بدع وهرطقات

9- إجماع المسيحيين على يوم الأحد



9- إجماع المسيحيين على يوم الأحد

9- إجماع المسيحيين على يوم الأحد

لقد
أجمع المسيحيون على يوم الأحد، فقدسوه من بدء تاريخهم. ولما تسلم قسطنطين عرش
الإمبراطورية اتخذ قراراً بجعل يوم الأحد عطلة رسمية لجميع شعوب الإمبراطورية.

 

وقد
بقي هذا الإجماع سائداً في الأوساط المسيحية خلال الأجيال المتعاقبة في الشرق
والغرب، إلى أن ظهرت السيدة إلين هوايت التي أذاعت نبأ مفاده أنها رأت الوصية
الخاصة بالسبت محاطة بهالة من نور. وعندئذ نشأ هذا الحماس الغريب عند الأدفنتست
ليوم السبت، الذي أقل ما يقال في حفظه إنه ردة إلى أركان اليهودية الضعيفة، التي
حررنا المسيح منها.

 

وفوق
هذا فإن الوثائق التي وصلت إلينا حققت تماماً أنه قبل أن يبدأ القرن الثاني
الميلادي كفَّ المسيحيون عن حفظ اليوم السابع (رسالة أغناطيوس إلى أهل فيزيا 9: 1)
وأنه منذ العصر الرسولي كان المسيحيون يقيمون اجتماعاتهم التعبدية في اليوم الأول
من الأسبوع، تكريماً لذكرى قيامة يسوع من الأموات (أعمال الرسل 20: 7).

 

الحق
أن الانقطاع عن العمل يوم الأحد أمر بغاية المناسبة لأجل إقامة الصلوات، دون
التقيد بأحكام ناموس السبت.

 

ولعلنا
نفهم أن يوم الراحة المسيحي الحقيقي، الذي كان السبت ظلاً له، هو يوم راحة الإيمان
الذي فيه ندخل الراحة الحقة بالمسيح، وفقاً للقول الرسولي «لأَنَّنَا نَحْنُ
المُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ» (الرسالة إلى العبرانيين 4: 3).

 

كان
لليهودي ستة أيام لكي يعمل، ويرتاح في السابع. أما أنا فحين لا أحيا أنا، بل
المسيح يحيا فيّ، فمهما عملت فلست أعمله أنا، بل المسيح يعمله فيّ. وأنا أرتاح في
السبت والأحد وكل يوم في الأسبوع.

 

وبهذا
الاعتبار، لم تبق مسألة تمييز بعض الأيام عن بعض آخر، بل يجب اعتبارها جميعاً…
هكذا قال الرسول: «وَاحِدٌ يَعْتَبِرُ يَوْماً دُونَ يَوْمٍ، وَآخَرُ يَعْتَبِرُ
كُلَّ يَوْمٍ – فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ: الذِي يَهْتَمُّ
بِاليَوْمِ فَلِلرَّبِّ يَهْتَمُّ، وَالذِي لا يَهْتَمُّ بِاليَوْمِ فَلِلرَّبِّ
لا يَهْتَمُّ» (رومية 14: 5-6).

 

فهنا
يتحدث الرسول عن حفظ الأيام كأمر عديم الأهمية طالما هو رأي وعادة بعض أشخاص
معينين، ولذلك لهم بعض العذر إن لم يستطيعوا التخلص منها بسهولة. أما في الرسالة
إلى الغلاطيين، فالرسول تحدث عن المعلمين المتهودين الذين ضغطوا على المؤمنين من
أصل أممي، ليس فقط لمراعاة مثل هذا التمييز وممارسته فقط، بل أيضاً شددوا عليه
كأمر ضروري للخلاص. وكأنهم بذلك أبطلوا قصد الإنجيل فسقطوا من النعمة (غلاطية 5:
4).

 

في
الواقع أنه الرجوع إلى بدائيات العالم أن نحفظ الأيام (سبت) الأشهر (هلة الأقمار)
الأوقات (الأعياد السنوية) والسنين (سني السبوت واليوبيلات) قال الرسول: «وَأَمَّا
الآنَ إِذْ عَرَفْتُمُ اللّهَ، بَلْ بِالحَرِيِّ عُرِفْتُمْ مِنَ اللّهِ، فَكَيْفَ
تَرْجِعُونَ أَيْضاً إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الفَقِيرَةِ التِي تُرِيدُونَ
أَنْ تُسْتَعْبَدُوا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟ أَتَحْفَظُونَ أَيَّاماً وَشُهُوراً
وَأَوْقَاتاً وَسِنِينَ؟ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ فِيكُمْ
عَبَثاً» (غلاطية 4: 9-11)… «فَلا يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْلٍ أَوْ
شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلالٍ أَوْ سَبْتٍ، التِي هِيَ ظِلُّ
الأُمُورِ العَتِيدَةِ» (كولوسي 2: 16-17).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى