علم الخلاص

48- ما هي أهم رموز التجسد في العهد القديم؟ وما هي دلالتها؟



48- ما هي أهم رموز التجسد في العهد القديم؟ وما هي دلالتها؟

48- ما
هي أهم رموز التجسد في العهد القديم؟ وما هي دلالتها؟

ج:
نكتفي هنا بذكر عشرة رموز للتجسد الإلهي وهي:

1-
شجرة الحياة: “وشجرة الحياة في وسط الجنة ” (تك 2: 9) وكانت هذه الشجرة
رمزاً للكلمة المتجسد ” قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو
14: 6).

 

2-
ملكي صادق: كاهن الله العلي الذي استقبل إبراهيم بعد انتصاره على كدر لعومر
والملوك الذين معه، فبارك ملكي صادق ابراهيم، وقدم إبراهيم له العشور، فكان ملكي
صادق رمزاً للإله المتأنس واهب البركات وقابل العشور، والذي يقدم ذبيحته من الخبز
والخمر (تك 14: 17 – 20) ويعلق بولس الرسول قائلاً عنه انه شبَّه بإبن الله
المتجسد الذي بلا أب من حيث الجسد، وبلا أم من حيث اللاهوت، أزلي أبدي. ”
المُترجَم أولاً ملك البر ثم أيضاً ملك ساليم أي ملك السلام. بلا أب بلا أم بلا
نسب. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة بل هو مشبَّه بإبن الله.. ” (عب 7: 2،
3).

 

3-
العليقة: (خر 3: 2، 3) كما إن النار لم تحرق العليقة إنما كانت تتآلف تلاطف
اللاهوت مع الناسوت ليس على سبيل التقارب أو المصاحبة ولكن على مستوى الإتحاد
الكامل، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي ” ان المسيح الواحد هو من شيئين، نار
جوهر الكلمة الخالق وجوهر الناسوت، المتحدين معاً بغير اختلاط ولا تحول، على قياس
العليقة المشتعلة، فقد أورى الله لموسى ناراً تلتهب في شجرة عليق على جبل سيناء..
خلطة بين نار تحرق وشجرة تقبل الاحتراق، من غير أن تتحول النار عن نورها وحرقتها،
ولا تتحول الشجرة عن ثقلها.. ليس لأن النار فقدت خاصيتها وتحوَّلت عن جوهرها. بل
لانها منعت نفسها بقوة قدرتها أن تحرق، وصارت مشتعلة في الشجرة، والشجرة قائمة على
حالها في الخضرة لا تحترق ولا تتغير ” (1) وقال القديس كيرلس الكبير ”
إن الله نزل في البرية بمنظر النار، وكان يضئ في العوسج ولا يحرقه، وكان موسى
يتعجب من هذا المنظر لأن الخشب لا يحتمل النار فكيف استطاعت هذه المادة القابلة
للاحتراق أن تحتمل اشتعال النار فيها بدون ان تحترق. لقد كان هذا مثالاً للسر الذي
فيه استطاعت طبيعة اللوغوس الإلهية أن تخضع نفسها لحدود البشرية، وكما كانت النار
تضئ العليقة دون أن تحرقها هكذا أيضاً اللوغوس لما تجسد لم يحرق الجسد الذي اتحد
به بل على العكس جعله جسداً محييَّاً ” (1).

 

4-
تابوت العهد: ” فيصنعون تابوتاً من خشب السنط. وتغشّه بذهب نقي من داخل ومن
خارج تغشّه” (خر 25: 10، 11) فخشب السنط الذي لا يسوس يشير للناسوت الخالي من
سوس الخطية، والذهب النقي يشير للاهوت، وهكذا اتحد اللاهوت بالناسوت، فصار الناسوت
غنياً بمجد اللاهوت من الداخل ومن الخارج.

 

5-
خيمة الاجتماع: أوصى الرب موسى ليقدم بنو إسرائيل تقدماتهم لعمل خيمة الاجتماع
ومحتوياتها ليحل فيها وليسكن في وسطهم قائلاً ” فيصنعون لي مَقدِساً لأسكن في
وسطهم. بحسب جميع ما أنا أُريك من مثال المسكن ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون
” (خر 25: 8، 9).

 

6-
المن: (خر 16: 13 – 16) وقد أوضح رب المجد ذاته أن المن الذي نزل من السماء كان
رمزاً له قائلاً ” لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم..
فقال لهم يسوع أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلىَّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش
أبداً ” (يو 6: 33 – 35).

 

7-
الصخرة: عندما عطش بنو إسرائيل وتعرضوا للهلاك قال الرب لموسى ” ها أنا أقف
أمامك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب” (خر 17:
6) وقال الرب يسوع ” من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد
” (يو 4: 14) وأوضح معلمنا بولس أن هذه الصخرة كانت تشير للمسيح قائلاً
“وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحيَّاً. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية
تابعتهم والصخرة كانت المسيح” (1 كو 10: 4).

 

8-
جمرة أشعياء: ” فطار إلىَّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقطٍ من
على المذبح ” (اش 6: 6) وقال القديس أثناسيوس ” إن الجوهر الإلهي الخالق
قد اتحد بجوهر الناسوت في نسيج واحد، بلا خلط بين الجوهرية ولا تحوُّل ولا فساد
ولا فرقة بينهما، على مثال جمرة أشعياء المتألفة من طبيعتين وجوهرين أحدهما النار
والأخرى العود (الخشب) الذي تجسَّمت فيه النار، ولولا ذلك ما رؤيت النار بمفردها
لكونها لطيفة، وان السارفيم انما أخذها من فوق المذبح بملقط لكي لا يحترق بنارها،
ومع ان النار قد التحمت بالعود في جمرة واحدة فلم يختلط احدهما في الآخر، ولا
تحوَّل أحد الجوهرين عن طبيعته، فلم تتحول النار عن خاصية النور والإحراق، ولا
العود عن غلظه وثقله ” (1)

 

وقال
البابا كيرلس الكبير ” السيد المسيح يشبه جمرة أشعياء لأنه يمثل شيئين قد
أُجمعا إلى واحد، وكما إن النار حينما تتصل بالخشب تحوله بنوع ما إلى مجدها الخاص
ومع ذلك يبقى الخشب على ما كان عليه، هكذا الله المتحد بالناسوت بصورة لا ينطق بها
قد حفظ لناسوته صفاته الخاصة (الصفات البشرية) وهو نفسه بقى إلهاً كما كان (قبل
تجسده) ” (2).

 

وقال
البابا كيرلس الكبير أيضاً ” فكما ان النار عندما تتحد بالفحم تستحوذ على
كيانه وتحوله إلى مظهر النار وقوتها وتضع فيه جميع صفاتها حتى انه يعتبر واحد معها
هكذا في المسيح الله المتحد بالناسوت.. وهو نفسه قد بقى إلهاً كما كان.. غير انه
من بعد الإتحاد يعتبر واحداً مع ناسوته لأنه اقتنى لنفسه ما لهذا الناسوت كما أشاع
في هذا الناسوت أيضاً قوة طبيعته الإلهية الخاصة “(3)

 

9-
حجر دانيال (دا 2: 44، 45): وهو الحجر الذي رآه نبوخذ نصر وقد قطع بدون يدين فسحق
التمثال العظيم المصنوع من الذهب والفضة والنحاس والحديد والخزف ثم صار جبلاً
ضخماً ملأ الأرض كلها (دا 2: 31 – 35) هو إشارة لمولود العذراء الذي وُلدِ بدون
زرع بشر.

 

10-
كلمة الله: التي تجسمت كتابةً على لوحي العهد بيد الله كانت إشارة لتجسد كلمة الله
في ملء الزمان كقول بولس الحكيم ” الله بعدما كلَّم الآباء بالأنبياء قديماً
بأنواع وطرق كثيرة. كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة في إبنه ” (عب 1: 1، 2)
وكما صام موسى أربعين يوما قبل أن يستلم كلمة الله، هكذا نحن نصوم أربعين يوماً
قبل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، بالإضافة إلى ثلاثة أيام هي تذكار معجزة نقل
جبل المقطم.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى