عهد قديم

الإصحاح الرابع عشر



الإصحاح الرابع عشر]]>الإصحاح الرابع عشر

 

اللهيسمح للشعب ولأولاده بتجارب قد تبدو قاسية ليروا ذراعه فيؤمنوا. إذاً لنسلم لهحياتنا ولنسير حينما وإلى حيثما يأمر الله، حتى وإن قادنا في طريق تبدو خاطئةفالبحر أمامنا وفرعون وجيشه ورائنا والهلاك واضح أمامنا لكن في اللحظة المناسبةينفتح البحر وفي اللحظة المناسبة يغلق فيهلك فرعون وجيشه.

 

الآيات(2-4): “كلم بني إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحرأمام بعل صفون مقابله تنزلون عند البحر. فيقول فرعون عن بني إسرائيل هم مرتبكون فيالأرض قد استغلق عليهم القفر. واشدد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم فأتمجد بفرعونوبجميع جيشه ويعرف المصريون أني أنا الرب ففعلوا هكذا.”

اللهيضعهم في تجربة قاسية حتى يعلموا أن الطريق ليس سهلاً، بل هو طريق جهاد مستمر.والبحر يشير لتجارب العالم أمامنا وفرعون ورائنا يشير لعدو الخير بجنوده ورائنا،حقاً ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة (مت14:7). هو طريق سهروجهاد وإيمان. لكن لماذا الخوف والله هو الذي يقودنا. والله سمح بهذه الضيقةليتمجد أمام شعبه لقد شدد الرب قلب فرعون بأن تركه لشهوات قلبه وقساوة قلبه. اللهتركه لحريته. وربما لو رأى الشعب أنهم محاطين بالبحر أمامهم وفرعون ورائهم والجبالتحيطهم ولا مفر بل هم هالكين بالتأكيد لظنوا أن الله قد أخطأ وقادهم في طريق خاطئةولكن الله لا يخطئ فكل شئ بترتيب حتى يتمجد الله أمام شعبه بهلاك مقاوميه.

مقالات ذات صلة

 

آية(5): “فلما اخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب تغير قلب فرعون وعبيده على الشعبفقالوا ماذا فعلنا حتى أطلقنا إسرائيل من خدمتنا.”

قدهرب= قيل أنهم هربوا مع أن فرعون هو الذي أطلقهم وربما يكون السبب أن فرعون تصوَّرأنهم سيعودون بعد الثلاثة أيام ولم يتصور هروبهم نهائياً.

 

آية(7): “واخذ ست مئة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر وجنودا مركبية علىجميعها.”

600مركبة= المعنى الرمزيللرقم هو أن فرعون خرج بكل طاقته البشرية (6×100) لكنهم ليس لهم السمة السماويةمثل شعب الله (600×1000) لذلك فشلوا وهلكوا. وكانت المركبة الحربية يجرها حصانانأو أربعة ولها أربعة جنود، قائد للمركبة ومدافع عن القائد ومحارب أو اثنين داخلالمركبة.

 

آية(9): “فسعى المصريون وراءهم وأدركوهم جميع خيل مركبات فرعون وفرسانه وجيشهوهم نازلون عند البحر عند فم الحيروث أمام بعل صفون.”

كانجيش فرعون مشاة وفرسان بخيلهم ومركبات. وغالباً فالفرسان والمركبات هم الذين دخلواالبحر وراء الشعب ويفهم هذا من تسبحة موسى “الفرس وراكبه طرحهما في البحر1:15” وظل فرعون مع المشاة خارج البحر.

 

آية(11): “وقالوا لموسى هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية ماذاصنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر.”

معأول ضيقة ظهر نقص إيمان الشعب وروح التذمر فيه وهذا ما كان الله سيعالجه فيالبرية. لقد اشتاقوا إلى حياة العبودية في مصر ثانية عوضاً عن حياة الجهاد.

 

آية(14): “الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون.”

الربيقاتل عنكم= الله لم يدفعهم للحرب مع فرعون كما فعل معهم في حربهم مع عماليقوغيرهم فيما بعد، لأنهم لم يختبروا بعد المن السماوي ولا الشراب الروحي. هم خرجوامن مصر بلا خبرة في الجهاد. فالله لا يسمح لنا بحرب إلا في حدود إمكانياتنا.

 

آية(15): “فقال الرب لموسى ما لك تصرخ إلى قل لبني إسرائيل أن يرحلوا.”

مالك تصرخ إلىّ= مع أن الكتاب لم يذكر أن موسى قد صرخ بل كان يبعث في الشعب روحالرجاء في الخلاص، لكن كان هناك صراخ في قلبه وسمع الله صراخه لأنه كان أعلى منصرخات الشعب غير المؤمنة والمملوءة رعباً، لكن صراخ موسى كان صراخ المؤمن الذييطلب من الله أن يتدخل وينقذ شعبه. (وهكذا :سمع الله صراخ إسماعيل الصامت ولم يسمعصراخ الأم (تك17:21)) وهكذا الله يسمع صرخات القديسين الصامتة. والله لم يقل لموسىأن يكف عن الصراخ بل أن يستمر في صلاته ويحرك الشعب= قل لبني إسرائيل أن يرحلواوبنفس المفهوم نسمع أن هابيل كان دمه يصرخ من الأرض بعد أن مات.

 

آية(17): “وها أنا اشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم فأتمجد بفرعون وكل جيشهبمركباته وفرسانه.”

مهماتشدد أعداء الكنيسة ضدها سيتمجد الله أخيراً. لقد سلك الشعب بالإيمان إذ رأواالبحر أمامهم فإنفتح لهم طريق ونجوا أما الأعداء فرأوا الطريق بالعيان فساروا فيهفغرقوا وهلكوا. وكان عبور البحر رمزاً للمعمودية التي فيها ندفن مع المسيح المتألمونقوم للتمتع بقيامته. ويهيج إبليس وجنوده وتباد أعمالهم الشريرة ولنلاحظ:

1.                قسى فرعون قلبه لكي يهلك الشعب فهلك جيشه. وقسىإبليس أيضاً قلبه فأراد أن يقتل المسيح ويبيد أسمه من كورة الأحياء، وإذ به يهزمويهلك جيشه. لاحظ أن الكتاب لم يذكر أن فرعون قد غرق بل هو فقد جيشه. وإبليس لميهلك تماماً بعد الصليب بل فقد قوته فيوم هلاكه في البحيرة المتقدة بالنار لم يأتبعد.

2.                رأى فرعون البحر منشقاً فإندفع وراء الشعب ولميخاف ويرتعب، ورأى إبليس الطبيعة الثائرة في لحظات صلب المسيح ولم يبال بل إندفعليكمل الصلب.

3.                ضرب موسى البحر بعصاه ليهلك جيش فرعون وضربالسيد المسيح إبليس بصليبه ليهلكه.

4.                بعد العبور إجتاز الشعب البرية، ونحن أيضاً إذتمتعنا بعمل الصليب في المعمودية نجتاز برية هذا العالم مع قائدنا المسيح حتى نبلغأورشليم السماوية. وكما أرسل الله موسى ليخلص الشعب من العبودية هكذا أرسل الآبابنه ليخلصنا من عبودية إبليس.

 

آية(19): “فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم وانتقل عمودالسحاب من أمامهم ووقف وراءهم.”

عمودالسحاب يرمز للروح القدس الذي يقود المسيرة. لأن خيمة الاجتماع كانت ترمز للمسيحوسط شعبه. ولأن السحابة ترمز للروح القدس الذي يعطي ماءً للإثمار والنار ترمزللروح القدس فهو حل على التلاميذ بهيئة ألسنة نار. وهذا يتضح من هذه الآية فهناكملاك الله.. وهناك عمود السحاب= فإنتقل ملاك الله.. وإنتقل عمود السحاب فكل إقنومله عمله في المسيرة. ولاحظ أن الشعب تعمد في السحاب (1كو2:10) وهذا عمل الروحالقدس. وملاك الله هو الأقنوم الثاني، ونرى عمله في آية (24)

الإصحاح الرابع عشر

آية(20): “فدخل بين عسكر المصريين وعسكر إسرائيل وصار السحاب والظلام وأضاءالليل فلم يقترب هذا إلى ذاك كل الليل.”

أولادالله يسيرون في النور وأولاد العالم يتعثرون في الظلمة.

 

الآيات(21،22): “ومد موسى يده على البحر فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كلالليل وجعل البحر يابسة وانشق الماء. فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسةوالماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم.”

ماأعجب اسمك يا رب فالهواء والريح والبحر، الكل يطيعك.

 

آية(24): “وكان في هزيع الصبح أن الرب اشرف على عسكر المصريين في عمود الناروالسحاب وأزعج عسكر المصريين.”

هزيعالصبح= ويسمى محرس الصبح. وهذه الكلمة جاءت من تغيير الحراس 4 مرات في الليل. فكانالليل يبدأ من الساعة 6 مساء حتى الساعة 6 صباحاً لمدة 12 ساعة تقسم إلى أجزاء كلمنها 3 ساعات. وهناك نوبة حراسة لكل ثلاث ساعات. والنوبة تسمى هزيع أو محرس (نوبةحراسة) وآخر هزيع فيهم يسمى هزيع الصباح أو محرس الصبح. أشرف الرب[1]=أي ألقى برعبه على المصريين وربما بدأ ضرباته بصواعق من نار أو بروق ورعودأرعبتهم. وكان رعبهم سبب تخبطهم فالضباب كان محيط بهم (مز17:77-20)

 

آية(25): “وخلع بكر مركباتهم حتى ساقوها بثقلة فقال المصريون نهرب من إسرائيللأن الرب يقاتل المصريين عنهم.”

خلعبكر مركباتهم= ربما رجع هذا لتخبطهم من الرعب الذي وقع عليهم فتخبطت مركباتهم أوأن هذا من عمل الصواعق أو أي تدبير إلهي.

 

آية(27): “فمد موسى يده على البحر فرجع البحر عند إقبال الصبح إلى حاله الدائمةوالمصريون هاربون إلى لقائه فدفع الرب المصريين في وسط البحر.”

هاربونإلى لقائه= تعبير رائع يدل على فزعهم فهم اتجهوا ناحية البحر وراء الشعب وكان فيهذا الوقت أن البحر تحرك لوضعه الأصلي. هم كانوا يتحركون في اتجاه تقدم ماء البحرفغرقوا. وهم كانوا هاربون من الضربات والرعب السابق. فهم هربوا من رعب ليلقواحتفهم، أي هربوا من رعب إلى لقاء مصيرهم المحتوم في البحر.

 

آية(29): “وأما بنو إسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر والماء سور لهم عنيمينهم وعن يسارهم.”

ماأجمل أن يكون الله هم سور لنا ليحمينا (زك5:2).

 

آية(31): “ورأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين فخاف الشعب الربوآمنوا بالرب وبعبده موسى.”

الإصحاح الرابع عشروآمنوا به=هنا تحقق هدف الله من توهانهم في البرية (البرية هي مدرسة الإيمان)

نقطةالعبور : جنوب السويس 16كم

عرضالبحر عندها : 12-13كم

نقطةالخروج : عيون موسى



[1] ملاك الرب هو الأقنوم الثاني (آية19)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى