علم الخلاص

6- ما ذنبنا نحن في خطية آدم؟ وهل العدل الإلهي يقاصّص القاتل فقط أم انه يقاصّصه هو وأولاده وذريته؟ وإن كانت العدالة الأرضية الق



6- ما ذنبنا نحن في خطية آدم؟ وهل العدل الإلهي يقاصّص القاتل فقط أم انه<br /> يقاصّصه هو وأولاده وذريته؟ وإن كانت العدالة الأرضية الق

6- ما
ذنبنا نحن في خطية آدم؟ وهل العدل الإلهي يقاصّص القاتل فقط أم انه يقاصّصه هو
وأولاده وذريته؟ وإن كانت العدالة الأرضية القاصرة لا تحكم على إبن القاتل
بالإعدام فما بال السماء تحاسبنا على خطية آدم؟ وهل أُحاسب على خطية أبي وجدي وأمي
وجدتي.. وهلمَّ جرا؟

ج:
صحيح اننا لم نرتكب الخطية الأولى، ولكننا وُلِدنا بها بالإضافة إلى خطايانا
الشخصية، ومن يستطيع أن يتبرَّر أمام الله من خطاياه ولو كانت حياته يوماً واحداً
على الأرض؟‍‍‍‍

ومن
المعروف حسب قانون مندل للوراثة
Mendel’s
laws of inheritance, Mendelian inheritance
أن العوامل الوراثية تمتد حتى الجد السابع، فمثلاً نوع الشعر ولون
العينين والطول والقصر ولون البشرة يرثها الإنسان عن أبائه وأجداده، ولم نرَ
إنساناً عاقلاً يحتج على صفاته الوراثية. بل قد يرث إنساناً عن أبويه بعض الأمراض
مثل السكر وخلافه، فهل يحتج هذا الإبن على أبيه الذي أورثه ذلك المرض؟! وماذا يفيد
إحتجاجه؟ أليس من الأجدى البحث عن العلاج والمواظبة عليه بشكر لله الذي بحكمة فعل
أو سمح بهذا المرض لخير الإنسان؟

وكثيراً
ما نرى إبناً ورث عن أبيه ميراثاً مادياً كبيراً وآخر ورث عن أبيه بعض الديون
وأسرة كبيرة بلا مورد للرزق، فيتمتع الأول بميراث أبيه، والثاني لو كان عاقلاً
حكيماً فلا ينبغي أن يحتج ويلعن الظروف والأقدار التي شاءت أن يكون مثل هذا الرجل
أباه. بل يحافظ على سمعة أبيه ويعمل ويجتهد ويجد لكيما يسدد ديون أبيه، ويعول
والدته واخوته.

 

إذاً
فالسؤال الحكيم لا يكن بالصورة السابقة المحتجة إنما يكون هكذا:

 

هل
من علاج للخطية التي وُلِدنا بها ونعيش فيها؟

والإجابة:
نعم، وبكل تأكيد هناك علاج أكيد في دم المسيح ” فإذاً كما بخطية واحدة صار
الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببّرٍ واحدٍ صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير
الحياة. لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة
الواحد سيُجعَل الكثيرون أبراراً ” (رو 5: 18: 19) ” إذاً لا شئ من
الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع الساكنين ليس حسب الجسد بل حسب الروح
” (رو 8: 1) ولو ظل إنسان مازال يتساءل: ما ذنبي في خطية أبي آدم؟ يرد عليه
القديس أغسطينوس قائلاً: وأي فضل لك في خلاص المسيح؟! ونعيد ماسجلناه في كتابنا
السابق عن التجسد ” ذكر القرآن في سورة البقرة 35 – 38 ” وقلنا يا آدم
اسكن أنت وزوجك الجنة وكُلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا من الشجرة فتكونا من
الظالمين. فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، وقلنا أهبطوا بعضكم لبعض
عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين. فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو
التواب الرحيم. قلنا إهبطوا منها جميعاً فأما يأتينكم من هُدى فمن تبع هُداي فلا
خوف عليهم ولاهم يحزنون ” وتكرَّر القول ” قال إهبطوا بعضكم لبعض عدو
ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ” (سورة الأعراف 24).

 

نلاحظ
صيغة الجمع ” إهبطوا ” مكرَّرة مع أن الحديث موجه لإثنين فقط. فلماذا
إستعمل صيغة الجمع؟ هل للتعظيم؟.. كلاَّ. لأنهما متهمان مدانان مطرودان مستحقان
للعقاب وغير مستحقين للإكرام.. إذاً لابد انه استخدم أسلوب الجمع لأنه يقصد آدم
وحواء ونسلهما.

 

ثم
إن آدم تلقى كلمات من ربه فتاب.. فهل بالتوبة عفى الله عنه وسامحه؟

وهل
التوبة جعلته يظل في الجنة؟

 

فرغم
التوبة طُرد آدم من الجنة، ثم تلقى وعداً من ربه بمجئ الهدى ومن يتبعه لا خوف عليه
ولا هو يحزن.

وفي
الإسلام التطهير من الخطايا يتم بالنار، وحيث أنه لا يوجد إنسان بلا خطية. لهذا
قال القرآن ” وإنَّ منكم إلاَّ واردها ” والهاء عائدة على النار والجميع
سيردْون إليها ” (1).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى