علم الكتاب المقدس

نتائج الدراسات الأركيولوجية



نتائج الدراسات الأركيولوجية

نتائج
الدراسات الأركيولوجية

وفقا
لنتائج الدراسات الأركيولوجية، يمكننا تقسيم دراستنا فى هذا البرهان إلى مبحثين
رئيسيين:

أولاً:
التاريخ الكتابى والتواريخ الوضعية (الدينونة)

ثانيا:
التاريخ الكتابى والميثولوجيات المتعددة.

 

التاريخ
الكتابى والتواريخ الوضعية

من
واقع المخلفات الأثرية

ليس
فقط شهد المؤرخون الوثنيون في القرون الأربعة الأولى، لأحداث الكتاب المقدس بل ان
التاريخ الوضعى العام (ونقصد به التاريخ غير الكتابى) لسائر البشر في بلاد أحداث
الكتاب المقدس، كما كشفت عنه المخلفات الأثرية فى هذا القرن، قد شهد بدقة الاشارات
الواردة في الكتاب المقدس إلى الأماكن والأحداث والشخصيات، بل والعادات
والاصطلاحات التى كانت سائدة في زمن كتابى هذه الاسفار الألهية.

(أ)
نماذج من حفريات تبرهن على صحة أحداث العهد القديم:

نريد
ان نتعرض الآن بشئ من التفصيل لبعض الأحداث التاريخية الواردة في أسفار العهد
القديم في علاقتها بالتواريخ المستخلصة من الكتابات والنقوش التى تظهرها الآثار
والمخلفات القديمة، بصفة خاصة وما سجله أيضاً المؤرخون القدماء القريبون من زمن
الأحداث الكتابية، والتى وصلتنا مؤلفاتهم. لنرى هل كذبت الاثار المعمارية والمخلفات
الدقمية، ما اورده كتبة العهد القديم، أم أن الأحجار قامت نيابة عن البشر الجاحدين
فى الازمنة الأخيرة لتدافع عن صدق الكتاب وعصمة كاتبيه ورحيه المقدس:

ان
دراسة الآثار القديمة المكتشفة في أشور وبابل ومصر ومولاب من حجارة وصخور وهياكل
وعواميد، قد أمدتنا بتواريخ مفلصة لهذه الأمم والشعوب، وكنتنا من دراسة التاريخ
الكتابى في ضوء هذه الكتابات في ضوء هذه الكتابات، والنقوش على نحو يكفى لاقناع كل
ذى عقل سليم. فما يذكره الكتاب المقدس او يشير إليه من قيام ممالك وسقوطها واعمال
ملوك وصفاتهم، وتوراث حدثت في العالم، وعصور مشهورة، نجد ان الخبار المسجلة على
الصخور والأحجار وجدران المعابد والمدافن القديمة، التى وصلتنا تنفق معها اتفاقا
عجيبا، وتمج الله الذى اوحى بكتابة إلى انبيائه المكرمين.

لنأخذ
الآن بعض الأمثلة، من الأحداث الواردة في العهد القديم ونرى ماذا قالت عنها
المخلفات الآثرية، المكتشفة حديثا:

 

(1)
الطوفان:

حدث
أن قام أحد الملحدين في الغرب، وقدم نظرية تقول ” بوحدة الطبيعة.. ”
وتذهب إلى أن قصة الطوفان العبرية، تعتمد على أسطورة سرمرية لاسند لها واساس
تاريخى!! وظن انه بذلك هز ايمان المسيحيين بكتابهم المقدس واعتقادهم بأن العالم قد
دمر ذات يوم بفعل طوفان هائل (تك6: 8). ولان المسالة هنا تعود الى العلم ذاته، لا
الى صدق الكتاب المقدس، الذى لا يحتاج الى اثبات من خارج، لنه هو الاثبات ذاته.
فقد مضت السنوات عهلى هذه النظرية، ثم ما لبث السير ليونارد وولى – وباسم العلم
ذاته 0 أن عثر أثناء تنقيبه سنة 1927 م بالقرب من مدينة ” اور ” – في
العراق الآن – على حفرة بها طبقات صلصال طينية صلبة بارتفاع ثلاث أمتار، وأسفلها
وحدت آثار لاستيطان آدمى، الأمر الذى لا يمكن أن يحدث ما لم يكن هناك كارثة
طوفانية رهيبة.

ومن
ناحية اخرى إذا فرضنا أن حادثة الطوفان كانت خرافة سرمرية، نقلها موسى النبى إلى
العبرية!! فكيف نفسر – كما تسءل الجيولويجون – الظواهر التالية:

أ
– وجود بقايا حيوانات من أنواع مختلفة في بيئات مختلفة، بكميات هائلة مدفونة معا
في أماكن متعددة في كل انحاء الأرض. بل حتى في أماكن لا تعيش فيها أطلاقا، مثل
وجود بقايا حويانات بحرية لا تعيش ألا في أعماق المحيطات في صخور على قمم الجبال؟
وحيوانات تعيش في المناطق الحارة، توجد بقايا لها في المناطق القطبية؟!

ب
– كيف نفسر ظاهرة ” الجبال البحرية ” وهى عبارة عن جزر غارقة تحت المياة
مثل ” اتلانتا ” الغارقة تحت مياة المحيط الأطلنطى؟!

ج
– كيف نفسر وجود طبقات صخور اقدم عمرا فوق طبقات صخور احدث عمرا؟! ومعروف في علم
الآثار وعلم الجيولوجيا أن ترتيب الطبقات بعضها فوق بعض يكون ترتبا زمنيا يبدأ من
الأقدم، فالأقل قدما، فالقديم فالحديث فالأحدث ولا تفسير للعكس إلا بانقلاب غيرعادى
حدث في قشرة الكرة الأرضية.

وهكذا
ليس هناك إجابة على هذه التنساؤلات – حتى على العصيد العلمى – إلا بالتسليم بوجود
الطوفان كحقيقة تاريخية، حدثت في حقبة تاريخيه معينة (ليونارد وولى مكتشف هذه
الطبقات في ” أور ” الكلدانيين يقدرها ب4000 سنة قبل الميلاد) وأنه حتى
من الناحية العقلية، التلسيم الإيمانى بذلك يعطى راحة اكثر من الزعم بأنها أسطورة.
ومن ناحية أخرى، فإن أبحاث السلاح البحرى الأمريكى، بواسطة غواصات الأعماق قد أكدت
أن مستوى الماء كان يوما منخفضا كثيرا، عن مستواه الحالى. ناهيك عما تثبته
الحفريات من اثباتات اخرى لظاهرة الطوفان في مناطق أخرى مثل سومر وآكاد.. وخلافها.

اما
عن اصداء القصة الكتبية في الأساطير الشعبية، فسنتعرض لها في البحث الثانى.

 

(2)
الموطن الأصلى لبنى اسرائيل:

 أثناء
سيادة اليتاريات الالحادية والمادية في الغرب، وتبنى مشايعيها في الشرق لهذه
التيارات، ذهب البعض إلى أن آباء سفر التكوين، أنما هم من خلق خيال الكتبة
العبرانيين، بعد انقسام مملكة سليمان، وأنهم لم يكونوا اشخاصا حقيقيين. ولكن مع
تقدم الحفريات الأثرية منذ 1925م اثبتت الاكتشافات صدق التقليد الكتابى الذى يقول
أن أصل بنى اسرائيل يرجع إلى بلاد ما بين النهرين، وذلك عن طريق تتبع أثار حركة
هؤلاء الناس في خروجهم من هذه البلاد. كما امكن الاستدلال اثريا، على مواقع المدن
التى نزح منها واليها ابراهيم أب الآباء، وأمكن التعرف على معظم المدن المذكورة فى
حركة تنقلاته.

فمدينة
حاران، على سبيل المثال، المدينة التى نزح إليها ناحور أيبو ابراهيم، رغم أنها
الآن قرية صغيرة تقه شمال شرق دمشق، على مسافة حوالى 450كم، إلا أنها كانت مدينة
تجارية هامة، تقع على الطريق الرئيسى للقوافل من بابل الى آسيا الصغرى.

ويقول
العالم الأثرى د. البرايت، أنه لاشك في أن التقليد العبرى صادق، فى قوله ان آباء
العبرانيين جاءوا من وادى بالخ في شمالى غرب بلاد ما بين النهرين ذلك ان الحفريات
الأثرية اثبتت ان الأباء كانوا من القبائل الرحل (النوماديين) الذين سكنوا عبر
الأردن وسوريا وحوض الفرات، وشمال الجزيرة العربية في القرون الأخيرة من الألف
الثانية، والقرون الأولى من الألف الأولى قبل الميلاد. وأن هؤلاء الباء كانوا
أشخاصا حقيقيين، وليسوا من وحى الخيال، كما ذهب الماديون في ق19م، ومشايعوهم من
أعداء الكتاب المقدس.

 

(3)
مدن نمرود: جاء في الكتاب المقدس في (تك10: 10) أن نمرود الذى يعتبره البابليون
مؤسس مملكتهم، وقد أسس ثمانية مدن في ارض شمعاو (اى بلاد بابل). وفعلا اكتشف علماء
الحفريات هذه المدن، ليس على سبيل الحدس والخمين، بل بالعثور على مخلفات اثرية
عليها نقوش تفصح بجلاء عن هذه المواقع، ومن ضمنها عثور الصير او لستن لايارد
الانجليزى سنة 1845م في وسط اطلال مدينة كالح، على تمثال لثور مجنح باسم ”
الصياد الجبار ” الذى يعتبر اشارة الى نمرود، كما قيل عنه فى الكتاب ”
جبار صيد امام الرب ” (تك 10: 9). وهذه الاطلال تقع الان على مسافة 35 كيلو
مترا جنوب شرق الموصل في العراق، وتعرف باسم نمرود وفى برهان النبوات سنرى من
ناحية أخرى، كيف شهد خرابها للكتاب المقدس.

 

(4)
مدن اخرى: اثناء الحفريات الأثرية التى تمت في خرائب مدينة مارى، وهى تل الحريرى
الآن في العراق، عثر على قصر بناه الملك زمرى – ليما، وعثر في مخزن محفوظات هذا
القصر على اكثر من عشرين الف لوح، يضمن اسماء مدن قديمة. جاء من ضمنها اسماء المدن
المذكورة في العهد القديم مثل مدينة حاران، على اسم اخى ابراهيم هاران، التى سكن
فيها ابراهيم، ومدينة ناحور على اسم أخ اخر إبراهيم ومدينة توراحى نسبة ألى تارح
ابى ابراهيم ومدينة سيروح جد ابراهيم.

 

(5)
تحركات ابراهيم.. والآثار: للتبع مثلا تحركات أبينا ابراهيم، كما وردت في الكتاب
المقدس، وما قالئه الأثار المكتشفة عن ذلك: أن اول ما يصادفنا في تاريخ إبراهيم،
أنه بعد هجرته إلى أرض كنعان، نزل ألى مصر (تك12) بسبب المجاعة، وهناك اضطر ألى
انكار زوجته سارة، بسبب الخوف.

هنا
نجد أن الآثار المصرية الباقية حتى الآن، تعطينا نقشا مبهجا على أطلال مدفن قديم
يرجع إلى ذلك العصر في منطقة بنى حسن، على بعد حوالى 150 ميل من القاهرة يظهر فيه
شريف سامى وعدد من اتباعه، حوالى سبعة وثلاثين،، يدخلهم كاتب الملك الى حضرة سيد
عالى الشرف، هو مشير الملك (أو ستراس الثانى) ومن سمات هيئتهم يتضح أنهم من جنس
سامى. وسواء أكان هذا الرسم يخص مجاعة ابراهيم، فهو يوضح لنا عادة ترحيب ملوك مصر
فى ذلك باللاجئين أليها.

أما
عن خوف ابراهيم من أن تؤخذ امراته، فلم يكن امرا من قبيل الأوهام ذلك أن الآثار
المصرية نفسها قد تحدثت عن امر مثل ذلك ورد عرضا في القصة المصرية المعروفة ب
” الأخوين ” حيث قيل أن ملكا مصريا أرسل عساكره ليمسكوا امراة جميلة،
ويهلكوا بعلها. كذلك توجد كتابة فرعونية محفوظة في برلين تذكر أن في شخصا أخذت
امراه وأولاده بحسب الجارى في العادة، وأدخلوا ألى فرعون من الدولة الحادية عشر،
ويلاحظ أن ذلك لابد أن يكون قد حدث قبل نزول أبراهيم إلى تلك الأرض.

 

(6)
كدر لعومر: وفي تاريخ ابراهيم، يرد اسم كدر لعومر، ملك عيلام، عند الحديث عن خروجه
لانقاذ لوط من أسرة (تك14) واسم كدر لعومر، معناه ” عبد ” ل ” عومر
” لأن لفظ ” كدر ” باللغة العيلامية، معناه ” عبد “،
و” لعومر ” أسم إله عندهم كما يستفاد ذلك من الكتابات المكتشفة على
الألواح البابلية. ومن هذا الحدث الوارد عرضا يظهر لنا سلطة ملك عيلام انذاك على
بابل وكل مدن الدائرة حول البحر الميت، وتحالفه مع ملك شعار (اى ارض الكلدان) في
زمان ابراهيم أى حوالى اكثر من 2000 سنة ق.م.

والعجيب
ان ما يذكره سفر التكوين هنا عرضا من خلال ذكره لموضوع أسر لوط تكشف عنه دفائن
نينونى، حيث تلمح الكتابات المكتشفة الى ذلك بطريقة غير متوقعة. فتقول أن آشور
بانيبابل (ملك آشورى مشهور) لما فتح سوسن عاصمة عيلام (الفرس) وجد هناك صوؤة
كلدانية للإله ناتا، فاستفسر عن سبب وجودها فعرف ان الملك (كدرتنهدى) ملك عيلام،
نقلها من مدينة ارك الكلدانية التى فتحها سنة 228ق. م

وهكذا
في الكلدانية عبارة يتعرض كاتب سفر التكوين لحقيقة تاريخية، دون ان يقصد التركيز
عليها وهى أن ملوك عيلام كانوا متسلطين آنذاك في عصر ابراهيم على بلاد الكلدان.
مما يكشف عن مدى دقة عرض الأخبار في الكتاب المقدس، حتى في الأمور العرضية
الصغيرة، على نحو يستحيل مرور الانتباه اليها.

وهكذا
ابرزت الألواح الآشورية الكتشفة بعد أجيال مديدة، الحقيقة المجردة التى سجلها
الكتاب المقدس. بل واعلنت اسم الغازى لهذه البلاد.. فتأمل؟!

فهل
بعد هذا يتساءل عاقل عما إذا كان ابراهيم شخصية حقيقية أم لا؟ والأحداث الواردة
صحيحة أم لا؟ لاشك أنه لا يتعامى عن رؤية الحقائق إلا كان ذى مرض في نفسه فلقد
أجمع الباحثون الآثريون على أن زمن ابراهيم، هو الزمن الذى حدده التاريخ الكتابى
بالضبط

 

(7)
سدوم وعمورة: نقرأ في (تك19) عن انقلاب سدوم وعمورة بسبب عظم شرها. فماذا قالت
الآثار عنها؟

تقول
الاكتشافات الآثرية، أن وادى الأردن، بما في ذلك البحر الميت قد هبط بفعل زلزال
غير عادى، قلب الدائرة، وما حولها إلى خراب. ويوجد فعلا في هذه المنطقة بالقرب من
البحر الميت كبريت ونطرون، وقد شهد العلامة ترستروام بان ” كل الأرض هناك
كبريت وملح (نطرون) وهى رمضاء لازرع فيها ولا عضب ويقول رئيس اللجنة الأمريكية
للتنقيب، التى قامت بدراسة هذا المكان لقد اتيتنا الى البحر (الميت) ونحن مختلفون
في الآراء. فواحد من اللجنة كان يشك في (صحة) الخبر الموسوى. وآخر لا يعتقد في
صحته، ولكن بعد بحث مدة اثنين وعشرين يوما، أن لم أكن مخطئا، اتفقنا (جميعا) في
الاقتناع بصحة النبأ المقدس عن خراب مدن تلك الدائرة “. هذه هى دراسات
الآثريين الخاصة بمنطقة سدوم وعمورة، ولكن..

من
ناحية اخرى عثر ضمن المخلفات الآشورية سنة 1890م، وايضا على لوح مكتوب بلغتين، ورد
فيه ما يلى ” انقلاب اتى من وسط العمق، القصاص المقدر من وسط نزل.. سكان
المدينة جعلهم يتعذبون، أجسادهم افناها في المدينة وفى البلاد من الموت واللهب إذ
صعد خربت ” لاحظ كيف يعتبر هذا اللوح الكلدانى الخراب وكيف يذكر اللهب والنار
كفاعلين للخراب. ويرد في بقية اللوح كلمة انقلاب كإشارة الى ” الكارثة ”
التى حلت بهاتين المدينتين.

ولم
تتحدث الآثار والكتابات الشعبية المكتشفة عن هذه الحادثة فقط. بل تحدث عنها أيضاً
المؤرخون القدماء القريبون من هذا الحدث. على نحو في البحث الثانى.

 

(8)
مغارة المكفيلة: يحدثنا سفر التكوين عن موت ساره المحبوبة. وشراء ابراهيم مغارة
المكفيلة لدفنها فيها (تك17: 23 – 19) وبعد برهة من الزمان، صار مدفن ممرا هذا
قبرا لإبراهيم نفسه (تك25: 9) ثم ما لبثت المغارة أن ضمت أجساد اسحق ورفقة وليئة،
ويعقوب ويوسف 0 تك35: 29، 50: 2 – 12) وهكذا صارت حبرون (مدينة الخليل الآن – نسبه
ألى ابراهيم ” خليل الله ” يع2: 23) مركزا للاحتفالات الجنائزية
الإسرائيليى.

هذه
المغارة، مشيد عليها الان مسجد الخليل. وقد بذلت عدة محاولات لدراسة هذه المغارة
اثريا، ولا سيما ائن جسدى يعقوب ويوسف محنطان، وقد اكتشفت موميات محنطة من
تاريخها. ولكن الحكم العثمانى رفض التصريح بالنزل ألى المغارة وأقصى ما سمح به
الآتراك هو السماح لأمير ويلز وبعض العلماء المصاحبين له سنة 1882 م، بالدخول إلى
القسم فقط للمغارة، داخل فناء المسجد ولقسم مقابر الرجال فقط، على أساس أن زيارة
الرجال لمقابر النساء ضد الآداب الشرقية (حسب رأيهم)؟؟ وقد أمكن لهذا اللجنة عمل
رسيم للمغارة المزدوجة (المكفيلة تعنى المضاعفة أو المزودجة) والتعرف بدقة على
مداخلها الحقيقة واكتشفت اللجنة انه منذ 700 سنة (من تاريخ زيارة اللجنة للمغارة)
على الأقل لم يطأها إنسان. ولكن بالطبع حالت حرمة الموقع دون التمكن من النزول على
أسفل المغارة. ونحن في انتظار تمكن احدى الجهات الأثرية العلمية من استكمال
التنقيب. سواء وجدت موميات يعقوب ويوسفق في هذه المغارة او لم توجدا، فإن تعنت
الحكم العثمانى الشديد وعدم تصريحه حتى للعلماء بالاقتراب من أبوابها، والمكانة
التى هم، ورغم تعاقب الدول الاسلامية الحاكمة لهذه البلاد. كل ذلك يقدم دليلا قويا
في صالح التقليد الكتابى، بانه في هذا الموضوع أجساد الآباء البطاركة وزوجاتهم المذكورين
سفر التكوين. كما اكتشفت اللجنة آثار كنيسة شرقية بنيت فوق المغارة في عهد
الامبراطور بوسقنيان (ق6 م).

 

(9)
يوسف في مصر: لنأخذ الآن سيرة يوسف البار، في سفر التكوين، وأصدائها في الآثار
المصرية. لقد ورد في سفر التكوين، ” أن كل راعى غنم رجس للمصريين ”
(تك46: 34) وفى نفس الوقت لا يخفى يوسف ولا يعقوب وظيفته كراعى، بل ان يوسف نفسه
يوصى اخوته ان يذكروا وظيفتهم جهارا امام الملك قائلاً ” فيكون إذا دعاكم
فرعون وقال ما صناعتكم، أن تقولوا عبيدك اهل مواشى منذ صبانا، إلى الآن نحن وآباؤنا
جميعا.. ” (تك46: 33، 34).

فكيف
يستقيم هذا التعارض؟ كيف يجرأ يوسف وأخوته وابيه على الجهر بوظيفتهم الأصلية، التى
يعملون جيدا أنها رجس لدى المصريين؟! أن هذا الموقف العجيب شهادة رائعة لسفر
التكوين.

فلقد
صار من الثابت الآن لدى علماء الآثار المصرية البارزين، أن يوسف قد دخل مصر في
أثناء حكم الهكسوس (الرعاة الأجانب) الذين اقتحموا مصر السفلى وتغلبوا عليها
وأقاموا دولتهم، التى استمرت حوالى قرن ونصف من الزمان وهؤلاء الحكام اشتهروا
بانهم رعاة من أصل سامى، وبالتالى ينتمون على جلس يوسف ووظيفته.

ومن
ناحية اخرى أظهرت النقوش المصرية على الجدران أن فريقا من المصريين كانوا مشتغلين
بالرعى، مما يعنى أن هذه الوظيفة لم تكن رجس لديهم، فكيف يقول الكتاب المقدس ذلك؟

هذا
أيضاً سهل فهمه وشرحه من الآثار المصرية ذاتها. لقد كانت كراهيتم للرعاة كراهية
وطنية شديدة اضمروها نحو الحكام الهكسوس (الرعاة) وليس نحو هذه الوظيفة، كما يظهر
ذلك من الرسوم المصرية التى أظهرت هؤلاء الرعاة الهكسوس على أحذية المصريين
القدماء، دلاله على أن هذا الجنس – وليس الوظيفة – هو المكروة، ويقتضى ان يداس
بالأقدام.

كذلك
ترد كلمة وصف عابرة في سياق الحديث الكتابى، تكشف عن الدقة المذهلة في الكتاب
المقدس، وتوضح امورا كثيرة. فالكتاب يقول ” وأما يوسف فأنزل ألى مصر، واشتراه
فوطيفار، خص فرعون، رئيس الشرطة، رجل مصرى.. وكان يوسف في بيت سيدة المصرى ط
(تك39: 1، 2) فما هو لزوم ذكر جنسية فوطيفار أمام رؤساء من نفس وطنه؟. وهكذا رغم
أن الكتاب المقدس ليس كتابا في التاريخ أو العلوم بصفة أساسية، إلا أنه بعصمة
الوحى الإلهى، دقيقا في ذكر إشارات او تلميحات هنا وهناك وفي هذه الإشارة العابرة،
نرى ان الحكم أنذاك لم يكن وطنيا.

ويخلص
عالم الآثار برجش من خلال دراساته الآثرية الى أن ما ورد في الكتاب المقدس بخصوص
يوسف وأحواله في مصر، يطابق تماما العادات التى كانت سائدة في مصر آنذاك، مكانا
وزمانا، كما يظهر من النقوش والكتابات الاثرية الخاصة بتلك الازمنة. ولنرى بعضا
منها:

ا
– كيف يجوز لشاب غريب، وأجنبى، بل ورقيق أن يحوز رتبه سامية، ويصير هو الوزير
الأعظم في المملكة، أى بمثابة نائب رئيس الجمهورية؟؟

هذا
يوضح ان الدولة الحاكمة آنذاك كانت هى نفسها اجنبية، ولذلك صار من الممكن حدوث هذا
الوضع. والتاريخ المدنى العام، فى مصر مثلا يثبت ذلك على مدى عصور الحكم السابقة.
فقد كانت كل دولة تغزو مصر تكثر من الجانب غير المصريين في الحكم، كنوع من الضمان
السياسى للدولة، فالعباسيون يجلبون اقاربهم العرب ويعطونهم اعلى المناصب.
والمماليك يجلبون مواطنيهم بالآلاف ويسندون إليهم أعلى المناصب والوظائف. والأتراك
نفس الشئ ولعلنا نذكر أن من أسباب ثورة عرابى، قصر رتب الجيش العليا على الأتراك
والشركس. وهكذا يشهد التاريخ العام، والآثار، لأشارة عابرة وردت في الكتاب المقدس
بدون تعمد لذكرها.

ب
– كيف يقوم فرعون آخر، لا يعرف يوسف؟ (أى7: 18). الجواب هو قيام الدولة الثامنة
عشر، التى كانت دولة وطنية، شنت حرب تحرير شاملة، وطردت من سموهم ” برص أسيا
” وتعقبتهم حتى حدود الفرات وأسست امبراطورية مصرية وكان من البديهى ان تضطهد
الفئات التى كانت – في نظرها – متعاونه مع الحكم البائد. تماما مثلما يحدث في أى
بلد، على الصعيد السياسى فى أى زمان.

ج
– ام شراء فوطيفار ليوسف كعبد، فإننا نجد صورا في الآثار المصرية لرقيقكثيرين، على
الأطلال ليس هذا فقط، بل ونجد إشارات أليهم أيضاً في المملكة القديمة. وليس أدل
على ذلك من أنه قد ورد ضمن بنود المعاهدة التى أبرمت بين رعمسيس الثانى وبين
الحيثيين، بندا ينص على ضرورة ارجاع الرقيق الهارب الى سوريا، الى مصر مرة أخرى. وكان
الرقيق الوارد من سوريا (المقصود بها ليس سوريا الجغرافية الآن، ولكن البلاد
المعروفة اصطلاحا الآن بالشام) بالذات، ثمنه مرتفعا في مصر. ومن هنا كان حرص
الاسماعيليين على بيع يوسف فى مصر. والذى يشد انتباهنا جدا أن ثمن بيع يوسف هنا،
هو نفس الثمن المذكور في (لا27: 5) وهو عشرين قطعة من الفضة، وهو المبلغ المحدد
لتقييم نذر المنذور بين خمس سنين، وعشرين سنة من العمر ويرى احد الدارسين انه لعل
ذلك يعود إلى اعتبار قيمة شغلهما في المستقبل.

د
– اما عن السجن الذى طرح فيه يوسف والذى دعى في سفر التكوين ” مكان أسرى
الملك ” فإننا نجد ان اللفظ العبرى المستعمل هنا، يعنى قلعة محاطة بسور، وهذا
ما ذكره أيضاً هيرودتوس وثوسيديدس، أنه كان موجودا في ممفيس مكانا بهذا الشكل دعاه
الأهالى ” القلعة البيضاء ” (ربما للون المبنى، كما تسمع مثلا عن البيت
الأبيض في زماننا). ولما كان فوطيفار رئيسا للشرطة، وكان عليه بالطبع أن يكون
قريبا من الملك. فإن هذا يعنى أن هذا المكان، كان قريبا فعلا من ممفيس التى أخذت
مكانا محبوبا لدى فرعون للسكن فيه.

وقد
وجد على بعض الاطلال هناك، نقشا ورد فيه الاسم المذكور للسجن. كما يذكر احد
المؤرخين سنة 1890م أن سجن يوسف يوجد في الجانب البحرى من سقارة، وأنه كان مازال
موجودا حتى وقته. هذا كما ورد في تاريخ احد الرحالة، زيارته لهذا السجن، والعثور
وقتها على نقوش فرعونية تملأ جدران هذا السجن.

ه
– أما عن وظيفة رئيس الخبازين، ورئيس السقاة فتزودنا ايضاص الاطلال المصرية بصور
عن عملية الطحن والخبيز. وكانت هذه الوظيفة ليست بيسيرة حيث ورد خبر مصريا، أنه
كان على رئيس الخبازين أن يورد أكثر من مائه ألف رغيف في وقت واحد، لزوم بيت
الملك.

ومن
المدهش العثور على خبر آخر يتكلم عن الخبز (الذى خبز في القلعة البيضاء) نفس
المكان الذى حبس فيه يوسف. أما عن وظيفة رئيس السقاة نجد نقشا يقول ” هم
يعصرون العنب على ماء، والملك يشرب “.

و
– أما عن الوليمة المذكورة في (تك40: 20) فلم يكن ذلك أمرا غير عاديا، ان يحتفل
ملك شرقى بيوم ميلاده. حيث تكلمت الآثار المصرية عن احتفال رعمسيس الثانى بعيد
ميلاده الذى ” أنشأ فرحا في السماء ” كما كان أهم موضوع يتضمنه حجر رشيد
هو ذكر ميلاد الملك بطليموس.

ز
– ويقول يوسف في سفر التكوين لرئيس الخبازين ” يرف فرعون رأسك عنك ويعلقك على
خشبة، وتأكل الطيور لحمك عنك ” (40: 19).

هذا
القصاص المزدوج، وهو قطع الرأس، ثم تعليق الجثة في مكان عام لتأكلها الطيور
ويشاهدها الناس. تحدثنا الآثار المصرية أيضا عنه، حيث لم يكن قطع الرأس معروفا لدى
العبرانيين. فقد جاء في الأثار المصرية أن امنحتب الثانى علق على قاربه ذى القلوع،
أجستد بعض الملوك الذين كان قتلهم.

ح
– وعن المجاعة التى تحدث عنها يوسف الصديق، نعلم من الآثار المصرية أيضا تعرض مصر
للمجاعات الكثيرة. فقد عثر برجس على كتابة في مدفن قديم، فى مكان يسمى (ايليشيا)
أى الكعب. هذه الكتابة عبارة عن بيان بالمكاييل التى اتخذها الحاكم المحلى المدعو
(بابا) والذى كان معاصرا ليوسف.

فى
هذه الكتابة وردت عبارة ” والآن قام الجوع، واستمر سنينا كثيرة “. وقد
استخلص برجش من هذه العبارة أن سنوات الجوع الكثيرة التى يحدثنا عنها ” بابا
هنا، لابد أن تطابق سنوات الجوع التى كانت في أيام فرعون يوسف.

ونلاحظ
في خطاب (بابا) هذا وهو حاكم لمدينة، أنه يقول أنه خرج قمحا لكل جائع، ووطبعا لابد
أنه كان يفعل ذلك بموجب تعليمات من ذوى السلطة العليا. وهذا في حد ذاته يتفق مع ما
جاء في الكتاب المقدس. عن التدبيرات التى أخذها يوسف في وقت المجاعة (تك41: 48)
حيث رتب أن يجمع كل القمح إلى المدن، وينقل الشعب من المواضع المنكوبة إليها
(تك47: 21)، حيث كان الطعام مخزونا فيها.

وهكذا
تردد كتابات المدافن المصرية من بعيد، صدى ما ورد في الكتاب المقدس بأسلوب عجيب.

ط
– وتزوج يوسف اسنات بنت كاهن رع بمدينة أون (هليولوليس باليونانية)(ومازالت هناك
مسلة باقية إلى الآن ترجع إلى الدولة الثانية عشر.

ى
– تعكس كذلك الآثار المصرية صدى حديث يوسف مع أخوته، واتهامه لهم بأنهم جواسيس
(تك42: 16) فقد وصلتنا بعض البرديات، وردت فيها التهم التى وجهها راسكتين فرعون
مصر إلى سفير افافى، وفيها يقول ” من أرسلك إلى هنا، إلى مدينة الجنوب هذه،
كيف جئت لتتجسس ” وهذه عبارة غريبة لكنها قيلت في ذلك العصر.

ذنبا.
فقد دلت الكتاب المصرية القديمة على أن القسم بحياة فرعون كان جائزا ومستحبا
ومسموحا به لذوى الرتب العليا فقط. ولهذا لم نسمع عن قصاص فرض على يوسف من جراء
قسمه، هذا مما يؤيد الشرف السامى الذى بلغة يوسف وإلا كان قد عرض نفسه للقصاص، أما
ذوى الرتب الأدنى من الضباط فلم يكن مسموحا لهم بالقسم بحياة الملك، بل بأحد
القابه الدنيا كالآبدى. وكان الرقيق الذى يتجاسر وينجس يمينا مهيبا كهذا القسم
الغير جائز استعماله بين العامة، يعرض نفسه للقصاص الصارم.

ومن
هذه الأخبار المصرية تتضح لنا مكانه يوسف، والدقة المذهلة في الإشارات العابرة
التى ترد عرضا في كتابنا الأنفس، على نحو يستحيل لمزور الالتفات إلى مثل هذه
الأمور.

ل
– وعندما سأل يوسف عن أبيه قال ” أسلم أبوكم.. أحى هو بعد (تك43: 27) وهنا
نلاحظ أمرا يبدو غريبا في صيغة السؤال، فمن المتوقع أن يسأل الإنسان عن الحياة
أولاً، ثم عن السلامة؟؟

ولكن
هذا الأسلوب لم يكن خطأ من كاتب السفر، ولم يكن تشويشا او اعتياطا بل أن وضع
الصياغة المستغرب هذا، قد صار فيما بعد، مع تقدم العلوم الأخرىالمعاونة لفهم
الكتاب المقدس، شهادة عجيبة على اعجاز الكتاب المقدس والوحى الألهى به. فهمنا
يتحدث يوسف حسب الأسلوب المصرى السائد، والذى عايشه بالطبع اكثر من عشر سنوات على
الأقل (ما بين بيعه عبدا وحديثه مع أخوته هنا) كيف هذا؟

لقد
وصلتنا كتابات مصرية من عصر منفثا (أو منفتاح) – الذى يرى كثيرون أن بنى إسرائيل
خرجوا في أيامه – جاء فيها حديث لسيده مصرية متغربة في سوريا، تخاطب صديقاتها في
وطنها فتقول ” أنا سالمة أنا حية ” وجاء الرد عليها ” جلاله
(أوسيادته).. فى صحى جيدة، هو حى ” فلا تقلقى نفسك من نحوه ” فتأمل دقة
الكتاب المقدس حتى في الأمور الصغيرة مثل هذه والتى قد حد ذاتها إحدى البينات
العظمى على اثباتها.

م
– ومات يوسف في ارض مصر، بوالتالى تم تحنيطه حسي العادات المصرية، وعندما حدث
الخروج، تذكر بنو إسرائيل وصية سلفهم، فنقلوا دثته معهم ودفنوها في شكيم، وظلت
هناك إلى أن اكتشف منذ سنوات في شكيم (بابلس) في الشام، قبر قديم، يطلقون عليه
(قبر يوسف) وعند فتحه عثر فيه على جثة محنطة حسب طريقة قدماء المصريين، وإلى
جوارها سيف فرعونى من النوع الذى استخدمه كبار رجال الدولة في مصر القديمة. فاذا
تذكرنا أن التحنيط لم يكن من عادات الإسرائيليين القدماء بتاعتا، بل كان مكوها
لديهم فلمن تكون هذه اتلمومياء؟. وفي قبر يحتفظ التقليد الشعبى، رغم تعدد الأجناس
والأديان على هذا الموثع، باسم قبر يوسف ” اسما له؟؟

(10)
الخروج: لا شك أنه من غير المتوقع أن نجد في الاثار المصرية خبرا يفيدنا بشكل
مباشر عن الخروج. فقد كان من عادة الملوك الشرقيين – فيما عدا الإسرائليين كما
سنرى – ألا يسجلوا غير انتاراتهم واماجادهم فقط. لو كن مؤلفات المؤرخين القدماء
مثل بروسوس واسترابوس وديودورس الصقلى، وغيرهم يذكرون هذا الحدث. وفضلا عن ذلك
تزودنا الآثار والمخلفات القديمة بمعلومات غير مباشرة عن هذه الأحداث، فمثلاً:

أ
– كشفت الحفريات سنة 1884م عن مدينتى رعمسيس وفيثوم، المذكورتين فى (خر1: 11) في
منطقة جوش في رق الدلتا، حيث تم التعرف على بقابا مدينة ومعبده بناه رعمسيس الثانى
في منطقة تعرف الآن (تك روتاب) على مسافة حوالى 12 ميل شرقا، وهناك جزء كبير من
أحد المناظر التى كانت على واجهة المعبد ويظهر فيها رمسيس الثانى، وهو يذبح سوريا،
موجود الآن فى فيلادلفيا.

وليس
هناك مدينة أخرى، على طول الواداى ترجع إلى هذا العصر سوى فيثوم التى هى الآن (تل
المسخوطة) بالتل الكبير، إلى الشرق من مدينة رمسيس الثانى. وقد أمكن أيضاً التعرف
عليها من ورود ذكطر اسم معبد أتوم أو (اتمو – با – توم) ويقول العالم الأثرى
فلندرز الذى اكتشف هذا المكان، أنه لا يوجد شك في أن هاتين المدينتين كانتا من مدن
المخازن التى بناها الإسرائيليون بالسخرة.

وقد
كشف العالن الأثرى لبسبوس عن لبنات مكتوب عليها اسم رعمسيس الثانى داخل الخطوش
الملكى المعروف. ليس هذا فحسب، بل عثر على لبنات تحتوى على مقادير مختلفة من التبن
بعضها كثير وبعضها قليل والآخر خالى من التبن مما يردد صدى ما ورد في التوراة:

الحجارة
ألى (حصن) رعمسيس العظيم. ولاحظ اقتنران كلمة الابيرو هنا بجر الحجارة، وفى هذا
المكان بالذات، مما يتفق مع ما ورد في التوراة.

ج
– وتعطينا أيضاً الأثار المصرية توضيحاً لسبب قول الإسرائيليين، عند تذمرهم في
سيناء، أنهم تذكروا السمك الذى كانوا يأكلونه مجانا في مصر. فقد وردت في نفس
الكتابى المذكورة سابقاً، أنه وزع على الفعله كمية كبيرة من السمك.

كذلك
وصلتنا كتابة أخرى عن ضابط اسمه كينتيا من أنه تلقى تعليمات بشأن الزاد المطلوب
للحرس وكذلك (للابيرو الذين جروا حجارة الملك).

د
– وفي طيبة اكتشف في مدفن روسكير، الذى قيل عنه أنه مدير المبانى العظيمة رسم على
جدرانه يشير بوضوح إلى عبودية بنى إسرائيل على النحو المذكور في التوراة، حيث يظهر
عمال، توضح هيئتهم أنهم أجانب، وتقاطيع وجوههم تظهر أنهم سامين ويظهرون في الرسم
منشغلين بعمل الطوب اللبن وأجسامهم ملطخة بالطين، وفى جانب أخر من الصورة مسخر
مصرى جالس وعصاه في يده وفى جانب ىخر رئيس بضرب عاملان. الا يذكرنا هذا الرسم بما
ورد في 0 خر5: 14)؟

ه
– وعن ذكر الخروج في الآثار المصرية، نجد احداثا ثابته، ولا تفسير لها غلا حادثة
الخروج، رغم أنها لم تذكر صراحة. فقد ورد في التواريخ المصرية خبر توقف الغزوات
الحربية، وانحطاط القوة الملكية، لمدة حوالى نصف قرن عقب وفاة الملك مفتاح، وظهور
مدعين ومختلسين للحكم (لمدة سنوات) كما جاء ذلك صراحة في بردية هراس ” حيث لم
يكن مدير، وصارت البلاد مدة خاضعة لولاه المدن، وكان الواحد يذبح الآخر. وتوقفت
الأعمال العامة وتعطلت البلاد لهزة عنيفة غير طبيعية ومفاجئة، فى نظامها السياسى
والأقتصادى، 0 ولا سيما انه كان يعتمد على السخرة) لذلك يرجح بعض الدارسين ان
منفتاح كما تظهر صفاته في الآثار المصرية، هو فرعون الخروج، وأن كان ذلك أمرا لم
يحسم بعد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى