اللاهوت الدفاعي

سؤال (6):



سؤال (6):

سؤال (6):

هل من اللائق أن
يقول صموئيل النبى لشاول طالما أنه مرسل من الله كلمة أقلقتنى؟ وهل هى تعنى التذمر
على الله نفسة؟

الإجابة:

          مردود الكلمة ليس فية صفة تذمر على الرب،
بل هو غضب على شاول، والقلق مرتبط بأن الأمر خطير، فصموئيل يعرف أن الرب قد رفض
شاول، ثم أن الكلمة قد تحمل تأمل فى مراحم الله وطول أناته وصبرة على عصيان شاول،
وللتوضيح أكثر نورد هنا ما جاء فى سفر الرؤيا على لسان نفوس الشهداء الذين قُتلوا
من أجل إسم المسيح:

+ (الرؤيا 6 : 6-10) “9 ولما فتح الختم الخامس، رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة
الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم. 10 وصرخوا بصوت عظيم قائلين: «
حتى متى أيها السيد القدوس والحق، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟

          هل هذا كان تذمر منهم؟ أن الرب لم ينتقم
لدمائهم، وأن دمائهم ذهبت هدر، حاشاً لنا أن نقول ذلك، بل أن المعنى يقول، كم هى
طول أناتك وصبرك أيها السيد القدوس على سافكى دماء الشهداء والأبرار، ألم يكن
هابيل البار أحد هؤلاء الشهداء؟، وصوت دمة يصرخ إلى الرب من الأرض، أليس هابيل
البار يقول للرب أيضاً حتى متى يارب لا تقضى وتنتقم لدمى من أخى قايين؟. ولكن
بمجرد قول قايين للرب ذنبى أعظم من أن يحتمل وإعترف بخطيئتة، وخاف أن كل من وجده
يقتلة، أعطاة الرب علامة لكى لا يقتلة كل من وجده.

+ (التكوين 4 : 9-13) “9 فقال الرب لقايين: «اين هابيل اخوك؟» فقال: «لا اعلم! احارس انا لاخي؟» 10
فقال: «ماذا فعلت؟ صوت دم اخيك صارخ الي من الارض. 11 فالان ملعون انت من الارض
التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك!. 12 متى عملت الارض لا تعود تعطيك قوتها.
تائها وهاربا تكون في الارض». 13 فقال قايين للرب: «ذنبي اعظم من ان يحتمل. 14 انك
قد طردتني اليوم عن وجه الارض ومن وجهك اختفي واكون تائها وهاربا في الارض فيكون
كل من وجدني يقتلني». 15 فقال له الرب: «لذلك كل من قتل قايين فسبعة اضعاف ينتقم
منه». وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده
“.

          الأمر الآخر أن العلاقة بين الأنبياء
والرب، لا يسعنا أن نتخيل كم هو عمق جوهرها ومداها، فهؤلاء الناس سموا بأرواحهم مع
الله، وعلم الله وحكمتة ليس لنا أن نطلع عليها، ونحن كبشر تحت الضعف، لم نصل بعد
إلى تلك القامة الروحية السمائية السامية والعالية جداً، فهذا صموئيل النبى الذى
وصلت بها القداسة والسمو الروحى أن يقول عنه الكتاب المقدس أنه كان يتكلم فى أذنى
الرب!!! “
فسمع صموئيل كل كلام الشعب وتكلم به في اذني الرب” (صموئيل الأول 8 : 21).

فلا يمكننا الحكم
أبداً على صموئيل النبى العظيم بقولة لشاول (أقلقتنى)، أن هذا يعنى تذمر على الله.
بل بالعكس فقد كان قلق صموئيل هنا يحمل غيرة إلهية على شعب الرب، وإن الأمر الذى
جاء من أجلة خطير، لقد جاء صموئيل فى معقل الشيطان ليسحق الشيطان نفسة ويمنع حجر
عثرة كبير كان ممكن أن يتأذى شعب الله منة، لولا عرف الشعب الحقيقة، وعرف أن ملكهم
خرج من دار العرافة ساقطاً مخذولاً.

ولنذهب لأبعد من
ذلك، لو كان صموئيل النبى فى الجسد لكان لنا أن نتوقف عند هذه الكلمة قليلاً،
ولكنة آنذاك كان روحاً، فهل تتذمر أرواح الملائكة وأرواح الأبرار على الله حاشاً،
لقد تذمرت طغمة واحدة من الملائكة قديماً على الله فكان مصيرها السقوط والهلاك
الأبدى، إنهم إبليس وجنودة. أما الملائكة الأبرار والقديسين فهذا نوع أخر من
التعامل بينهم وبين الله، لم نصل إلية بعد.

وهنا سوف نعطى بعض
الأمثلة:

1- موسى النبى: لا يوجد مثل موسى النبى كان كليماً لله، بل وكان يجادل مع الله بطريقة
تدعو للعجب!!!، فكان يقول للرب لماذا أسأت لى!!!؟ ومرة أخرى لماذا أسأت إلى
الشعب!!!؟ بل ولماذا أرسلتنى!!!؟ وعندما سمع الشعب يبكى والرب غاضب عليهم، تعاطف
موسى مع الشعب وساء ذلك فى عينة من الرب!!!، بل وصل الأمر بموسى النبى أن يطلب من
الرب أن يرجع عن حمو غضبة!!! ويندم على الشر الذى هو فاعلة بشعب إسرائيل!!!

+ (الخروج 5 : 22) فرجع
موسى الى الرب وقال يا سيد لماذا أسات إلى هذا الشعب لماذا أرسلتني؟

+
(الخروج 32 : 11)
فتضرع موسى امام الرب الهه وقال: «لماذا يا
رب يحمى غضبك على شعبك الذي اخرجته من ارض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة؟

+ (الخروج 32 : 12) إرجع
عن حمو غضبك وإندم على الشر بشعبك

+ (العدد 11 : 10) فلما
سمع موسى الشعب يبكون بعشائرهم كل واحد في باب خيمته وحمي غضب الرب جدا ساء ذلك في
عيني موسى

+ (العدد 11 : 11) فقال
موسى للرب لماذا اسات الى عبدك؟

2- يشوع بن نون: يعاتب الرب بعد أن عبر هو والشعب نهر الأردن، بل ويقول له هل جعلتنا نعبر
نهر الأردن حتى تدفعنا إلى يد أعدائنا؟!!!

+ (يشوع 7 : 7) وقال
يشوع اه يا سيد الرب لماذا عبرت هذا الشعب الاردن تعبيرا لكي تدفعنا الى يد
الاموريين ليبيدونا ليتنا ارتضينا وسكنا في عبر الاردن

3- داود النبى: عندما رأى عزا الثيران التى تحمل تابوت العهد سوف تميل به، مد يده ليسند
تابوب العهد، ظناً منه أن سيقع، فحمى غضب الرب علية ومات فى الحال، فإغتاظ داود من
الرب، وكأنة يقول له، ما ذنب هذا الإنسان الذى خاف على تابوتك؟ أهل يكون جزاءة أن
تحكم بموتة فى الحال؟ (ولكن الموضوع ليس كذلك فإن عزا تعامل مع الله كإنة مجرد
تابوت خشبى ولما رأى التابوت يميل سارع بإسنادة، حسب عقلة البشرى الضعيف، ولكنة لو
كان يعرف بالإيمان من هو يهوة إلة إسرائيل الذى تذوب الجبال لسماع إسمة ما كان له
أن يفعل ذلك).

+ (أخبار الأيام الأول 13 : 10-11) 10 فحمي غضب الرب على عزا وضربه من اجل انه مد يده الى التابوت فمات هناك
امام الله. 11 فاغتاظ داود لان الرب اقتحم عزا اقتحاما وسمى ذلك الموضع فارص عزا
الى هذا اليوم

4-
إيليا النبى
: عندما مات إبن أرملة بيت صرفة التى كان مقيماً
عندها إيليا النبى، صرخ للرب قائلاً حتى المرأة الأرملة التى تعولنى تقوم بالإساءة
إليها وتميت إبنها:

+ (الملوك الأول 17 : 20) وصرخ
الى الرب وقال ايها الرب الهي أأيضاً إلى الارملة التي انا نازل عندها قد أسات بإماتتك
ابنها

          لم يكن يعلم إيليا حكمة الرب فى ذلك،
فالمرأة الأرملة تعلم قبل أن تراه إنه رجل الله، وبكلمة منه منع الله المطر، ولما
كان مقيماً عندها، رأت معجزة الرب على يدية، بأن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت
لا ينقص، حتى يعطي الرب مطراً على وجه الأرض، ولما مات إبنها قالت لإيليا هل جئت
إلى هنا لتذكرنى بأحزانى حتى إبنى الوحيد مات عند قدومك، لم يستطع إيليا سماع تلك
الكلمة وكأن وجودة عندها جلب لها الخراب وكان سبب موت الولد، فقال لها: أعطيني
ابنك. وأخذه من حضنها وصعد به إلى العلية التي كان مقيماً بها، وأضجعه على سريره، وصرخ
إلى الرب: أيها الرب إلهي، أأيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك
ابنها؟ وصرخ إلى الرب: يا رب إلهي، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه. فسمع الرب لصوت
إيليا، فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش. فأخذ إيليا الولد ونزل به من العلية إلى
البيت ودفعه لأمه. وقال إيليا: أنظرى. ابنك حي!. فقالت المرأة لإيليا:
هذا الوقت علمت أنك رجل الله، وأن كلام الرب في فمك” (الملوك الأول 17 : 18-24). كانت المرأة تقول
عن إيليا فى قرارة نفسها إنه رجل الله لأنها علمت عنه بالسمع أنه أوقف المطر، كما
علمت عنه بالنظر، ورأت بعينها كوار الدقيق الذى لا يفرغ وكوز الزيت الذى لا ينقص، ولكن
عند قيامة إبنها من الموت بقوة رب الجنود، فى هذا الوقت!! ووقتها فقط أمنت بالحق
أنه هو رجل الله.

5- يونان النبى: نرى يونان النبى فى موقف غريب، قد يدعونا إلى الإندهاش تارة، أو إلى الضحك
منه تارة أخرى، فماذا فعل يونان؟. عندما رأى الرب أن أهل نينوى قد تابوا ورجعوا عن
خطاياهم، لم يهلكهم بل أن الكتاب يقول:
“ندم الله على
الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه”
(يونان 3 : 10)، فما كأن من يونان النبى أن يغتم ويغتاظ غيظاً شديداً من
الله: “
فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ” (يونان 4 : 1). وكأنه يقول للرب إذا لماذا أرسلتنى لأهل نينوى طالما
أنت صفحت عنهم، وتعرضت حياتى للخطر والموت مراراً بسبب ذلك، وإبتلعنى الحوت وكدت
أن أفقد حياتى، ولكن لا أحد يعرف أحكام الله، وما كان ليونان النبى ولا نحن أن
نعلم أن ما فعلة الرب مع يونان وأهل نينوى، هى نبؤة بخلاص البشرية كلها، فكما كان
يونان النبى فى جوف الحوت ثلاث أيام وثلاث ليال، ونزل إلى قاع البحر وخرج ليحمل
بشارة الخلاص إلى أهل نينوى، هكذا كان السيد المسيح فى جوف القبر ثلاث أيام وثلاث
ليال ونزل إلى قاع الهاوية، وقام ومعة بشارة الخلاص العظيم لكل البشرية: “
لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن
الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال
” (متى 12 : 40).

6- ملاك الرب: قال الملاك للرب حتى متى لا ترحم أورشليم؟

+ (زكريا 1 : 12) فاجاب
ملاك الرب وقال يا رب الجنود الى متى انت لا ترحم اورشليم ومدن يهوذا التي غضبت
عليها هذه السبعين سنة

فهل هذا كان تذمر
من الملاك، أم أن الملاك كان يسأل الرب؟

+ (زكريا 1 : 13) فأجاب
الرب الملاك الذي كلمني بكلام طيب وكلام تعزية

7- الملاك جبرائيل: عندما ظهر الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن يبشرة بولادة يوحنا المعمدان،
ومجرد أن زكريا قال له كيف يكون لى ولد وأنا رجل شيخ عجوز، وزوجتى أليصابات عاقر،
فما كان من جبرائيل أن عاقبة بأنه سوف يكون صامتاً لا يتكلم حتى ولادة يوحنا.

+ (لوقا 1 : 20) وها
انت تكون صامتا ولا تقدر ان تتكلم الى اليوم الذي يكون فيه هذا لانك لم تصدق كلامي
الذي سيتم في وقته

فهل غضب الملاك
جبرائيل لنفسة لان زكريا لم يصدق كلامة؟ أم أنه لم يصدق كلام الله؟ وهل تصرف
الملاك جبرائيل يعتبر تذمراً نحو الله، بالطبع حاشا لنا أن نقول كل هذا الكلام،
ولكن لتقريب الصورة عن طبيعة العلاقة بين الله وبين قديسية.

والآن بعد كل هذا،
هل كلمة أقلقتنى التى قالها صموئيل النبى لشاول تضاهى شيئاً من كل ماسبق؟، على
إفتراض أنها تحمل المعنى الحرفى البحت لكلمة تذمر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى