علم التاريخ

ولنتنيانوس ووالنس



ولنتنيانوس ووالنس

ولنتنيانوس
ووالنس

توفي
يوفيانوس في السابع عشر من شباط سنة 364. واجتمع رؤساء الجند في نيقية وتداولوا في
أمر الخلافة فأجمعوا في الرابع والعشرين من الشهر نفسه على ولنتنيانوس أحد قادة
الحرس. وما أن أطلّ هذا على الجند ليخطب فيهم حتى قاطعه عدد منهم بدق التروس طالبين
امبراطوراً آخر يشاركه الحكم. فاستمهلهم وشاور ثم قدم أخاه والنس في الثامن
والعشرين من آذار أوغوسطاً وشريكاً له في الحكم. وتشاطر الاثنان الملك فحكم والنس
الشرق (364-378). وتولى ولنتنيانوس الغرب (364-375) واقتسم الاثنان الملك اقتساماً
تاماً كاملاً وأصبحت الامبراطورية دولتين شرقية وغربية.

 

سياسة
والنس الدينية: وكان الشقاق قد عم الشرق بأسره فاضطر والنس أن يتخذ موقفاً معيناً
محدداً حسماً للنزاع وحباً في توطيد الأمن الداخلي وتوحيد الصفوف للدفاع عن
الأمبراطورية ضد القوط في الشمال والفرس في الشرق. ورأى والنس الأرثوذكسية ضعيفة
خارج مصر ولمس مقاومة عنيفة لعقيدة آئيوس في آسية الصغرى وغيرها ووجد في الدستور
“المؤرخ” قولاً وسطاً
Homeisme بين الأقوال المتضاربة يؤيده عدد من أساقفة المراكز الهامة في
القسطنطينية وأنطاكية وغيرهما. ومما لحظه والنس أيضاً ان قسطنديوس كان قد جعل من
الدستور المؤرخ دستوراً رسمياً للدولة. فقال بالهومايسية ودافع عنها طوال عهده.
ويلاحظ في تعليل موقف والنس أن افذوكسيوس أسقف القسطنطينية الذي قال هذا القول
نفسه كان رزيناً حكيماً مجرباً ذا تأثير في نفس الأمبراطور الجديد وأن الأمبراطورة
ذومينيكة كانت آريوسية متحمسة.

 

إبعاد
ملاتيوس الجليل: وفي ربيع 365 أصدر والنس أمراً بوجوب إبعاد الأساقفة الذين أقصاهم
قسطنديوس عن مراكزهم وأعادهم يوليانوس إليها. فخرج ملاتيوس الجليل من أنطاكية ولم
يعد إليها قبل وفاة والنس. أما بافلينوس فإنه بقي آمناً في أنطاكية لأنه رقي الكرسي
الأسقفي بعد عهد قسطنديوس ولأنه تمتع بشطر وافر من احترام افظويوس وإكرامه.

 

وتشاور
الأساقفة الذين قالوا بالتشابه في الجوهر فأرسلوا وفداً إلى إيطالية يلتمسون
بواسطته عطف ولنتنيايوس وعقدوا مجمعاً في تيانة قبدوقية لسماع اقوال أعضاء هذا
الوفد، ولاتخاذ مايرونه موافقاً لمصلحتهم العامة. وكان بين المجتمعين عدد من
أساقفة الكرسي الأنطاكي، افسابيوس قيصرية قبدوقية واثناثيوس انقيرة وبيلاجيوس
اللاذقية وزينون صور وبولس حمص. فاتفق المجتمعون على القول بالمساواة في الجوهر
وقرروا عقد مجمع كبير لهذه الغاية في طرسوس في ربيع السنة التالية. لكن افذوكسيوس
القسطنطينية خشي سوء العاقبة فمنع الأمبراطور انعقاد المجمع المنتظر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى