علم الكتاب المقدس

الافتراض العظيم



الافتراض العظيم

الافتراض
العظيم

لو
أن الله صارإنسانا، فكيف يجب أن يكون؟ – أو هل كلن ليسوع صفات الله؟ وقبل إجابة
هذا السؤال يلزمنا اجابة سؤال أخر، هو: لماذا يصير الله إنسانا؟

وللاجابة
نقدم مثلا عن فلاح يحرس حقله، وتلاحظ عش نمل فى طريق المحراث، ولنفترض أنك تحب
النمل، فتفكر أن تجرى إليهم لتحذيرهم وتصرخ محذا، لكمنهم يستمرون فى عملهم،
فتستعمل لغة الاشارة، وكل وسيلة أخرى تعرفها، ولكن النمل لا ينتبه. لماذا؟ لأنك
عاجز عن الاتصال بهم فما هى أفضل طريقه لذلك؟ هى أن تصبر نمله فيفهمون ما تقول.

ولما
أراد الله أن يتصل بنا، وجد أن أفضل طريقة هى أن يصير إنسانا مثلنا. والآن لنجاوب
سؤالنا الأصى: لو أن الله صار إنسانا، فكيف يكون؟ يملك كل صفات الله، ويدخل عالمنا
بطريقه لم يدخاها بها أحد من قبل، ويعمل أعمالا معجزيه، ويكون بلا خطيه، ويترك
أثره العظيم على العالم كله، مع أِياء أخرى عظيمه كثيرة وأننى أعتقد أن الله جاء
الى العالم فى المسيح، وأن المسيح أظهر كل صفات الله. ولننظر الأن هذا المخلص.

 

اولا:
لو ان الله صار انسانا لصار دخوله الى العالم بطريقة غير عادية

 وميلاد
المسيح من العذراء برهان على هذا! ونجد القصة فى إنجيلى متى ولوقا، وقد سبق ورودها
كنبوة فى العهد القديم؟، فقيل (نسل المرا’ يسحق من نسل امراة، لا من رجل. وهناك
نبوة أصرح فى اشعياء (7: 14) ” ها العذراء تحبل وتلد ابنا، وتدعو إسمه
عمانوئيل ” ولا شك أن هذه العذراء هى المراة المشار إليها فى التكوين (3: 15)

وقد
وردت كلمة (العذراء) هذه 6 مرات فى الكتاب المقدس “””””،
بمعنى الفتاه التى لم تتزوج، وقد ترجمت الى اليونانية فى الترجمه السبعينية بكلمة
(عذراء) كما إقتبسها متى (1: 23) على أن العذراء مريم ولدت يسوع. ويقول أشعياء أن
ولادة العذراء معجزه وآيه من الله وتقسم قصة البشيرين عن الميلاد الذراوى بالصحة
التاريخيه، فلوقا يقول أنها حدثت وقت إحصاء (إكتتاب أمر به كيرينيوس. وقد ظن البعض
ان كيرينيوس حكم سوريا سنة 8 بعد الميلاد، لكن كيرينيوس حكم مرتين، أولها من 10- 7

ق.
م وهذا يجعل الأحصاء الأول وقت ولادة يسوع، وقبل موت هيرودس بقليل، وهو عام 4 ق.م

ومع
أن متى ولوقا يرويان قصة ميلاد يسوع من زاويتين مختلفتين، وقد استقيا المعلومات من
مرجعين، الا انهما يتفقان فى أن يسوع حبل بة بالروح القدس من مريم العذراء
المخطوبة ليوسف، الذى كان يعلم سر ما حدث لحطيبتة.

 

ونقدم
هنا اثنتى عشرة نقطة للتوفيق بين قصتى متى ولوقا:

1-
ولد يسوع فى أواخر أيام هيرودس (متى 2: 1، 13، لوقا 1: 5).

2-
حبل به من الروح القدس (متى 1: 18، 20، لوقا 1: 35).

3-
أمه عذراء (متى 1: 18، 20، 23، لوقا 1: 27،34).

4-
كانت مخطوبه ليوسف (متى 1: 18، لوقا 1: 27، 34).

5-
يوسف من نسل داود (متى 1: 16، 20 لوقا، لوقا 1: 27، 2: 4).

6-
ولد يسوع فى بيت لحم (متى 2: 1، لوقا 2: 4،6).

7-
دعى يسوع بنوجيه الهى (متى 1: 21، لوقا 1: 31).

8-
أعلن أنه المخلص (متى 1: 21، لوقا 2: 11).

9-
عرف يسوع مقدمه بما جرى لمريم، وسببه (متى 1: 18 – 20، لوقا 2: 5)

10-
مع هذا فقد أخذ مريم وتحمل مسؤليته نحو الطفل يسوع (متى 1: 20، 24، 25، لوقا 2: 5).

11-
صاحب إعلان الميلاد رؤى وحى (متى 1: 20، لوقا 1: 26، 27)

12-
عاشت مريم ويوسف فى الناصرة بعد ولادة يسوع (مت 2: 23، لو 2: 39) ويظهر تتاقض واحد
فى سلسلة نسب يسوع، فهناك سلسلتان للنسب تظهر ان متتاقضتين. على أن السلسله التى
أوردها متى ليوسف، والتى أوردها لوقا هى سلسلة نسب مريم.. ولما كان يوسف من نسل
يكنيا فليس له الحق فى العرش (أنظر ارميا 22: 30، 2ملوك 24، ومتى 1: 11) ولكن مريم
ليست من نسل يكنيا. ولما بم يكن يوسف أبا ليسوع، فإن ليسوع الحق فى العرش بإعتبار
أنه (نسل المرأة) (لوقا 3: 23).

 ويعارض
البعض قصة ميلاد يسوع العذراوى بحجة أن مرقس (أقدم البشيرين والمتحدث باسم بطرس)
لم يذكر القصة، كما ان يوحنا لم يوردها فى انجيلة. ويقدم كلمنت روجرز الرد التالى
(كتب مرقس انجيلة فى وقت مبكر، كانت مريم أم يسوع حيه وقتها وكانت معروفه لقراء
الأنجيل، ولم تكن القصه تحتاج لروايه، فوضع مرقس التنبير كله على تعاليم المسيح
ومعجزاته، وخصوصا قصة الصليب). اما يوحنا فقد كتب فى وقت متأخر، كانت فيه قصة
الميلاد العذراوى وقد عرفت وزاعت من القصة إنجيلى متى ولوقا. ويهتم يوحنا بتوضيح
موعد وليمة الفصح، ويفترض أن قراءه يعرفون مريم ومرثا. وهو يكتب للمسيحين أو على
الاقل للمهتمين بالمسيحيه. ولو أن قصة الميلاد العذراوى كانت موضع جدل او انكار
لكتبها يوحنا ليؤكد صحتها، ولكن عندما يقول (والكلمه صار حسدا وحل بيننا) يضمن الفكره
وقد أغفل يوحنا قصة المعموديه والعشاء الربانى، ولكنه يعطى تعليقا عليهما فى
روايته لقصة نيقوديموس وفى الحديث عن اشباع الخمسة الاف.

ومن
الممكن أن يكون يوحنا قد أشار الى الميلاد العذراوى فى قوله (إبنه الوحيد) (يوحنا
3: 16) ويقل جون رايس: ” أشار يسوع الى نفسه الانجاب، ولكن الأنجيل لا يذكرها
عن يسوع. فهو 0 الابن الوحيد)وقد جاء هذا التعبير فى الأنجيل 6 مرات منها مرتان
تحدث فيهما يسوع عن نفسه. ولا يقول يسوع أنه أحد أبناء الله، ولكن (اربن الوحيد).
ولم يولد أحد غيره من عزراء. ويمكن أن نقول (بمعنى روحى) أن كل مؤمن ولد ثانييه
لرجاء حى (1بط 1: 3)

ولكن
أحد لم يولد كما ولد يسوع من مريم العذراء بالروح القدس.

على
أن يوحنا يقدم سلسلة نسب يسوع عندما يقول (فى البدء كان الكلمة.. والكلمة صار
جسدا) (يوحنا 1: 1،14).

أما
بولس فقد آمن بقصة الميلاد العزراوى، لان لوقا هو المتحدث باسمة وقد قال بولس ان
المسيح ولد امر
أة (غلاطيه 4:
4).

 

أدلة
تاريخية على صحة الميلاد العذراوى:

تمت
كتابة آلاناجيل فى وقت قريب من ميلاد المسيح. فلم تمض فترة بين الميلاد وبين تسجيل
قصة الميلاد تسمح للآساطير لتحيط بالقصة. ولو أن قصة الميلاد العذراوى لم تكن صحيحة،
فان سؤالين يعترضاننا:

(أ‌)
لو أن قصة الميلاد العذراوى لم تكن مؤسسة على الحقائق، فكيف كانت تنتشر بمثل
السرعة التى انتشرت بها؟

(ب‌)
لو لم تكن الاناجيل صحيحة تاريخيا، فكيف حدث قبولها فى العالم كله فى تاريخ مبكر؟

يقول
جريشام مكتشن: (لو أن العهد الجديد لم يذكر قصة الميلاد العذراوى، فان الشهادات
التى جائتنا من القرن الثانى ونهاية القرن الاول الميلادى تكفى لبرهنة الفكرة)
ولقد كانت هناك طائفة مسيحية اسمها (الابيونيون) رفضت تصديق أن العذراء تلد ابنا
(اشعياء 7: 14) وقالو أن ترجمتها هى (سيدة شابة تلد ابنا ولكن الواضح أن الكنيسة
رفضت فكره الابيونيين وقليلين من الغناطسة (العارفون بالله)

وقد
قبلت الكنيسة الاولى هذة العقيدة، فاغناطيوس (100 م) يقول فى رسالتة لاهل أفسسر: (أن
الهنا يسوع المسيح حبل به بالروح القدس فى بطن العذراء مريم). ويقول (أن الله هو
الذى أجرى عذراويه القديسه مريم والمولود منها، والعالم كله يتحدث عن ذلك). وقد
أخذ أغناطيوس هذة النظريه عن معلمه يوحنا الرسول. وكانت هذة العقيده معروفة , وقد
هاجمها كيرتنوس عدو الرسول يوحنا ويقول جيروم أن كيرتنوس علم المسيح ابن يوسف
ومريم. وقد التقى

الرسول
يوحنا بكيرتنوس فى حمام عام، فصرخ يوحنا: (لنخرج كلنا من هنا قبل أن ينهدم الحمام
على كيرتنوس عو الحق).

وقد
كتب أرستيدس (125م) عن الميلاد العذراوى، قال: ” انه ابن الله المتعالى، جاء
من الروح القدس من مريم العذراء. أنه حسب الجسد من الجنس العبرانى، بزرع الله فى
مريم العذراء ”

 ويقدم
جستن مارتر (150 م) برهانا قويا على فكرة الميلاد العذراوى، فيقول: (معلمنا يسوع
المسيح، ابن الله الأب الوحيد، لم يولد ثمرة لأتصال جنسى. ولكن قوة الله نزلت على
العذراء وظلتها، وجعلتها تحبل مع بقائها عذراء، لأنه بقوة اله حبل به من العذراء،
حسب مشيئة الله. وهكذا ولد يسوع المسيح، ابن الله من العذراء مريم).

وكان
ترتليان المحامى أول مسيحى عظيم يتكلم اللغه اللاتينيه وهو لايقول لنا أن عقيدة
الميلاد من عزراء كانت معروفه فى عصره (200م) بل يزيد بان يعطى أسم العقيدة
(تيسيرا). ونحن نعلم أن العقيده، وفيها القول (اكس فيرجين ماريا (أى من مريم
العذراء).

 

ثانيا:
لو ان الله صار انسانا لكان خاليا من الخطا

ولتطالع
أولأ شهادة المسيح لنفسه. أنه يسأل: (من منكم يبكتنى على خطيه؟) يوحنا 8: 46). ولم
يجاوبه أحد من أعدائه ولو أنه كان خاطئا لما إستطاع أن يوجه مثل هذا السؤال.

وقال
أيضا: (لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه) (يوحنا 8: 29) فقد كانت علاقته بالله كامله.
وإحساسه بالطهارة الكامله مذهل. وكان مؤمن بالله يعلم انه كلما زاد قربا من الله
زاد شعوره بخطئه، ولكن هذه لم تكن حالة المسيح، فقد عاش حياة القرب الكامل من الله
بدون شائبه

عن
الأنجيل يخبرنا ان الشيطان قد جرب المسيح (لوقا 4) لكنه لايقول انه أخطأ! لم نسمعه
يعترف أو يطلب غفران الله، مع انه علم لاميذه الأعتراف وطلب المغفرة. ومن الواضح
أنه لم يكن لديه اى شعور بالذنب

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى