اسئلة مسيحية

هل كل مرض عقوبة من الله؟ أم أن هناك أمراضاً لها فوائدها الروحية، لا علاقة لها بغضب الله؟



هل كل مرض عقوبة من الله؟ أم أن هناك أمراضاً لها فوائدها الروحية، لا<br /> علاقة لها بغضب الله؟

هل
كل مرض عقوبة من الله؟ أم أن هناك أمراضاً لها فوائدها الروحية، لا علاقة لها بغضب
الله؟

 

الرد:

لاشك
أن هناك أمراضاً هى عقوبة من الله

مثل
بعض الضربات العشر ضربة الدمامل التى أصابت فرعون وشعبه (خر 9: 9)

ومثل
ضربات الأمراض التى تصيب من يعصون الوصايا كما ورد فى سفر التثنية (28: 27، 35، 59
– 61). ومثل البرص الذى أصاب ” جيحزى ” تلميذ ” أليشع عقوبة له على
احتياله فى أخذ أموال من نعمان السريانى

ومن
أمثلة ذلك أيضاً الامراض التى تصيب من يتناولون بغير استحقاق، حسبما فال بولس
الرسول عن أولئك ” من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، كثيرون يرقدون ”
(1كو 11: 30).

ولكن
بعض الأمراض قد تأتى من اهمال الإنسان وأخطائه. فقد يصبه المرض نتيجة لعدم اتباعه
قواعد الصحة، أو استسلامه لبعض العادات المؤذية للصحة مثل التدخين والخمر، أو
إرهاقة لصحته بلا حساب. وقد يأتى المرض نتيجة للوراثة

 

وقد
يأتى المرض من حروب الشياطين وضرباتهم:

مثلما
ضرب الشيطان أيوب الصديق بقرح ردئ من باطن قدمه إلى هامته (أى 2: 8). وكان ذلك
بسماح من الله.

 

وقد
يصيب المرض بعض القديسين، وهم فى قمة روحياتهم:

مثال
ذلك ما حدث لأبينا يعقوب، فى الوقت الذى صارع فيه مع الله وغلب، ونال بركة، ضربه
الله على حق فخذه، فانخلع فخذه، وظل يخمع عليه (تك 35: 25، 31). ولعل الله أراد
بذلك أن يشعره بضعفه حتى لا يتكبر ومثال ذلك بولس الرسول الذى صعد إلى السماء
الثالثة، ورأى أشياء لا ينطق ليلطمه لكى لا يرتفع (2كو 12: 1-7).

 

ورأى
الله منفعة المرض لقديسه بولس، فلم يرفعه عنه.

ثلاث
مرات يتضرع بولس إلى الله لكى يرفع عنه شوكة المرض هذه، ولكن الله لم يستجب له، بل
قال له ” تكفيك نعمتى ” لأن المرض كان نافعاً له روحياً

 

ولعل
هذا يذكرنا بقول القديس باسيليوس الكبير: إن كنت مريضاً، فلا تلح على الله فى طلب
الصحة، لأنك لا تعرف ما هو النافع لك: المرض أم الصحة.

 

إم
المرض مدرسة للتواضع، وللصلاة، وللاحتمال، وللتوبة، وهو مصدر لكثير من الفضائل

كان
مصدراً للإتضاع بالنسبة إلى بولس الرسول ” لكى لا يرتفع من فرط افعلانات
” (وكذلك بالنسبة إلى أبينا يعقوب ليشعر بعد أن جاهد مع الله وغلب.

 

كثير
من الأمراض تسحق النفس فيما تسحق الجسد، وتشعر الإنسان بضعفه مهما كانت له من
المواهب

 

والمرض
مصدر للصلاة، فى عمقها وحرارتها ن للمريض ولمن حوله من المحبين، وبخاصة كلما اشتد
المرض

والصلاة
تقرب الإنسان إلى الله وقد يسمح الله بأن يطول المرض، فتطول فترة الصلاة، وتصفو
الروح

وقد
تصحب الصلاة أيضا بالنذور، إن أنعم الله بالشفاء وهكذا يدخل الإنسان فى تعهدات مع
الله

وكما
يقود إلى الصلاة والنذور، يقود إلى التوبة أيضاً.

تابوا،
لكى يصطلحوا مع الله، فيرحمهم ويشفيهم أو تابوا، لكى يستعدوا للأبدية، إن أشعرهم
المرض الرحيل وما لم يصلوا إليه بالمحبة، وصولوا إليه بالمخافة.

وهكذا
قد يفعل مرض واحد، أكثر مما تفعله عظات

 

والمرض
قد يعمق الحب والتعاطف والحياة والاجتماعية

فى
زيارة الناس للمرضى، وخدمتهم لهم، وعطفهم عليهم. وما أكثر الخصومات التى ذابت أناء
المرض، وحل محلها الصلح بلا مقابل وبلا نقاش والذى يشعر بآلام المرض، يشفق على
المرضى وعلى المتألمين

والمرض
قد يقرب إلى الكنيسة، فى زيارة الآباء الكهنة للمريض، وفى طلب صلاة مسحة المرضى.

المرض
جزء من الألم، والألم بركة نافعة للإنسان.

وهكذا
قال الكتاب ” وهب لكم، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أن تتألموا من أجله أيضاً
“.

فلننظر
إلى النقط البيضاء فى المرض ن ونشكر الله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى