اسئلة مسيحية

لاتعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا دُرَركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزّقكم



لاتعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا دُرَركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها<br /> بأرجلها وتلتفت فتمزّقكم

لاتعطوا
القدس للكلاب، ولا تطرحوا دُرَركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت
فتمزّقكم

 

1.     لما
كان جوهر عبادتنا وغايتها هو “نقاوة القلب”، حيث ننعم بالعين البسيطة
القادرة على معاينة الله وإدراك أسراره ومعاملاته معنا، خشيَ السيّد المسيح لئلا
تُفهم البساطة بمعنى “الجهالة” أو “عدم الحكمة”، لهذا يمزج
السيّد البساطة بالحكمة. هذا ما أكّده في حديثه مع تلاميذه: “كونوا حكماء
كالحيّات، وبسطاء كالحمام” (مت 10: 16). فإن كان الله يطالبنا بالبساطة فلا
ندين أحدًا، ففي نفس الوقت يسألنا السلوك بحكمة بقوله: “لا تعطوا القدس
للكلاب، ولا تطرحوا دُرَركم قدام الخنازير”. كأنه يقول لنا: اعرفوا ماذا
تقدّمون؟ ولمن تقدّمون؟ يعرف الإنسان قيمة المقدّسات والدرر الثمينة فلا يهبها في
سذاجة لكل إنسان، وإنما يعرف لمن يقدّمها وكيف يقدّمها

2.     السيّد
المسيح نفسه الذي لم يبخل علينا بشيء، مقدّمًا حياته فدية لأجل خلاصنا، أحيانًا
يخفي بعض أسراره مقدّمًا لنا ما يناسبنا فقط، إذ يقول: “إن لي أمورًا كثيرة
أيضًا لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن” (يو 16: 12). إنه يشتاق
أن يقدّم كل أسراره لكنّه لا يقدّم ما لا نستطيع احتماله، حتى لا يصيبنا ضرر. على
هذا المنهج سلك الرسل أيضًا، فيقول معلّمنا بولس: “وأنا أيها الاخوة لم أستطع
أن أكلّمكم كروحيّين بل كجسديّين كأطفال في المسيح، سَقيْتكم لبنًا لا طعامًا،
لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضًا لا تستطيعون” (1 كو 3: 1-2).
وبنفس الروح عاشت الكنيسة الأولى تقدّم للموعوظين ما يناسبهم ولا تكشف لهم عن
الأسرار المقدّسة إلا بقدر احتمالهم، وفي الطقس الأول كانت أبواب الكنيسة تغلق بعد
قداس الموعوظين بعد خروجهم فلا ينعم بسّر الإفخارستيا إلا المؤمنون المستعدون
للشركة المقدّسة. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: (نحتفل بالأسرار خلال الأبواب
المغلقة، ونترك غير المعمّدين خارجًا، ليس عن ضعف في الإقناع بخصوص أسرارنا، وإنما
لأن كثيرين لم يستعدوا بعد لها بطريقة كاملة) ا

3.     يقول
القدّيس أغسطينوس: [يمكننا أن نفهم القُدْس والدُرَر على أنها شيء واحد، دُعي
قُدسًا بسبب الالتزام بعدم إفساده، ودُررًا بسبب الالتزام بعدم الازدراء به.
فالإنسان يفسد ما لا يرغب في إبقائه سليمًا، ويزدري ما يحسبه تافهًا ومنحطًا، لذا
يُقال عن الشيء المحتقر أنه مدوس بالأقدام. يقول الرب: “لا تعطوا القدس
للكلاب”، لأن الكلاب تهجم على الشيء لتمزّقه، حتى وإن كان هذا الشيء لا يمكن
تمزيقه أو إفساده أو تدنيسه. إذن لنفكِّر فيما يرغبه هؤلاء المقاومين للروح بعنف
وعداء شديد. إنهم يرغبون في تدمير الحق الذي لا يمكن تدميره. أمّا الخنازير فتختلف
عن الكلاب فهي لا تهاجم لتمزّق بأسنانها، لكنها تدنّس الشيء إذ تدوسه بأقدامها في طياشة…
إذن لنفهم أن “الكلاب” تُشير إلى مقاومي الحق، “والخنازير”
إلى محتقريه.]

4.     وإذ
يتحدّث القدّيس غريغوريوس أسقف نيصص عن البتوليّة كأمر ثمين للغاية وكحياة سماويّة،
يعتبر أن من يحيا كبتول جسديًا دون أن يسلك في حياته العمليّة بما يتّفق ببتوليّته
يكون كمن ألقى بالدُرَر تحت أقدام الخنازير.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى