اللاهوت الدفاعي

الفصل الثاني عشر



الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر

شهادة القرآن لوجود
التوراة والإنجيل بين يدي نبي المسلمين

 

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ

 وَمُهَيْمِنًا
عَلَيْهِ

” (المائدة: 48).

 يستخدم القرآن ويكرر عبارة ” الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
“، و ” مصدقا لما بين يديه “، و “ مُصَدِّقُ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
“، و ” تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ
“، و “ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ “، و “
مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ
“، عن وجود التوراة والمزامير (الزبور)
والإنجيل بين يدي نبي المسلمين وبين يدي اليهود والنصارى في أيامه، وأن القرآن جاء
مصدقاً بها وشاهداً لها ومهيمناً عليها، وهذا يؤكد على حقيقة جوهرية لا مفر منها
وهي أن هذه الكتب كانت سليمة في أيامه وبين يديه ولم يصبها أي نوع من التحريف:

(1)
” وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي
بَيْنَ يَدَيْهِ
” (التوراة والإنجيل) ” (سبأ: 31). وعبارة
بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ” تؤكد وجود التوراة
والإنجيل بين يديه، أي معه، مع نبي المسلمين!!

& قال الجلالين ” ولا
بالذي بين يديه ” أي تقدمه كالتوراة والإنجيل الدالين على البعث لإنكارهم
له
.

& وقال الطبري ” لن نؤمن
بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ” قال المشركون: لن نؤمن بهذا
القرآن، ولا بالذي بين يديه من الكتب والأنبياء “.

 &وقال
القرطبي” قال المشركون: لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي أنزل قبله من
التوراة والإنجيل بل نكفر بالجميع
“.

& وقال السيوطي في الدر
المنثور ” ولا بالذي بين يديه ” قال: التوراة والإنجيل “.
وجاء في تفسير الجلالين ” لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه أي
تقدمه كالتوراة والإنجيل الدالين على البعث
“.

 (2)
” قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ
بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى
وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ” (البقرة: 97).

وعبارة
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ” تأكيد لوجود هذه
الأسفار معه ومع معاصريه.

(3)
” نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ
” (آل عمران: 3)(
ù).

& وجاء في مختصر تفسير ابن
كثير ” وقوله: ” مصدقا لما بين يديهأي من
الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد اللّه والأنبياء
“.

(4)
” وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ
” (المائدة:
48).

& وقال الجلالين ” مصدقا
لما بين يديه ” قبله ” من الكتاب ومهيمناشاهدا
” عليه ” والكتاب بمعنى الكتب “.

& وقال الطبري ” مصدقا
لهذه الكتب وأمينا عليها
. وسئل عنها عكرمة وأنا أسمع، فقال: مؤتمنا
عليه
“.

& جاء في الدر المنثور ”
عن ابن عباس في قوله ” ومهيمنا عليه ” قال: مؤتمنا عليه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ” ومهيمنا
عليه
” قال: المهيمن الأمين، والقرآن أمين على كل كتاب قبله
“.

& وجاء في صحيح البخاري باب
تفسير سورة المائدة ” مصدقاموافقا لما فيها

من أصول
العقيدة والعبادة والتشريع والأخلاق
. ” لما بين يديه
من الكتاب
لما نزل قبله من كتب سماوية وشرائع إلهية. ”
مهيمنا عليه ” حاكما عليه وشاهدا بالصحة والثبات، أو التحريف والتبديل
والاختلاق
“.

(5)
” وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ
” (الأنعام: 92).

& قال القرطبي ” مصدق
الذي بين يديه
أي من الكتب المنزلة قبله، فإنه يوافقها في نفي
الشرك وإثبات التوحيد
“. وأيضاً ” مصدق الذي بين يديه
” يقول: صدق هذا الكتاب ما قبله من كتب الله التي أنزلها على أنبيائه
قبلك، لم يخالفها ولا بنبأ، وهو معنى ” نورا وهدى للناس “، يقول: هو
الذي أنزل إليك يا محمد هذا الكتاب مباركا مصدقا كتاب موسى وعيسى وغير ذلك من
كتب الله
“.

 وتتكرر
عبارات ” تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ “ و “
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
” دلالة على وجود التوراة وزبور
(مزامير) داود بين يدي نبي المسلمين ومع اليهود والنصارى وأنه جاء مصدقا بها ولها
بل ومهميناً وأمينا عليها!! مما يدل على أنها كانت صحيحة وسالمة، بين يديه، ولم
يتطرق إليها أي نوع من التحريف الفعلي، أي، التغيير أو التبديل أو الحذف أو
الإضافة 00 الخ

(6)
أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ (اليهود
والنصارى) مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
” (الأنعام: 156).

& قال ابن كثير ” قال ابن جرير معناه وهذا كتاب أنزلناه لئلا
تقولوا ” إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ” يعني لينقطع
عذركم … وقوله تعالى ” على طائفتين من قبلنا ” قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هم اليهود والنصارى
وكذا قال مجاهد والسدي وقتادة وغير واحد وقوله ” وإن كنا عن دراستهم
لغافلين
” أي وما كنا نفهم ما يقولون لأنهم ليسوا بلساننا ونحن في غفلة
وشغل مع ذلك عما هم فيه “.

& وقال القرطبي ” وقال
الفراء والكسائي: المعنى فاتقوا أن تقولوا يا أهل مكة. ” إنما أنزل الكتاب
أي التوراة والإنجيل. ” على طائفتين من قبلنا ” أي
على اليهود والنصارى
، ولم ينزل علينا كتاب. ” وإن كنا عن دراستهم
لغافلين ” أي عن تلاوة كتبهم وعن لغاتهم “.

& وجاء في الدر المنثور ”
عن ابن عباس في قوله ” على طائفتين من قبلنا ” قال: هم
اليهود والنصارى
” وإن كنا عن دراستهم ” قال: تلاوتهم
.

& وقال الطبري ” عن ابن
عباس، قوله: ” أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ” وهم
اليهود والنصارى
“.

& وجاء في مغني المحتاج للخطيب
الشربيني ” أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ” والأولى
اشتق اسمها من يهود بن يعقوب والثانية من ناصرة قرية بالشام كان مبدأ دين النصارى
منها
“.

(7)
وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ
مُصَدِّقٌ
(
…) لِسَاناً
عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ”
(الأحقاف: 12).

& قال ابن كثير ” ثم قال
تعالى ” ومن قبله كتاب موسى ” وهو التوراة ” إماما
ورحمة ” وهذا كتاب ” يعني القرآن مصدق أي لما قبله من الكتب
“.

& وقال الجلالين ” ومن
قبله ” أي القرآن ” كتاب موسى ” أي التوراة ” إماما ورحمة
” للمؤمنين به حالان ” وهذا ” أي القرآن ” كتاب مصدق ” للكتب
قبله
” لسانا عربيا ” حال من الضمير في مصدق “.

& جاء في القرطبي ” قوله
تعالى: ” ومن قبله ” أي ومن قبل القرآن ” كتاب موسى” أي
التوراة ” إماما ” يقتدى بما فيه. و” إماما ” نصب على الحال،
لأن المعنى: وتقدمه كتاب موسى إماما. ” ورحمة ” معطوف عليه
.

 مما سبق من
آيات يتبين لنا
أن
التوراة والإنجيل كانا بين يدي نبي المسلمين وشهد القرآن بأنهما كتابان صحيحان
منزلان من عند الله، كما يقول أنه، القرآن، جاء مصدقاً لهما ولكي يحافظ عليهما
ويهيمن عليهما جاء مؤيدا لهما، بل ويفصّل توراة موسى ويشرح التوراة والإنجيل!!
ويؤكد إن وعد الله حق
في
التوراة والإنجيل والقرآن، ومن ثم لا يمكن أن يتغيرا أو يتبدلا أو يحرفا كما
يزعم البعض.

والسؤال هنا
هو ؛ لو كان الكتابان، التوراة والإنجيل، محرفين، فهل كان القرآن يشهد لهما بهذه
الصورة؟ وهل كان يقول أنه جاء مصدقاً لهما؟ وهل كان يكرر عبارات مصدق لما معه أو
لما معكم أو لما معهم أو لما بين يديه؟

والإجابة هي
كلا بل ومستحيل!!



(ù)
” وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ” (التوراة والإنجيل) إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ
لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ” (فاطر: 31).
” وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ
يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ
تَصْدِيقَ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل) وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ
فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” (يونس: 37). ” مَا كَانَ (القرآن)
حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (التوراة والإنجيل)
وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ” (يوسف : 111). (6) ” وَمَا كَانَ هَذَا
الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي
بَيْنَ يَدَيْهِ
وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ” (يونس: 37).

 

(…) أنظر أيضاً ” وَلَمَّا
جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ 000
” (البقرة:89). ” وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ
لِمَا مَعَهُمْ
000 ” (البقرة:101). ” 000 ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ
لِمَا مَعَكُمْ
000 ” (آل عمران:81). ” وَهَذَا كِتَابٌ
أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ 000 ”
(الأنعام:92). ” وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ
يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ
وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا
كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
(التوراة)
يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ” (الأحقاف
29 و30). ” وَإِذَا قِيلَ
لَهُمْ
آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا
وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً
لِمَا مَعَهُمْ (التوراة)

” (البقرة:91). ” نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقاً
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ
هُدىً لِلنَّاسِ ” (آل عمران:3 و4). ” وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (يا محمد)
الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ (التوراة
والإنجيل) وَمُهَيْمِناً
عَلَيْهِ ” (المائدة:48). ” وَآمِنُوا
بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ
كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ
فَاتَّقُونِي ” (البقرة: 41). ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ
مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا
لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ” (النساء:
47).

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى