رسائل القديس أموناس

أطلبوا الرب متمثلين بآبائكم في الإيمان؛ الأبناء يرثون بركة آبائهم – الرسالة السابعة

أطلبوا الرب متمثلين بآبائكم في الإيمان؛ الأبناء يرثون بركة آبائهم
الرسالة السابعة للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير

إلى أحبائي في الرب الذين أُحصوا في نصيب ملكوت السماوات لأنكم بحكمتكم طلبتم الرب متمثلين بآبائكم في الإيمان حتى تنالوا المواعيد أيضاً لأنم أُحصيتم أبناء لهم.
فالأبناء يرثون بركة آبائهم لأنهم يُشابهونهم في الغيرة. لهذا السبب لما سار أبونا يعقوب في طرق آبائه في مخافة الرب حلت عليه بركات آبائه. وإذ نال هذه البركات فقد رأى فجأة رؤيا السلم والملائكة تصعد وتهبط عليها ( تكوين 28 ).

هكذا الآن بعد أن ينال الناس بركات آبائهم ويرون الملائكة فلا يستطيع شيء أن يزحزحهم. لأن القديس بولس الرسول حين رأى هؤلاء الملائكة أصبح راسخاً وصاح قائلاً : ” لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا ” ( رومية 8: 38 ).

لهذا يا أحبائي أطلبوا ليلاً ونهاراً كي تحل عليكم بركات آبائي وأن يفرح بكم الملائكة في كل شيء ون تكملوا بقية أيام حياتكم في كل مسرة القلب. لأنه إذا تمسك أحد بهذا المقياس سيرافقه فرح الرب على الدوام، وهكذا لن يتعب في أي أمر، لأنه مكتوب: ” نور الصديقين يفرح وسراج الأشرار ينطفئ ” ( أمثال 13: 9 )، ولكني أدعو أن تنالوا الحياة الأبدية. وهذا ما ألتمسه بسبب طاعتكم لأن الرب لما رأى طاعة تلاميذه سأل الآب من أجلهم قائلاً: ” أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني ” ( يوحنا 17: 24 )، وطلب لهم كذلك: ” أن يحفظهم من الشرير ” ( يوحنا 17: 15 )، حتى يَصِلوا إلى موضع الراحة.

هذا هو ما أطلبه من أجلكم أن يحفظكم الرب من الشرير وأن تبلغوا موضع الراحة وتكونون مباركين. فإن يعقوب بعد أن رأى السلم رأى الملائكة وجهاً لوجه حتى أنه صارع أحد الملائكة وانتصر (1). والرب سمح بهذا كي يباركه. ليت الله الذي خدمته منذ الطفولة يبارككم

عن كتاب رسائل القديس أموناس ص 31 – 32
العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة
1884 / 1984
تعريب : القمص متياس فريد + الشماس عزيز ناشد

___________
(1) القديس أموناس هنا لا يفسر ولا يقدم شرح حدث يعقوب وصراعه أو يشرح من هو الملاك أو الأحداث، إنما يتكلم عن البركة فقط لا غير. فلا احد يستنتج شيء آخر خارج نطاق قصد القديس أموناس من خلال كلماته في الرسالة …

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى