صيغة ايمان مجمع سيرميوم الثانى (357)

صيغة
ايمان مجمع سيرميوم الثانى (357)

من
الواضح انه يوجد اله واحد ضابط الكل واب، كما يؤمن العالم جميعه، ابنه الوحيد يسوع
المسيح، ربنا وفادينا ومخلصنا، المولود من الاب قبل الدهور. لكن يجب الا نعلم
اطلاقا بوجود الهين، لان الرب نفسه قال ” انى صاعد الى ابى وابيكم، والهى
والهكم ” 118. لهذا واحد هو اله الجميع، كما علم الرسول: ” أو يكون الله
اله اليهود وحدهم؟ اما هو اله الوثنيين ايضا؟ بلى، هو اله الثنيين أيضا، لان الله
احد، بالايمان يبرر المختون، وبالايمان يبرر الاقلف “119. وقد اتفق ايضا حول
المواضيع الاخرى، وليس هناك من اختلاف.

أما
بالنسبة للامر الذى يقلق الكثيرين حول الجوهر، الذى يقال باليونانية ” اوسيا
“، أى بالنسبة ” للامووسيوس ” أو كذلك ” الاميوسيوس “،
يجب الا يذكرهما أحد، ولا يكرز بهما. لانهما غير موجودتين فى الكتاب المقدس،
ويتخطى العقل البشرى، ولا احد يمكنه شرح ولادة الابن، التى كتب عنها: ” ومن
يصف ولادته؟” 120، فمن الجلى ان الاب وحده، يعلم كيفية ولادة ابنه، ووحده
الابن يعلم كيفية ولادته من الاب.

فلا
شك حول ان الاب اعظم واكبر: لا احد يستطيع الشك، ان الاب اعظم من الابن فى الشرف
ةالكرامة، مجد والجلال، لان الابن يقول: ” الاب اعظم منى ” 121. ولا
يجهل احد ان الايمان القويم، يؤكد على وجود أقنومين، الاب والابن، وان الاب اعظم،
بينما الابن أدنى منه، وخاضع له، مع كل ما أخضعه الاب له (الابن) 122. الاب لا بدء
له، ولا مبدا له، غير مرئى، خالد، ممتع عن الالم. بينما الابن مولود من الاب، اله
من اله، نور من نور، ولا احد يعرف شيئا عن ولادته سوى ابيه.

اتخذ
ابن الله، ربنا والهنا، جسدا، كما كتب، من مريم العذراء كما بشر الملاك. وكما تعلم
الكتب المقدسة، وخاصة معلم الوثنيين، الرسول، فقد صار انسانا من مريم العذراء
وتالم به. هذه هى خلاصة وتثبيت الايمان كله، انه يجب الحفاظ دائما على الثالوث
تاما، كما نقرا فى الانجيل: ” اذهبوا وعمدوا كل الامم، باسم الاب والابن
والروح القدس “123.

.
عدد الثالوث كامل وتام. الروح القدس كان بواسطة الابن وأرسل حسب الموعد، واتى
ليعلم و يهذب، ويربى ويقدس الرسل والمؤمنين أجمعين. 124