علم الخلاص

38- الإتحاد بين الطبيعتين بدون افتراق ولا انفصال



38- الإتحاد بين الطبيعتين بدون افتراق ولا انفصال

38-
الإتحاد بين الطبيعتين بدون افتراق ولا انفصال

بعد
الإتحاد لم يفترق ولم ينفصل اللاهوت عن الناسوت قط، وهذا ما يعلنه الأب الكاهن في
صلاة الاعتراف ” بالحقيقة أُؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا
طرفة عين ” وإذا تساءل أحد قائلاً: إذاً كيف مات المسيح على الصليب؟.. ألم
يفارق لاهوته ناسوته عند موته؟.. نقول له قط لم يحدث هذا، فاللاهوت لم يفارق
الناسوت قط، ولكن الذي حدث أن النفس البشرية فارقت الجسد البشري بينما ظل اللاهوت
متحداً بكل من الجسد والروح البشرية، فالروح البشرية المتحدة باللاهوت نزلت إلى
الجحيم عقب الموت وأطلقت الأسرى، ولو كانت روح عادية غير متحدة باللاهوت ما
استطاعت أن تحرّر نفسها من سجن الجحيم، ولكن لأنها متحدة باللاهوت لذلك أنارت
الجحيم وأطلقت كل الذين ماتوا على الرجاء، وكذلك الجسد المتحد باللاهوت ظل في
القبر إلى لحظة القيامة دون أن يعاين أي نوع من الفساد، وفي لحظة القيامة وحَّد
اللاهوت النفس مع الجسد وقام المسيح منتصراً ظافراً.

 

ويمكن
تشبيه ما حدث على الصليب بقطعة من الورق وقد وضعناها في الزيت فتشربت تماماً منه،
ثم شققنا الورقة نصفين، فمن الطبيعي أن الزيت لم يفارق أي نصف من نصفي الورقة،
فالورقة تشير للناسوت، والزيت يشير لللاهوت، وتشرب الورقة بالزيت يشير لإتحاد
اللاهوت بالناسوت (جسد + روح بشرية) وشق الورقة إلى نصفين يشير إلى مفارقة الروح
البشرية للجسد البشري، ولكن اللاهوت (الزيت) لم يفارق إحداهما.

 

وفي
القسمة السريانية يصلي الأب الكاهن قائلا “هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله
بالجسد وذُبِح وانحنى بالصليب، وانفصلت نفسه عن جسده. إذ لاهوته لم ينفصل قط لا من
نفسه ولا من جسده”.

 

وقال
الأنبا مرقس أسقف البهنسا في القرن العاشر ” إنما موت المسيح كله بمفارقة
نفسه لجسده فقط، لكن لاهوته لم يفارق أحدهما (النفس والجسد) طرفة عين ولمح البصر،
فكان اللاهوت ملازماً الجسد على الصليب وفي القبر، كما انه كان ملازماً النفس حال
نزولها إلى عالم الأرواح البررة ” (1)

 

ويقول
البابا كيرلس الكبير في رسالته إلى سوقيس الأسقف ” أن الطبيعتين اتحدتا، ومن
بعد الإتحاد لا نفرق الطبائع عن بعضها ولا نقسم الواحد الغير منقسم ونجعله إبنين،
بل نعتقد انه إبن واحد مثلما قال آباؤنا أن الكلمة المتجسد طبيعة واحدة ” (2).

 

وقال
البابا ديسقوروس في رسالته من المنفى ” أما نحن فإننا نعترف بأن لاهوته لم
يفارق ناسوته طرفة عين، ونعترف بأنه عند نزوله من السماء دخل إلى بطن العذراء
موحّداً بين لاهوته وناسوته وحدة لا افتراق فيها” (3).

 

وقال
القديس غريغوريوس العجائبي ” لسنا نفصل بين اللاهوت والناسوت، لكنه واحد هو
هو، وأنا أحرم الذين يسجدون لكلمة الله دون جسده ” (1).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى