اسئلة مسيحية

عبودية العهد القديم وبنوة العهد الجديد



عبودية العهد القديم وبنوة العهد الجديد

عبودية
العهد القديم وبنوة العهد الجديد

هل
العهد القديم يمثل العبودية لله، بينما العهد الجديد يمثل البنوة لله؟ أى كنا
عبيداً فصرنا أبناء؟

وهل
العهد القديم يمثل معاملة الله القاسية على البشر، بينما العهد الجديد هو عهد
النعمة والمواهب؟

وهل
فى العهد القديم كنا نعامل بالخوف، وفى العهد الجديد صرنا نعامل بالحب؟

 

الرد:

الله
لا يتغير، هو فى العهد القديم كما هو فى العهد الجديد. ومعاملاته هى هى كما سنرى.
وكما قيل عنه ” هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد ” (عب 13: 8) ” ليس
عنده تغيير ولا ظل دوران (يع 1: 17)

 

 كان
أبا وسيداً، فى العهد القديم وفى العهد الجديد. وبالتالى كنا نحن أبناء وعبيداً فى
العهدين كليهما، القديم والجديد.

 

وكانت
تربط الله بالبشر علاقة الحب فى كلا العهدين. وكان يقودهم أحيانا بالحزم والعقوبة
من جهته، وبالخوف من جهتهم ..

 

الله
لم يتغير، ولا معاملاته. ولكن الناس يتغيرون.

 

ولنأخذ
مثلاً لذلك أهل نينوى:

فى
خطيتهم أرسل الله إليهم يونان النبى لينادى عليهم بالهلاك. وفى توبتهم قال الله
” أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة .. (يون11: 4). الله يتغير فى
حكمه. ولكن أهل نينوى هم الذين تغيروا. فى وقت كانوا يستحقون العقوبة. وفى وقت آخر
كانوا يستحقون التوبة.

 

و
لنتناول الآن عناصر السؤال ونبقها على العهدين.

منذ
بدء تاريخ البشرية، كان البشر أبناء الله.

·
آدم نفسه قيل إنه ابن الله (لو38: 3)0

·
وكذلك ابناء آدم شيث وأنوش. قيل حينئذ أبتدئ أن يدعى باسم الرب (تك26: 4). وهكذا
فإن أبناء شيث وأنوش دعوا – فى قصةالوفان – أبناء الله فقيل إن أبناء الله رأوا
بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء ..” (تك2: 6). أما تعبير بنات
الناس “. فاطلق على بنات قايين الذى لعن من الله (تك11: 4). وأصبح أبناء الله
هم النسل المبارك.

·
ولما أختار الله شعباً وميزه على الأمم الوثنية، دعاه إبناً له. فقال إسرائيل ابنى
البكر (خر22: 4). وأمر موسى أن يقول لفرعون: هكذا يقول الرب .. ألق إبنى ليعبدنى
(خر23: 4).

·
ولما عصى هؤلاء على الله، قال ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على (أش2: 1). وقال
لهم فى المزمور ألم أقل أنكم آلهة، وبنى العلى تدعون. ولكنكم مثل البشر تموتون،
وكأحد الرؤساء تسقون (مز6: 82،7).

·
وعن هؤلاء قال المرتل فى المزمور قدموا للرب يا أبناء الله، قدموا للرب مجداً
لإسمه (مز1: 28،2)0

·
وقد تغنى أشعياء النبى بهذه البنوة فقال للرب تلع من السماء، وانظر من مسكن قدسك
ومجدك .. فإنك أنت أبونا .. أنت يا رب أبونا ولينا منذ الأبد إسمك (أش15: 63،16).
وقال أيضاً والآن يا رب، أنت أبونا. نحن الين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك (أش8: 64).

·
هذا عن الشعب كله ومن جهة الأفراد، يقول الرب لكل من يؤمن به يا ابنى أعنى قلبك،
ولتلاحظ عيناك رقى (أم26: 23)0

·
وقال لداود النبى عن سليمان إبنه أقيم بعدك نسلك، الذى يخرج من أحشائك، وأثبت
مملكته .. أنا أكون له أباً وهو يكون لى إبناً (2صم12: 7،14) (1أى13: 17)0

·
إذن البنوة لله كانت معروفة فى العهد القديم تكلم بها الله، وتكلم بها الناس.
وتكلم بها الله للناس.

ولكن
نتيجة للعصر الوثنى الذى ساد الأمم فى العهد القديم، لم تكن هذه البنوة لله قائمة
فى عمق أفكار الناس، وأن صلى بها اشعياء النبى. فجاء السيد المسيح وكشف أعماقها،
وتحدث عنها كثيراً. وأن كان قد أمرنا قائلاً ” ومتى صليتم فقولوا أبانا الذى
فى السموات (مت6). فقد سبق اشعياء النبى وقال فى صلاته أنت يا الله أبونا (أش64: 63).

·
كان الناس عبيد لله فى العهد القديم0 وأيضا ما أكثر الأمثلة التى دعى فيها أبناء
الله عبيداً فى العهد الجديد حتى الآباء الرسل، وكل وكلاء الله على الأرض
والملائكة وكل الذين يخلصون ..

·
فى محاسبة أصحاب الوزنات، قال الرب فى هذا المثل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم.
فقال للذى أخذ الخمس وزنات: نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا فى القليل،
فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك. ونفس الكلمات قالها لصاحب الوزنتين (مت 25:
19 – 23)

 

 نلاحظ
هنا كلمتى عبد، وسيدك. وقد قيلت لأصحاب الوزنات.

أى
للخدام الكبار، أصحاب المواهب والمسئوليات، الأشخاص الناجحين فى خدمتهم الذين
نالوا تطويبا ومكافأة من الرب، ودخلوا إلى نعيمه الأبدى.

·
ولما تكلم الرب عن السهر والاستعداد، قال ” طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء
سيدهم يجدهم ساهرين ” (لو 12: 37) لاحظوا أن استخدم كلمة (عبيد) فقال له بطرس:
يارب ألنا قلت هذا المثل أم قلته للجميع أيضا؟ فأجاب الرب ” يا ترى من هو
الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم فى حينه. وبى لذلك
العبد الذى إذا جاء سيده يجده هكذا ” (لو 12: 41 – 43)

 

نلاحظ
هنا أن جميع المؤمنين دعوا عبيداً.

وحتى
الوكيل الحكيم الأمين دعى أيضا عبداً.

إن
إعتبارا أبناء فى العهد الجديد، لا تمنع كوننا عبيدا أيضا.

·
وقال السيد المسيح لتلاميذه: أنتم تدعونني معلماً وسيداً. وحسنا تقولون لأني أنا
كذلك ” (يو 13: 13). فنلاحظ أنه استخدم عبارة (سيد) حتي في مناسبة غسلة
لأرجلهم.

·
وقال لتلاميذه حينما اختارهم وأرسلهم: ” ليس التلميذ أفضل من المعلم، ولا
العبد أفضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه، والسيد كسيده. إن كانوا قد
لقبوا رب البيت بعلزبول. فكم بالحري أهل بيته؟! فلا تخافوهم.. ” (مت 10: 24-26).

·
نلاحظ هنا أنه إستخدم عبارتي عبد، وسيد. في الحديث مع الرسل، عن الرسل، علي الرغم
من البنوة والتلمذة والرسولية.

·
وقال الرب في سفر يوئيل النبي في النبوءة عن يوم الخمسين في العهد الجديد ” ويكون
في الأيام الأخيرة أنني أسكب من روحي علي كل بشر.. وعلي عبيدي أيضاً وأمائي، أسكب
من روحي في تلك الأيام، فيتنبأون
” (أع 2: 16 – 18) (يوئيل 2: 28، 29).

نلاحظ
أنه أطلق عبارتي عبيد وإماء، علي أولئك الذين يسكب عليهم من زوحه القدوس، فيتنبأون
ويعملون معجزات.

·
وفي العهد الجديد أيضاً،و في العصر الرسول، نجد أن المؤمنين ” رفعوا بنفس
واحدة صوتاً إلي الله وقالوا “.. امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة
” ” ولما صلوا تزعزع المكان ” (أع 4: 30، 31).

قالوا
للرب (عبيدك) عن الآباء الرسل الذين كانوا يبشرون.

*
نلاحظ أن القديس بولس الرسول كان يلقب نفسه بكلمة (عبد).

فيقول
” بولس عبد ليسوع المسيح، المدعو رسولاً المفرز لإنجيل الله ” (رو 1: 1)
” بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح إلي جميع القديسين في المسيح يسوع ”
(فى 1: 1) ” بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح ” (تى 1: 1).

·
وكبار القديسين والقديسات قال إنهم عبيد وإماء.

·
ويكفى أن السيدة العذراء قالت للملاك المبشر ” هوذا أنا أمة الرب، ليكن لى
كقولك (لو 1: 38) وسمعان الشيخ لما حمل الطفل يسوع، قال ” الأن يا سيدى تطلق
عبدك بسلام حسب قولك، لأن عينى قد أبصرتا خلاصك ” (لو 2: 29، 30)

·
وقال الرب فى سفر زكريا النبى ” كلامى وفرائضى التى أوصيت بها عبيدى الأنبياء
.. ” (زك 1: 6). فدعا الأنبياء عبيداً

·
ليس هذا فى العهد القديم فقط، بل أيضا سفر الرؤيا فى آخر العهد الجديد يبدأ بعبارة
” إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه الله إياه ليرى عبيده ما لابد أن يكون عن
قريب. وبينه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا “بيد ملاكه لعبده يوحنا. ”
(رؤ 1: 1) فالمؤمنين جميعاً لقبهم بكلمة (عبيد) وأيضا يوحنا الرسول الحبيب قال إنه
عبده يوحنا.

·
وجميع الأبرار الصالحين، قال لهم الرب كذلك أنتم أيضا متى فعلتم ما أمرتم به
فقولوا إننا عبيد بطالون ” (لو 17: 10)

·
إذن عبارة أطلقت على كل القديسين فى العهد القديم والحديث وحتى على الملائكة أيضا.

فنرى
أن الملاك العظيم فقى سفر الرؤيا الذى أراد يوحنا الرسول أن يسجد له، امتنع قائلاً
ليوحنا ” لا تفعل. أنا عبد معك ” (رؤ 19: 10) وقيل أيضا ” عرش الله
.. وعبيده يخدمونه ” (رؤ 22: 3)

كلنا
عبيد لله، لأنه هو خالقنا. على الرغم من كوننا أبناءه.

لا
تقل إذن إن البشر كانوا عبيداً فى العهد القديم، وصاروا أبناء فى العهد الجديد.
فهم فى العهدين كليهما عبيد وأبناء.

·
لا نستطيع أن نقول إن العهد القديم كان عهد عقوبة، بينما العهد الجديد هو عهد
الحنو. ففى العهدين توجد العقوبة والحنو.

حقاً
إنه العهد القديم حدث الطوفان (تك 6) ولكن حتى مع هذا الوفان من حنو الله، أبقى
لنا بقية فى أسرة نوح. كما أنه أقتم مع البشرية عهداً فى قوس قزح ألا يحدث الإقناء
مرة أخرى (تك 8: 13 – 15).

وفى
العهد القديم كان حرق سادوم. ولا ننسى بشاعة نجاسة أهل سادوم وشذوذهم الجنسى،
لدرجة أنهما أراداً أن يخئا إلى الملاكين (تك 19: 5 –8) ومع ذلك فمن حنو الله أنه
سمح لبراهيم أن يناقشه فى الأمر وقبل الرب وساطته فلما قال ابراهيم ” عسى أن
يوجد هناك عشرة (أبرار) فقال الرب: لا أهلك المدينة لأجل العشرة (تك 18: 22) ومن
حنو الله فى قصة سادوم أنه أنقذ منها لوطا وبنتيه.

·
نقطة أخرى لا ننساها فى العهد القديم، وهو انتشار الوثنية. فكان بقاء عابدى
الأصنام معناه بقاء عبادة الأصنام وبقاء الوثنية.

و
مع ذلك لما عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي أثناء وجود موسي مع الله علي الجبل،
وأراد الله افناءهم.. بلغ من حنوه أنه قبل شفاعة موسي النبي فيهم ولم يفنهم (خر 32:
7 – 14).

و
يعوزنا الوقت إن تتعبنا العقوبات في العهد القديم وأسبابها …

·
غير أننا نقول إن هناك عقوبات في العهد الجديد أيضاً.

·
ومن عقوبات الرب في العهد الجديد، قوله في العظة علي الجبل ” ومن قال يا أحمق،
يكون مستوجب نار جهنم ” (مت 5: 22).

·
ومنها قول الرب ” يا أورشليم يا أورشليم ياقاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين
إليها: كم مرة أردت.. ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً (مت27: 23،28).

·
وقوله لبرس الرسول لما استحى من أن يغسل الرب رجليه: إن لم أغسلك، لا يكون لك معى
نصيب (يو8: 13) أى أن يفقد نصيبه الأبدى لمجرد هذا الخطأ .. كذلك انتهاره له يقوله
اذهب عنى ياشيطان .. أنت معثرة لى (مت23: 16).

·
ومن عقوبات العهد الجديد: الحكم على حنانيا وسفيرا بالموت، لما اختلسا جزءا من
مالهما وأنكرا. ولم يعهما برس الرسول فرصة للتوبة (أع5). لذلك قيل فصار خوف عظيم
على جميع الكنيسة، على جميع الذين سمعوا بذلك (أع11: 5).

·
كذلك العقوبة التى أوقعها بولس الرسول على خائ كورنثونس بأن يسلم مثل هذا للشيان
لإهلاك الجسد لتخلص الروح فى يوم الرب (1كو5: 5). ولو أنه عفا عنه فى رسالته
الثانية.

·
ومن عقوبات العهد الجديد، ما ورد فى سفر الرؤيا عما يحدث فى أواخر الأيام، حينما
يبوق الملائكة السبع (رؤ9: 8). وما يحدث لما يسكب الملائكة جاماتهم (رؤ16). وكذلك
دينونة المدينة العظيمة بابل (رؤ18).

وأخيراً
البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، وهى ليست تتبع العهد القديم فى شئ.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى