كتب

إنجيل العبرانيين



إنجيل العبرانيين

إنجيل
العبرانيين

 

هو
إنجيل أبو كريفي يوناني، ظهر في المجتمع اليهودي المسيحي في مصر . في نهايةالقرن
الأول أو بداية القرن الثاني . ومع أنه يقارب إنجيل متى في الحجم (كما ذكر
نيسيفورس)، فإنه لم يبق منه الآن سوى اقتباسات قليلة في كتابات كليمندس الإسكندري،
وأوريجانوس، وكيرلس . كما يذكره هيجيسبس ويوسابيوس، وربما بابياس أيضاً . وبذكر
جيروم أنه ترجمه إلى اليونانية واللاتينية عن أصل أرامي، ولكن الأرجح أنه أخذ ما
اقتبسه منه، نقلا عن أوريجانوس، بل ولعله خلط بين هذا الإنجيل وإنجيل الإبيونيين
وإنجيل الناصريين .

 

مقالات ذات صلة

والرأي
السائد الآن أن هذا الإنجيل كتب بعد الأناجيل القانونية، ولكن ما زال مدى استناده
إليها محل جدل. فبالإضافة إلى الأقوال التي ينسبها للرب يسوع، والتي لا توجد في
الأناجيل القانونية، فإنه يحتوي على خليط غريب من القصص الأسطورية عن حياة يسوع
ووجوده السابق . فبرغم أن الرب يسوع قال إن أمه ” الروح القدس ” قد
حملته بشعرة من رأسه (انظر حزقيال 8: 3) . ويضيف في موضع آخر ظهوره بعد القيامة
لأخيه يعقوب البار (انظر 1 كو 15: 7) . ويقول عن يعقوب البار الذي كان قائداً
للمسيحيين من اليهود في أورشليم، إنه كان ” مقدم الرسل ” (انظرأيضاً
إنجيل العبرانيين في مادة ” أبو كريفا “

 

تحدّث
أوسابيوس القيصري واكلمنضوس الاسكندراني عن انجيل العبرانيين الذي دُوّن في
اليونانيّة. ووُجد مؤلّف أرامي يحمل الاسم عينه في مكتبة قيصريّة في أيام
ايرونيموس الذي يورد منه مقاطع عديدة. ولكن قد لا نكون أمام الكتاب عينه. أما
طبيعة إنجيل العبرانيين وعلاقته بسائر أناجيل المسيحيّين المتهوِّدين التي حفظها
التقليد، فتدفعاننا إلى القول (رغم الفرضيات العديدة) بأنه دُوّن في مصر، في القرن
الثاني، في أوساط المسيحيّين المتهوّدين. أما المقاطع التي وصلت إلينا من هذا
الإنجيل، فهي تدلّ على تأثير واضح من قبل المسيحيّين المتهوّدين. إبراز شخصيّة
يعقوب، أخي الرب. استعمال صيغة المؤنّث للتحدّث عن الروح القدس كما في العبريّة
والسريانيّة.

 

 

إنجيل
العبرانيين: إن التاريخ القديم المتفق عليه لهذا الإنجيل، وأغلب الاقتباسات
القليلة منه، والاحترام الذي يذكره به الكتّاب الأوائل، والتقدير الذي يلقاه من
العلماء عموماً في العصر الحاضر، كل هذه تجعل له اعتباراً خاصاً، فرغم ما جاء به
من أن الرب قد أمر تلاميذه بالبقاء اثني عشر عاما ً في أورشليم – وهو أمر قليل
الأهمية – فإنه يبدو من المعقول أن يحتاج المسيحيون المقيمون في أورشليم وفلسطين
إلى إنجيل مكتوب بلغتهم (الأرامية الغربية)، ومن الطبيعي أن يستخدم المسيحيون من
شتات اليهود هذا الإنجيل. فالمسيحيون من اليهود – المقيمون مثلاً في الإسكندرية –
لابد أنهم استخدموا هذا الإنجيل، بينما الأرجح أن المسيحيين المصريين استخدموا
إنجيل المصريين، إلى أن حلت محلهما الأناجيل الأربعة التي قبلتها الكنيسة كلها.

 

وليس
ثمة دليل على أن هذا الإنجيل كان سابقاً للأناجيل الثلاثة الأولى، وبالأولى لم يكن
من المؤلفات التي سبقت إنجيل لوقا والتي أشار إليها في مقدمة إنجيله. ويرجع به
هارناك – بالاعتماد على وثائق لا سند حقيقياً لها – إلى المدة من 65 – 100 م. وكان
جبروم (400 م) يعلم بوجود هذا الإنجيل ويقول إنه ترجمه إلى اليونانية واللاتينية،
وتوجد اقتباسات منه في مؤلفاته وفي مؤلفات أكليمندس السكندري. وعلاقته بإنجيل متي
الذي يكاد الاجماع ينعقد على أنه كتب أصلاً بالعبرية (الأرامية) أثارت جدلاً
كثيراً، والرأي السائد بين العلماء أنه لم يكن الأصل الذي ترجم عنه إنجيل متى
لليونانية، رغم أنه مؤلف قديم نوعاً. ويميل البعض مثل هارناك وسلمون إلى الاعتقاد
بأن إنجيل العبرانيين الذي ذكره جيروم كان إنجيلاً خامساً كتب أصلاً للمسيحيين
الفلسطينيين، ولكن قلت أهميته عندما امتدت المسيحية إلى كل العالم. وعلاوة على
إشارتين إلى معمودية يسوع والقليل من أقواله مثل: ” لا تفرح أبداً إلا متى
نظرت نظرة الحب إلى أخيك “، ” الآن يا أماه أخذني الروح بشعرة من شعري
وحملني إلى جبل تابور العظيم “، فأنه يسجل لنا ظهور الرب ليعقوب بعد القيامة،
الذي يذكره الرسول بولس (1كو 15: 7) كأحد الأدلة على القيامة. ولكن من الطبيعي أن
بولس كان في إمكانه معرفة ذلك من يعقوب شخصياً كما من الأخبار المتواترة، وليس من
الضروري أن يكون قد استقى ذلك من هذا الإنجيل. وهذا هو الخبر الرئيسي الوحيد الذي
له أهميته، والذي يضيفه هذا الإنجيل إلى ما نعلمه من الأناجيل القانونية. وبمقارنة
ما جاء به عن مقابلة المسيح للحاكم الغني، بما تذكره الأناجيل الثلاثة الأولى، نجد
– كما يرى وستكوت – أن الأناجيل الثلاثة تقدم لنا أبسط الصور، ومن ثم فهي أقدم
الصور لهذه الحادثة. ويرى بعض العلماء أنه لا بأس من الاستعانة ببعض المقتطفات
الموجودة حالياً من هذا الإنجيل، للإحاطة ببعض جوانب حياة المسيح.

 

وقد
أطلق الأبيونيون اسم ” إنجيل العبرانيين ” على نسخة مشوهة من إنجيل متى.
وهذا يأتي بنا إلى أناجيل الهراطقة:

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى