عهد قديم

الإصحاح الثالث



الإصحاح الثالث]]>الإصحاح الثالث

 

الآيات (1-7):فهؤلاء همالأمم الذين تركهم الرب ليمتحن بهم إسرائيل كل الذين لم يعرفوا جميع حروب كنعان.إنما لمعرفة اجيال بني إسرائيل لتعليمهم الحرب الذين لم يعرفوها قبل فقط. أقطابالفلسطينيين الخمسة وجميع الكنعانيين والصيدونيين والحويين سكان جبل لبنان من جبلبعل حرمون إلى مدخل حماة. كانوا لامتحان إسرائيل بهم لكي يعلم هل يسمعون وصاياالرب التي أوصى بها إباءهم عن يد موسى. فسكن بنو إسرائيل في وسط الكنعانيينوالحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين. واتخذوا بناتهم لأنفسهم نساءوأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم. فعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب ونسواالرب إلههم وعبدوا البعليم والسواري.”

يعلن هنا عن إنحرافالشعب المتكرر وعلامة هذا زواجهم بالوثنيات وعبادة الألهة الوثنية. وهنا يبدأبالزواج بالوثنيين أولاً قبل أن يشير لعبادة الأوثان وذلك لأن الزواج بالوثنيينيقود للعبادة الوثنية (هذا ما حدث مع سليمان الملك) ونلاحظ إهتمام إبراهيم بزواجإسحق إبنه من إمرأة تعرف الله.

ليمتحن بهم إسرائيل =هذا لا يعنى بالقطع أن الله ينتظر نتيجة هذا الإمتحان ليحكم على الشعب هل يعبدالله أم الألهة الوثنية فالكل مكشوف لله الماضى والحاضر والمستقبل ولكن كلمة يمتحنهنا معناها ان الله يكشف للشعب عن حالهم فإذا هم إنجرفوا لهذه العبادات الوثنيةوسقطوا فى الضيق يعرفون سبب الضيق الذى هم فيه ألا وهو وثنيتهم فيصرخون لله واللهيستجيب وينقذهم وبهذا يعرفون قوة الله. إذاً من هؤلاء الأعداء سيعرف إسرائيل هلالله معهُ أم لا، إن كان الأعداء خاضعين لهم فالله معهم وإن تقوى عليهم أعدائهمفالله قد تخلى عنهم وهم محتاجين للتوبة ليعود لهم. وبهذا يستمرون متطلعين إلى اللهطالبين معونته ولا يتهاونون فى كسل. وبهذا نفهم معنى لتعليمهم الحرب = فالله لايهتم بالتدريب العسكرى، إنما يختبر شعبه كيف يغلب وينتصر خلال الحياة التقويةوالإتكال على الرب فيرون أعماله معهم لنصرتهم. وهكذا يخرج الله حتى من ضعفاتناخيراً. وأيضاً نفهم أن كل الذين لم يعرفوا حروب كنعان انهم هم الذين أهملوا أنيعرفوا ما صنع الرب. والله إذن ترك هذه الشعوب ليتعلم الصغار الحرب، هؤلاء الذينوُلدوا بعد موت رجال الحرب. فالله يريد تعليم شعبه وليس ضررهم.

 

مقالات ذات صلة

الأيات (8-11): “فحميغضب الرب على إسرائيل فباعهم بيد كوشان رشعتايم ملك آرام النهرين فعبد بنو إسرائيلكوشان رشعتايم ثماني سنين. وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب فأقام الرب مخلصا لبنيإسرائيل فخلصهم عثنيئيل بن قناز أخا كالب الأصغر. فكان عليه روح الرب وقضىلإسرائيل وخرج للحرب فدفع الرب ليده كوشان رشعتايم ملك آرام واعتزت يده على كوشانرشعتايم. واستراحت الأرض أربعين سنة ومات عثنيئيل بن قناز.”

كوشان رشعتايم = كوشان= يختص بكوش، رشعتايم = (ذى الشرين) فلأن الشعب أخطأ فى شرين (الزواج بوثنياتوعبادة أوثان) أسلمهم الله لذى الشرين أرام النهرين = فى سوريا بين دجلة والفرات،أى الحرب كانت من الشمال. إذاً فالله أتى لشعبه بملك من بعيد ليؤدبهم. فعبدإسرائيل كوشان = أى أذلهم وأدبهم وصار لهم سيداً يستعبدهم. وصرخ بنو إسرائيل = هذههى فائدة التجربة. فهم قبلاً لم يكونوا يصلوان والأن هم يصرخون. وأرسل الله لهمعثنيئيل = فكان أول قاضٍ. وأول مخلص من سبط يهوذا “كان أسداً خرج من سبطيهوذا” ليشير للمسيح. كلمة عثنيئيل = إستجابة الله أو قوة الله. فما يتحقق منخلاص لا يتم بقوة بشرية إنما هو إستجابة الرب الذى يسمع صرخات أولاده. وعثنيئيل هوالذى إستولى على قرية سفر وتزوج بعكسة إبنة كالب (يش 15 : 15-19). وسر قوة عثنيئيل= كان عليه روح الرب (2كو 4 : 7). وقرية سِفٌر تعنى كتاب. وهنا نفهم دور كلمة اللهفى كتاب الله فى أنها تعطى قوة لمن يقتنيها (مز 119 : 22). إستراحت الأرض 40 سنة =يتكرر رقم 40 كثيراً وهو يشير لفترة زمنية يعطيها الله لنا، إن نجحنا فى إجتيازهايكون لنا البركة والعكس. والله يعطيهم هنا 40 سنة راحة وللأسف إرتدوا للشر فسقطوافى عبودية عجلون.

 

آية (12): “وعادبنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب فشدد الرب عجلون ملك مواب على إسرائيل لأنهمعملوا الشر في عيني الرب.”

هم ظنوا ان العدو الأولكوشان قد إنتهى وأصبحوا الأن فى أمان فبدأوا فى شرورهم ثانية ولم يفهموا أن اللهلديه أدوات تأديب كثيرة. والأداة الحالية هى عجلون. وخطير إذا مّرت فى حياتنا أيامسلام وصحة وثروة فنشعر بالأمان ونخطىء فالأمان الحقيقى لا يكون إلا بالحياة فىالمسيح فهو وحده ملك السلام، وكل ما عداه فهو كالسراب، شىء زائل غير مأمون ولاضمان لإستمراره. ومعنى إسم عجلون = عجل سمين أو مثل العجول ربما إشارة لسمنته (آية17) أو قوته الوحشية فى الحرب وغضبه القاتل وقسوته وعجلون هذا هو الذى خلف بالاقملك موآب.

 

الآيات (13،14): “فجمعإليه بني عمون وعماليق وسار وضرب إسرائيل وامتلكوا مدينة النخل. فعبد بنو اسرائيلعجلون ملك مواب ثماني عشرة سنة.”

نرى حلف مؤآب وبنى عمونوعماليق أعداء إسرائيل الذين لم يكن لهم سلطان على إسرائيل ولكن بسبب شرور إسرائيلصار لهم سلطان الآن عليها. وإمتلكوا مدينة النخل = هى أريحا. ولكن إذا فهمنا أنالصديق كالنخلة يزهو فتكون مدينة النخل (مز 92 : 12) هى إشارة للكنيسة التى إن تركتمسيحها وإنحرفت لتسير كالعالم يسمح الله للعالم أن يسود عليها. وأعدائها الذينكانوا يعجزون عن أن يسيطروا عليها، صار لهم الأن سلطان عليها بل أقام عجلون مقرهفى مدينة النخل (وهو المقر الذى ضربه فيه أهود).

 

آية (15): وصرخ بنوإسرائيل إلى الرب فأقام لهم الرب مخلصا أهود بن جيرا البنياميني رجلا اعسر فأرسلبنو إسرائيل بيده هدية لعجلون ملك مواب.

أهود = قد تكون إختصارابيهود = أبى مجد أو جلال. أو تعنى متحد. ومعنى الإسم أن الله يستجيب لصراخنا إنإتحدنا به لأنه يغير على مجده. رجلاً أعسر = أى لا يجيد إستخدام يده اليمنى. (اللهيحول ضعفاتنا إلى قوة لو إستلم حياتنا) هدية = علامة صداقة وود وقبول للخضوعلعجلون. وأخذ الهدية أهود ومعهُ بعض الرجال.

 

 

الآيات (16-18): “ فعمل اهود لنفسهسيفا ذا حدين طوله ذراع و تقلده تحت ثيابه على فخذه اليمنى. و قدم الهدية لعجلون ملكمواب و كان عجلون رجلا سمينا جدا. وكان لماانتهى من تقديم الهدية صرف القوم حاملي الهدية.”

صرف القوم = إنصرف أهودمع القوم بعد تقديم الهدية ثم عاد وحده وذلك:

1)                ليحمى قومه من إنتقام عجلون لو إكتشفوا خطته.

2)                يعد طريق فراره.

3)                هو لا يستطيع أن ينفذ خطته فى وجود كل حراسعجلون فهو إكتسب ثقة عجلون أولاً ثم عاد ليدخلوه وحده.

 

آية (19): وأما هو فرجعمن عند المنحوتات التي لدى الجلجال وقال لي كلام سر إليك أيها الملك فقال صه وخرجمن عنده جميع الواقفين لديه.

المنحوتات = هى مقاطعالحجارة التى يأخذوا منها حجارة لأصنامهم وكانت الجلجال مركزاً لهذه الأصنامفحولها اليهود لمكان مقدس. وأهود إنصرف مع قومه ثم عاد لعجلون ثانية وأقنعه بأنهناك سراً، والملوك يهتمون بالأسرار فصرف جنده بعد أن وثق فى أهود وهو غالباً ظنأن أهود سيخون شعبه ويخبر الملك بسر مؤامرة ضده، أو كيف يملكه أجزاء أخرى فىإسرائيل لذلك أخرج الكل.

 

الآيات (20-23): فدخلإليه أهود وهو جالس في علية برود كانت له وحده وقال أهود عندي كلام الله إليك فقامعن الكرسي. فمد اهود يده اليسرى و اخذ السيف عن فخذه اليمنى و ضربه في بطنه.فدخل القائم ايضا وراء النصل و طبق الشحم وراء النصل لانه لم يجذب السيف من بطنه وخرج من الحتار. فخرج اهود من الرواق و اغلق ابواب العلية وراءه و اقفلها.”

إلتقى إهود بعجلون علىإنفراد فى علية برود = أى غرفة خاصة فى أعلى قصره يجلس فيها الملك تحت مظلة ليتبردمن الحر. كلام الله إليك = ظن عجلون أن أهود وهو راجع من عند المنحوتات أن الألهةالوثنية أرسلت رسالة لعجلون بيد أهود فقام عن الكرسى = إحتراماً للألهة الوثنيةالتى أوحت بالرسالة. وغالباً كان عجلون مقيماً فى مدينة النخل وأقام له مقراً معرجاله ليتسلط منه على إسرائيل والمسافة لم تكن كبيرة بين الجلجال (حيث المنحوتات)وبين أريحا (مدينة النخل).

 

الآيات (24-27): “ولماخرج جاء عبيده ونظروا وإذا أبواب العلية مقفلة فقالوا انه مغط رجليه في مخدعالبرود. فلبثوا حتى خجلوا و اذا هو لا يفتح ابواب العلية فاخذوا المفتاحو فتحوا و اذا سيدهم ساقط على الارض ميتا. و اما اهود فنجا اذ هم مبهوتون و عبر المنحوتاتو نجا الى سعيرة. و كان عند مجيئه انه ضرب بالبوق في جبل افرايم فنزل معه بنو اسرائيلعن الجبل و هو قدامهم.”

مغطٍ رجليه فى مخدعالبرود = هو تعبير مهذب عن دخوله المرحاض.

 

الآيات (28-30): “وقاللهم اتبعوني لان الرب قد دفع أعداءكم الموابيين ليدكم فنزلوا وراءه واخذوا مخاوضالأردن إلى مواب ولم يدعوا أحدا يعبر. فضربوا من مواب في ذلك الوقتنحو عشرة الاف رجل كل نشيط و كل ذي باس و لم ينج احد. فذل الموابيون في ذلك اليوم تحتيد اسرائيل و استراحت الارض ثمانين سنة.”

أخذوا مخاوض الأردن =المخاوض هى التى تعبر سيراً بالأقدام وكانت خطة إهود السيطرة على هذه المخاوض لمنعالموأبيين من الهرب عن طريقها إلى موآب، وأيضاً فهذا يمنع وصول أى نجدة من موآبلتأتى لحماية الجيش المحاصر فى إسرائيل. وبعد أن حاصروا جيش موآب فى غرب الأردنضربوهم وقتلوهم (آية 29 10.000 رجل).

رموز إهود للمسيح:

1. فى إسمه فهو “أبى مجد” والمسيح مجّدالأب على الأرض والأب مجده (يو 17 : 1). ومعنى إسمه متحد = فهو واحد مع أبيه وهوجاء ليعطينا وحدة (يو 17 : 11، 21).

2. يظهر إهود حاملاً سيفاً ذا حدين تقلده على فخذهالأيمن ليقتل به عجلون = (مز 45 : 3) والسيف يشير لكلمة الله (عب 4 : 12). وكلمةالله سيف ذى حدين تعمل فى قلب الراعى والرعية. ومعنى حمل السيف على الفخذ، أىإشارة لتجسده يحمل وصيته (سيفه) على فخذه (جسده).

3. هدية إهود لعجلون التى أفرحته أولاً = الصليبالذى قبله المسيح فإبتهج الشيطان أولاً وهناك بعض الرجال ذهبوا مع أهود لتقديمالهدية كما حمل سمعان القيروانى الصليب مع المسيح لكن معركة الصليب كانت للمسيحوحده، كما ذهب إهود وحده ليقتل عجلون.

4. قتل إهود عجلون بعد أن قام عن كرسيه الملكى.والمسيح هزم الشيطان وحرمه من رياسته. وأفقده سلطانه (كو 2 : 15 + لو 10 : 18).

5. أغلق إهود على عجلون ولا يفتح عليه إلا عبيدهوخدامه والمسيح قيّد لنا إبليس ولا يذهب لإبليس إلا كل من يريد أن يكون لهُ عبداًوخادماً. فرجوع الإنسان لإبليس لا يتحقق إلاّ بمحض إرادة الإنسان.

6. بعد أن قتل إهود عجلون قتل الشعب 10.000 رجل.وبعد هزيمة إبليس بواسطة يسوع يقوم شعب الله عبر العصور خلال جهادهم الروحى بغلبةإبليس (رؤ 6 : 2).

 

آية (31): وكان بعدهشمجر بن عناه فضرب من الفلسطينيين ست مئة رجل بمنساس البقر وهو أيضا خلص إسرائيل.

شمجر كان عملهُ محلياًأى محصوراً فى مكان معين فقط. ولم يقم شمجر بعد موت إهود بدليل قوله فى آية (4 :1) بعد موت إهود ولم يقل موت شمجر. فشمجر خدمته فى حياة إهود لكن فى مكان آخر. وفىأيام شمجر إعتاد الفلسطينيون أن يقطعوا الطريق على شعب الله ويضربونهم ويسرقونهم” وهذا ما قالته دبورة 5 : 6،7 ” أن الطرق إستراحت. ويبدوا أن شمجر كانيحرث الأرض وفى يده منساس البقر = وهى عصا فى طرفها قطعة حديد حادة تستخدم فىرعاية البقر، وبينما هو فى عمله ظهر الفلسطينيون قطاع الطرق فأرشده الله أن يضربهمبما فى يده والله قادر أن يستخدم القليل كما الكثير. والله قادر أن يستخدمنا مهماكانت إمكانياتنا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى