اسئلة مسيحية

هل كل الخليقة أبناء الله



هل كل الخليقة أبناء الله

هل
كل الخليقة أبناء الله

يقول
البعض إن جميع البشر أبناء لله باعتبار انهم خليقته. ولهذا قيل عن أدم إنه ابن
الله (لو 3: 38).

فهل
كل من خلقهم الله أبناء الله له؟ وما معني النبوة لله؟

ومن
هم أبناء الله حسب تعليم الكتاب واعتقاد الكنيسة؟

 

ليس
كل إنسان إبناً لله. فالنبوة لله تربط بالإيمان.

وتعاليم
الكتاب واضح جداً في هذه النقطة إذ يقول:


وأما كل الذين قلبوه، فإعطهم سلطان أن يصيبروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه
“(يو 1: 12). أنظر أيضاً (1 يو 4: 3). هنا التركيز علي الإيمان بقبول المسيح،
وليس علي الخلق، كما دعي أدم إبناً لله

 

فإن
كان آدم قد دعي إبن الله، فليس كل أولاده كذلك.

إن
النبوة لله ليست وراثه بالجسد، إنما هي بالإيمان حسب تعليم الكتاب الذي يقول عن
أولاد الله ” الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد رجل، بل من الله
“(يو1: 13). فالولادة من الله، إنما الولادة من الله هي ” ولادة من فوق
“.. هي ولادة من الروح القدس، ولادة من الماء والروح. كما قال السيد المسيح
لنيقوديموس ” إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت
الله “(يو 3: 5)

 

الولادة
من آدم، هي ولادة بالجسد، أما الولادة من الروح فهي الولادة من الله، التي بها
نخلص. كما قال الكتاب “.. بل بمقتضي رحمتة خلصنا، بغسل الميلاد الثاني وتجديد
الروح القدس “(تي 3: 5)

 

إذن
النبوة لله، تأتي بهذا الميلاد الثاني:

الذي
له صفات: الولادة من فوق، الولادة من الماء والروح، الميلاد الثاني، الولادة من
الله.. به يموت هذا الإنسان العتيق الذي ولد من آدم ونسله بالجسد (رو 6: 4)، ويولد
إنسان جديد علي صورة المسيح. كما قيل في الرسالة إلي غلاطية ” لإن جميعكم
الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح “(غل 3: 27). لبستم البر للمسيح،
لبستم صورته، لبستم هذه النبوة التي من فوق.

 

أما
عن آدم: فحتي جميع أولاده، لم يدعوا أبناء لله.

لقد
قيل عن السيد المسيح في سلسلة نسبة الآدمي ” إبن أنوش بن شيث بن آدم، إبن
الله (لو 3: 38). إذن نسل شيث وأنوش هم الذين دعوا أبناء الله. أما نسل قايين
فدعاهم الكتاب اولاد الناس. وهكذا قيل في بداية قصة الطوفان: ” رأي أولاد
الله بنات الناس أنهن حسنات ” (تك 6: 2). كان أولاد الله هم نسل شيث. وبنات
الناس هم نسل قايين.

 

إذن
منذ آدم وأولادة، بدأ التفريق بين أولاد لله وأولاد الناس.

 بدأ
التمييز بينهما. ولم يعد الجميع أولاداً لله فالنبوة بالجسد ليست هي دليل البنوة
لله. كذلك لا يمكن أن نقول إن النبوة لله تأتي بأعتباره الخالق، والكل من خلقة،
والكل من خلقة ومن صنعه ” الكل به وله قد خلق “(كو 1: 16). فهل كل ما
خلقه الله من أبنائه؟!

 

هل
الطبيعة من أبناء الله؟ هل الجبال والأنهار من ابنائه؟!

بل
هل الشيطان أيضاً من أبناء الله؟!

لأن
الشيطان أيضاً مخلوق، وقد خلقه الله ملاكاً. وبسقوطه وتمرده تحول إلي شيطان. ولكنه
علي أيه الحالات من خلق الله أم ترانا نقول إنه كان ابناً لله وهو ملاك فلما سقط
لم يعد إبناً هو وكل جنودة.. إذن لو طبقنا هذا المبدأ علي الساقطين المتمردين من
البشر، لا نستطيع أن نسميهم أبناء.

 

وفي
هذا يقول الكتاب حكماً واضحاً قاطعاً، وهو:


بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون) ” (1 يو 3: 10).

 

هنا
تفريق آخر، فليس الجميع إذن أبناء الله رأينا التفريق الأول في عبارة ” اولاد
الله، واولاد الناس “. وهنا التفريق الثاني بين أولاد الله وأولاد إبليس

 

وقد
استخدم الرب هذا التعبير في توبيخه لليهود الذين كانوا يفتخرون بأنهم أبناء
إبراهيم (لأنهم من نسله بالجسد). فقال لهم:

 


أنتم من أب هو إبليس. وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا “(يو 8: 14).

ولعله
بهذا المعني خاطبهم القديس يوحنا المعمدان بقوله ” يا أولاد الأفاعي، من
أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي “(مت 3: 7) (لو 3: 7). وبنفس التعبير خاطبهم
السيد المسيح قائلاً ” يا أولاد الأفاعي، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات
وأنتم أشرار؟!” (مت 12: 34). وأستخدم هذا التعبير نفسه في توبيخه للكتبة والفريسيين.
فقال لهم ” أيها الحيات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنم؟!
“(مت 23: 33).

ومن
المحال طبعاً، أن يكون البعض أولاداً للأفاعي في نفس الوقت!!

 فالأفعي
هي الحية القديمة أي الشيطان (رؤ 20: 2). وأولاد الأفاعي هو أولاد الشيطان. وهذا
إثبات للتفريق بين أولاد الله، وأولاد الشيطان، علماً بأن الكل هم من خلق الله.
ولكن الخلق لايعني بالضرورة البنوة لله.

 

هناك
أيضاً ميزات روحية يتصف بها |أولاد الله، وتميزهم

فلما
أدعي اليهود أنهم أولاد إبراهيم قائلين ” أننا ذرية إبراهيم “(يو 8: 33).
أجابهم الرب ” لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعلمون أعمال إبراهيم “(يو
8: 39). إذن هنا شرط يلغي مجرد النبوة بالجسد وهنا نشير بان القديس بولس الرسول
ربط النبوة لإبراهيم بإيمان إبراهيم، وليس بالنبوة الجسدية لإبراهيم فقال:


اعملوا إذن أن الذين هم من الإيمان، أولئك هم أبناء إبراهيم “(غل 3: 7).

وأضاف
أذن أن الذين هم من الإيمان، يتباركون مع إبراهيم المؤمن (غل 3: 9). فمن هم إذن
إبناء ابراهيم في العهد الجديد؟ يقول القديس بولس الرسول ” فإن كنتم للمسيح،
فأنتم إذن نسل إبراهيم، وحسب الموعد ورثة ” (غل 3: 29) 0

 

إذن
انتفت هنا البنوة الجسدية، وركز الرسول على البنوة بالإيمان

لا
تقل أذن أنا ابن الله، لأني ابن لأدم، وآدم ابن روحي لله (لو 3: 38). فالنبوة
بالجسد لن تنفع بشئ لمن هو بعيد عن الإيمان. وكذلك النبوة لأبراهيم بالجسد، لن
تنفع الذي ليس له إيمان. فالذين افتخروا بهذه النبوة الجسدية، وبخهم القديس يوحنا
المعمدان قائلاً لا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا ابراهيم أباً، لأني لأقول لكم
إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لابراهيم “(مت 3: 9).

 

إن
العهد الجديد يركز علي الإيمان، وليس علي النبوة بالخلق، أو النبوة بآدم. فقايين
أول إنسان لعن علي الأرض، كان إبناً لآدم. وهو أيضاً أول إنسان قد هلك.. أيقول في
هلاكه ” أنا إبن لله “!! حاشا.. بل هو ابن للهلاك

 

أبناء
الله أيضاً، هم الذين علي صورته ومثاله. هم أبناء له في القداسة والبر

وهذا
هو التعليم الكتابي، للذين يؤمنوهن حقاً بالكتاب وتعليمه. وأود هنا أن أورد بعض
آيات من الكتاب المقدس عن النبوة لله، حتي تكون أمام أعيننا باستمرار، ولا تتيهنا
عنها أفكار غريبة:

 

(1
يو 2: 29) ” أن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر هو مولود منه
“. ماذا إذن عن الذي لا يصنع البر؟

 

(1
يو 3: 9، 10) ” كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية.. ولا يستطيع أن يخطئ
لأنه مولود من الله.. بهذا اولاد الله ظاهرون “.

(1يو
5: 18) ” تعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولودمن الله يحفظ نفسه،
والشرير لا يمسه”.

(رو
8: 14) ” لأن جميع الذين ينقادون بروح الله، أولئك هم أولاد اله “.

 

فهل
أعداء الله الذين يقاومونه ويعيشون في النجاسة والإثم باستمرار، ولا يعيشون في
حياة البر، بل يجدفون علي روحه القدوس، هل هؤلاء يمكن أن نسميهم أولاد الله؟!

 

أنظر
ماذا يقول الرسول للذين لا يقبلون التأديب:


إن كنتم تحتملون التاديب، يعاملكم الله كالبنين. فإي ابن يؤدبه أبوه؟! ولكن إن كنت
بلا تأديب – قد صار الجميع شركاء فيه – فأنتم نغول لا بنون “(عب 12: 7، 8).

عبارة
نغول لابنون
” تعني أنه ليس الكل بنين

أنظروا
ماذا قال الرب للعذاري الجاهلات، مع أنهن كن عذاري، وكن ينتظرون العريس ولكن لأنه
لم يكن عندهن زيت في آنيتهن.. أغلق بابه في وجوههن، ولما قلن له ” ياربنا
ياربنا افتح لنا اجابهن بقوله ” الحق أقول لكن إني لا أعرفكن “(مت 25: 12).
وبالمثل اولئك الذين يقولون له في اليوم الخير ” يارب يارب، أليس باسمك
تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وبأسمك صنعنا قوات كثيرة ” فيجيبهم قائلاً:

 


أني لم أعرفكم قط. أذهبوا عني يا فاعلي الإثم “(مت 7: 22، 23). فهل فاعلو
الإثم، الذين قال لهم الرب ” اذهبوا عني لا أعرفكم قط “.. هل هؤلاء نقول
عنهم إنهم أبناء الله؟!

 

أم
قد صار لقب ” أبناء الله ” لقبا رخيصاً في أعين البعض يطلقونه علي غير
المؤمنون يطلقونه ايضاً علي فاعلي الإثم بلا أي سند من الكتاب، بل بمعارضة صريحة
لأقول الكتاب..!!

إن
أبناء الله، يسميهم الكتاب ” أبناء النور ” (لو 16: 8).

ذلك
لن الله هو النور الحقيقي. وهو الذي قال ” أنا هو نور العالم. من يتبعني لا
يسلك في الظلمة (يو 8: 12). فماذا عن الذين أحبوا الظلمة أكثر من النور (يو 3: 19)
وصاروا أبناء للظلمة. واستمروا هكذا لإى أن طرحوا أخيراً في الظلمة الخارجية، حيث
البكاء وصرير الأسنان (مت 8: 12). هب أبناء الظلمة هؤلاء، نسميهم أبناء الله، أي
أبناء النور؟!ّوهنا احب ان أسأل أسئلة صريحة عن النبوة لله:

 

هل
الملحدون وعابدو الأصنام هي أيضاً أبناء لله؟!

هل
إنسان الخطية ضد المسيح
Anti
Christ
الذي سيدعي الألوهية
وسيكون بسببه الارتداد العام (2 تس 2) هو أيضاً أبن لله؟!

 

هل
المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة، الذين سيحاولون أن يضلوا لو أمكن المختارين
أيضاً (مت 24: 24).. هل هؤلاء أيضاً أبناء لله؟!

 

علماً
لأن كل هؤلاء من خلق الله وأبناء لأدم. فهل بنوتهم لآدم تعطيهم الحق في أن يكونوا
أبناء الله، وهم أعداء لله وغير مؤمنين وهل الوجود الملحد، الذي يحيا في شهوات
العالم، ويقول ” من الخير ان الله لا يوجد، لكي أوجد أنا “.. هل هذا
كذلك ابن الله تماماً. وهنا أسأل

 

هل
الذين يرفضون البنوة لله، نسميهم أولاد الله؟1

ونعطيهم
بنوة لا يعترفون بها، ولا يريدونها؟! هلي البنوة إسم فخري، أم هي إنتماء لذلك
فالذين يقولون أن أهل العالم كله أبناء لله، مؤمنين وملحدين، أبراراً ونجسين أرجو
من هؤلاء ان يعيدوا قراءاتهم للكتاب، ويعرفوا ما هو المعني الحقيقي للبنوة لله

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى