علم

الحسد ينزع السلام الداخلي

الحسد
ينزع السلام الداخلي

إن كان في الحسد معاداة لله ذاته فكيف يمكن أن يسكن في القلب سلاما؟!

+
مثل هؤلاء لا يهناون بطعام أو يتمتعون بشراب إنهم على الدوام يتأوهون ويتنهدون
ويحزنون فطالما لا يطرد الحسد يتمزق قلبه نهاراَ وليلا بلا انقطاع.

 

كل
الشرور لها حدود وكل خطأ ينتهي بارتكاب الجريمة فالزاني تنتهي معصيته عند حد
ارتكاب التعدي واللص تقف جريمته عندما يقتل والسالب يضع حدا لجشعه والمخادع يضع
نهاية لغشه أما الحسد فليست له حدود إنه شر يعمل على الدوام وخطية ليس لها نهاية.

 

+
الحسد ثار على الأرض حتى يطيع الإنسان الذي يفسد بواسطته للشيطان مصدر هلاكه مقلدا
إياه في حسده كما هو مكتوب بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم. (الحكمة24: 2)

 

+
أضف إلى ذلك عندما كان الرسول ينصح بأن الإنسان الذي امتلأ بالروح القدس وصار ابنا
له بالميلاد السماوي ينبغي عليه ألا يراعي سوي الأمور الروحية والسمائية الأمور
التي ذكرها قائلا. وأنا أيها الأخوة لم استطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال
في المسيح. سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضا لا
تستطيعون. لأنكم بعد جسديون فانه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون
بحسب البشر. (1كو1: 3-3)

 

ينبغي
أن تتحطم الرذائل والخطايا الجسدانية أيها الأخوة الأحباء ويداس الجسد الأرضي تحت
الأقدام بالهمة الروحية لئلا عندما نرتد إلى الإنسان العتيق نسقط في أفخاخ مميتة
كما يقول الرسول. فإذا أيها الأخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه
أن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن أن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لان
كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله. (رو12: 8-14) فإن كنا أولاد
الله وقد أعدنا لنكون هياكل له وحصلنا على الروح القدس فلنعيش قديسين روحانيين إن
كنا قد رفعنا أعينا من الأرض إلى السماء إن كنا رفعنا قلوبنا مملوءة بالله (الأب)
والمسيح إلى الأشياء العالية السمائية فلا نصنع شيئا لا يليق بالله كما يوصينا
الرسول إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله.
اهتموا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله.
متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد (كو1: 3-4) دعنا نحن
الذين في المعمودية قد متنا ودفنا بخصوص الخطايا الجسدية فلإنسان العتيق والذي قام
ثانية مع المسيح في ولادة ثانية أن نفكر ونصنع ما يخص المسيح ولا يمكنا أن نظهر
بالصورة السمائية ما لم نعد لأخذ شبه المسيح.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى