيح وعرفوا باليهود المتنصرين
Judea – christian

النصارى
الأبيونيين لم يؤمنوا بمحمد ولكن محمد كان ينتمى إليهم فقد تزوج محمد من خديجة
النصرانية الأبيونية بشريعة الزوجة الواحدة وشهد العقد أشراف مكة وسادتها وكتب
العقد ورقة ابن نوفل أسقف مكة وكبير الطائفة النصرانية ولم يتزوج محمد على خديجة
حتى ماتت فعلى أى دين يكون محمد إذاً!!!

للدارسين
والباحثين راجع معتقدات طوائف العرب النصرانية بالجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام
للمؤرخ العلامة جواد على فى كتابه المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام الفقرة
الخاصة عن الطائفة الإبيونية وستجد أنها تتطابق تماماً مع العقيدة الإسلامية فى
محتواها عن المسيح وهى هرطقة خارجة عن الملة المسيحية وكانت قليلة العدد

 

البدعة
الأبيونية التى ظل محمد رسول الإسلام يؤمن بها حتى ماتت زوجتة خديجة:

ترجع
أهمية البدعة أو الشيعة أو الهرطقة الأبيونية إلى أن القس ورقة إبن نوفل كان أسقف
مكة وقد درب محمد بن عبد الله صاحب الشريعة الإسلامية فيما بعد على ممارسة عبادتها
وقدمة لأهل قريش ليخلفة فى قيادة هذه الكنيسة وزوجه من خديجة إبنة عمه زواجا
مسيحياً وعقد الإكليل على الطريقة إلا أنه بعد موته وموت خديجة أقيم القس بن سعدة
أسقفاً مكان القس ورقة إبن نوفل ولما وجد محمداً أن مكانته فى قيادة كنيسة مكة قد
تلاشت ولم يؤيده احد كما أنه قاسى فى طفولته وحرم من حنان الأم والأب وتزوج من
خديجة التى تكبرة بحوالى 25 سنة فتصور أنه عندما بلغ سن الخمسين كان عمرها 75 سنة
كل هذه العوامل جعلته يتمرد على المجتمع الذى نشأ فيه ولكن كان تدريب القس ورقة
ومساندته أكبر الأثر فى حياته فخرج القرآن معظمه من تعاليم الطائفة الأبيونية مع
تعاليم الكثير من الشيع والبدع مروراً بعبادة الأوثان والأنصاب.

 

الأبيونية

إن
من يؤمن بالأبيونية يجب عليه أن يمارس أولاً الطقوس والعادات اليهودية التى فرضتها
شريعة موسى فى العهد القديم.. فهم إذا يهود آمنوا بالمسيح ويطلق عليهم المسيحيين
المتهودين، هؤلاء اليهود جذبتهم المسيحية بتعاليمها السامية وثقل عليهم أن يتخلوا
نهائياً عن طقوسهم القديمة الراسخة فى نفوسهم ونشأوا عليها وتشبعوا بها منذ نعومة
أظفارهم فجاءت مبادئ ديانتهم خليطا من المسيحية واليهودية كما سنرى.

الأبيونيون
هم خلفاء الإخوة الكذبة

من
هم الأخوة الكذبة؟


ولكن بسبب الاخوة الكذبة المدخلين خفية الذين دخلوا اختلاسا ليتجسسوا حريتنا التي
لنا في المسيح كي يستعبدونا. ” غلاطية 2: 4


لاني اولا حين تجتمعون في الكنيسة اسمع ان بينكم انشقاقات واصدق بعض التصديق، لانه
لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا ليكون المزكون ظاهرين بينكم. ” 1 كورنثوس 18-
19

الأخوة
الكذبة هم اليهود الذين يريدون أن يمارسوا شريعة موسى الحرفية فى المسيحية وقاوموا
بولس وأقلقوا سلام الكنيسة ” إنحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه
ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا أعمال 15: 1

وكان
الفريسيين الذين آمنوا بالمسيحية يقودون هذه الفئة من اليهود المتنصريين أعمال15: 5
الأوائل وكان السيد المسيح قد قال عن الفريسيين: أنهم يحبون أن يعشروا النعنع
والشبت والكمون ويتركون أثقل الناموس الذى هو الرحمة والحق والإيمان ” أى
أنهم يحبون المظاهر الخارجية، هؤلاء الفريسيين واليهود المتنصرين وأتباعهم تعقبوا
بولس الرسول فى جميع المدن التى بشر فيها.

وإنقاد
بطرس وبرنابا إلى ريائهم فحدث نقاش ومنازعة بين بولس وبرنابا أعمال 15: 2 أما بطرس
فكان يأكل مع الأمم ولكنه كان خائفاً من اليهود الذين فى الختان فقال له بولس: إن
كنت وأنت يهودى تعيش أممياً لا يهودياً فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا إذ نعلم أن
الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان المسيح، آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح
لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس، لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر أحد. ”
غلاطية 2: 11- 21

ورتبوا
أن يذهب بولس وبرنابا وآخرون إلى الرسل والمشايخ فى أورشليم من أجل الختان وتنفيذ
وصايا موسى وحدث أول مجمع مسكونى للكنيسة المسيحية وكان برئآسة يعقوب الرسول
الملقب بأخى السيد المسيح وستجد كلمات بطرس وما ذكر بولس وبرنابا وأقوال يعقوب
الرسول فى الإصحاح الخامس عشر من سفر أعمال الرسل وكانت مقررات هذا المجمع أن
يرسلا يهوذا وسيلا برسالة مكتوبة إلى الأخوة الذين من الأمم فى أنطاكية وسورية
وكيليكية وقالوا إذ سمعنا أن إناسا خارجين من عندنا أزعجوكم باقوال.. أن تختتنوا
وتحفظوا الناموس أعمال 15: 22- 27

ومن
المرجح أن هذه الفئة كانت منتشرة فى المدن التى كان بها جالية يهودية كبيرة وذلك
ثابت من قول يعقوب الرسول: ” لأن موسى منذ أجيال قديمة له فى كل مدينة من
يكرز به أعمال 15: 21 وإنتشر هذا المذهب فى أنطاكية وغلاطية وكريت وأيضا فى سورية
وكيلكية.

وأثرت
هذه الفئة أو الشيعة على سلام الكنيسة فقد أزعجوا الأمم مقلبين أنفسهم أعمال 15: 24
ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح غلاطية 1: 7

وقد
دعى بولس هذه الفئة المنشقة ب ” الغلاطيين الأغبياء ” غلاطية 3: 1 وقد
تمنى أن يقطعوا أى يحرموا أى تفصلهم الكنيسة من بين مؤمنيها فقال: يا ليت الذين
يقلكونكم يقطعون أيضاً ” غلاطية 5: 12

وتميزت
هذه الفئة بالمقاومة الشديدة للإيمان المسيحى بالفلسفة والمحاورة والجدال ودراستهم
لناموس موسى منذ الصغرحتى أنه أتعبوا بولس فقال عنهم: ” فانه يوجد كثيرون
متمردين يتكلمون بالباطل ويخدعون العقول ولا سيما الذين من الختان تيطس 1: 11
ولقوة تأثيرهم قال بولس عنهم: ” الذين يجب سد افواههم فانهم يقلبون بيوتا
بجملتها معلّمين ما لا يجب من اجل الربح القبيح، قال واحد منهم. وهو نبي لهم خاص.
الكريتيون دائما كذابون وحوش رديّة بطون بطالة ” تيطس 1: 12- 14

وقد
رأى الرسل المجتمعين فى أورشليم فى المجمع المسكونى ألا ” يثقلوا على الأمم
بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم ” أعمال
15: 18- 19

وكان
بولس يعظهم عن أعمال الجسد هى: ” زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة أوثان سحر خصام
غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد بطر.. هؤلاء لا يرثون ملكوت الرب ” غلاطية 5: 20-
21

وبعد
قرارات مجمع الرسل فى أورشليم صارت هذه الفئة خارجة عن الإيمان المسيحى حتى ولو
كانوا يؤمنون بالمسيح كما جاء فى الإنجيل أنه على المسيحى أن: ” لا يصغون الى
خرافات يهودية ووصايا اناس مرتدين عن الحق ” تيطس 1: 14

وقد
وضع أساساً لمعاملة هؤلاء المنحرفين عن الإيمان بيننا فقال: ” اما المباحثات
الغبية (مع هؤلاء الفريسيين) والأنساب والخصومات والمنازعات الناموسية فإجتنبها
لأنها غير نافعة وباطلة، الرجل المبتدع (صاحب بدعة) بعد الإنذار مرة أو مرتين أعرض
عنه، عالماً أن مثل هذا قد إنحرف وهو يخطئ محكوماً عليه من نفسه تيطس 3: 9- 11

وحذرهم
بولس لهم ألا يقبلوا اى تعليم آخر فقال: ” ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من
السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما ” غلاطية 1: 8

وإعتقد
الكثير من المؤرخين أن إسم الأبيونيين جاء من إسم زعيمهم أبيون وقد عاش فى القرن
المسيحى الأول بعد خراب مدينة أورشليم، وانه نادى بتعاليم مخالفة لتعليم الكنيسة
الأولى، ولكن بعد الدراسة الدقيقة وجد أن الإسم يدل على صفة لا على شخص، وأنه يرجع
فى إشتقاقة إلى الكلمة العبرانية ومعناها “فقير” أو “مسكين”
وجمعها بالعبرانية أى فقراء أو مساكين ويقول بعض المؤرخين أنهم أخذوا هذا الإسم من
قول السيد المسيح ” طوبى للفقراء” متى 5: 3 غير أنه من ألرجح أن يكون
المسيحيون الأرثوذكس فى الكنيسة الأولى هم الذين سموهم بهذا الإسم تحقيراً لشأنهم
وإستخفافاً بمبادئهم كما يقال أحياناً عن المخطئ والسئ فى مجال التحقير والرثاء
أنه ” مسكين”

ويقول
العلامة أوريجانوس مؤكداً النظرية الأخيرة: ” أنهم مساكين.. وقد إشتق إسمهم
من فقر أفكارهم لأن أبيون تطلق فى اللغة العبرانية على الفقير”

يقول
يوسابيوس القيصرى (1) ” أن المسيحيين الأولين أطلقوا على الأبيونيين هذا
الإسم المناسب لأنهم كانوا يعتقدون فى المسيح معتقدات فقيرة وحقيرة ووضعية ”
يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة 1 ص 155. ولهذا أطلق عليهم إسم
“ابيونيين” الذى يعبر عن فقرهم فى التفكير، لأن هذا هو الإسم الذى يطلق
على الرجل الفقير بين العبرانيين يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة
6 ص 156 ترجمة القمص مرقس داود

ويقول
موسى الحريرى مؤلف كتاب قس ونبى: ” يقبل الأبيونيين إنجيل متى وحده ويسمونه
” الإنجيل بحسب العبرانيين ” وهو نفسه إنجيل متى الأرامى ولكنه ناقص
ومحرف ومزيف كما يشهد أبيفانوس

Epiphane, Panarion
XXIX, 3 et 13

والأبيونية
هرطقة ظهرت ايام المسيحية الأولى لكنها لم تصبح مذهباً له أتباع ومراسيم دينية إلا
فى أيام حكم الإمبراطور تراجان سنة 52م – 117م
Lightfoot (j.b.) Bissertations on apostolic Age
London, 1822. p 78

ويقول
العلامة القبطى الأنبا إغريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية: ” وأصبح
الأبيونيين جماعة كبيرة العدد إنتشروا أصلاً فى منطقة بيلا بل وفى فلسطين والأقطار
المجاورة وإمتدوا أيضاً إلى روما وإلى جميع مراكز الشتات ” الأنبا إغريغوريوس
أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمى – كتاب علم
اللاهوت المقارن – الكلية الإكليريكية اللاهوتية القبطية للقبط الأرثوذوكس ص 33

ويذكر
موسى الحريرى أنه: ” دخل فى شيعتهم رهبان قمران بعد خراب هيكل اورشليم
فهاجروا إلى الحجاز وإنتمى بعضهم إلى القبائل العربية ” قس ونبى – موسى
الحريرى ص 21

ولما
كان بولس يقول بأنه ليس من الضرورى أن يحفظ الأممين ناموس موسى وشرائعة فققد كرهه
الأبيونين كرهاً شديداً وكان بولس يقاومهم فى رسائله فقال يوسابيوس: ” أنهم
ظنوا من الضرورى رفض كل رسائل بولس الرسول الذى قالوا عنه بأنه مرتد عن الناموس
يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة 4 ص 156 ترجمة القمص مرقس داود

ويصف
الأنبا غريغوريوس مدى كره الأبيونيين لبولس فيقول: ” وأنهم إتهموه بإتهامات
مرة وقاسية، ووصفوه بأنه متمرد ومارق عن الناموس، وأنكروا سلطانه ورفضوا رسائله،
وإكتفوا بإستعمال النص العبرانى إنجيل متى (محرفاً) ولا يعيروا الأناجيل الأخرى
أهمية تذكر ” الأنبا إغريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة
القبطية والبحث العلمى – كتاب علم اللاهوت المقارن – الكلية الإكليريكية اللاهوتية
القبطية للقبط الأرثوذوكس ص 34

وذكر
يوسابيوس أن لهم إنجيل يدعى إنجيل العبرانيين فقال: ” ثم أنهم إستعملوا
إنجيلاً واحداً فقط ما يدعى أنجيل العبرانيين، ولم يبالوا كثيراً بالأسفار الأخرى
” يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة 4 ص 156 ترجمة القمص مرقس
داود

وأقدم
مرجع على الإطلاق عن الشيعة الأبيونية والتعريف بمعتقداتها هو ما كتابات القديس
يوستينوس الشهيد 110م – 165م الذى ذكرهم وتكلم عن مبادئهم وفروضهم وقال: أنهم
مدارس فكرية ظهرت فى الكنيسة، وانهم جماعات مختلفة، منهم من كان أكثر تشدداً من
غيره!

والمتزمتون
منهم.. يحفظون السبت اليهودى والناموس الموسوى حفظاً حرفياً، وينادون بأن الختان
ضرورى للخلاص، وأن الناموس القديم فرض على جميع المسيحيين ويجب عليهم أن يتبعونه
إتباعاً تاماً.. لذلك نظروا إلى المؤمنين من الأمم الذين رفضوا الخضوع للناموس القديم
على أنهم نجسون ويذكر يوسابيوس معتقدات هذه الشيعة فقال أنهم: ” إعتبروا
السيد المسيح إنساناً عاديا قد تبرر وكان ثمرة لإجتماع رجل معين مع مريم وأن
الإحتفاظ بالناموس الموسوى ضرورى جداً، على أساس أنهم لا يستطيعون أن يخلصوا
بالإيمان بالمسيح فقط وبحياة مماثلة إلا إذا جافظوا على السبت وسائر نظم اليهود
يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة 2, 5 ص 156 ترجمة القمص مرقس
داود

يتحدث
العلامة “أوريجانوس ” عن طائفتين من الأبيونيين ويوضح أن إحدى الطائفتين
تنكر الحمل العذراوي بالمسيح، بينما تؤيد ذلك الطائفة الأخرى … واتخذوا لهم لقب
الناصريين … وهم يتحدثون الآرامية، وكان لهم إنجيلهم الخاص و… استخدموا إنجيل متى
… “/ موسوعة آباء الكنيسة- المجلد الأول – الهرطقات النابعة من اليهودية أولا
الأبيونيون والناصريون).

ويعدد
موسى الحريرى فروضهم فيقول: ” تتركز على الإغتسال الدائم بالماء للوضوء
والتطهير، وعلى تحريم الذبائح ويشددون على أعمال البر والإهتمام باليتامى والعناية
بالفقراء والمساكين وأبناء السبيل ويوصون بإعالة المحتاجين وإطعام الجياع وإضافة
الغرباء.. وإسمهم يدل على ذلك فهو يشتق من قول المسيح ” طوبى للفقراء”
وبلغتهم الأبيونية “طوبى للأبيونيين” كتاب قس ونبى – موسى الحريرى ص 21

 

عقيدة
الأبيونيين فى المسيح

أولاً:
الأبيونيون المتطرفون (المتزمتون)

الأبيونيين
هو فئة يهودية تنصرت أى آمنوا بالمسيح ولكن عقيدتهم فى المسيح عقيدة هزيلة، فرأوا
فى المسيح نبياً عظيماً من الأنبياء لا يعترفون ببنوته أو ألوهيته بل يقولون أنه
رجل كسائر الرجال جاءه الوحى بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان أو بالحرى أن
المسيح المبدأ الأزلى دخل يسوع وقت عماده وفارقه وقت إستشهاده تقوم رسالته على
التعليم والتبشير دون الفداء والخلاص

J. Danielou, Theologie du
Judeo – christianisme, Pg. 76

وأنكروا
لاهوت السيد المسيح ولم يعترفوا بوجوده الإلهى قبل التجسج، ورفضوا أن يعتبروه
اللوغوس أو كلمة الإله وحكمته – والأدهى من ذلك أنهم أنكروا ميلاده من عذراء،
وإعتبروه إنساناً عادياً كسائر البشر ولد من أب هو يوسف ومن أم هى مريم يوسابيوس
القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة1, 2ص 155 ترجمة القمص مرقس داود ويقول
يوسابيوس: ” أن الأبيونيين تبعوا ثيودسيوس الأفسسى واكويلا البنطى وهما
يهوديان الأصل آمنا بالمسيح، وكعادة الأبيونيين فى التحريف فعندما قاموا بترجمة
كلمات أشعياء النبى: ” هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا إسمه عمانوئيل
أشعياء 7: 14 غيروا كلمة العذراء إلى كلمة الفتاة وكلمة عذراء فى الترجمة
السبعينية للكلمة باللغة العبرانية زاعمين أن السيد المسيح ولد من يوسف ومريم
يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة1, 2ص 155 ترجمة القمص مرقس داود
أى ولد من زرع بشر

وكل
إمتيازه أن الرب إختاره ليكون المسيا وذلك لتقواه وخضوعه للناموس القديم خضوعاً
تاماً، فقد نال المسيح البر تدريجياً كما يمكن أن يناله أى واحد آخر وذلك بنموه فى
الفضائل وطهارتة فى الحياة، حتى أن المسيح نفسه لم يكن عالماً بهذا الإختيار إلى
يوم عماده ففى ذلك اليوم فقط حل عليه روح الله ونال المواهب التى جعلت منه المسيا،
ومن ثم بدأ عمله كنبى ومعلم ومسيا المنتظر..

ورفض
الأبيونيين الإعتقاد بأن المسيح خضع للموت أو للألم ورفضوا قضية الفداء وإكتفوا
بتعاليمه ومبادئة ومعجزاته.

وإعتقدوا
فى مجيئة الثانى فى مجد ملكى (وانه يعد لنفسه ولأتباعه ولا سيما من أتقياء اليهود
ملكاً ألفياً فيه المجد والسعادة، وهذا التعليم بالملك اللفى فيما يقولون مستقى من
كتب العهد القديم إيريناوس – الرد على الهرطقات كتاب 1 فصل 26 فقرة 2

جاء
فى بعض كتبهم عن السيد المسيح

Testament a Jud. 24, Scebery
(r). – History of Doctrine, vol.I


وسيقوم إنسان من زرعى (أى إنسان من بين اليهود) كشمس البر يعاشر ويخالط

بنى
الناس فى وداعة وبر، وسوف لا يكون فيه غثم، وستنفتح السماء من فوقه، تسكب الروح
بركة الاب القدوس (أى عند عماده) وهو سيسكب عليكم روح النعمة، وستكونون له أبناء
فى الحق، وستسلكون فى وصاياة أولاً وآخراً.. هذا الإنسان ” يجدد الناموس بقوة
من الأعالى، وسيضطهده اليهود (خصوصاً سلالة لاوى) ويذبحونه كلص من دون أن يحسوا
بجلاله، لهذا طرد إسرائيل وخربت اورشليم، إلى أن يتحنن الرب عليها فى آخر الزمان..
وبعد ذلك ستخرب مملكة العدو ”

 

ثانياً:
الأبيونية المعتدلة

عرفنا
أن الأبيونية أصبحت مذهب فى ايام حكم تراجان الإمبراطور الرومانى سنة 100م، ثم
تطورت الأبيونية المتزمته المتشددة وأصبحت طائفة معتدلة من اليهود المتنصريين.

ويهاجم
القديس يوستينوس الأبيونيين المتشددين فى قوة فيعل: أنه لا خلاص لهم، ولكنه فى
المقابل يتسامح نوعاً ما مع الأبيونيين المعتدلين، يدعوهم أخوة، ولو انه يعود
ليذكر أيضاً أن بعضا من المسيحيين لا يقبلونهم ويأبون أن يسموهم أخوة، ويذكر أيضاً
أن الكنيسة فيما بعد فصلتهم من شركتها كما فصلت الأبيونيين المتشددين من قبل.

وفى
سنة 120م – 202م كان القديس إيريناوس هو أول من ذكر الأبيونيين بإسمهم ولما كان
القديس يوستنينوس لم يذكر إسمهم فقد نسب إيريناوس إليهم مجمل ما رواه يوستينوس
عنهم.. ويضيف قائلاً: إن إعتقادهم فى السيد المسيح يشبه إعتقاد كيرنثوس وكريوكراتس
لأنه كان لهم إتجاه خاص فى تفسير أسفار الأنبياء، كما كانت لهم نزعة يهودية واضحة
فى منهج حياتهم، وانهم كانوا ينظرون إلى أورشليم على أنها بيت الله..”إيريناوس
– الرد على الهرطقات كتاب 1 فصل 26 فقرة 2. قارن أيضاً فى نفس المرجع كتاب 3 فصل
21 فقرة 2

وفى
سنة 185م – 254م ذكرهم العلامة أوريجينوس فى كتابه الرد على كلس فيقول: ”
هناك قوم يؤمنون بيسوع ويفتخرون لذلك بكونهم مسيحيين لكنهم يشائون أن يسلكوا فى
حياتهم طبقاً للناموس القديم كما يفعل اليهود، هؤلاء طائفة الأبيونين بقسميها، وهم
إما يقرون معنا بأن يسوع ولد من عذراء، أو ينكرون هذا ويعتقدون أنه ولد كما يولد
أى كائن بشرى آخر ” أورجينوس – الرد على كلسس – كتاب 5 فصل 61، قارن كتاب 2 ف
1 ويذكر أوريجينوس عقيدتهم فيقول: ” هناك من الفرق الهرطقية لا يقبلون رسائل
بولس الرسول مثل فرقتى الأبيونيين…. فولئك لا يعدون الرسول قديساً أو حكيماً،
ولا يقرون عباراته القائلة: العالم صلب لى، وأنا للعالم ” أورجينوس – الرد
على كلسس – كتاب5 فصل 65

 

وفى
سنة 342م – 420م تكلم عنهم القديس أيرنيموس بإعتبارهم شيعة أو فئة قائمة فى أيامه

Fisher (G.P.), History
of Christian Doctrine, 1949

وقال
فى رسالة له إلى القديس أوغسطينوس (112: 13): ” ماذا أقول عن الأبيونيين؟
الذين يدعون أنهم مسيحيون، إنهم أرادوا ان يكونوا يهوداً ومسيحيين فى وقت واحد وما
إستطاعوا أن يكونوا يهوداً أو مسيحيين ” يوسابيوس – تاريخ الكنيسة – كتاب 3
فصل 27 فقرة 5، ابيفانيوس أسقف قبرص 310م- 403م عبارة مماثلة يتحدث فيها عن
الأبيونيين فيقول: ” إنهم ليسوا مسيحيين ولا يهود ولا وثنيين.. إنهم يقفون فى
منتصف الطريق فليسوا هم شيئاً (مذكوراً) راجع

Sceberg (r.) history of
doctrines, vol.I

عقيدة
الأبيونيين المعتدلين

أخذوا
كل ما للأبيونيين المتشددين من عقيدة بالنسبة للديانة اليهودية وإعتدلوا فى الباقى..


يحفظون ناموس العهد القديم لكنهم لم يرغبوا فى فرضه على الجميع وتركوا هذا الأمر
إختيارياً


لا يتشددون ضد الذين يرفضون الختان أو السبت اليهودى أو سائر طقوس العهد القديم
للمنضمين إلى طائفتهم..


كانوا يحتفلون مع الأرثوذكسين بيوم الأحد تذكارا لقيامة السيد المسيح، ولا يعترضون
على الآم السيد المسيح وموته


لا ينكرون أن السيد المسيح ولد من عذراء بغير زواج كما أنهم لا ينكرون القديس بولس
أنه رسولاً حقيقياً.

وجوه
إتفاقهم مع الأبيونيين المتشددين


ينكرون مع الأبيونيين المتشددين وجود المسيح السابق قبل التجسد بإعتباره إلهاً
لأنه هو كلمة الله وحكمته.

*
فعند الأبيونيّبن (كان لهم إنجيل خاصّ) انحرفت نظرتهم إلى المسيح عن النماذج
الرسوليّة فوصلوا إلى التبنويّة (نظرة تعتبر أنّ المسيح صار ابن الله بالتبنّي في
العماد) أو الظاهريّة


أنكروا رسائل بولس إنكاراً تاماً

الأبيونيين
الأسينيين

وكان
هناك فريق ثالث من الأبيونيين أطلق عليه الأبيونيين الأسينيين
Essene أضافوا إلى المبادئ الأبيونية ميولاً غنوسية تتجه إلى التأملات
التصوفية الإلهية) الثيوصوفية
Theosophic
speculation
والنسكيات الصارمة Oscetism)

وفى
رسالة القديس بولس نجد إشارة واضحة إلى بعض مبادئ هذه الطائفة أو ما يشابه
معتقداتهم وهذه المعتقدات أقلقت سلام الكنيسة الأولى فى كولوسى فيقول القديس بولس:
” أنظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس، حسب
أركان العالم وليس حسب المسيح… فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد
أو هلاك أو سبت، التى هى ظل المور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح… لا يخسركم أحد
الجعالة راغباً فى التواضع وعبادة الملائكة، إذن إن كنتم قد متم مع المسيح عن
أركان العالم، فلماذا كأنكم عائشون فى العالم تفرض عليكم فرائض لا تمس ولا تذق ولا
تحس التى هى جميعها للفناء فى الإستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس، التى هى حكاية
حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية ”
كولوسى 2: 8- 23

وقد
لا حظ المؤرخون أن: –


أن هناك تقارب واضح بين معتقدات بين الأبيوني اليهودى الفريسي والأبيوني اليهودى
الأسيني، فقد رجح المؤرخيين أن يكون للطائفة الأسينية أثراً كبير فى المبادئ
المشتركة بينهما


ولوحظ أن المناطق التى إنتشر فيها مذهب الأبيونيين الأسينيين هو مناطق شرق الأردن
والبحر الميت كما يقول أبيفانيوس: هى المناطق القريبة من التى إنتشر فيها
الأبيونيين اليهود الأسينيون

ذلك
ان مذهب الأبيونيين إتخذ صوراً مختلفة مما يتبين معه أثر العوامل غير اليهودية فى
تشكل هذا المذهب وتطويره

Lawer
& Oulton, Eusehius Ecclesiastical history, vol. II Pg. 227

وهناك
عوامل ومؤثرات خارجية أخرى كانت قوبة الأثر فى تشكيلها مثل المؤثرات الغنوسية أو
الشرقية


ولوحظ أن الأبيونية الفريسية التى تكلم عنها إيريناوس لم تلبث أن إنطمست خصائصها
وإختفت معالمها ليظهر نوع جديد من الأبيونية هو الأبيونية الأسينية ولاحظ المؤرخين
على وجه الخصوص سيادة الإنتاج الأدبى للأبيونيين الآسينيين والذى إشتهر بميولهم
التفكيرية وولعهم فى البحث والدرس والمناقشة، وهذا مما جعل المذهب الأسينى يبتلع
المذاهب الأبيونية الأخرى، ولكن بعض المؤرخين رجح أن هذا التطور راجع إلى ميزة
وخاصية المذهب الأبيونى عامة على أخذ كل عقيدة من حوله والأخذ من أى عقيدة أو
فلسفة أو دين آخر لتحيا وتنتشر وذلك ان مذهب الأبيونيين إتخذ صوراً مختلفة فيما
بعد مما يتبين معه أثر العوامل غير اليهودية فى تشكل هذا المذهب وتطويره وفى هذا
يقول العلامة الأنبا إغريغوريوس أسقف البحث العلمى ص 40: ” ذلك ان مذهب
الأبيونيين إتخذ صوراً مختلفة مما يتبين معه أثر العوامل غير اليهودية فى تشكل هذا
المذهب وتطويره “وضمها إلى المبادئ العقيدية الخاصة به لضمان إستمرار وبقاء
الأبيونية “.


ويعتقد المؤرخون أن الأبيونية الأسينية قد نمت وإنتشرت خارج اليهودية بعد خراب
مدينة أورشليم، وتشتت المسيحيين الذين كانوا يسكونونها بعد منشور هادريان، فهاجر
اللآجئين المسيحيين وإستقر بعضهم بالقرب من مساكن الآسينيين، فإنضم إلى المسيحية
عدد كبير من اليهود الآسينيين فاضافوا إلى المعتقدات المسيحية الكثير من معتقداتهم
الخاصة وهذا ما أكده كتاب دينى صادر من هذا المذهب الأبيونى الأسينى فيقول: ”
إنتشر الإنجيل الحقيقى بعد خراب أورشليم.. ”


حلل المؤرخون عما ذكره إيريناوس وهيبوليتس عن الأبيونيين فقالوا: ” أنه ينطبق
على الطراز الأبيونى الفريسى ” وقالوا عما ذكره أبيفانوس أنهم: ” من
الطراز الأسينى الغنوسى ”

 

وقد
ميز الأنبا غريغوريوس مذهب الأبيونية إلى عدة طوائف تختلف فى العقيدة المسيحية
ولكنها تتحد فى العقيدة اليهودية:

أ‌-
الأبيونية اليهودية

2-
الأبيونية اليهودية الفريسية

3-
الأبيونية اليهودية المعتدلة

ب
– الأبيونية التصوفية

4-
الأبيونية الأسينية أو الأبيونية الغنوسية

 

مؤلفات
الأبيونيين الآسينيين:

وضعوا
المؤلفات الأكليمنضية وجميعها ما زال موجود حتى اليوم.

وكتاب
” الخساى ” الذى لم تبق منه إلا ملاحظات متناثرة وعدد كبيرا من كتب أخرى
مفقودة

تنسب
إليهم صورة النسك ليعقوب الرسول أخى السيد المسيح التى رسمها هيجيسبوس
Hegesippus وهو أحد علماء الكنيسة الولين وكان ذلك نحو سنة 160م.

وتنسب
إليهم صورة القديس متى الرسول التى رسمها إكليمنضس فى كتابه المربى، وقال انه كان
يعيش على الحبوب النقل والخضروات وانه كان يأكل الأطعمة الحيوانية
Hard 6 Shelled fruits

المذهب
الخسائى (الأبيونيين)

 

وفى
القرن الثالث نحو سنة 222م ذهب إلى روما أحد مبشرى الأبيونيين وإسمه اليسادس
Alcibiade وهو من مدينة أباايا Apa-
aea
فى سوريا وكان يحمل كتابه
المقدس الذى كان بإسم
Elchesai أو Elxaiلهذا أطلق
عليهم فيما بعد الخسائيين نسبة إلى هذا الكتاب، ولكن يرى أبفانيوس أن إسم الخساى
هو إسم الرسول الإلهى الذى أبلغ الرؤيا ويرى مؤرخين آخرون أنه عنوان للكتاب فقط،
إلا أن هيبوليتس يرى أنه إسم الشخص الذى ظهرت له الرؤيا
Lightfoot, Dissertations وهو صاحب المذهب..

ويذكر
المؤرخون أن اليسادس نجح فى خداع الباب الرومانى كالستس
Callistus
ولكن اسقف بورثوس
Portus ناقشة وكشف عن ضلال معتقداته وإنتصر عليه، وقد وقع الكتاب بين يدى
هيبوليتوس
Hippolytus هيبوليتوس – دحض جميع الهرطقات – كتاب 9 – فصل 13- 17 الذى بدوره
هاجمه وكتب ضده فى كتابه عن الهرطقات ومنه وصلت إلى العالم اليوم أهم معلوماتنا عن
هذه البدعة وعقيدتها.

وإسم
الكتاب إلخساى باللغة الآرامية ويعنى كما فسره أبيفانيوس بحق القوة الخفية

ولكن
إسم الكتاب باللغة اليونانية كان بصورة مختلفة كان على النحو التالى ولكن يرجح
الأنبا إغريعوريوس أسقف البحث العلمى ص 43 أن أصح الصور هى الصورة الأولى صورة
اللفظ الآرامى التى هى فى كتاب الهرطقات لهيبوليتس.

وكتاب
الخساى يحتوى على رؤيا قيل أنها كتبت فى السنةالثالثة لحكم الإمبراطور تراجان أى
نحو 100م ولكن لا يستطيع أحد أن يقطع بيقين إذا كان حقاً أنها ترجع إلى هذا
التاريخ هيبوليتوس – دحض جميع الهرطقات – كتاب 9 – فصل 13- 17

وتقول
هذه الرؤيا
Lightfoot,
Dissertations
: أن ملاكاً هائلاً
هبط من السماء وظهر فى حجم كبير لألسخاى

Lawer & oulton,
Eusebius Ecclwsiastical History vol, ii.p. 226, seeberg (R.)
، Text- book of the History of Doctrine vol. 1 p.
89 Hippolytus
.

(يبلغ
طوله 96ميلاً وعرضه 16 ميلاً، ومن الكتف للكتف 24 ميلاً، ويبلغ طول قدمه 14 ميلاً
وعضها 6 أميال وإرتفاعها ميلين) يوسابيوس – تاريخ الكنيسة ترجمة القس مرقس داود –
كتاب 6 فصل 38 وكانت تصحبه ملاك أنثى ذات حجم كبير أيضاً هى الروح القدس وقد سلم
الملاك للألسخاى هذا الكتاب فى أرض سيرى! “

وكتاب
السخاى يشتمل على إعلانات جديدة، وفيه التعليم بمعمودية ثانية بإسم الله العلى
وإبنه الملك العظيم من أجل غفران الخطايا بدون إستثناء أعظم الخطايا وهى الزنا،
ومن اجل شفاء الجروح، ومن عضة الكلب المسعور، والأمراض الشديدة، وذلك بتغطيس
المعمدين فى الماء، والإلتجاء إلى السماء وللأرواح المقدسة ملائكة الصلاة وشجرة
الزيتون والملح والأرض مع الوعد بترك الشر.

ويؤكد
يوسابيوس
Hippolytus, Refutations
of all Heresies< book IX chap. 8
هذا الملاك هو إبن الله، وهو ملاك مذكر..
وجود هذا الكتاب وأن أوريجينوس ذكر هؤلاء الهراطقة فى خطاب عام عن المزمور 82،
ومما قاله عنهم: ” أنهم أصدروا كتاباً زعموا أنه هبط عليهم من السماء ومن
سمعه وآمن نال غفران خطاياه، غفراناً غير الغفران الذى منحه السيد المسيح.

ويقول
هيبوليتوس: ” أن السبيادس أوصى
Hippolytus,
Refutations of all Heresies< book IX chap.13- 15 & Lawer & oulton,
Eusebius Ecclesiastical History vol, ii.p. 227, (note on book vi, 38
.: أن من تاب وسمع هذا الكتاب وآمن، نال بالمعمودية مغفرة خطاياه
“.

 

عقيدة
الأبيونيين الآسنيين:

إعتقد
الأبيونيين الاسينيين بوجوب الختان وإتباع ناموس موسى القديم وإعتباره جزءاً
رئيسياً من العقيدة المسيحية عندهم ولكن الناموس عندهم ليس هو ناموس الأبيونيين
الفريسيين فقد إقتطع الأبيونيون الأسينيين من الناموس كل العناصر التى لا توافقهم..
فرفضوا أسفار الأنبياء كلها، كما رفضوا على الخصوص مبدأ الذبائح الدموية، وأدخلوا
بعض الطقوس والعادات والتقاليد وتمسكوا بها تمسكاً شديداً منها: – الغسلات
التطهيرية والإمتناع عن الخمر وعن الأطعمة الحيوانية.

 

ان
الابيونيين لديهم إنجيل يسمى (الإنجيل بحسب متى) غير كامل وغير صحيح تماماً بل هو
مزور ومشوه ويسمونه الإنجيل العبري. (دائرة المعارف الكتابية، الجزء الأول، ص55).
ونذكر أن الحذف يتعلق بنسب المسيح.

ويلقي
لنا د. عبد المنعم حفني مزيدا من الضوء على هؤلاء الابيونيين منهم:

فرقة
من اليهود المستنصرين.. التسمية تعني الاغمار لأنهم كانوا من نكرات اليهود.. أو
انهم من الفقراء إلى الله قبلوا المسيح بمعنى (المهدي المنتظر) ورفضوا الإقرار
بالألوهية وولادته العذرية وقالوا أن المسيح.. رسول قد خليت من قبله الرسل
(الموسوعة النقدية للفلسفة اليهودية، ص43،ط1، 1410 / 1980).

ونضيف
أنهم يؤكدون أن من يزعم خلاف ذلك فهو مجدف في حق الله تعالى.. ومستحق اللعنة
الأبدية ورفضوا الإقرار برسولية بولس (شاؤول) ودخلوا معه في عراك.

أما
د. جواد علي فيرى أن الابيونيين (جماعة من قدماء اليهود المتنصرين عرفوا بهذه
التسمية العبرانية الأصل التي تعني الفقراء.. وهم يعتقدون بوجود الله الواحد خالق
الكون وينكرون رأي بولس الرسول في المسيح ويحافظون على حرمة السبت وحرمة يوم الرب
وقد ذهب بعض قدماء من نتحدث عنهم إلى أنهم فرقتان بالقياس إلى مولد الابن المسيح
من الأم العذراء ويعتقد أكثرهم أن المسيح بشر مثلنا أمتاز على غيره بالنبوة وأنه
رسول الله. وهو نبي كبقية من يبقه من الأنبياء المرسلين.

وقد
آمن بعض منهم بعقيدة (العذراء) وولادتها المسيح من غير اتصال ببشر، غير أن بعضاً
آخر منهم آمن بأن المسيح ابن مريم من (يوسف) فهو بشر تماماً، أنكر الصلب المعروف،
وذهب إلى أن من صلب كان غير المسيح وقد شبه على من صلبه فظن أنه المسيح حقاً
ورجعوا إلى إنجيل متى المعروف بالعبرانية وأنكروا رسالة بولس على النحو المعروف
عند بقية النصارى) (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، د.جواد علي، الجزء السادس،
ص635، ط2، 1978 م، دار العلم للملايين، بيروت)

 

التى
قامت فى العصور الأولى، من أول البدع التى قامت هى بدع المتهودين الذين أرادوا
تهويد المسيحية، ودخلوا فى المسيحية واشتهوا فى داخلهم الطقوس اليهودية والتعاليم
اليهودية.

لأنهم
أصروا على أن يحافظوا على الناموس الموسوى من جهة السبت ومن جهة الختان، واعتبروا
أن الأمم الذين لم يختتنوا يبقوا نجسين، واشترطت هذا الأمر حركة التهود فى
المسيحية، وهذه الحركة حاربها القديس بولس الرسول بكل قوة، وفى رسالته إلى كولوسى
2: 16 – 17 قال لا يحكم عليكم فى أكل ولا شرب ولا من جهة هلال أو سبت … الخ التى
هى ظل الأمور العتيدة، أى الرموز فى القديم مما يأتى فى العهد الجديد، وأيضاً وبخ
أهل غلاطية من جهة هذا الأمر وقال لهم: “أبعد أن بدأتم بالروح تكملون بالجسد؟
وقالهم أيها الغلاطيون الأغبياء، واتكلم عن الموضوع ده كتير فى الرسالة إلى رومية،
بل إنه أيضاً وبخ بطرس الرسول فى غلاطية إصحاح 2، وقاله: “إذا كنت وأنت يهودى
تسلك كالأمم، فلماذا تطلب من الأمم أن يتهودوا، لذلك هؤلاء الناس كانوا ضد القديس
بولس الرسول، والمتشددون منهم لم يكترسوا برسائل بولس الرسول، ولا به كرسول،
المعتدلين وافقوا أنهم يعتبروه رسول لكن ما بيوافقوش على رسائله، هؤلاء المتهودين
سموهم فى التاريخ، الأبيونيين، وكلمة الأبيونيين يعنى فقراء أو مساكين، اعتبروهم
فقراء ومساكين فى تفكيرهم واتجاهاتهم، وأصبحت الأبيونية هى هرطقة هؤلاء المتهودين،
أصروا على ناموس موسى، ولو أنهم أصروا على الختان والسبت كانت المسألة تبقى سهلة،
ولكنهم دخلوا فى هرطقات خاصة بالسيد المسيح نفسه، فقالوا أن السيد المسيح لم يولد
من عذراء، وولد ولادة طبيعية من مريم ويوسف، واعتبروا آية أشعياء 7 هوذا العذراء
تحبل وتلد ابناً، وان الترجمة بدل كلمة عذراء يقولوا فتاة، لكن مع ذلك اعتبروا أن
السيد المسيح هو المسيا المنتظر وعلى الرغم من اعتقادهم أنه هو المسيا لم يعتبروه
إلهاً فأنكروا لاهوته وأيضاً أنكروا وجود سابق له قبل التجسد، يعنى كأن بداءة
حياته من التجسد وطبعاً هذا ضد لاهوته، هؤلاء تكلم عنهم يوسابيوس فى تاريخه
المعروف وتكلم عنهم القديس يوستينوس الذى عاش فى القرن الثانى، والقديس إيرناوس
الذى عاش فى القرن الثانى وتنيح فى أوائل القرن الثالث، وتحدث عنهم القديس جيروم
الذى عاش فى أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس، وقال عنهم إنهم ليسوا يهود ولا
مسيحيون ولا خلاص لهم، فهم ليسوا يهود لأنهم يؤمنوا بالمسيح، وبتعاليمه ومعجزاته،
وليسوا مسيحيون لأنهم لا يؤمنون بلاهوت المسيح ولا بولادته من عذراء، غير أن هؤلاء
المتهودين كان بعضهم معتدل وبعضهم متطرف، لكنهم المعتدلين والمتطرفين أنكروا رسائل
بولس وأنكروا لاهوت المسيح وأنكروا وجوده السابق قبل التجسد، والكنيسة بمضى الوقت
حكمت بقطعهم من الشركة الكنسية، ذكرهم أيضاً أوريجانوس فى كتابه الرد على كينسوس.

 

والجزء
التالى عن هرطقة الأبيونيين مأخوذ من مؤرخ كتبها فى القرن الثالث – الرابع
الميلادى تاريخ الكنيسة – يوسابيوس القيصرى (264 – 340 م) – تعريب القمص مرقس داود
– رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 – مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى
الدين الخربوطلى ك 3: ف 27 مع بعض التعديل فى لغته.

الكتاب
الثالث ليوسابيوس القيصرى الفصل السابع والعشرون

هرطقة
الأبيونيين (1)

1
– وإذ لم يستطع ابليس اللعين أن يبعد آخرين عن ولائهم لمسيح الرب وجدهم سريعى
التأثر من ناحية أخرى، ولذلك جرفهم لأغراضة، وقد كان الأقدمون محقون إذ دعوا هؤلاء
القوم ” أبيونيين” لأنهم أعتقدوا فى المسيح إعتقادات فقيرة (2) ووضيعة.

 2
– فهم أعتبروه إنساناً بسيطاً عادياً، قد تبرر فقط بسبب فضيلته السامية، وأعتقدوا
أن المسيح هو نتاج لأجتماع رجل معين مع مريم، وفى إعتقادهم أن الإحتفاظ بالناموس
(ناموس بمعنى شريعة موسى) طقسى ضرورى جداً، على أساس أنهم لا يستطيعون أن يخلصوا
بالإيمان بالمسيح فقط وبحياة مماثلة للحياة التى عاشها.

3
– وبخلافهم كان هناك قوم آخرون بنفس الأسم (3) ولكنهم تجنبوا ألاراء الغريبة
والسخيفة التى أعتقدها السابقون، ولم ينكروا أن الرب ولد من عذراء ومن الروح القدس،
ولكنهم مع ذلك رفضوا الإعتراف أنه كان كائناً من قبل، لأنه هو الكلمة الرب الإله،
الحكمة، ومن ثم فقد أنحرفوا إلى ضلالة الأبيونين السابقين، ولا سيما أنهم فعلوا
مثلهم عندما تمسكوا بالعبادة عن طريق الناموس الجسدى تمسكاً شديداً.

4
– وعلاوة على هذا فإن هؤلاء الناس ظنوا أنه من الضرورى رفض كل رسائل الرسول (بولس)
الذى قالوا عنه بأنه مرتد عن الناموس، ثم أنهم أستعملوا فقط إنجيل أسموه أنجيل
العبرانيين، ولم يبالوا كثيراً بالأسفار الأخرى.

5
– وقد حافظوا على يوم السبت مثل اليهود وأيضا على سائر نظم اليهود، ولكنهم فى نفس
الوقت حافظوا على ايام الرب مثلنا كتذكار لقيامة المخلص.

6
– ولهذا أطلق عليهم إسم ألبيونيين، وهو الأسم الذى يعبر عن فقرهم فى التفكير، لأن
هذا هو الإسم الذى يطلق على رجل فقير بين العبرانيين

===

 مراجع

(1)
كانت بدعة الأبيونيين
Ebonites عدة طوائف تختلف فى عقيدتهم ولكنهم تمسكوا بضرورة مساعدتهم للفقير
طبقاً لقول السيد المسيح طوبى للمساكين، وتمسكوا ايضاً بناموس موسى ولم يعترفوا
ببولس الرسول، وهناك طائفتين تكلم عنهم المؤرخ يوسابيوس القيصرى الأولى أنكرت ميلاد
يسوع المسيح المعجزى.

(2)
أسمهم الأبيونيين
Ebonites مشتق من كلمة عبرانية معناها الفقير.

(3)
كانت البدعة الأخرى التى أشير إليها هى بدعة أو طائفة أو شيعة الناصريين التى أشير
إليها فى (أعمال 24: 5)

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى