علم المسيح

هل السيد المسيح له حياه ذاتيه؟



هل السيد المسيح له حياه ذاتيه؟

هل
السيد المسيح له حياه ذاتيه؟

المحاور:
من المسلم به أنه ليس أحد غير الله له حياه في ذاته وأن كل المخلوقات علي مختلف
انواعها ومستوياتها ليس لها حياه ذاتيه مستقله وانما هي تستمد حياتها من الله ونحن
نعلم ان الديانات المختلفه تقتصر هذه الصفة علي الله وحده. فهل تريد أقناعي
بأنالسيد المسيح له حياه في ذاته؟

التعليق:
بينما يقصر الوحي الإلهي صفة الحياة الذاتية علي الله وحده، إذا به يسبغها أيضاً
عليالسيد المسيح وحده ويشهد له بها، معلناً بذلك أن السيد المسيح هو الله.

ومن
آيات الكتاب المقدس نري أن السيد المسيح له حياة ذاتية وانه هو نفسه الحياة، وهو
روح الحياة، ومصدر الحياة وخالقها في سائر الكائنات الحية. وفيما يلي نورد أهم
الأمثلة والشواهد الكتابية الدالة علي ذلك.

مقالات ذات صلة

*
أعلن السيد المسيح هذه الحقيقة بقوله: (لانه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك
اعطي الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته) (يو5:
26)…وقال
أيضاً: (أنا هو الطريق والحق والحياة) (يو
14: 6)…
وقال كذلك: (أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا) (يو11:
25)…وقال:
(كما أن الآب يقم الأموات ويحيي، كذلك الإبن أيضاً يحيي من يشاء (يو5:
21)….وقال:
(أنا هو خبز الحياة) (يو6:
35)…وقال: (كل من يؤمن بالإبن تكون له
حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير) (يو6:
40)… وقال
(الكلام الذي أكلكم به هو روح وحياة) (يو6:
63)….وقال
(خرافي تتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلي الأبد) (يو
10: 2728)… وقال
(من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة) (يو8:
12).01-وقال
(أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً) (رؤ
21: 6)…
والإنجيل يقول عن السيد المسيح: (كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان. فيه
كانت الحياة والحياة كانت نور الناس) (يو1: 3-4) وأنه الإله الحق والحياة الأبدية
(1يو5:
20)….
والرسول بولس يقول عنه: (لي الحياة هي السيد المسيح، وبه نحيا ونتحرك ونوجد، ناموس
روح الحياة في السيد المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت) (في1:
21، أع17: 28، رو8: 2).

 

مخلص
البشريه

المحاور:
ماهو دليك علي انالسيد المسيح هو مخلص البشرية؟

التعليق:
لقد خلص الله العالم عن طريق تجسده في السيد المسيح. فالسيد المسيح له المجد هو
(نسل المرأة) الموعود به ليسحق رأس الحية أي إبليس (تك3:
15، رؤ12: 1-11)
وقيل عنه (لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس) (1يو3: 8) وأيضاً (لما
جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت
الناموس لننال التبني) (غل4: 4). وقال السيد المسيح عن نفسه (لانه لم يرسل الله
ابنه الي العالم، ليدين العالم، بل ليخلص به العالم) (يو7:
1417).

المحاور:
وهل يحتاج موضوع الفداء الي الله ذاته… إليس كافياً أن يقوم إنسان بتقديم نفسه
ذبيحة فداء عن أخيه، لماذا هذه التماحيك؟ أرجو أن توضح لي هذه القضية الهامة:

التعليق:
يشهد الكتاب المقدس بهذا الأمر شهادة صريحة فيقول سفر المزامير (الأخ لن يفدي
الإنسان فداء، ولا يعطي الله كفارة عنه… إنما الله يفدي نفسي من الهاوية) (مز
49: 7، 15)
ويكرر داود النبي نفس المعني فيقول (باركي يانفسي الرب، وكل مافي باطني فليبارك
اسمه القدوس… الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يفدي من الحفرة حياتك) (مز 103: 1 –
4)0

ويؤكد
سفر أشعياء النبي هذا الأمر في أكثر من شهادة فيقول: (هكذا يقول الرب ملك اسرائيل
وفاديه رب الجنود أنا الأول وأنا الاخر، ولا إله غيري) (أش 44: 6)، إذن الفادي هو
هذا الإله الواحد الذي هو رب الجنود، وهو الأول والاخر0

ويكرر
أشعياء النبي نفس الصفات فيقول: (هكذا يقول الرب فاديك) (أش 48: 17) ويقول الله
(أنا الرب إلهك الممسك بيمينك… وفاديك قدوس اسرائيل) (أش 41:
13،14)0

وتنسب
القديسة مريم العذراء الخلاص لله فتقول (تعظم نفسي الرب0 وتبتهج روحي بالله مخلصي)
(لو 1: 46) ويقول القديس بولس الرسول (مخلصنا الله) (تي 2: 10) وأيضاً حين ظهر لطف
مخلصنا الله واحسانه) (تي 3: 4)0

ويختمم
القديس يهوذا رسالته بنفس الشهادة فيقول (والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم
أمام مجده بلا عيب… الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة)… (يه 24:
25)0

وهذا
الخلاص منسوب لله وحده:

إنه
تقرير صريج من الله يقول فيه (إلهاً سواي لست تعرف، ولا مخلص غيري) (هو13: 4)
ويقول أيضاً (أليس أنا الرب ولا إله غيري، إله بار ومخلص ليس سواي) (أش 45: 21)،
أنا الرب مخلصك وفاديك عزيز يعقوب) (أش 49: 26)، (أش 60: 16)0

المحاور:
فلتسمح لي أن نبحث معاً الاساس اللاهوتي لموضوع الخلاص والفداء

التعليق:
الخطية التي وقع فيها الإنسان الأول، ويقع فيها كل إنسان، هي خطية ضد الله، لأنها
عصيان لله، وعدم محبة لله، وعدم أحترام له، بل هي ثورة علي ملكوته، وهي مقاومة
لعمل لاهوته وروحه القدوس، بل هي عدم ايمان ايضاً… لهذا يقول داود النبي لله في
المزمور الخمسين (لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت) ولهذا احتشم يوسف الصديق من
فعل الخطية وقال (كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطيء إلي الله) (تك 39: 9)0


وقد أخطأ كل البشر (زاغوا معاً وفسدوا، ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد) (مز 14:
3)، وأجرة الخطية موت (رو 6: 23)، (وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ
الجميع) (رو 5: 12)0


ومادامت الخطية موجهة الي الله أصلاً، والله غير محدود، تكون الخطية إذن غير
محدودة، وإذا كفر عنها لابد من كفارة غير محدودة، تكفي لمغفرة جميع الخطايا، لجميع
الناس، في جميع الاجيال وإلي آخر الدهور0


ولكن لايوجد غير محدود إلا الله وحده0

لذلك
كان لابد ان الله نفسه يتجسد، ويصير إبناً للإنسان، حني يمكن أن ينوب عنه الإنسان،
ويقوم بعمل الكفارة لخطايا العالم كله) (1 يو 2: 2)0

كيف
يكون أبنه هو أبوه؟

المحاور:
جاء في الكتاب المقدس حسب قولكم ان السيد السيد المسيح هو ابن داود. فكيف تقول عنه
انه هو الله؟ هل داود يصبح أباً لله.وعبداً له؟

التعليق:
نفس هذا السؤال سبق ان وجهه السيد المسيح للفريسيين عندما سألهم قائلاً (ماذا
تظنون في السيد المسيح. ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود
بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتي اضع اعداءك موطئاً لقدميك.
فان كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطيع أحد أن يجيبه بكلمه) (مت22:
4145).

ومن
هذا النص الصريح نري أن السيد المسيح سأل الفريسيين عن اعتقادهم فيه، ليدفعهم
بالتفكير والبحث في نبؤات العهد القديم لكي يعرفوا حقيقة شخصه الكريم00سألهم: كيف
يكون السيد المسيح رب داود وابن داود في ذات الوقت؟ ولو فحص الفريسيون العهد
القديم بتدقيق، لرأوا أن السيد المسيح هو (رب داود) باعتباره (الله الابن) الذي
خلق داود، وأنه (أبن داود) من جهة الجسد كما قرر بولس الرسول ذلك فيما بعد
بالكلمات (بولس عبد ليسوع السيد المسيح الذي صار من نسل داود من جهة الجسد) (رو1:
1-3).

 

لن
أسلم لك بسهوله؟

المحاور:
لقد اتفقت معك علي العديد من الموضوعات الا انني لن اسلم بهذه العقيده بسهوله
ولازال الحوار أمامنا مفتوح ولا أخفي انني استعددت له. والآن اسمح لي أن أقول لك
انني مقتنع بان السيد المسيح هو اله.

التعليق:
تقصد أنه الله

المحاور:
لا بل اله.

التعليق:
ماذا تقصد بذلك. وماهو الفرق بين الكلمتين في فكرك؟

المحاور:
سأوضح لك ذلك بمثال من اللغه الانجليزيه والفرنسيه فلفظه
God
في الانجليزيه،
Dieu بالفرنسيه بالنسبه الي الله خالق السماء والأرض يكتب الحرف الأول
منها (جي
G) كبيره في الانجليزيه، (ديD) كبيره في الفرنسيه اما
بالنسبه للأمم الوثنيه فأنها تكتب (جي
g) صغيره في الانجليزيه، (ديd) صغيره في الفرنسيه لذلك
فهناك الهه وهناك الله. ويسوع السيد المسيح كان الهاً ولم يكن هو الله.

التعليق:
معني هذا انك تدرج السيد المسيح بين الهه الأمم الوثنيه الباطله؟ سامحك الله وأنار
بصيرتك لتدرك الغث من الثمين. ولتسمح لي أن اكشف لك عن المراوغه التي تحاول
استخدامها بخبث لأيقاع البسطاء في الضلال الذي تنادي به. وانت تعلم ان اللغه
اليونانيه التي كتبت بها اسفار الكتاب المقدس لم يكن معروفاً لديها كما هو مألوف
الأن في بعض اللغات الحديثه وضع حرف كبير في بدايه اسماء الأعلام وكذلك في بدايه
كلمه الله للتميز بينه وبين الالهه الأخري التي تكتب بدايتها بحرف صغير. كما انه
لم تكن اداه التعريف هي الوسيله للتميز بين الاله الحقيقي وبين الاله بالمعني
المجازي.

 

الله
أم اله

المحاور:
لنعد لأفتتاحيه انجيل يوحنا ونقرأ أول آياته. فماذا تقول؟

التعليق:
(في البدء كان الكلمه، والكلمه كان عند الله، وكان الكلمه الله

المحاور:
اسمح لي أن اقراها قرأه أخري (في البدء كان الكلمه. والكلمه كان عند الله. والهاً
كان الكلمه) (يو1: 1)

التعليق:
هذا الكلام مترجم بطريقه حرفيه. والمعني المقصود ان السيد المسيح هو الله وليس
الها. ولا فرق عندنا بين القول (الله) و(اله) ولكنك تفسر الكلام بطريقه غير صحيحه
حسب رغبتك. وتترجمه ترجمه غير دقيقه. وليس لنا دخل بما تقول فنحن نعرف المعني
الصحيح. ودعنا نرجع الي الأصل اليوناني إن النص الحرفي لهذه الآية (يو1: 1) مع
الترجمة الحرفية لها هما التاليان:

(إن
أرخي إين أو لوغوس ك أو لوغوس إين بروس تون ثون ك ثوس إين أو لوغوس) في بدء كان
ال00كلمة وال كلمة كان عند ال إله وإلهاً كان ال كلمة. إلا أن الترجمة الحرفية
لهذه الآية لا تتفق كلياً مع المعني الذي يحمله الأصل، لأنها لاتراعي أصول
اليونانية وذلك للأسباب التالية: –

أ-
عندما يتقدم الخبر علي المبتدأ، في اللغة اليونانية القديمة، كما هي الحال في (ك
ثوس إين أو لوغوس) (وإلهاً كان الكلمة)، لا تستعمل عادة أداة التعريف، ويكون الهدف
عادة من هذا التقديم هو التشديد علي الحقيقة التي يحملها الخبر المتقدم، وهي هنا
ألوهة الكلمة، مع بقاء المعني كما لو كان مع أداة التعريف. لذلك فمن الأصح عندما
نترجم فقرة كهذه أن نرد للخبر أداة التعريف المحذوفة، وأن نضع المبتدأ في مكانه
الطبيعي فتصبح الترجمة: (وكان الكلمة الله). وهو ما تتفق عليه كل الترجمات العلمية
المدققة، وتؤيده قرينة النص أنظر مثلاً: (يو1: 3،4،9،41،
1518).

ب-هل
من المعقول أن يستعمل في آية صغيرة كهذه لفظة واحدة وهي (إله) مرتين، وبدون أن
يفصل بينهما سوي واو العطف، بمعنيين مختلفين جذرياً؟!!.

ج-
إن إضافة أداة التعريف إلي الأسماء أو حذفها كانا لأسباب لغوية بحتة منها أن اللغة
اليونانية القديمة كانت تميل إلي الإيجاز، فتحذف في كثير من الأحيان أداة التعريف.
كما حصل مثلاً في بداية هذه الآية نفسها إذا استعمل تعبير (في بدء) بدون أداة
التعريف، وهو ما لايمكن ترجمته في اللغة العربية إلا بقولنا (في البدء).

د-ليس
من قاعدة في اللغة اليونانية تقول، كما تحاول أن تغالط إنه إذا أضيفت أداة التعريف
إلي كلمة (ثوس) أي إله، فهذا يعني أن الإله المقصود هو إله حقيقي، وإذا حذفت فهذا
يعني أنه وثني أو إله بالمعني المجازي. وبالطبع فالكتاب المقدس نفسه يدحض هذه
المغالطة. لأننا إذا تفحصنا النسخة السبعينية للعهد القديم أو أسفار العهد الجديد
اليونانية، لوجدنا أنه كثيراً ما تستعمل أداة التعريف مع كلمه (إله) عند الحديث عن
الآلهة الوثنية (أنظر مثلاً مز59: 4،5، أع
19: 27) بينما
تحذف في أحيان أخري عند الكلام عن الإله الحقيقي (أنظر مثلاً مت
19: 26، مر11: 22،
لو
16: 13، يو1: 18). ولكي
تتأكد بصورة قاطعة من بطلان التشكيك بألوهية الكلمة تحت حجة حذف أداة التعريف أمام
كلمة إله المتعلقة به نعطي أمثلة عن نوعين من آيات أخري تدحض بوضوح تام حجتك

في
النوع الأول استعملت كلمة (إله) لكي تصف الإبن (الكلمة) ومعها أداة التعريف: أجاب
توما وقال له:

:
أو كيريوس موك أو ثوس هو
: الرب ي و ال إله ي { أي (أنت
الرب لي والله لي) (يو
20: 29) أو (نحن
في الحق في ابنه يسوع السيد المسيح. هذا هو الإله (الله) الحق والحياة الأبدية)
(1يو5:
21) أنظر
أيضاً (1تيمو 1:
17، أع20: 28……
الخ)}0

أما
في النوع الثاني فقد استعملت كلمة إله لكي تصف الآب وبدون أداة تعريف

:
(إيريني أيو ثو باتروس).

:
سلام من إله آب

{
أي سلام من الله الآب (1تي 1: 1أنظر أيضاً: 1بط1: 2، فل: 3، تي 1: 1،
2،5 إلخ00)
فهل تتشكك بألوهة الآب أيضاً؟!!

اعتذر
لأنني لم اكن أعرف

المحاور:
اعتذر فلم أكن أعرف انك دارس للغه اليونانيه

التعليق:
لتعلم أن دراستي للغة اليونانية سطحية جداً ولكن شاءت عناية الله أن أدرس هذا
الجزء باللغة اليونانية و أنا أسف لأنني استمع لهذه الكلمات لأنها تعني انك مخادع
وتدرك ذلك.

المحاور:
ربما لكنني اعترف انني وان كنت بدأت كذلك الا انني اشعر بداخلي انني علي وشك
التغيير علي أن تكمل معي الحوار حتي النهايه لأنني كنت قد تلقنت في الماضي
معلومات. اصبحت الأن في شك بالنسبه لها. وأريد أن اعرف الحقيقة0

التعليق:
لك ان تتحدث في أي شيئ وفي أي وقت

المحاور:
توجد أيات في الكتاب المقدس تشهد بأن السيد المسيح ليس هو الله. فاذا أقنعتني
برايك في هذه الآيات فسوف استريح واعلن ايماني بالسيد المسيح رباً والهاً قديراً
والا فأنني سأحزن جداً.

 

آيات
عسره الفهم

يجب
أن نعترف في بداية هذا الفصل أن في الكتاب المقدس آيات متناثره تبدو للقارئ السطحي
أنها مناقضة للإيمان بأن السيد المسيح هو الله، ولكننا نقول في ذات الوقت أن وجود
مثل هذه الآيات هو دليل قاطع علي وحي كلمة الله00فلو أن الكتاب المقدس(1) من تأليف
بشر لما وجدنا فيه آيات مثل هذه الآيات، لكن لأنه كلمة الله فقد جاءت فيه هذه
الآيات لتدفع القاري إلي البحث، والدرس، والمعرفة.

ولقد
أكد القديس بطرس الرسول أن في الكتناب المقدس آيات عسرة الفهم يحرفها غير العلماء
وغير الثابتين لهلاك أنفسهم فقال: (لذلك أيها الأحباء00احسبوا أناة ربنا خلاصاً.
كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضاً بحسب الحكمة المعطاة له. كما في الرسائل
كلها أيضاً متكلما فيها عن أمور. التي فيها أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء
وغير الثابتين كباقي الكتب أيضاً لهلاك أنفسهم) (2بط3:
1416) ولذا أوصي
القديس بولس الرسول تلميذه القديس تيموثاوس قائلاً: (اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكي
عاملاً لايخزي مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة) (2تي2:
15).

ولكي
نفهم الآيات العسرة الفهم، فهماً يتفق مع كل الكتاب المقدس علينا أن نتبع نصيحة
الرسول فنفصل كلمة الحق بالأستقامة، ويقيناً أننا لن نستطيع أن نفسر آية من الآيات
المشار إليها، إلا علي ضوء قوانين ثابتة وصحيحة للتفسير. فما هي قوانين التفسير
الصحيح؟

+
أن نفسر هذه الآيات العسيرة بالآيات الموضحة لها من الكتاب المقدس، أي أن نفسر
بالكتاب المقدس. كما قال القديس بولس الرسول: (ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح
الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال
تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارئين الروحيات بالروحيات) (1كو2:
1213).

+أن
يكون التفسير موافقاً لكلمات ربنا يسوع السيد المسيح الصحيحة كما قال القديس بولس
الرسول الي تلميذه القديس تيموثاوس: (إن كان أحد يعلم تعليماً آخر ولا يوافق كلمات
ربنا يسوع السيد المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوي، فقد تصلف وهو لايفهم
شيئاً بل هو متعلل بمباحثات ومماحكات الكلام التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراء
والظنون الردية ومنازعات أناس فاسدي الذهن وعادمي الحق يظنون أن التقوي تجارة.
تجنب مثل هؤلاء) (1تي6: 3-5)

+
أن نربط الآية التي نريد تفسيرها بالآيات السابقة لها واللاحقة بها، وهو مايسميه
علماء التفسير بربط (ال
TEXT أي الآية)، (بال CONTEXT أي القرينة). إن سبب الخطأ في تفسير الكتاب المقدس هو انتزاع
الأيات من موضعها، ومحاولة تفسيرها بالعقل البشري بعيداً عن قرينتها، والمناسبة
التي قيلت فيها، وهذه الطريقة الخاطئة هي الطريقة التي لجأ إليها الشيطان حين
اقتبس كلمات من سفر المزامير محاولاً أن يجرب بها السيد المسيح إذ قال له: (إن كنت
ابن الله فاطرح نفسك إلي أسفل. لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك. فعلي أياديهم
يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك) (مت4: 6) وقد أخذ إبليس الكلمات الأخيرة من
المزمور الحادي والتسعين عدد
11،21 وأبعدها عن قرينتها، فأفسد بذلك
معناها ومدلولها.

+
تفسير الآيات العسرة علي ضوء الآيات السهلة الفهم. مع مراعاه ان المعني البسيط
الواضح هو في الغالب المعني الصحيح

+
دراسة لغة الآية ذاتها00هل هي مجازية أو حرفية00هل هي كلمات نطق بها الرب، أو
كلمات نطق بها الشيطان أو الإنسان وسجلت في سياق حديث الكتاب؟ إنه علي أساس فهمنا
الدقيق للغة الآية، وقائلها، نستطيع أن نفهم فهماً صحيحاً الآيات العسرة الفهم.

+دراسة
الظروف التاريخية لكتابة الآية00أين كان الكاتب؟00لمن كتب؟00ماهي العادات التي
سادت عصره؟ إلي غير هذا من دراسة الظروف التاريخية لكتابة السفر الذي كتبت فيه
الآية.

+
إن أمكن تفسير حرفي فالبعد عن الحرفي ردئ للغاية00

+
يجب الاعتناء الكلي بملاحظة المعني الشائع للألفاظ، الذي يقوم بالاصطلاح العام
المشهور في العصور التي كتبت فيها الاسفار الالهية دون غيرها من العصور.

+لايصح
تفسير يخالف قواعد لغتي الكتاب الأصليتين أو اصطلاحاتهما (اللغة العبرانية واللغة
اليونانية).

+لايجوز
أن نخالف حكم العقل السليم في تفسيرنا للكتاب المقدس

+معرفة
أصول علوم المنطق والبلاغة.

+
الوقوف علي ما استكشفه العلماء حديثاً وما وصلت اليه أبحاثهم في الطبيعة.

+
معرفة أن في الكتاب مجازاً وشعراً ورموزاً ونبوات،.

+
في تفسير الكتاب المقدس يجب النظر الي العلاقات التاريخيه التي فيه واعتبارها كل
الأعتبار.

+
لايجوز لمفسر أن يضاد نسبة الايمان في تفاسيره أي لايجوز تفسير أية ملتبسة تفسيراً
يضاد العقائد الشهيرة المثبتة المتفق عليها الواضحة من آيات أخر.

+
اذا احتملت آية غير معني واحد رجح المعني الأقرب الي قصد الكاتب ووحدة التعاليم.

+
لايفسر قول منقطعاً عن سياق الكلام أو مضاد له ولذلك يجب ملاحظة القرينة جيداً علي
الدوام.

+
لايصح تفسير يؤدي الي مايضاد قصد الكتاب العام.

+
اذا عبر عن تعليم أو حادثة بطرق مختلفة لزم تفسيرها أمران. الأول اقامة المطول
ركنا لتفسير المختصر والثاني اعتبار الأوضح تفسيراً للمبهم.

+
اذا ترك في عبارة تعليم أوضح في غيرها وجب تفسيرها بما يوافق ماترك.

+
لايجوز أن نبني تعليماً علي جملة غير كاملة.

+لايجوز
أن نبني برهاناً ولا أن نستنتج تعليماً أو عبارة الا بعد فهم معناها لئلا نضل عن
سواء السبيل.

+لايقبل
تفسير يخالف نص الكتاب الصريح.

 

ابي
اعظم مني

المحاور:
كيف تقول ان السيد المسيح هو الله بينما السيد المسيح نفسه يعلن ان الله الآبأعظم
منه. الم تقرأ ذلك في الكتاب المقدس؟

التعليق:
جاء في إنجيل القديس يوحنا: (سمعتم أني قلت لكم أنا أذهب ثم آتي إليكم. لو كنتم
تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلي الآب. لأن أبي أعظم مني) (يو
14: 28) وكنت
أتوقع أنك من خلال حوارنا السابق قد فهمت وأدركت أجابة سؤالك بنفسك

ولكن
لا مانع من التكرار ففي الاعادة أفادة لتعلم ان السيد المسيح له المجد بقوله: أبي
أعظم مني. لايقصد بذلك الطبيعة الآلهية ولكنه قصد الطبيعة الانسانية فقط من حيث
قبولها الصلب والآلام والإهانة والاحتقار كما قال القديس بولس الرسول (الذي إذ كان
في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، ولكنه أخلي نفسه أخذاً صورة عبد
صائراً في شبه الناس وإذا وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت
الصليب (في2: 7).

قال
القديس اثناسيوس (ان السيد المسيح وقتئذ كان متكلماً بالطبيعة الإنسانية كإنسان
ولهذا بكل حق نظراً إلي ذلك الله الآب أعظم منه) وقال القديس كيرلس (ليس أصغر من
الاب بذات الجوهر والمشابهة التامة من كل وجه بل أنه أصغر منه بذات الناسوت).

مما
يبرهن علي صحة هذا المعني هو أن قوله (أبي أعظم مني) جاء عقب قوله (لو كنتم
تحبونني لكنتم تفرحون بأن أمضي الي الآب) وكانه يقول (ياتلاميذي افرحوا بأن أمضي
الي الآب كما أخبرتكم ولاتحزنوا لتركي هذا العالم لأن وجودي فيه كأنسان صيرني عرضة
للالام والاهانات حتي صار ممكناً أن يقال إن أبي أعظم عني).

والذي
يؤكد لنا ذلك هو أن نعود الي القرينه مستخدمين اسس التفسير الصحيح فسنجد ان السيد
المسيح سبق قوله لهذه الآيه بقول آخر هو (الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي
ارسلني (يو
14: 24) وهنا يجب
ان ننتبه الي (الآب الذي أرسلني) لأننا نتبين منها أن الصلة الموجودة هنا بين
(الآب والابن) هي صلة (المرسل والمرسل منه) أي أننا نري الآب مرسلاً الابن، فمركز
الابن هنا هو مركز (الرسول) بالنسبة لمن أرسله، وقد قال السيد المسيح بفمه المبارك
(الحق الحق أقول لكم إنه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله) (يو
13: 16) فالعظمة
المنسوبة إلي الآب هنا بالنسبة للابن، هي عظمة (المرسِل) بالنسبة (للمرسَل) فالآب
هنا يوصف بأنه أعظم من الابن، لأنه هو الذي أرسل الابن (يو3:
17) والآب لم
يتجسد، لكن الابن تجسد، وفي تجسده صار ليس فقط أقل من الآب بل أقل من الملائكة كما
قال كاتب الرسالة إلي العبرانيين (ولكن الذي وضع قليلاً عن الملائكة يسوع نراه
مكللاً بالمجد والكرامة) (عب2: 9).

فالسيد
المسيح بتجسده أصبح أقل من الآب، بل أقل من الملائكة (وباعتباره (مرسلاً) والآب هو
الذي أرسله، وباعتباره قد صار إنساناً وأصبح أقل من الملائكة قال (لأن أبي أعظم
مني).

وهذا
لايمس لاهوته إطلاقاً، ولا يمس مساواته بالآب لأنه في ذات الاصحاح يقول (الذي رآني
فقد رأي الآب) (يو
14: 9) ويؤكد وحدانية
الثالوث(1) بكلماته (إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع
منزلاً) (يو
14: 23) وفي سفر
رؤيا يوحنا نري أن (كل خليقة ما في السماء وعلي الأرض وتحت الأرض وما في البحر كل
مافيها سمعتها قائلة للجالس علي العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان
إلي أبد الآبدين) (رؤ5:
13) ومن هذه الكلمات نتأكد مساواة الآب
بالابن في الكرامة والمجد والسلطان إلي أبد الآبدين.

فاذن
لم يقصد السيد بهذا القول إظهار فارق بينه وبين الآب من حيث الجوهر والعظمة
والقدرة وسائر الكمالات الإلهية ولكنه قصد فقط تعزية تلاميذه لفراقة لهم بأن وجوده
في السماء وجلوسه عن يمين العظمة أكثر رفعة ومجداً له من وجوده بين أهل العالم
الذين إذ نظروة في صوره إنسان أهانوه واحتقروه ولم يقدموا له الكرامة اللائقة
بجلاله الإلهي. فهو علي الأرض في صورة تبدو غير ممجدة وعظمته تبدو، وغير عظمة الآب
الممجد.

علي
الأرض تعرض لانتقادات الناس وشتائمهم واتهاماتهم. ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه
(لو9:
58). وقيل عنه
في سفر اشعياء إنه كان (رجل أوجاع ومختبر الحزن) (محتقر ومخذول من الناس) (لاصورة
له ولا جمال، ولا منظر فنشتهيه) (اش
53: 2،3). وقيل
عنه في آلامه إنه (طُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه) (اش
53: 7).

هذه
هي الحالة التي قال عنها (أبي أعظم مني).

إذن
هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ماقبل التجسد. ولا علاقة لها
مطلقاً بالجوهر والطبيعة واللاهوت، الأمور التي قال عنها (أنا والآب واحد) (يو
10: 3). فلو
كنتم تحبونني، لكنتم تفرحون أني راجع إلي تلك العظمة وذلك المجد الذي كان لي عند
الآب قبل كون العالم (يو
17: 5).

لذلك
قيل عنه في صعوده وجلوسه عن يمين الآب إنه (بعد ما صنع بنفسه تطهيراً عن خطايانا،
جلس في يمين العظمة في الأعالي) (عب1: 3).

وقيل
عن مجيئه الثاني أنه سيأتي بذلك المجد الذي كان له. فقد قال إنه (سوف يأتي في مجد
أبيه، مع ملائكته. وحينئذ يجازي كل واحد بحسب عمله) (مت
16: 27). ومادام
سيأتي في مجد أبيه، إذن ليس هو أقل من الآب00وقال أيضاً إنه سيأتي (بمجده ومجد
الآب) (لو9:
26). ويمكن أن
تؤخذ عبارة (أبي أعظم مني) عن مجرد كرامة الأبوة. مع كونهما طبيعة واحدة ولاهوت
واحد. فأي ابن يمكن أن يعطي كرامة لأبيه ويقول (أبي أعظم مني) مع أنه نفس طبيعة
أبيه وجوهره نفس الطبيعة البشرية، وربما نفس الشكل، ونفس فصيلة الدم…نفس الطبيعة
البشرية، ونفس الجنس واللون. ومع أنه مساو لأبيه في الطبيعة، إلا أنه يقول إكراماً
للأبوة أبي أعظم مني.أي أعظم من جهة الأبوة، وليس من جهة الطبيعة أو الجوهر.

أنا-
في البنوة- في حالة من يطيع. وهو- في الأبوة- في حالة من يشاء. وفي بنوتي اطعت حتي
الموت موت الصليب (في2: 8). أما مساوته للاب فقد صرح بها جل شأنه في مواضع شتي
منها قوله في ليلة آلامه: ايها الآب مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً (يو
17: 1) وفي
قوله هذا دليل قاطع علي مساواته للاب إذ لا يمكن لمخلوق كائناً من كان أن يقف أمام
خالقه ويقول له مجدني فأمجدك (انظريو5:
1814-9) وفي
كلماته (أنا والآب واحد) (يو
10: 30) نراه يقدم
نفسه عن الآب، دون أن يكون في هذا إختلاساً أو غضاضة، فهما واحد في الجوهر، واحد
منذ الأزل والي الأبد.

 

قوة
السيد المسيح في
آلامه

المحاور:
اسمح لي ان أقول لك. اليس هناك تناقضا واضحاً بين قوه السيد المسيح في لاهوته اذا
أفترضنا انه هو الله. وبين الضعف الذي يبدو في تجسده وصلبه والامه؟

التعليق:
حقاً ان قوه السيد المسيح كأقنوم نوجزها في (كل شيئ به كان وبغيره لم يكن شيئ مما
كان) (يو1: 3). وقوته في معجزاته واضحه (يو
15: 24) وأيضاً
قوته في الاقناع وافحام مجادليه (مت22:
34،46). اما في
الآمه فهناك قوه عجيبه:

1-قوته
العجيبة في اخلائه لذاته.

اذ
أخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان (في2: 7-9).

كل
شخص يحب أن يرفع ذاته ويمجدها. أما اخلاء الذات فيدل علي قوة…وبخاصة إن كان
اخلاء من كل شئ، بميلاد فقير، وفي مزود بقر…ثم بعد ذلك اخلاء الذات في الهروب من
هيرودس إلي مصر، وكان بامكانه اهلاك هيرودس…! كذلك اخلاء ذاته في قبول التجربة
من الشيطان (مت4) ومنحه الحق في اختيار مكان التجربة.

2-
قوته العجيبة في الأحتمال:

حسب
قول القديس بولس الرسول: اطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعف الضعفاء (رؤ
15: 1)…كل
إنسان يستطيع أن يخطئ إلي غيره أو يسئ اليه. لكن القوي هو الذي لايسئ، وأيضاً
يحتمل الاساءة. وهذا هو الذي حدث مع السيد المسيح (ظُلم، أما هو فتذلل ولم يفتح
فاه00) (اش
53: 7) في
الوقت الذي كان فيه يستطيعأن يفعل أي شيء وكل شيء

3-قوته
في مقابلة الموت:

ذهب
إلي المكان الذي سيقبض عليه فيه. وبقوة قال لمن جاءوا للقبض عليه (أنا هو) فوقعوا
علي الأرض. وبقي هو واقفاً (يو
18: 5،6). كذلك
في موته نري قوة الحب وقوة البذل. إذ هو يقدم نفسه للموت لنحيا نحن. والجميل في
بذله لذاته قوله (إني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها من
ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضاً) (يو01:
17،18). من الذي
يستطيع أن يتكلم هكذا.

كذلك
لاننسي أنه أثناء صلبه اظلمت الشمس، وتزعزعت الأرض، وانشق حجاب الهيكل، وتفتحت
القبور) (مت
27: 51،52، مر15: 33). وفي
موته (صرخ بصوت عظيم، وأسلم الروح) (مت
27: 05) من أين هذه
القوة، لشخص تصفي دمه وعرقة؟!

4-
قوته بعد الموت:

إذ
نزل إلي الجحيم، وأصعد الراقدين علي الرجاء (أف4: 8). وفتح باب الفردوس، وأدخلهم
وأدخل اللص اليمين.

5-قوته
في القيامة وبعدها.

قام
بذاته دون أن يقيمه أحد، وخرج من القبر وهو مغلق. ودخل العلية علي التلاميذ
والأبواب مغلقة (يو02:
19،26). وظهوره
للتلاميذ واختفاؤه عنهم.

6-قوة
الصفح والمغفرة بالنسبة إلي التلاميذ.

قوة
في مغفرته لبطرس الذي أنكره، بل بالإضافة إلي هذا ثبته في الرعاية (يو
21: 1517). ومغفرته
أيضاً لتوما في شكه (يو
20: 27).

7-قوته
في الصعود (أع1: 9) (لو
24: 51) 0

هنا
منتهي القوة. وأمر لم يحدث لأحد غيره. صعد بذاته. يضاف إلي هذا جلوسه عن يمين
الآب، في العظمة (عب1: 3).

كيف
يطلب من الآب ان يمجده وهو يساويه؟

المحاور:
الست معي في أن السيد المسيح كان يشعر انه أقل من الله لذلك قال لله (مجدني أنت
ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم)؟ هل من المعقول ان
يكون السيد المسيح مساوياً للآب الذي يمجده؟

 التعليق:
هذه العبارة ذاتها تثبت لاهوت السيد المسيح. فهو يقول (المجد الذي كان لي عندك قبل
كون العالم). إذن فهو موجود قبل كون العالم، وموجود في مجد. ذلك لأن العالم به
كان، بل كل شئ به كان (يو1:
310). أما هذا
المجد الذي كان له عند الآب، فهو أنه (بهاء مجده، ورسم جوهره) (عب1: 3). ولاشك أن
هذا يعني المساواة.

إن
كان الآب يمجد الابن، فالابن يمجد الآب أيضاً. فقبل عبارة (مجدني)، يقول (أنا
مجدتك علي الأرض) (يو
17: 4) إذن هو تمجيد متبادل بين الآب والابن. لذلك
هو يقول في بدء هذه المناجاة (أيها الآب قد أتت الساعة. مجد أبنك، ليمجدك ابنك
أيضاً) (يو
17: 1).

 وهنا
نسأل ما هو معني التمجيد، إذا ذكر عن الآب أو عن الابن؟! بل ما معني أن البشر
أنفسهم يمجدون الله؟ كما يقول الرسول (مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي
الله) (1كو6:
20). أو كما
يقول الرب في العظة علي الجبل (00ليروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في
السموات) (مت5:
16).

تمجيد
الله لايعني اعطاءه مجداً ليس له!! حاشا. إنما معناه الاعتراف بمجده أو اظهار
مجده. فعبارة (أنا مجدتك علي الأرض) معناها: اظهرت مجدك، اعلنته. جعلتهم يعترفون
بمجدك. عرفتهم اسمك. اعطيتهم كلامك) (يو
17).

تماماً
مثل عبارة (باركوا الرب) أي اعترفوا ببركته، أو اعلنوا بركته. وهكذا قول السيد
المسيح (أيها الآب مجد أسمك) (يو
12: 28)، أي اظهر
مجده، أعلنه. وبنفس الوضع إجابة الآب (مجدت، وأمجد أيضاً)، أي اظهرت ذلك. كذلك
عبارة (مجدني) لاتعطني مجداً جديداً، فهو مجد كان لي عندك قبل كون العالم. فما
معناها؟

تعني
إظهر هذا المجد الذي احتجب بإخلاء الذات (في 2: 7). حينما أخذت شكل العبد، وصرت في
الهيئة كإنسان (لاصورة له ولاجمال. محتقر ومخذول من الناس) (أش
53: 2-3).

لقد
سمح للناسوت إن يشترك مع اللاهوت في المجد. وهكذا يشير الرسول إلي (جسد مجده) (في
3:
21)…هذا
الجسد الممجد الذي صعد إلي السماء ليجلس عن يمين الآب.أذن يتمجد يعني يسترد المجد
الذي أخلي ذاته منه، الذي حجبه بتجسده

مجده،
يشير أيضاً إلي صلبه. الذي أتحد فيه مجد الحب الباذل، ومجد العدل المتحد بالرحمة.
مجده حينما ملك علي خشبة (مز
95)، واشترانا بثمن. وهكذا نرتل له يوم
الجمعة العظيمة قائلين (لك القوة والمجد…عرشك ياالله الي دهر الدهور) (مز
45: 6)، (عب1:
8). لهذا لما خرج يهوذا ليسلمه قال (الآن تمجد ابن الإنسان، وتمجد الله فيه) (يو
12: 31) أي بدأ
مجده كمخلص وفاد ومحب…وقال بعدها (فإن كان الله قد تمجد فيه، فإن الله سيمجده في
ذاته، ويمجده سريعاً).

نلاحظ
ذلك المجد أيضاً في علاقة الابن بالروح القدس: قال عن الروح القدس (ذاك يمجدني،
لأنه يأخذ مما لي ويخبركم) (يو
16: 14). يمجدني
هنا، لاتعني أن الروح القدس أكبر من الابن فيعطيه مجداً، لأن الابن يقول عنه (يأخذ
مما لي). ولاتعني أن الابن أعظم، فهما أقنومان متساويان. إنما تعني يظهر مجده
للناس.

وظهر
ذلك أيضاً من جهة استجابة الآب للصلاة عن طريق الابن. إذقال الرب لتلاميذه (ومهما
سألتم باسمي، فذاك أفعله. ليتمجد الآب بالابن) (يو
14: 13). يتمجد
الآب تعني يظهر مجده في استجابته. وعبارة بالابن، لأن الصلاة باسمه، أي عن طريقه…

إن
الله لايزيد ولاينقص. سواء من جهة المجد أو غيره. لايزيد، لأنه لايوجد أزيد مما هو
فيه. لايأخذ مجداًأزيد، لأن طبيعته لاحدود لها. ولاينقص، لأن هذا ضد كمال لاهوته…

فعبارة
مجدني لاتعني اعطني مجداً ليس لي، إنما اظهر مجدي الأزلي وبالمثل عبارة (مجدتك)
وكل تمجيد متبادل بين الأقانيم.

 

هل
لله بدايه؟

المحاور:
هل هناك بدايه لله؟

التعليق:
لا أبداً

المحاور:
هل له نهايه؟

التعليق:
لا أبداً

المحاور:
الم يقل السيد المسيح انه بدايه خليقه الله؟

التعليق:
من الواضح انك تستقي معلوماتك بطريقه خاطئه وأسمح لي أن أقول لك ان عباره (بداءه
خليقه الله) جاءت في (رؤيا 3:
14).كترجمة لعبارة (إي أرخي تيس كتيسوس
ثوثوو) اليونانية في الترجمة البروتستانتية العربية (اتحاد جمعيات الكتاب المقدس)
التي طبعت لأول مرة سنة
1865. أما الترجمة اليسوعية (المطبعة
الكاثولكية) والتي طبعت لأول مرة سنة
1880. فلم توافقها علي
ترجمة هذه العبارة بل أوردتها (رأس خلق الله). وتنفق جميع الترجمات العربية للكتاب
المقدس، بما فيها الترجمة الجديدة ل (اتحاد جمعيات الكتاب المقدس (
1978)، مع
النسخة اليسوعية إذ نترجمها (رأس خليقة الله). وفي الواقع وبحسب القواميس، فكلمات:
رأس ورئاسة وبدء وبداءة هي من معاني كلمة (أرخي) اليونانية إنما لا تنسجم ترجمة
(بداءة خليقة الله)، وبالمعني الذي تروج له مع شهادة الكتاب المقدس عن السيد
المسيح بل تتناقض معها. بينما تنسجم ترجمة كلمة (أرخي) ب (رأس) مع أقوال الكتاب
المقدس الواضحة ومنها: (أنتم مملؤون فيه الذي هو رأس كل رياسة وسلطان) (كو2:
10). أو (أنا
هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً، وها أنا حي إلي أبد الآبدين) (رؤ1:
17). (الذي هو
صورة الله غير المنظورة بكر كل خليقة (كو1:
15) وإياه جعل
رأساً فوق كل شئ للكنيسة، التي هي جسده ملء الذي يملاء الكل في الكل) (أفس1: 22)
إلخ…

وبالفعل
فهو رأس خليقة الله وبكر كل خليقة، لأنه قبل تجسده، ومنذ الأزل (ميخا5: 2) كان
كأبيه إلهاً. لكنه صار خليقة، لأنه أتخذ لنفسه جسداً مخلوقاً (من العذراء)، جاعلاً
إياه طبيعته الخاصة الجديدة. وبقي إلهاً، لأن طبيعته الإلهية لم، ولا يمكن، أن
تتغير. وهو ما يعبر عنه الكتاب المقدس بطرق شتي نقتطف منه: (والكلمة صار جسداً وحل
فينا (بيننا) وأبصرنا مجده مجد وحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً) (يو1:
14). (فإن فيه
يحل كل ملء اللاهوت جسدياً) (كو2: 9). (ومنهم السيد المسيح حسب الجسد الكائن علي
الكل إلهاً مباركاً إلي الأبد آمين) (رو9: 5). (لأن لو عرفوا لما صلبوه رب المجد)
(1كو2: 8).

الذي
كان ابن الله، إذن وصار ابناً للإنسان هو المؤهل بحسب طبيعته الإلهية أن يصبح
رأساً وبكراً للخليقة التي انتمي اليها، لأنه هو الذي خلقها وفيه تقوم: (فيه خلق
الكل ما في السموات وما علي الأرض، مايري ومالا يري سواء كان عروشاً أو سيادات أم
رياسات أم سلاطين: الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل) (كو1:
16). ولأنه هو
الذي قدسها باتحادها معه، فصالح الأرض مع السماء بدم صليبه، وحررها من الموت فكان
أول من قام من بين الأموات، ولذلك فهو رأس الجسد الكنيسة. الذي هو البداءة بكر من
الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شئ (كو1:
1820).

المحاور:
معني هذا أن كلمه بدايه هي ترجمه غير صحيحه؟

التعليق:
مع تقدير نا لترجمه كلمه (أرخي) اليونانيه الي بدايه فهذه الترجمه هنا غير صحيحه
كما أننا لانفضل ترجمتها ب (رأس) بل أن الاصح هو ترجمتها بكلمه (المبدأ الأول) أو
العلة الأولي)، لأنه معني أول ورئيس لهذه اللفظة في القواميس اللغوية والفلسفية(1)

ولأنه
يتفق مع تحديد الكتاب المقدس للسيد المسيح بأنه هو العلة الأولي للخليقة (أنظر
مثلاً يو1: 3 وكو1:
16 وعب1: 2،1012)، ومع رؤيا
يوحنا في تشديدها علي ألوهيته حيث تشير إلي أن يسوع المسيح هو كالآب الألف والياء
البداية والنهاية الأول والآخر (رؤ1: 11،
17،18،22). ورب
الأرباب وملك الملوك (رؤ
17: 14،16،19)، وذو
العرش الواحد مع الله والجالس في وسطه (رؤ22:
1،3،7،17) وذو
البركة الواحدة والكرامة والمجد والسلطان الي أبد الآبدين (رؤ5:
12،13،22،23).

المحاور:
دعك من التفاسير اللغويه والترجمات وان كنت أنا الذي بدأت بها ولكن هل لديك شيئ
يفسر لي معني الآيه (بداءه خليقه الله)، (رأس خليقه الله)، (العله الأولي لخليقه
الله) كما تقول

التعليق:
بالعوده الي سفر التكوين نقرأ (وقال الله تعمل الانسان علي صورتنا كشبهنا) (تك1:
26) ولنسأل
انفسنا هل لله صوره وشبه حتي يعمل الانسان علي مثالهما؟ وكيف يمكن أن يكون الانسان
جسداً ويكون في ذات الوقت علي صوره الله؟ والله روح كما قال السيد المسيح للسامريه
(يو4:
24). وهل
للروح وجه وعينان ويدان؟ هنا نستمع الي القديس بولس الرسول وهو يقول (فأن الرجل
لاينبغي أن يغطي رأسه لكونه صوره الله ومجده) (1كو11: 7)00كيف يمكن أن يكون الرجل
صوره الله ومجده والله لاصوره له ولا شبيه؟ وكيف نوفق بين هذه الآيات إن الله ليس
له صورة مادية، فهو روح…ولكنه عمل الإنسان علي الصورة التي كان ابنه مزمعاً أن
يتجسد فيها في ملء الزمان وعلي هذا يكون السيد المسيح في صورته الإنسانية هو بداءة
خليقة الله.

بمعني
أنه كان في فكر الله قبل أن يخلق الإنسان، بل قبل تأسيس العالم، أن يتجسد السيد
المسيح في الصورة التي عمل الله علي شبهها الانسان، وهكذا خلق الله الإنسان علي
الصورة التي كان سيتجسد السيد المسيح بها، فأصبح السيد المسيح الانسان بهذا
الاعتبار هو (بداءة خليقة الله)

ويوضح
القديس بطرس الرسول هذا الحق في كلماته (عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفني بل
بدم كريم. دم السيد المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في
الأزمنة الأخيرة من أجلكم) (1بط1:
18،19) فالصورة
الانسانية التي كانت في فكر الثالوث العظيم عن السيد المسيح حين يتجسد، هي الصورة
التي خلق عليها الإنسان البشري وعلي هذا يكون شكل جسد السيد المسيح هو (بداءة
خليقة الله) ويساعدنا هذا التفسير أن نفهم معني الكلمات (وقال الله نعمل الإنسان
علي صورتنا كشبهنا) (تك1:
26) ففها نري (وحدانية الثالوث منذ الأزل)
وتجسد (ابن الله) في (ملء الزمان).

المحاور:
هل يمكنك أن تزيدني أيضاحاً؟!

التعليق:
المقصودبكل وضوح أن السيد المسيح له المجد هو البدء، قبل الخليقة، أي أنه به بدأ
الوجود، وبه كان الخلق، فهو البدء الذي لا بداءة له، أي أنه الأزلي الذي لا بداءة
له. وهذا مايقرره الإنجيل للقديس يوحنا (في البدء كان الكلمة وكان الكلمة هو الله،
كان منذ الأزل، كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيه كانت الحياة) (يو
1: 1 4)0

ومعني
أن كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان، أنه هو الخالق للوجود، والبدء قبل
الخليقة، وهو (الذي أنشأ العالمين) (العبرانيين 1: 2، 11: 3) به خلق كل شيء مما في
السموات ومما في الأرض ما يري وما لا يري، عروشاً كان أو سيادات أو رئاسات أو
سلاطين، كل شيء خُلق به وله، كان قبل كل شيء وبه قوام كل شيء (كو 1: 16 17)، وهو (مبديَّ
الحياة (أع 3: 15، يو 14: 6، 11: 25، 5: 26) (من أجله كل شيء وبه كل شيء) (عب 2:
10) (فكل شيء هو منه وبه وإليه، فله المجد أبد الدهور) (رو 11: 26) (يسوع المسيح،
به كان كل شيء وبه نحن قائمون) (1 كو 8: 6)0

وكما
أشرنا أن كلمة (أرخي) تفيد بدأ أو رأس أو رئيس أو مُبديء بضم الميم وجر الدال، وفي
قواميس اللغة العربية يقال (بَدَأ الله الخلق أو أبدأ الله الخلق أي برأهم، خلقهم
من العدم، فهو تعالي باديء الوجود، ومُبديَّ الخليقة، بضم الميم وكسر الدال
ويقابلها بالانجليزية
The Head Of
the Creation
، رأس الخليقة (باديء الخليقة)
The Beginning of The Creaion وكذلك باللغة العبرانية (ريشيت) Reshet
أي رأس الخليقة وبعض الترجمات أعطت
The
Origin of God’s Creation

وعلي ذلك فإن السيد المسيح له المجد هو مُبديَّ الخليقة أي بارِئَها ومُوجدها من
العدم وهو (أصل) الخليقة أي (مصدر) الخليقة0

وتوكيداً
لهذا المعني يقول السيد المسيح له المجد (أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية)
(رؤ 1: 8،
12: 6، 22: 31)0

وقال
(أنا هو الأول والآخر) (رؤ22:
13، 1: 11،17، 2: 8)0 فالسيد المسيح إذن هو
(البدء) والبداءة) أي هو الأول قبل الوجود، وهو رأس الخليقة وهو مُبديَّ الخليقة
وهو (أصل الخليقة ومصدرها0

وهذا
هو أيضاً معني أنه (صورة الله الغير المنظور بكر كل الخلائق (كو 1: 15) أي أنه قبل
الخلائق كلها، وأعظم منها بأجمعها
Prototokos أي السابق علي كل الخلائق، ورأس كل الخلائق، و (الكائن السابق
وجوده علي جميع الخلائق)

 

السيد
المسيح هو بكر الخليقه

المحاور:
ولكن هناك ايه أخري تقول عن السيد المسيح انه بكر كل خليقه والبكر هو الأول. وهذا
يعني أن السيد المسيح هو أول مخلوقات الله فكيف يكون هو الله أو الله الأبن؟

التعليق:
ان الآيه التي تتحدث عنها هي (كولوسي1:
15) وتقول عن السيد المسيح
(الذي هو صوره الله غير المنظور. بكر كل خليقه). اما الفهم الخاطئ الذي تذكره فهو
يتعارض مع سياق الحديث في هذا الاصحاح. فالقرينة تؤكد ان السيد المسيح هو الخالق
(فأنه فيه خلق الكل مافي السموات ومافي الأرض مايري ومالايري. الكل به وله قد خلق)
(كولوسي1:
16) فكيف يكون
السيد المسيح الخالق وهو أول المخلوقات في ذات الوقت؟! لذلك يجب أن نفهم ماتعنيه
عباره (بكر كل خليقه).

*
إن كلمه البكر في الكتاب المقدس لاتعني دائماً (الأول) فقد قال الله عن الشعب
القديم (ابني البكر) (خر4: 22)، ويقيناً أن هذا لايعني أن هذا الشعب هو أول
الشعوب، بل يعني أنه (الشعب المحبوب)، فالشعب القديم كان محبوباً من الله في ذلك
الوقت وقال له الله في سفر ملاخي (أحببتكم قال الرب) (ملا1: 2) فالبكر إذاً يعني
(المحبوب) والسيد المسيح هو (المحبوب) من الآب كما قال بفمه المبارك لأنك أحببتني
قبل إنشاء العالم) (يو
17: 24)

*
والبكر يعني القوة والقدرة كما قال يعقوب لابنه رأوبين (رأبين أنت بكري قوتي وأول
قدرتي) (تك
49: 3) والسيد
المسيح هو قوة الله كما قال بولس الرسول (فبالسيد المسيح قوة الله) (1كو1:
24)

*
والبكر هو الشخص الذي له نصيب اثنين في الميراث كما نقرأ (إذا كان لرجل امرأتان
إحداهما محبوبة والأخري مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة) فإن كان الابن
البكر للمكروهة فيوم يقسم لبنيه ماكان له لا يحل له أن يقدم ابن المحبوبة بكراً
علي ابن المكروهة البكر) بل يعرف ابن المكروهة بكراً ليعطيه نصيب اثنين من كل ما
يوجد عنده لأنه أول قدرته له حق البكورية (تث12: 51) والسيد المسيح هو الذي له حق
ووراثة كل شئ كما نقرأ (الله) كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله
وارثاً لكل شئ) (عب1: 1-3).

*
والبكر هو أعلي شخص كما قيل (أنا أيضاً أجعله بكراً أعلي من ملوك الأرض) (مز
89: 27) والسيد
المسيح هو أعلي شخص في الوجود (لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم)
(في2: 9). ولقد قيل عن السيد المسيح إنه بكر بين إخوة كثيرين (لأن الذين سبق
فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين)
(رو8:
29).

وقيل
عنه إنه بكر من الأموات (الذي هو البداءة بكر من الأموات) (كو1:
18) (ومن يسوع
السيد المسيح البكر من الأموات) (رؤ1: 5).

فعبارة
(بكر كل خليقة) ترينا أن السيد المسيح هو المحبوب من الآب، وأنه قوة الله، وأنه
الوارث للأرض ومن عليها، وأنه أعلي من ملوك الأرض، وأنه البكر من الأموات. أي أول
من قام من الأموات ولن يموت أيضاً، وأنه المتقدم في كل شئ،، وقرينة الآية تؤكد أنه
(صوره الله غير المنظور) وأنه الخالق الذي (الكل به وله قد خلق) وفي هذا مايعلن عن
لاهوته بثقة ويقين.

 انت
الاله الحقيقي وحدك. ويسوع المسيح الي ارسلته

المحاور:
جاء في (يو
17: 3) (هذه
هي الحياه الابديه ان يعرفوك أنت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته)
اليست هذه الايه هي الدليل القاطع علي ان الله هو الاله الحقيقي بينما السيد
المسيح هو رسول منه وليس اله كما تدعي؟

التعليق:
لايؤخذ من هذا النص تخصيص الألوهية: للأب وحده دون الابن والروح القدس لأن الثلاثة
واحد كما مربنا في مواضع شتئ ولكن المقصود به تخصيص الألوهية بالاله الحق ونفيها
عن الأوثان والآلهة الكاذبة فقط. لأنه من المقرر في القواعد اللاهوتية أن الحصر في
الذوات في الكلام علي أحد الأقانيم الإلهيه لايخرج غيره من الأقانيم بل ماهو سواهم
أما في الصفات الاقنومية كقولك الأب وحده والد. والابن وحده مولود. والروح القدس
وحده منبثق. فان الحصر في واحد منهم يخرج الآخر. ومن ثم فمثل ها التعبير وهو (أنت
هو الاله وحدك) لايخرج الابن ولا الروح القدس من الألوهية لاستوائهما معه في
الذوات، كما أن حصر الألوهية في السيد المسيح حسبما هو في (يهوذا1:
74) لم يخرج
الأب ولا الروح القدس من الألوهية لاستوائهما معه في الذات.

وعندما
نعود إلي الاصحاح التي وردت فيه الآية نجد أن المسيح يخاطب اللَّه بقوله (أيها
الآب) ويؤكد في نفس الاصحاح كما سبق أن أشرنا أنه كان موجوداً مع الآب قبل كون
العالم (والآن مجدني أيها الآب عند ذاتك بالمجد الي كان عندك قبل كون العالم) (يو
17: 5).

ويؤكد
أيضاً وحدانيته مع الآب (ليكونوا واحداً كما نحن) (يو
17: 11)
(ليكون الجميع واحداً فينا كما أنك أيها الآب في وأنا فيك) (يو
17: 12) بل
ويؤكد أن الآب أحبه قبل إنشاء العالم (لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم) (يو
17: 24).

كل
هذه الآيات تؤكد لنا أزلية المسيح ووحدانيته مع الآب، وفي الآية التي نحن بصددها
يعلن لنا السيد المسيح بكلماته أن الحياة الأبدية تتوقف علي (معرفة الإله الحقيقي
الذي أظهر محبته بإرسال ابنه يسوع المسيح لعمل الفداء العظيم)، وكون الحياة
الأبدية شرطها معرفة الإلة الحقيقي ويسوع المسيح فهذا برهان علي لاهوت المسيح، لأن
معرفة المسيح مساوية لمعرفة الإله الحقيقي، فالمسيح هنا موضوع المعرفة بنفس الدرجة
التي فيها الآب موضوع هذه المعرفة مما يؤكد لاهوت المسيح بكيفية قاطعة.

وبغير
شك أن أحداً لايمكنه أن يعرف الآب (الإله الحقيقي) إلا عن طريق معرفته لابنه يسوع
المسيح (اللَّه لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر) (يو1:
18).

وتترجم
هذه الآية في اللغة الانجليزية في ترجمة معروفة باسم
The Amplified New Testament

هكذا

No
man has ever seen God at any time, the Only unique Son,. Who is in bosom of the
father He has declared Him, He has revealed Him, brought Him out where he can
be seen

وتعني
كلمة (خبرّ) في هذه الترجمة (أظهر، أعلن، أحضره إلي حيث يمكن أن يري) فالسيد
المسيح هو (الطريق) لمعرفة (الإله الحقيقي) كما قال لليهود بفمه المبارك (لو
عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً) (يو8:
19) وكما قال لتوما (أنا هو الطريق والحق
والحياة.ليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي) لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً ومن
الآن تعرفونه وقد رأيتموه. الذي رآني فقد رأي الآب) (يو
14: 9).

فنوال
الحياة الأبدية يتوقف علي معرفة اللَّه الحقيقي الذي أعلن ذاته في ابنه يسوع
المسيح كما قال يوحنا الرسول (وهذه هي الشهادة أن اللَّه أعطانا حياة أبدية وهذه
الحياة هي في ابنه من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن اللَّه فلسيت له الحياة)
(1يو5:
11،12). وهذه
المعرفة لا يمكن الوصول إليها بدون المسيح.

فالآية
إذاً لاتتعارض مع مساواة الإبن بالآب وبالتالي لاتمس لاهوت المسيح.

وحيث
أن المسيح له المجد هو مصدر الحياة ومانحها لمن يعرفه ويؤمن به فاذن هو الإله الحق
ويحسن أن يقرأ النص هكذا (أنت وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته الاله الحق).

ابي
وابيكم00الهي والهكم 00اله ربنا يسوع المسيح

المحاور:
ماهو موقفك من الآيات الأخري بالكتاب المقدس والتي تهاجم لاهوت المسيح مثل كلمات
السيد المسيح لمريم المجدليه (أذهبي الي اخوتي وقولي لهم اني اصعد الي ابي وأبيكم
والهي والهكم) (يو
20: 17) وايضاً كلمات بولس
(كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمه والاعلان في معرفته) (1ف1:
17).

التعليق:
لايزعجك مثل هذه التعابير المباركه مادمت تعرف ان القديس بولس الرسول يتحدث عن
(ربنا يسوع المسيح) أي انه لا يتحدث عن (الأبن) أو الأقنوم الثاني) مجرداً عن
الناسوت بل عن (يسوع المسيح) الاله المتأنس. فهو إله من حيث لاهوته وانسان من حيث
ناسوته ونحن نؤمن بان السيد المسيح ذو ناسوتيه كامله. فبصفته الناسوتيه يعد الله
الآب الهاً له. أقول بهذه الصفه…. أما بصفته اللاهوتيه يعد الأبن واحداً مع الآب
ومع الروح القدس في الجوهر الالهي أو الذات الالهيه.

ولم
تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تكلم فيها الوحي عن ربنا يسوع المسيح بهذه الصفه،
ففي قوله لمريم (لكن إذهبي إلي إخوتي وقُولي لهم إنني سأصعد إلي أبي الذي هو
أبوكم، وإلهي الذي هو إلهكم) (يوحنا
20: 17)، نجد
تفرقة واضحة بين علاقته بالآب، وعلاقة التلاميذ بالآب، وإلا لكان يقول: (أبينا،
وإلهنا)؟!!

المحاور:
ولكن الرسول لايقول (اله الناسوت) بل اله ربنا يسوع

التعليق:
الكتاب المقدس ينسب ماهو للناسوت (ليسوع المسيح) أو (للرب يسوع) لأن اللاهوت متحد
فيه بالناسوت. اتحاداً تاماً بغير افتراق أو انفصال لحظه واحده أو طرفه عين. ولو
كان هناك ثمه انفصال لما جاز ان يقال عن الآب (اله ربنا يسوع المسيح) إذ أنه الهه
من حيث الناسوت فقط، لكن الاتحاد التام هو الذي يٌجيز للرّسول أن يُسمي الآب (إله
ربنا) ومن هنا أيضاً نفهم لماذا نُسمي السيدة العذراء والدة الإله، مع أنها ليست
أصلاً للاهوت، ولكن اللاهوت قد حل في أحشائها، واتخذ منها الناسوت، فهي والدة
الناسوت، كما أنها والدة اللاهوت باعتبار الأتحاد القائم بين اللاهوت والناسوت
وأنه تحاد تام بغير افتراق، لأن الذي خرج من أحشائها عند الولادة، إله متأنس وليس
إنساناً فقط والقارئ الفطن يري أن رسالة أفسس تتحدث عن (تدبير ملء الأزمنة) وفي
هذا التدبير يجمع اللَّه كل شئ في السيد المسيح (مافي السموات وما علي الأرض)
(أفسس1:
10).

و
السيد المسيح في هذا التدبير يمثل (الانسان)، الذي أخضع اللَّه تحت قدميه كل شئ
(أفسس1: 22)، وباعتباره (المسيح الانسان) فالله إلهه كما قال علي الصليب (إلهي
إلهي لماذا تركتني؟) والذي نستطيع فهمه لو ادركنا ان السيد المسيح يربط نفسه هنا
بتلاميذه. كقوله لمريم المجدليه (اذهبي الي اخوتي) وما دام ربط نفسه بهم وأصبح
نائباً عنهم، فالله في هذا الاعتبار هو (إلهه)، كما هو (إلههم) غير أنه (إلهه)
باعتباره الإنسان الكامل… أقصد (الله الظاهر في الجسد) الذي سدد كل مطاليب عدالة
اللَّه، وأشبع رحمته، و(إلهمم) باعتبارهم (مكملين فيه) فهو بالنسبة إليهم (إله كل
نعمة).

وعلي
هذا فإن كلمات القديس بولس الرسول (إله ربنا يسوع المسيح) لا تلقي شبهة علي لاهوت
السيد المسيح. بل تؤكده معلنة أن السيد المسيح هو (ربنا) وهكذا تؤكد رسالة أفسس في
كل أجزائها هذا الحق فتعلن أن السيد المسيح هو (الرب) (أفسس1: 2) وأنه (ابن
اللَّه) (أفسس1:
3،4: 13) ولكنها تقدمه هنا كمن
سيجمع اللَّه في شخصه كل شئ، ولاشك أن دارس الكتاب المقدس يجب أن يميز عمل (الآب)
وعمل (الابن) و (عمل الروح القدس) في كل تدبير، وخاصة في تدبير النعمة، وبهذا
يستطيع أن يفهم كلمات كلمات القديس بولس الرسول القائلة (لكن لنا إله واحد الآب
الذي به جميع الأشياء ونحن به) (1كو8: 6) بل ويقدر أن يفهم كذلك معني كلماته
(فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد. وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وأنواع
أعمال موجودة ولكن اللَّه واحد الذي يعمل الكل في الكل (1كو
12: 4-5) وهي
كلمات تعلن في وضوح عن عمل الثالوث العظيم. وبنفس الطريقه يمكن دراسه آيات أخري
مثل (رأس المسيح هو الله) (1كو11: 3)، (الآب اعطي الأبن) (يو5:
26) وغيرها.

 

لماذا
هذا الصراع؟

المحاور:
لقد تعبت من المناقشه وتصورت انني سأنقل اليك الاحساس بالتعب ولكنني اراك تتحمس
اكثر واكثر دون أن يبدو عليك ولو بصيص من الأجهاد..والأن اسمح لي أن أسالك لماذا
هاودتني طوال هذا الحوار..لماذا احتملت هذا الصراع. انني شخص عابر في حياتك. لا
سابق معرفه أو قرابه. ولايربطني بك أي رباط سواء من ناحيه الدين أو العمل أو أي
شيئ. لماذا أضعت وقتك معي واحتملتني؟

التعليق:
هل انت نادم علي هذا الوقت؟

المحاور:
بالعكس. انني سعيد جداً.. بل انني لا أجد الكلمات التي تعبر عما في داخلي..لقد
شعرت مراراً خلال حديثنا ان رب المجد يسوع المسيح يعمل في داخلي وكنت أعاند سماع
صوته. بل انني كنت أخرج من موضوع الي موضوع ثم أعود إلي الموضوع مرة أخري في
محاوله لأسكات صوته الذي كان يصرخ في داخلي. ولكنني أشعر انني فشلت في اسكات هذا
الصوت. انه صوت أقوي مني. بل انه صوت أقوي من الوجود.

التعليق:
اسمح لي ان اسألك. ماذا قلت منذ لحظات عندما نطقت بأسم السيد المسيح؟

المحاور:
لقد قلت انه رب المجد يسوع المسيح.

التعليق:
ولماذا قلت عنه هذا؟

المحاور:
لاتتعجب انني لم انطق اسمه كذلك الا بعد ان أدركت انه يحتل كل ذره في كياني..لقد
قلت لك انني كنت احاول أن اغير الموضوعات واشتتك واشتت افكارك ولو ادرت الشريط مره
أخري ستجده غير مرتب. لقد كنت اشعر انه يلاحقني وكنت عنيداً. كنت أضع في داخلي
انني لن أؤمن به وسوف احاربه بكل الصور. كنت ارفض سلطانه الذي يفرضه علي الملايين
ولكنني اعترف ان محبته كانت أقوي من عنادي. وطهارته كانت أقوي من خطاياي. انني
أشعر أنني لا استحق الوقوف أمام عرشه. ولكنني أثق ان محبته التي فرضت نفسها علي
كياني ستنتشلني..انني انظر الي ماضي حياتي فأري ماض كله ذنوب وعيوب وأشعر بحاجتي
الي غفران ذنوبي والي غسل عيوبي وفي نفس الوقت اشعر بصوته العذب الحنون يعلن لي ان
من يقبل اليه لا يخرجه خارجاً.

هاأنا
اسمع صوته يدعوني للأعتراف بخطاياي وأن اعترفت بها فهو أمين وعادل ويغفر لي.. انني
اواجه في كل لحظه من حياتي حرباً شعواء وكفاح مريراً ضد قوات الشر المصطفه ضدي
والمحاربه لي والمتالبه علي. لذلك فأنني أصرخ لربي وحبيبي يسوع المسيح وأقول له
(يارب اعني). ياعله العلل. ياقديماً لم يزل. اطلب منك ان تحفظني من الزلل. لقد
اجتمعت علي عبدك أجناد الشر الروحيه فاجعل عصمتك سياج يحفظني من التخبيط وتقواك
حصني من التفريط فانت بكل شيئ محيط..

لقد
كنت تحدثني واشعر بعمل النعمه في داخلي. وأشعر ايضاً ان كبريائي يمنعني من التنازل
عما صممت عليه. لقد كنت مصمماً علي احراجك وعلي اخراجك مما تؤمن به لو أمكن ولكنك
كنت عنيداً. أخطأت لا أقصد. بل قل. كنت ثابتاً بالمسيح الذي يحيا فيك والذي كان
يوبخني ويعزيني ويقويني وسحق الشيطان تحت رجلي واعطاني عربون قوته لأدوس الحيات
والعقارب وكل قوه العدو.. وبعد أن كنت ادرس الكتاب المقدس بقصد الاساءه اليه
واليكم وجدت نفسي اهتف في قراره نفسي قائلاً (في هذه جميعها يعظم انتصاري بالذي
أحبني. استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني لقد ملاء قلبي بالرجاء الحي واحسست
بأنه سيكون لي مكاناً في بيت ابي وجعل في مقدوري أن أقول (لاني عالم بمن آمنت
وموقن انه قادر ان يحفظ وديعتي الي ذلك اليوم. برايك تهديني والي مجد تأخذني).
أنني أسالك. من يكون هذا الذي شهد عنه أختباري معك بهذه الصوره؟ اليس هو الذي
لولاه لباتت حياتي كالأرض الجرداء وقد انتزعت الشمس من كبد السماء؟ من يكون سوي
الاله القدير الذي طلبت منه الصفح عما بدر مني خلال حواري معك.

ان
لاهوت السيد المسيح لايستند فقط الي مجرد حقائق كتابيه ومنطقيه وتاريخيه وفلسفيه.
ان هذه كلها متوفره ومتكاثره والمؤمن بلاهوت رب المجد يجد كل الكتاب وكل المنطق
وكل التاريخ وكل الفلسفه بجانبه وفي صفه ولكنه يجد في اختباراته الشخصيه الدليل
الأقوي من هذا القبيل. ان القلب يفوق العقل في هذه الناحيه. ان الأختبار يسمو فوق
كل علم ومنطق. هل انا بحاجه الي واحد من علماء الفلك لكي يبرهن لي بعلمه علي شروق
الشمس وعيناي تنظران ضوءها وكل جسمي يحس بحراره دفئها؟

ان
قلبي عن طريق اختباره له يشهد ويؤكد انه الاله القدير. كم من خطايا غفرها! كم من
احزان خففها! كم من تجارب غلبها! كم من فضائل غرسها! كم من نعمه غنيه منحها!

ان
هذا الذي كنت اتحداه وأحاول أن أشوه صورته خلال حديثي معك هو ذاك الذي يحملني في
قلبه ويطعمني بيده ويسندني بذراعه ويرشدني بعينيه ويهديني بشفتيه ويدفئني
بمحبته.هذا الذي حاولت الاساءه اليه والاساءه اليك وانت احد الداعيين اليه هو الذي
تعتبر جروحه حياتي وابتسامته نور طريقي وصحه روحي هذا الذي يحصي شعر رأسي. الذي
يفرج ضيقه نفسي. الذي هو أملي ورجائي في حال يأسي.والذي هو سراجي ونوري وشمسي.

هذا
لايمكن ان يكون مجرد انسان. فليس غير الله يستطيع ان يكون كل هذا لي. وان يفعل كل
هذا معي. لقد كانت النار تشتعل في قلبي خلال حديثنا. كنت اعانده وهو يضع هدوءاً
امام بركاني ويفتح عيون قلبي لسماع تعاليمه. انه الاله القدير ولابد ان يكون كذلك
لكل انسان خبير. ولا يسعني الا أن أخاطبه قائلاً (أخطات. سامحني. أغفر لي. لقد كنت
ميتاً والأن أعيش وكنت ضالاً والأن وجدت الطريق. فأهدني الي ملكوتك).

التعليق:
…لاتعليق ولالهنا المجد الدائم من الأن والي الأبد آمين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى