علم

فصل (57) من أين تأتي الإرادة التي تجعلنا نؤمن



فصل (57) من أين تأتي الإرادة التي تجعلنا نؤمن

فصل
(
57) من أين تأتي الإرادة التي تجعلنا نؤمن

 باختصار
يبقى لنا أن نسأل, هل الإرادة التي بها نؤمن تكون نفسها عطية من الله أم إنها تنشأ
من تلك الإرادة المطلقة التي غرست طبيعيا فينا؟

 

 إذا
قلنا إنها ليست عطية من الله فلابد إذاً أن نتعرض للخوف من افتراضنا إننا اكتشفنا
بعض الإجابة على نداء الرسول التوبيخي: “لأنه من يميزك وأي شيء لم تأخذه. وإن
كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟ (1كو7: 4) وحتى مثل هذه الإجابة:
“انظر أن لدينا الإرادة أن نصدق الذي لم نأخذه انظر في أي شيء تفتخر حتى فيما
لم نأخذ!

 

 ومع
ذلك سيكون سخيفا لو قلنا أن هذا النوع من الإرادة لا يعتبر شيئا بجانب عطية الله
كي لا يستطيع الغير المؤمنين والفجار أن يجدوا بعض العذر لعدم إيمانهم في حالة رفض
الله إعطائهم هذه الإرادة والآن هذا الذي يقوله الرسول: “لأن الله هو العامل
فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة” (في13: 2) يخص تلك النعمة التي
يحميها الإيمان لكي تكون الأعمال الصالحة في مقدرة الإنسان حتى الأعمال الصالحة
التي يتممها الإيمان بالمحبة التي تنسكب في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا إذا
آمنا إنه يمكننا أن ننال هذه النعمة (وطبعا نؤمن اختياريا) حينئذ يظهر السؤال. من
أين نحصل على هذه الإرادة؟ إذا كانت من الطبيعة فلماذا لا تكون تحت أمر كل إنسان
لأن الله هو وحده خلق كل الناس؟

 

 وإذا
كانت من عطية الله, فلماذا إذاً لم تتح (تمنح) هذه العطية للجميع لأن: “الله
يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون”؟ “(1تي4: 2).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى