رسائل القديس أموناس

أحذروا أن يدخل الشك إلى قلوبكم – الرسالة الثامنة

أحذروا أن يدخل الشك إلى قلوبكم
الرسالة الثامنة للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير

إلى أحبائي في الرب …
أكتب إليكم كأبناء وأعزاء، لأنه حتى الآباء في الجسد يزدادون حباً لأبنائهم إذا ما شابهوهم. هكذا أنا أيضاً بقدر ما تزدادون تشبهاً بي فإني أصلي إلى الله كي يهبكم ما وهبه لآبائنا المباركين. كما أُصلي لكي آتي إليكم وأسلمكم أيضاً أسراراً أخرى لا يُمكن أن أكتبها لكم بقلم. استودعكم في السلام مع أب كل الرأفات كي تنالوا أيضاً العطية التي نالها الآباء.

فإن كنتم تريدون نوالها فلتجاهدوا بأجسادكم وقلوبكم وارفعوا عقولكم نحو السماء ليلاً ونهاراً طالبين الروح القدس من كل قلوبكم، فيُعطى لكم كما أُعطى لإيليا وإليشع النبي وجميع الأنبياء الآخرين.
واحذروا أن يدخل الشك إلى قلوبكم فتقولون: [ مَن يستطيع نوال هذا الأمر ؟ ]، لهذا لا تسمحوا لمثل هذه الأفكار أن تتسلل إلى عقولكم ولكن أسألوا باستقامة فتنالوا سؤلكم. وأنا أبوكم سأصلي لأجلكم كي تنالوه لأني أعلم أنكم تنكرون ذواتكم من أجل ذلك. والذي يُجاهد في كل جيل سينال هذا الروح نفسه الذي يسكن في مستقيمي القلب. وأنا شاهد لكم أنكم تطلبون الرب باستقامة القلب.

وحين تنالون هذا الروح سيكشف لكم أسرار السماء. لأنه سيكشف لكم عن أمور كثيرة لا أقدر أن أكتب عنها في ورق. لكنكم ستتحررون من كل خوف ويشملكم فرح السماء وتكونون – بحسب تعبير الناس – قائمين في الملكوت وأنتم مازلتم في الجسد، فلا تحتاجون بعد إلى الصلاة من أجل ذواتكم بل من أجل الآخرين. لأن موسى إذ قبل الروح القدس صلى من أجل الشعب قائلاً لله: ” إن غفرت خطيتهم، وإلاَّ فامحني من كتابك الذي كتبت ” ( خروج 32: 31 )، فانظروا إلى أي حد وصلت عنايته بالصلاة من أجل الآخرين.

ولكن قليلون من بين الكثيرين هم الذين بلغوا هذه الدرجة حتى يصلوا من أجل غيرهم. وأنا لا أقدر أن أكتب لكم عن كل هذه الأمور ولكنكم حكماء وتدركون كل شيء. وحين آتي إليكم سأخبركم عن روح الفرح وكيف تنالونه، وسأريكم كل غناه الذي لا أستطيع أن أعبر عنه بقلم. استودعكم في روح الحياة لكي تنموا وتزدادوا قوة يوماً بعد يوم.

عن كتاب رسائل القديس أموناس ص 34 – 35
العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة
1884 / 1984
تعريب : القمص متياس فريد + الشماس عزيز ناشد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى