علم المسيح

أحد الشعانين: (10 من نيسان حسب التقويم العبرى)



أحد الشعانين: (10 من نيسان حسب التقويم العبرى)

أحد
الشعانين: (10 من نيسان حسب التقويم العبرى).

غادر
السيد المسيح بيت عنيا صباحا مع تلاميذه، وعندما وصل إلى بيت فاجى وهى قرية قريبة
من أورشليم بالقرب من جبل الزيتون، أرسل أثنين من تلاميذه ليحضروا له أتانا
وجحشا.. ركب السيد المسيح الأتان فى الجزء الأول من الطريق ثم أكمل الطريق راكبا
الجحش، وفى هذا دلالة رمزية إلى ترك الله للأمة اليهودية التى ترمز إليها الأتان،
وإلى قبول الله للأمم الوثنية ويرمز إليهم بالجحش، وكما أن خروف الفصح يجب أن يؤخذ
ويفرز فى اليوم العاشر من الشهر قبل ذبحه بأربعة أيام فى اليوم الرابع عشر من
الشهر (خروج 12: 3 – 6). هكذا السيد المسيح فصحنا الحقيقى دخل أورشليم فى اليوم
العاشر من الشهر.هكذا بقى حمل الله الذى يرفع خطيئة العالم بين جدران أورشليم
مترددا بين الهيكل وبيت عنيا.

 

ولما
أقترب السيد المسيح من أورشليم وظهرت أمام عينيه مبانى الهيكل المغشاة بالذهب..
وأشعة الشمس تنعكس عليها معطية إياها منظرا أخاذا، بكى عليها.. بكى عليها فى يوم
مجده.. مشفقا عليها من نتيجة رفضها له، وما سيحيق بها حين يحل بها غضبه الإلهى..
ويتركها لتدمرها جحافل الجيوش الرومانية سنة 70 م.

مقالات ذات صلة

 

وحين
بدت أورشليم أمام أعين التلاميذ ثارت فيهم عواطفهم الدينية فهتفوا للرب ولم يجدوا
إلا ثيابهم ليفرشوها على الطريق.. وآخرون قطعوا أغصانا من الشجر.. ولما: ”
سمع الجمع العظيم الذى جاء للعيد أن يسوع قادم إلى أورشليم، فأخذوا سعف النخل،
وخرجوا لأستقباله، وهم يهتفون قائلين: هوشعنا. تبارك الآتى بأسم الرب ملك
إسرائيل.. أوصنا لأبن داود، أوصنا فى الأعالى..” معترفين أنه المسيح الآتى من
نسل داود وأنه آت بأسم الرب.

 

والعجيب
أن يذكر كل من انجيل القديس متى وانجيل القديس مرقس أن الجماعة التى خرجت
لأستقباله قسمت نفسها إلى خورس يمشى أمام السيد المسيح وخورس يمشى ورائه.

 

ومن
العجيب أن يفسر المدراش (كتاب لتفاسير ودراسة المزامير وبقية الأسفار عند اليهود)
الآية: ” هذا هو اليوم الذى صنعه الرب.. نبتهج ونفرح فيه ” (المزمور
118: 24).. بأن ذلك يعنى يوم الفداء الذى سينهى كل العبودية إلى الأبد.. والشارح
يصور خورسا من المسبحين من رجال أورشليم يتجاوبون مع رجال يهوذا.. والمسيا المنتظر
يقترب من أورشليم.. مرددين كلمات المزمور 118.. ثم بعد ذلك تتحد جماعة أورشليم مع
جماعة يهوذا فى تسبيح واحد..

 

والعجيب
أن يذكر الكتاب المقدس: ” ولم يفهم تلاميذه ذلك فى مبدأ الأمر، ولكنهم لما
تمجد يسوع تذكروا أن ذلك مكتوب عنه، وأنهم فعلوا له هذا “.

 

إن
مسيحنا ملك متواضع، مملكته ليست من هذا العالم – إن مسيحنا ملك ولكنه غريب عن
العالم ليس له أين يسند رأسه، فالويل للكنيسة التى تؤمن فى امكانياتها المادية فى
هذا العالم ولا تحيا حياة الغربة.. سيتلقفها العالم وتخرج من ملكية الملك الغريب.

 

هذا
الملك المتواضع الغريب رفضه اليهود، لأنه لم يأت كما أرادوه، إننا يا إخوتى لا بد
أن نقبل المسيح كملك لا كما نريد نحن بل كما يريد هو، نقبله ملكا غريبا، ومرفوضا
من العالم، فالمسيح ملك للمتواضعين، إذا لننسحق الآن فى الكنيسة ونتضع لكى يملك
الرب علينا ” ليأت ملكوتك “.

 

أحداث
الأسبوع الأخير تسير بسرعة وأنجيل باكر أحد الشعانين يقول: ” يا زكا أسرع
وانزل ”

معنى
ذلك أن أحداث الخلاص تسير بسرعة مهولة، ومن يتأخر ولا يسرع تفوته.

الأحداث
من أحد الشعانين إلى الصليب (ساعة الصفر) مركزة بصورة رهيبة لا تستطيع كتب العالم
أن تستوعبها..

 

ووراء
المسيح يسير الأطفال هاتفين وفرحين.. ورؤساء اليهود يأكلهم الغيظ، ربنا تهلل
بالروح وقال أحمدك أيها الآب السماوى لأنك أعلنت هذه للأطفال وأخفيتها عن الحكماء
دخل السيد المسيح أورشليم باحتفال عظيم، كما تنبأ عنه زكريا قائلا: ” إبتهجى
جدا يا إبنة صهيون، إهتفى يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور
وراكب على حمار وعلى جحش إبن أتان “. (زك 9: 9).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى