علم المسيح

فرح المسيح بخدمة أتباعه



فرح المسيح بخدمة أتباعه

فرح المسيح بخدمة
أتباعه

 

«وَفِي
تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِٱلرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ
أَيُّهَا ٱلآبُ، رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ، لأَنَّكَ
أَخْفَيْتَ هٰذِهِ عَنِ ٱلْحُكَمَاءِ وَٱلْفُهَمَاءِ
وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا ٱلآبُ، لأَنْ هٰكَذَا
صَارَتِ ٱلْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ». وَٱلْتَفَتَ إِلَى تَلامِيذِهِ
وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ
مَنْ هُوَ ٱلابْنُ إِلا ٱلآبُ، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلا ٱلابْنُ،
وَمَنْ أَرَادَ ٱلابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ». وَٱلْتَفَتَ إِلَى
تَلامِيذِهِ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ ٱلَّتِي
تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ
كَثِيرِينَ وَمُلُوكاً أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ
يَنْظُرُوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا» (لوقا
10: 21-24).

 

مقالات ذات صلة

في
حياة المسيح كلها لم نقرأ أنه تهلل إلا في هذا الوقت، مع أننا نقرأ ثلاث مرات أنه
بكى، وعدة مرات أنه انزعج أو اضطرب بالروح أو حزن.. تهلل لأنه رأى في غلبة تلاميذه
على العدو، واستفادة الناس منهم، أعظم نجاح حصل إلى الآن في عمله. وفي تهلُّله
اتجهت روحه طبيعياً، ليس نحو الناس، بل نحو الآب السماوي، فحمده بعبارات استعملها
سابقاً. ثم قال لهم على انفراد: «إن أنبياء كثيرين وملوكاً أرادوا أن ينظروا ما
أنتم تنظرون ولم ينظروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا».

 

لا
نغفل الفائدة العظيمة التي حصلت لهؤلاء السبعين ولنا نحن أيضاً بواسطة إرساليتهم
هذه. فعندما كلّف السبعين بالعمل الذي خصَّ به التلاميذ الاثني عشر سابقاً،
علَّمنا أن التبشير ليس محصوراً في رجال الدين القانونيين، بل أن على كل مؤمن أن
يكون مبشراً، وأن يخصص قسماً من أوقاته وأمواله للتبشير بالإِنجيل. متى أدرك المسيحيون
هذه الحقيقة، وعملوا بموجبها، يفعلون المعجزات الروحية. وقد قال عنها المسيح
لتلاميذه: «مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَٱلأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَنَا
أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي
مَاضٍ إِلَى أَبِي» (يوحنا 14: 12) والحمد للّه أن الشواهد على صدق هذا القول
واضحة في تاريخ الكنيسة قديماً في زمان الرسل والآباء، وحديثاً في تاريخ انتشار
الإِنجيل في بلدان كثيرة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى