اللاهوت الطقسي

+ ما معني “سيخلص إسرائيل “؟



+ ما معني “سيخلص إسرائيل “؟

+ ما معني “سيخلص
إسرائيل “؟

ورد
في رسالة معلمنا بولس الرسول إلي أهل رومية
فإني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا هذا السر.لئلا تكونوا عند أنفسكم
حكماء أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلي أن يدخل ملؤ الأمم وهكذا سيخلص جميع
إسرائيل”
(رومية
11: 25 و26).

معلمنا
بولس الرسول لا يتحدث هنا عن رحمة الله لشعب إسرائيل كأمة لها كيانها المادي
المستقل،
إن
استمرار إسرائيل كأمة أو كدولة لم يكن مطلقاً مما يخطر علي ذهن الرسول بولس ولا
يتفق مطلقاً مع المفهوم الروحي للتعاليم المسيحية.

لقد
انتهي وضع إسرائيل ككنيسة أو كديانة كما قلنا، وحلت الكنيسة المسيحية بدل الكنيسة
اليهودية. فالرجاء الذي يتحدث عنه الرسول بولس في هذا الأصحاح
لا يختص
بالشعب اليهودي كأمة بل كأفراد.
ذلك أن باب
الخلاص والإيمان بالرب يسوع مفتوح أمام كل فرد من أفراد الجنس البشري يهودياً كان
أم غير يهودي.

فإذا
تحدث الرسول بولس عن أن الله
لم يرفض شعبه الذي سبق
فعرفه”و
أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلي أن يدخل ملء الأمم وهكذا سيخلص
جميع إسرائيل” فإنه لا يتحدث هنا عن الخلاص بمفهومه المادي الذي يتمثل في
وقتنا الحاضر في إقامة دولة، بل يتحدث عن الخلاص في مفهومه الروحي الذي يتمثل في
قبول السيد المسيح مخلصاً للبشرية والإيمان به، فإن الفرصة مواتية لكي يؤمن
اليهودي بالمسيح ويخلص، وبدخولهم الإيمان سينتهي وضعهم كيهود فنبؤة بولس الرسول
تعني نهاية اليهود كيهود بذوبانهم في جماعة المؤمنين التي هي من إقصاء الأرض إلي
أقاصيها.

فالمسيحية
لا تربط المؤمنين بملكوت أرضى أو بدولة أرضية، بل بملكوت سماوي وميراث سماوي لا
يفني ولا يضمحل.

وهذا
لن يتحقق ببناء الهيكل والعودة إلي تقدمة الذبائح الحيوانية، والتطهير بدم بقرة
حمراء فإن الذين يُصرّون علي هذه الأمور لا يعودون إلي الله. علي النقيض، يلزمهم
أن يؤمنوا بأن ما فعله آباؤهم مقدمين ذبائح حيوانية، كان ظلاً وطريقاً للإيمان
بالذبيحة الفريدة التي لربنا يسوع المسيح.يليق بهم أن ينظروا إلي هيكلهم الداخلي،
لكي يتقبلوا ملكوت الله الحقيقي هذا ما يوضحه حسناً القديس بولس الرسول في رسالته
إلي العبرانيين
لأنه إن كان دم ثيران وتيوس
ورماد عجلة مرشوش علي المنجسين يقدس إلي طهارة الجسد فكم بالحري يكون دم المسيح
الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله
الحي؟!!”
(عبرانيين9:
13 و14).

لقد
قدم الكهنة في العهد القديم دم حيوانات ميتة، وهكذا كانت مثل
هذه الذبائح عاجزة علي إقامة الشعب أو حتى إقامة نفسها.أما رئيس الكهنة،
الرب يسوع المسيح فهو وحده الذي قدم نفسه ليهبنا الحياة، وبهذا فلا حاجة إلي تكرار
الذبيحة.كهنوته أبدي وفاعلية ذبيحته لن تتوقف قط، ولا تشيخ.يقارن
القديس
يوحنا ذهبي الفم
بين الذبائح الحيوانية للعهد القديم
وذبيحة العهد الجديد قائلاً:

[يالعظم
الفارق! إنه الفدية، والكاهن، والذبيحة! لو لم يكن الأمر هكذا لكانت هناك حاجة إلي
تقديم ذبائح كثيرة وأن يصلب مرات عديدة ]. (1)

ويسجل
العلامة
أوريجانوس
كيف أنه في أيامه أخبره اليهود أنهم: إذ ليس لهم مذبح ولا الهيكل ولا كاهن، وبالتالي فلا تُقدم ذبائح، يشعرون
أن خطاياهم باقية معهم، وأنه لا توجد لهم وسيلة لنوال الغفران
(2)

ويقدم
لهم أوريجانوس من جانبه النصائح المسيحية التالية:

1 يليق بهم أن
يطلبوا هيكلاً سماوياً لا إعادة بناء هيكل أرضي
.

+
يا أيها اليهود عندما تأتون إلي أورشليم وتجدونها خراباً، قد تحولت إلي تراب ورماد
لا تبكوا كطفل
(كورنثوس
الأولي 4: 20)
، لا تحزنوا، بل أسالوا عن مدينة السماء عوض أن تبحثوا هنا
علي الأرض.ارفعوا بصيرتكم فتجدون
أورشليم العليا، التي هي
أمنا جميعا فهي حرة”
(غلاطية 4: 26)، لا
تحزنوا من أجل الهيكل (هنا) إنكم تركتموه، ولا تيأسوا إذ لا تجدون كاهناً (لاوياً)،
فإنه يوجد في السماء مذبح وكهنة الخيرات العتيدة أمام الرب علي رتبة ملكي صادق
(عبرانيين 5:
10)
.إنها محبة الله ومراحمه أنه نزع الميراث الأرضي منكم لكي
تطلبوا السماوي.(1)

2 أن يحفظوا ناموس
موسى، لا بطريقة حرفية، بل روحية.

+
إن كان الذي يدعي يهودياً قد قتل الرب يسوع بطريقة عامة ولا يزال مسئولاً حتى
اليوم عن هذه الجريمة، ذلك لأنه لا يفهم الشريعة والأنبياء بطريقة خفية. (2
)

+
يليق باليهود أن يكونوا أكثر الكل التصاقاً بالحق، لأن معهم رموز الحق لكنهم رزلوه.(3)

+
الذين يفهمون الشريعة بحق يقدمون ذبائح روحية لا جسدية. تقدمة البخور في
(لاويين 16:
12)
هي تقدمة كل كنيسة.

+
إن كان أحد ما يقرأ كل الرسالة إلي العبرانيين فإنه يكتشف أن كل هذا الجزء من
كتابات الرسول يظهر إن هذه الأشياء التي كتبت في الناموس هي رموز وأشكال للأشياء
الحية والحقة
([1]).

3 أن يؤمنوا بالمسيح
المصلوب ويقبلوه في قلوبهم، لا أن ينتظروه ملكاً في هذا العالم.

+
الإسرائيلي الحقيقي هو كل شخص يعرف المسيح.إن كان أحد لا يعرف المسيح فهو ليس
إسرائيلي، لأن
إسرائيل تعني العقل الذي يري الله مجد اليهود إذن هو أن يؤمنوا بالمسيح الذي تنبأ أنبياؤهم عنه، المجد الذي
طالما انتظروه.
([2]).

+ عندما رفض الله
إسرائيل..انسكبت النعمة علي الأمم بدأت دعوة الأمم بسقوط إسرائيل [ لهذا فإن
أوريجانوس نفسه وهو أممي يمكنه أن يناقش وعود الله، ويكون له إيمان بإله إسرائيل ]،وبنعمة
الله يمكن قبول يسوع المسيح الذي تنبأ عنه الأنبياء منذ أزمنة سابقة(
[3]).



(1)
In Heb Hom. 16:5.

(2)
In Num 10:2 , Michael Green : Evangelism in the Early Church, p.111.

(1) In Jer Hom 12:13 ,
J.w.Trigg : Origen , SCM ,p. 185.

(2)
In Lev. Hom. 12 :1.

(3)
In Lev Hom 9 :8

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى