اللاهوت الطقسي

+ أورشليم بعد انقسام المملكة:



+ أورشليم بعد انقسام المملكة:

+ أورشليم بعد
انقسام المملكة:

بعد موت سليمان انقسمت
المملكة اليهودية إلي مملكتين: يهوذا وإسرائيل، وصارت أورشليم في وضع حرج بسبب
موقعها علي الحدود بين المملكتين. ولاشك أنه كان من الممكن التخلي عنها كمقر لبيت
داود وعاصمة لمملكة يهوذا، والنزوح إلي مدينة أخرى تتوسط المملكة الجديدة. ولكن
مكانتها الروحية وسياسة السلطات الحاكمة فيها مكنتها من التغلب علي سائر الصعوبات.فسواء
الحكام أو الشعب فقد أجمع الكل علي التمسك بأورشليم كعاصمة للمملكة.

ولم يكن من المتوقع أن تزدهر أورشليم في هذه
المرحلة من التاريخ تحت حكم ملوك يهوذا.. ولكنه قام بين حكام يهوذا ملوك أتقياء
رفعوا من شأن المدينة ودافعوا عن تراثها الروحي، وقام بعضهم بتحصينات في الأسوار:
وبنى عزيا أبراجاً في
أورشليم عند باب الزاوية وعند باب الوادى وعند الزاوية وحصنها” (أخبار
الأيام الثاني26: 9).

كذلك حزقيا الملك: وتشدد وبني كل السور
المتهدم وأعلا ه إلي الأبراج وسوراً آخر خارجاً وحصَّن القلعة مدينة داود” (أخبار
الأيام الثاني 32: 5).

ومنسي الملك أيضاً: بني سوراً خارج مدينة
داود غرباً إلي جيحون في الوادي” (أخبار الأيام الثاني 33: 14).

غير أن أهم ما تم في المدينة هو تحسين وسائل
إمداد المدينة بالمياه علي أيام حزقيا الملك:
وحزقيا هذا سدَّ مخرج
مياه جيحون الأعلي واجراها تحت الأرض إلي الجهه الغربية في مدينة داود” (أخبار
الأيام الثاني 32: 30).
وكان قصده من ذلك أن تتمكن المدينة من الصمود أمام
حصار للأعداء يطول أمده. أمَّا بالنسبة للهيكل فقد ظل محتفظاً بقيمته الروحية
والقومية باعتباره الموضع المقدس الذي ترفع فيه القرابين في مملكة يهوذا، ولكن كان
هذا بالنسبة للأتقياء في يهوذا وإسرائيل.. أما عامة الشعب فقد ساروا وراء شر
ملوكهم، وبالأخص في مملكة إسرائيل التى كان أول ملوكها بعد انقسام المملكة هو
يربعام الذي عمل عجلين من ذهب
ووضع
واحداً في بيت ايل وجعل الآخر في دان.. وبني بيت المرتفعات وصدَّ كهنة من أطراف
الشعب لم يكونوا من بني لاوى” وقال للشعب:
كثير عليكم أن تصعدوا
إلي أورشليم. هوذا آلهتك ياإسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر” (انظر ملوك
الأول 12: 25
33).

أما في يهوذا فلم يسلم هيكل الرب من شر بعض ملوك
يهوذا الذين بنوا لأنفسهم مرتفعات وأنصاباً وسوارى علي كل تل مرتفع وتحت كل شجرة
خضراء ليعبدوا عليها آلهة الأمم ويفعلوا حسب كل رجاساتهم..

ففي السنه الخامسة للملك رحبعام أول ملوك يهوذا
بعد انقسام المملكة،
صعد ملك مصر إلي
أورشليم وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وجميع أتراس الذهب التي عملها
سليمان.. فعمل الملك رحبعام عوضاً عنها أتراساً من نحاس (انظر ملوك الأول 14: 21
28).

إلاَّ أنه من جميع الأحداث التي مرت بأورشليم
تحت حكم ملوك يهوذا حتي موت يوشيا سنة 609 ق. م. لا نجد إلا حادثتين أثرتا علي
مركز أورشليم بدرجة ملحوظة. فقد حاول سنحاريب أن يخضعها لحكمه سنة 701 ق. م. ولكن
علي عكس ما كان متوقعاً انقذت من يده إذ أنه انسحب من حولها فجأة دون قتال، كما
تنبأ بذلك إشعياء النبي:
لذلك
هكذا قال الرب عن ملك آشور: لا يدخل هذه المدينة ولا يرمي هناك سهماً ولا يتقدم
عليها بترس ولا يقيم عليها مترسة. في الطريق الذي جاء فيه يرجع وإلي هذه المدينة
لا يدخل يقول الرب.وأحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسى ومن أجل داود
عبدى” (ملوك الثاني 19: 32

34).

وقد نتج عن هذه الحادثة اعتقاد الشعب في أورشليم
أنها المدينة التي لا تقهر، ولكن الأمر لم يكن كذلك لأن الله خلصها من أجل نفسه
ومن أجل داود عبده واستجابة لصلاة حزقيا الملك الذي تذلل منسحقاً أمام الرب..

أمَّا الحادث الثاني فهو الإصلاح الديني
والسياسي الذي قام به يوشيا الملك بعد سنة 626 ق. م. وقد قام يوشيا بتنقية الهيكل
والعبادة من كل الرجاسات الدخيلة التي دسها الملوك السابقون وأزال كل المرتفعات
والمذابح الوثنية في سائر أنحاء المملكة. إلا أنه علي الرغم من كل ما عمله يوشيا وشهادة
الرب عنه أنه
لم يكن قبله
ملك مثله قد رجع إلي الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته حسب كل شريعة موسى وبعده لم
يقم مثله. ولكن الرب لم يرجع عن حمو غضبه العظيم لأن غضبه قد حمى علي يهوذا من أجل
جميع الاغاظات التي اغاظه إياها منسي. فقال الرب إني أنزع يهوذا من أمامي كما نزعت
إسرائيل وأرفض هذه المدينة التي اخترتها أورشليم والبيت الذي قلت يكون اسمى
فيه” (1مل 23: 25
27)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى