علم الكتاب المقدس

الفلك والإعجاز العلمي للكتاب المقدس



الفلك والإعجاز العلمي للكتاب المقدس

الفلك
والإعجاز العلمي للكتاب المقدس

بالتأمل
في مواصفات الفُلك (السفينة الكبيرة) يمكننا استنتاج دور عمل الروح القدس في كتابة
سفر التكوين (تكوين 6، 7، 8)، وبخاصة أحداث الطوفان.. ومن هذه المواصفات:

 

*
أبعاد الفلك:

لقد
بنى نوح النبي الفلك بنسبة 6: 1 العرض إلى الطول، مخالفاً بذلك الأنماط التي تُبنى
عليها السفن في أيامه وبعده. وقد كان الفينيقيون أصل الملاحة يبنون سفنهم بنسبة 2:
1 فقط. والرومان بنسبة 10: 1.. ولكن الله هو الذي وضع هذا المقياس، ونلاحظ أنه بعد
تطور علم بناء السفن وبعد إنشاء المعاهد والكليات المتخصصة في هذه الدراسات، وصل
الإنسان إلى النسبة الموجودة في فلك النبى نوح كأفضل نسبة بين الطول والعرض.

 

*
سعة الفلك:

يقول
الكتاب المقدس “وهكذا تصنعه ثلثمائة ذراعاً يكون طول الفلك، وخمسين ذراعا
يكون غرضه، وثلاثين ذراعاً يكون إرتفاعه” (تك15: 6). وحول السعة الكاملة
للفلك قام العالم ويليام ماثيو باتريك
William Mathew Petric
(أحد علماء الأركيولوجي
Archeology – وهو العلم الذي يبحث في صفات الشعوب المنقرضة)، قال أن الفلك
عبارة عن سفينة كبيرة جداً، وأن وحدة مقياسها (الذراع) التي كانت تستخدم قديماً
طولها 22.5 بوصة، وعلى هذا الأساس فالفلك سفينة ضخمة طولها 562.5 قدماً، وعرضها
93.5 قدما، وارتفاعها 65.15 قدما.

 

ومن
دراسته أيضاً نرى أن قاع الفلك كان مُفَلطحاً في أفله، ومربعاً عند الأطراف، وقائم
الزوايا غير مقوس، وليس له مؤخرة أو مقدمة.. وهذا يجعل حمولته تزيد عن حمولة أي
سفينة أخرى بنفس المقاسات بمقدار الثلث. وعلى ذلك كان حجم الفلك 2.958.000 قدماً
مكعباً.. وهذا الحجم يجعل حمولتها ضخمة جداً كحمولة قطار شحن به ألف عربة من
العربات الكبيرة!

 

*
حمولة الفلك:

هل
يُعقَل أن سفينة نوح النبي مهما كانت سعتها أن تحمل كل الكائنات؟ بالرد المتسرع
دون دراسة سنؤكد أنه لا يمكن ذلك، ولكن بالدراسة المتأنية المتعمقة سنلاحظ أن هذا
الرد كان متيسراً جداً.

 

وليتنا
ندخل معاً في دراسة لهذه النقاط التي تؤكد صدق الوحي:

1-
الحيوانات المُراد إدخالها هي الحيوانات التي ستتأثر بالطوفان، أي الحيوانات التي
تعيش على اليابسة والتي لا يمكنها السباحة في المياه أو على سطحها.. والمعروف أن
60% من الكائنات الحية (الحيوانية) تعيش في الماء. وبالتالي المراد إدخاله الفلك
40% فقط من الكائنات.

 

2
المراد ادخاله في الفلك هو زوج من كل جنس
Genuus وليس من كل نوع Species كقول الكتاب: “من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها،
ومن كل دبابات الأرض كاجناسها؛ إثنين من كل تدخل إليك لإستبقائها” (تك 20:
6).

 

والمعروف
أن الجنس أشمل من النوع، فالجنس الواحد يشمل كثيراً من الأنواع.. فيمكننا أن نقول
عن الكلاب (جنس الكلاب)، أما أنواعها فكثيرة جداً.. إلخ. والكائنات التي لها الجنس
الواحد حتى لو اختلفت أنواعها يمكن أن تتزاوج وتنجب كأي نوع من الخيول مع بعضها
مثلاً.. أما الأجناس المختلفة حتى لو تزاوجت وأنجبت فتنجب نسلاً عقيماً ليس لديه
القدرة على الإنجاب (مثل الخيل مع الحمير).

 

وكان
المطلوب من نوح أن يُدخِل من كل جنس أثنين وليس من كل نوع، وهذا يقلل جداً عدد
الكائنات التي تدخل الفلك.

 

3-
وبالبحث أيضاً وجد أن 70% من الكائنات التي تعيش على اليابسة حشرات صغيرة الحجم،
لا تأخذ حيزاً ووزنها يمكن إهماله.

 

ولقد
أجرى الدكتور هوارد أوسجود
Howard
Osgood
إحصائية عن الحيونات التي
تشكل وزناً له إعتباره، والموجودة في منطقة العراق حيث عاش نوح النبي، والتي بنبغي
أن تدخل الفلك، فوجدها كما يلي:

 

*
حيوانات من حجم الفأر إلى حجم الغنم: وعددها 575 حيواناً

*
حيوانات من حجم الغنم إلى حجم الجمل: وعددها 290 حيوان

ووجد
أنه لا توجد في منطقة العراق حيوانات أكبر من حجم الجمل.. وإذا فرضنا أن نصف فلك
نوح النبي يخصص للحيوانات، والصف الآخر لطعامها، نجد أن الأمر كان سهلاً جداً على
فلك بهذه السعة.. بل ومدة تجهيز الفلك (120 سنة) كانت كافية لتجهيزه وتخزين
الأطعمة ولتجميع الحيوانات، وهذا مما يؤكد صحة وصدق الكتاب المقدس.

 

*
تهوية الفلك:

يقول
الكتاب المقدس على لسان الله لنوح النبى: “وتصنع كوى الفلك، وتكمله إلى حد
ذراع من فوق” (تك16: 6).. وهذا يعني أن فتحة التهوية عبارة عن نافذة (فتحه)
إرتفاعها ذراعاً بمحيط الفلك من كل الجوانب.. وهذا يعني:

 

1-
أن مساحة التهوية مناسبة جداً لحجم الفلك وهي 2.460 قدماً مربعاً.

 

2-
أن الفتحة في جميع الإتجاهات مما يعطي فرصة للهواء الداخل من كل إتجاه، ويجعله
قادر على أن يدفع الهواء الفاسد من الإتجاه الآخر بسهولة لوجود فتحة في كل اتجاه.

 

3-
وجود الفتحه لأعلى يعطي فرصة لإنتشار الهواء الداخل إلى جميع أجزاء الفلك دون
إحداث تياراً شديداً يؤثر على صحة الكائنات الموجودة، حيث أن الهواء البارد النقي
الداخل كثافته أعلى، فبعد دخوله يهبط رويداً رويداً بهدوء إلى أسفل، لينتشر بهدوء
في كل أجزاء الفلك.

 

4-
تقليل تأثير ضغط الرياح
wind pressure على الفلك، حيث أن وجود الفتحات يجنب الفلك الميل والغرق نتيجة
اصطدام الهواء بعنف، حيث أن هذه الفتحات تسمح بعبور الهواء منها من جانب، وخروجها
من الجانب الآخر مما يخفف ضغط الرياح على جانبي الفلك.

 

ومن
هنا نرى أن التهوية كانت جيدة جداً ومدروسة دراسة عميقة توضح أن الله هو الذي وضع
نظامها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى