اللاهوت الروحي

159- الأبدية



159- الأبدية

159- الأبدية

حياة
الإنسان الأرضية المحدودة، إذا ما قيست بالأبدية غير المحدودة، فإنها تزول إلى صفر
كأنها لا شئ..

مقالات ذات صلة

 

ومع
ذلك فالناس يهتمون بحياتهم على الأرض، كما لو كانت هى كل شئ بالنسبة إليهم..
يهبونها عواطفهم ووقتهم وجهادهم، ويضعونها فى المكان الأول من قلوبهم.

 

سواء
كانت حياتهم هم على الأرض، أم حياة أحبائهم، وأقربائهم وأصدقائهم ومعارفهم..

 

وفى
كل هذا ينسون أبديتهم، وأبدية هؤلاء.

 

لكى
تهتم بالأبدية، لابد أن تقتنع بها وتفكر فيها، وتعمل من أجلها بكل جهدك، وتجعلها
تشغل قلبك.

 

إن
الكنيسة المقدسة تجعل هذه الغاية أمامنا فى صلوات الأجبية، وبخاصة فى قطع النوم
ونصف الليل وأيضا فى قطع الغروب، وفى كثير من المزامير المستقاة.

 

كل
هذا، ليكون هذا الموضوع فى ذاكرتنا باستمرار.

 

هذا
الذى من أجله قال السيد المسيح: (ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر
نفسه؟‍‍‍!)

 

وقال
بولس الرسول: (ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التى ترى، بل إلى التى لا ترى. لأن
التى ترى الآن، عاش آباؤنا القديسون فى حياة التجرد، وفى الموت عن العالم، وركزوا
كل قلوبهم وعواطفهم فى محبة الله وحده، مشتاقين إليه وإلى الحياة الدائمة معه.
وهكذا بدأوا طريقهم نحو الأبدية والانطلاق من هذا العالم، ونالوا مذاقة الملكوت.

 

الذى
يعمل لأبديته، لا يحب العالم ولا الأشياء التى فى العالم، موقتا أن العالم يبيد
وشهوته معه.

 

والذى
يعمل لأبديته، يسلك دائما بتدقيق فى كل شئ، لئلا يفقد إكليله، بخطأ وتهاون.

 

والذى
يعد نفسه للأبدية، يفكر كثيرا فى العالم الآخر، فى الله وملائكته وقديسيه، فى مسكن
الله مع الناس، فى أورشليم السمائية، فى انطلاق الروح من ثقل الجسد، ويرى أن هذا
أفضل جدا.. فيشتاقه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى