علم المسيح

(3) أبناء الله في العهد الجديد



(3) أبناء الله في العهد الجديد

(3) أبناء الله في العهد الجديد

 

 يدعي كل
البشر في العهد الجديد أبناء الله علي أساس أن الكل خليقته ” لأننا به نحيا
ونتحرك ونوجد … لأننا أيضاً ذرية الله ” (أع28: 17)، ” أليس آب
واحد
لكلنا. إله واحد خلقنا ” (ملا10: 2)، وعلي هذا الأساس
دعي ” آدم أبن الله ” (لو3: 38). ويدعي الأبرار بصفة خاصة ”
أبناء الله “؛
” ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم
شعبي انه هناك يدعون أبناء الله الحي ” (رو9: 26).
ويدعي
المؤمنون بالمسيح أولاد الله ” أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا
أولاد الله، أي المؤمنون باسمه ” (يو12: 1). المسيح نفسه هو
الذي منحهم هذا اللقب، فهو الذي جاء بهم إلي الله الآب وقدسهم بدمه ودعاهم أخوه له
” الذي من أجله الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلي المجد أن يكمل رئيس
خلاصهم بالآلام؟ لأن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد فلهذا لا يستحي أن يدعوهم
أخوه ” (عب10: 2و11)، فهو المقدس الذي قدسهم وهم المقدسين بدمه، ومن ثم دعاهم
أخوه، أصبحوا أبناء الله لأن المسيح ابن الله دعاهم أخوه له، فقد نزل من السماء وافتداهم
ووهبهم هبة التبني ” ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولوداً من
امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبني.
ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح أبنه إلي قلوبكم صارخاً يا أبا الآب. إذ لست بعد
عبداً بل أبناً ووارث مع المسيح ” (غل4: 4-6). نال
المؤمنون
روح التبني بالمسيح ” روح التبني الذي نصرخ به يا أبا الآب. الروح نفسه
يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله
. فأن كنا أولاداً فأننا ورثة أيضاً ورثة الله
ووارثون مع المسيح” (رو15: 8-18).

 ويدعي
المؤمنون أيضاً بأبناء الله الحي لأنهم خلقوا علي صورة ابن الله، المسيح، الذي هو
صورة الله الذاتية، صورة جوهره، وهم خُلقوا علي شبه صورته ” لأن الذين سبق
فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة أبنه ليكون هو بكر بين أخوة كثيرين

” (رو29: 8). صاروا علي شبه صورة ابن الله بالخليقة الجديدة. وعلي هذا الأساس
يخاطبون الله في الصلاة ” أبانا ” ويقول لهم المسيح عن الله
” أبوكم “، ” أباكم “، ” أبيكم ” و ” أبى
وأبيكم
“، ” لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع
” (غل26: 3).

مقالات ذات صلة

 وهذه
البنوة التي لأبناء الله بالمسيح تتم بصورة أخروية بالمجيء الثاني والقيامة من
الأموات ” لأن انتظار الخليقة يتوقع إستعلان أبناء الله ” (رو19: 8)،
حيث يصير أبناء الله بالقيامة، كما يقول المسيح، كائنات روحية مثل الملائكة لن ترى
الموت والفساد ” الذين حسبوا أهلاً للحصول علي ذلك الدهر والقيامة من
الأموات لا يُزوجون ولا يتزوجون. إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل
الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة
” (لو35: 2036).

 دعي
المؤمنون أبناء الله بالتبني بدم المسيح ولأن المسيح نفسه هو الذي قدسهم ومنحهم
السلطان أن يصيروا أولاد الله. أما المسيح فهو الواحد مع الآب في الجوهر والذي في
الآب والآب فيه. وقد ميز القديس يوحنا، لغوياً بين المسيح كالابن الوحيد الذي من
ذات الله الآب وفي ذات الله الآب وأحتفظ له بلقب ” الابن –
υἱόςuihos ” لكونه الابن الحقيقي والوحيد، وبين ” أولاد الله – θεου τεκνα tekna Theou ” (يو12: 1؛52: 11؛1يو1: 3)، مستخدماً كلمة
tekna” بمعنى ” أطفال ” جمع ” teknon ” أي طفل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى