علم التاريخ

(ط) الثورة المكابية بقيادة أرسطوبولس الثاني (67-63 ق



(ط) الثورة المكابية بقيادة أرسطوبولس الثاني (67-63 ق

(ط) الثورة المكابية بقيادة
أرسطوبولس الثاني (6763 ق.م):

كان
المفروض بعد موت ألكسندرا أن يتولَّى هركانوس الثاني ابنها الأكبر الحكم رسمياً، ولكن أرسطوبولس جرَّد جيشاً على أخيه الأكبر
والتحم معه في أريحا. فانهزم هركانوس أمام أخيه
الأصغر بسبب موالاة الجنود
لأرسطوبولس، وهرب هركانوس إلى أُورشليم فتتبعه
أخوه وأجبره على التسليم، ثم أطلق سراحه
على شرط التنازل عن الملوكية ورئاسة الكهنوت. فتمَّ
لأرسطوبولس كل ما كان يتمناه منذ موت أبيه فترأس المملكة والكهنوت([1]).

بيد
أنه كان هناك عدو لأرسطوبولس يتربَّص له وهو والي أدومية واسمه أنتيباتر أو
(أنتيباس) وهو أبو هيرودس الكبير المزمع أن يلعب دوراً كبيراً في اليهودية. وكان
أنتيباس صديقاً لهركانوس الأخ الأكبر لأرسطوبولس كما كان صديقاً للملك العربي
أريتاس الثالث ملك النباطيين الذي كانت قاعدة ملكه بترا (البطراء)، لأن امرأة أنتيباس
مع أنها كانت يهودية إلاَّ أنها كانت ذات صلة بالعائلة العربية الحاكمة في بترا([2]).

وبذلك
اتفق أنتيباس مع هركانوس ونزلا معاً إلى بترا وعقدا معاهدة مع أريتاس الثالث،
وتقدما معاً لمحاربة أرسطوبولس وهزماه، فهرب واعتصم في أُورشليم حيث حاصره جيش
أريتاس مع هركانوس. وبينما الحرب دائرة كان بومبي القائد الروماني يزحف
بجيشه ناحية سوريا بعد غزوه أسِيَّا الصغرى وأرمينيا سنة 64 ق.م. وأرسل قائده
“سكاوروس” لاستطلاع اليهودية وحسم النزاع بين الأخين المتنازعين والاستفادة من
الموقف. وقد انحاز سكاوروس أولاً لأرسطوبولس وألزم محاصريه أن يفكوا الحصار عنه.
ولكن أرسطوبولس لم يكتفِ بذلك بل خرج من أُورشليم بعد فك الحصار وتابع أعداءه حتى
وصلوا أدومية وهناك هزمهم بشدة([3])،
وكان بومبي قد وصل دمشق سنة 63 ق.م، فصعد إليه هركانوس وأرسطوبولس وكل منهما يُريد
أن يستميله إليه ولكن بومبي انحاز إلى هركانوس وبعد عدة مواقع ضد أرسطوبولس حاصره
أخيراً في أورشليم ودام الحصار ثلاثة أشهر ثم انهارت المقاومة، وذبح اثني عشر
ألفاً من اليهود، ودخل بومبي الهيكل وتجرأ ودخل قدس الأقداس([4])
ولكن استمرت العبادة كما هي بعد ذلك.

 

ومنذ
ذلك الحين دخلت اليهودية تحت الجزية الرومانية.

وأُضيفت
اليهودية إلى إقليم سوريا بعد أن انسلخت منها مدن الساحل وبلاد السامرة وكل المدن
العربية شرق الأُردن، ولكن ظل يتبعها إقليم الجليل وأدومية وبيريه. وفقدت مظهرها
السياسي كمملكة، وفقد هركانوس لقب ملك إذ أقامه
بومبي للإشراف “مديراً” لمقاطعة اليهودية ورئيساً للكهنة على أن
يقوم بدفع
جزية سنوية لروما، وحمل بومبي أرسطوبولس هو وعائلته وأرسله إلى روما، ولكن ابنه
الأكبر اسكندر هرب من السفينة أثناء الطريق وعاد إلى وطنه.

وباتصال
اليهودية بروما بدأت عصراً جديداً مختلفاً في العلائق والمعاملات عن باقي العصور
السالفة، فإن كانت قد بلغت درجة كبيرة من الاتضاع وفقدت كافة اتساعها وامتداداتها
الخارجية عن حدودها الأصلية، إلاَّ أنها بدأت تنعم بحرية دينية كاملة.

وبقي هركانوس (الثاني) كما هو يحكم اليهودية تحت الجزية
الرومانية، ولكن في الحقيقة كانت القوة المحركة والمدبِّرة لهركانوس هو “أنتيباس”
والي أدومية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى