اللاهوت الطقسي

26- الأفخارستيا:



26- الأفخارستيا:

26-
الأفخارستيا:

ب) شركة وعضوية وإنتماء موحد

إن الانتماء الواحد والموحد الحقيقي للكنيسة
والحياة الأرثوذكسية الصادقة لا يتم من خلال الحياة الليتورجية وخصوصاً الأسرار
وعلى الأخص في الأفخارستيا
.. وهذا ما
قصده الرسول بولس مما ذكر في (رسالة كورنثوس الأولى 10: 17) لذلك يقول القديس
أغسطينوس
(أنتم فوق المائدة. أنتم داخل الكأس والصينية)..

 

وفى ليتورجية القداس الإلهي انتماء واحد حقيقي
من الكنيسة للمسيح. لماذا؟

لان الكنيسة هي جسد المسيح لذلك فعندما يُقدم
جسد المسيح على المذبح تكون الكنيسة كأنها تقدم نفسها قرباناً لله في اتحاد شديد
به ومع بعضهم البعض وحدة واحدة بالتصاق كامل معه
.. وهذا هو سر
عضويتنا في الكنيسة: لان (العضوية الكنسية) في معناها اللاهوتي العميق هي مجموعة
من المؤمنين تشترك معاً في الذبيحة بإيمان وقلب واحد لتتمتع بسر الخلاص والغفران
..
لذلك فإن نجاح أي خدمة كنسية خاصة بالمؤمنين متوقف على قدرة الكنيسة – بكل كهنتها
وخدامها وخادمتها – على ربط الشعب بالمذبح وتناولهم بصفة منتظمة من الأسرار
المقدسة عن استعداد واستحقاق
.. حقاً من
اجمل مناظر هذه الليتورجية الرائعة دخول الكاهن مع شعبه ودخول الخادم مع أولاده
والخادمة مع بناتها إلى هيكل الله ليأخذوا نصيبهم جميعاً معاً من الجسد والدم
الاقدسين فيصيروا كلهم كياناً واحداً في المسيح يسوع لذا يقول القديس يوحنا ذهبي
الفم
(إن الكاهن يقف يكرز وسط شعبه لا كإنسان موهوب في
البلاغة ولا كدارس للكتاب المقدس إنما كأبيهم الروحي الذي يدخل بروح الأبوة إلى
مرعى الكنيسة الأقدس يقف على المنبر ليسكب حياته بالحب عن أولاده ثم يعبر بهم إلى
المذبح الإلهي لكي يشبعوا بالذبيحة المحيية معاً). والكنيسة ككل وحدة واحدة لا تكف
عن شكر الله بنفس واحدة
.. فنسمع في
قسمة صوم الرسل يقول
(نسبحك ونمجدك ونشكرك
لأجل هذه النعم العظيمة) (قسمة صوم الرسل)
.. وفى
الحقيقة أن الكنيسة كلها معاً تستعرض في ليتورجية القداس حياة المسيح بالجسد
ومعاملاته الخلاصية مع البشرية وافتقاده لنا بالخلاص من خلال هذه الذبيحة إنما
نكون بذلك في حالة انسكاب قلبي وتمجيد وشكر وفرح وتهليل لا ينقطع (لذا كان هناك
طقس السجود الجماعي في خدمة القداس)
..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى