كتب

4 (1) وقال ابراهيم لابنه اسحاق: “يا ابني الحبيب، إذهب إلى المائدة، وزيّنها، وضع فيها سريرين



4 (1) وقال ابراهيم لابنه اسحاق: “يا ابني الحبيب، إذهب إلى المائدة،<br /> وزيّنها، وضع فيها سريرين

4 (1) وقال ابراهيم لابنه
اسحاق: “يا ابني الحبيب، إذهب إلى المائدة، وزيّنها، وضع فيها سريرين. واحداً
لهذا الرجل الذي هو ضيفنا اليوم، وواحداً لي. (2) هيّئ لنا هناك كرسياً ومصباحاً
وطاولة مملوءة بكل الخيرات. جمّل القاعة يا ابني، ومدّ النسيج الناعم من الارجوان
والكتان. أحرق كل أنواع العطور الكريمة، واملأ البيت بنبات عطر تأتي به من
الحديقة. (3) علّق سبعة مصابيح بزيت لكي نفرح، لأن هذا الرجل الذي هو ضيفنا اليوم
هو أمجد من الملوك والرؤساء، وهو يتفوّق بمنظره على جميع بني البشر”. (4)
فهيّأ اسحاق كل هذا تهيئة رائعة. فدعا ابراهيم ميخائيل ومضى إلى المائدة. واستلقيا
كلاهما على السريرين: وكان بينهما طاولة مملوءة بوفرة من كل الخيرات. (5) فقام
رئيس الملائكة إلى الخارج وكأنه يلبّي حاجة طبيعية. وفي لحظة، صعد إلى السماء ووقف
أمام الله. (6) قال للملك السامي: “يا رب، يا رب، لتعرف قدرتك أنني لا أقدر
أن أذكّر هذا الانسان بالموت”. (7) فأجابه الرب: “يا ميخائيل رئيس
الملائكة، اذهب إلى ابراهيم خليلي. إن سألك شيئاً فافعله له. إن أكل فكل معه أنت
أيضاً. (8) أما أنا بروحي القدوس فاهتمّ بابنه اسحاق. سأرسل فكرة الموت في قلب
اسحاق ليرى في حلم موت أبيه. يورد اسحاق الرؤية وانت تشرحها، فيعلم هو (= ابراهيم)
أن نهايته أتت”. (9) فقال رئيس الملائكة: “يا رب، كل الارواح السماوية
هي لاجسدية. لا يأكلون ولا يشربون. وهذا الرجل هيّأ مائدة وافرة مليئة بكل الأطعمة
الأرضيّة والفاسدة: ماذا سأفعل في هذه الظروف يا رب؟ كيف أنساه ساعة أكون متّكئاً
معه على ذات الطاولة وسط كل هذه الطيّبات”؟ (10) فقال الربّ: “انزل إليه
ولا تهتمّ بهذا. فحين تكون متكئاً معه، أرسل أنا روحاً آكلاً فيزيل بيديك وفمك كل
ما يكون على المائدة. إفرح انت أيضاً معه. (11) فلا يبقى عليك إلاّ أن تشرح عناصر
الرؤية لكي يعرف ابراهيم منجل الموت والنهاية المظلمة للحياة ويتخذ اجراءاته في ما
يتعلّق بكل أموره. لأني باركته مثل نجوم السماء ومثل الرمل الذي على شاطئ
البحر”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى