( كلمة منفعة ) حسد الشياطين
[FONT=Arial][FONT=Courier New][COLOR=purple]البابا شنوده الثالث
[FONT=Arial][FONT=Arial]

[FONT=Lucida Console][FONT="]( 148 )
[FONT=Lucida Console][FONT="]نصلى في صلاة الصلح وفي القداس الإلهي ونقول
[FONT=Lucida Console][FONT="](والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس، هدمته..)
[FONT=Lucida Console][FONT="]وهكذا نرى أن الشيطان يحسد كل عمل صالح، وكل عمل ناجح.
[FONT=Lucida Console][FONT="]لأن هذا الصلاح وهذا النجاح ضد خطته الشيطانية في مقاومة ملكوت الله على الأرض.
[FONT=Lucida Console][FONT="]سواء بالنسبة إلى الأفراد أو الجماعات.
[FONT=Lucida Console][FONT="]الشيطان دائما يتعب في محاربة أولاد الله، وتعبه باطل.
[FONT=Lucida Console][FONT="]وإذ يجد الشيطان أنه قد تعب باطلا في محاربة الخير
[FONT=Lucida Console][FONT="]وأن تعبه لم يأت بنتيجة يزداد حقداً ويزداد حسداً لأولاد الله
[FONT=Lucida Console][FONT="]وتزداد حروبه شراسة
[FONT=Lucida Console][FONT="]وبعد أن تكون حروباً في السر
[FONT=Lucida Console][FONT="]تكشف عن وجهها صراحة وبلا خجل.
[FONT=Lucida Console][FONT="]وتضغط على أولاد الله بغير هوادة.
[FONT=Lucida Console][FONT="]ولكن الله
[FONT=Lucida Console][FONT="](لا يترك عصا الأشرار تستقر على نصيب الصديقين)
[FONT=Lucida Console][FONT="](مز 124).
[FONT=Lucida Console][FONT="]لذلك في كل عمل خير
[FONT=Lucida Console][FONT="]انتظر حسد الشياطين، ولا تخف منهم.
[FONT=Lucida Console][FONT="]وهكذا نرى أنه في طقس سيامة الراهب الجديد
[FONT=Lucida Console][FONT="]يتلى عليه فصل من يشوع بن سيراخ
[FONT=Lucida Console][FONT="]قائلا له:
[FONT=Lucida Console][FONT="](يا بنى، إن أقبلت لخدمة الرب، فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة)
[FONT=Lucida Console][FONT="](سفر يشوع بن سيراخ 2: 1).
[FONT=Lucida Console][FONT="]وبهذا المعنى نقرأ في ميامر مار أوغريس قوله للراهب العابد
[FONT=Lucida Console][FONT="](إن بدأت في الصلاة الطاهرة، فاستعد لكل ما يأتي عليك)
[FONT=Lucida Console][FONT="]يقصد استعد لحروب الشيطان التي يثيرها عليك حسداً لعبادتك المقدسة.
[FONT=Lucida Console][FONT="]مسكين هذا الشيطان
[FONT=Lucida Console][FONT="]الذي يقضى حياته حسداً وحقداً وحرباً!!
[FONT=Lucida Console][FONT="]علماً بأن حسده لا يضر أولاد الله
[FONT=Lucida Console][FONT="]بقدر ما يضره هو ويزيد عقوبته الأبدية
[FONT=Lucida Console][FONT="]كما أن هذا الحسد يزيده غماً وحزناً وضيقاً وتعباً.
[FONT=Lucida Console][FONT="]إن أي ضرر يحاول أن يجلبه الشيطان على أولاد الله
[FONT=Lucida Console][FONT="]هو ضرر خارجي غير حقيقي لا يمس أبديتهم
[FONT=Lucida Console][FONT="]وسرعان ما ينقذهم الله منه.
[FONT=Lucida Console][FONT="]والشيطان في حسده لأولاد الله قد يحاربهم مباشرة
[FONT=Lucida Console][FONT="]كما في حدث حسده لأيوب البار.
[FONT=Lucida Console][FONT="]وقد يحاربهم عن طريق أعوانه من البشر.
[FONT=Lucida Console][FONT="]وسواء عن هذا الطريق أو ذاك
[FONT=Lucida Console][FONT="]سينتهي حسده بلا طائل.
[FONT=Lucida Console][FONT="]لأن نعمة الله تتدخل وتوقف عمله الشرير هو وكل شياطينه الأردياء.
[FONT=Lucida Console][FONT="]يقوم الرب وتتبَدَّد جميع أعدائه
[FONT=Lucida Console][FONT="]ويهرب من قدام وجهه كل مبغضي اسمه القدوس.
[FONT=Lucida Console][FONT="]وإن بدأ الشيطان ناجحاً في الأول
[FONT=Lucida Console][FONT="]فلابد أن يفشل أخيراً.
[FONT=Lucida Console][FONT="]في حسد الشيطان لأيوب الصديق
[FONT=Lucida Console][FONT="]بدأ أن الشيطان قد نجح في خطته
[FONT=Lucida Console][FONT="]وانتصر على أيوب:
[FONT=Lucida Console][FONT="]هدم منزله
[FONT=Lucida Console][FONT="]وقتل جميع أولاده
[FONT=Lucida Console][FONT="]وبدد كل ثروته
[FONT=Lucida Console][FONT="]وضربه بقرح رديء من قمة رأسه إلى أخمص قدميه
[FONT=Lucida Console][FONT="]وجعل أصحابه يعيرونه ويخزونه.
[FONT=Lucida Console][FONT="]ولكن ما لبث الأمر أن انتهى إلى العكس
[FONT=Lucida Console][FONT="]فافتقد الرب أيوب ورد له كل ما فقده ضعفاً.
[FONT=Lucida Console][FONT="]إن الشيطان يتعذب بحسده
[FONT=Lucida Console][FONT="]قبل أن يضر به أولاد الله.