اللاهوت الدستوري

رسالة اوسابيوس القيصرى الى كنيسته حول رمز نيقية



رسالة اوسابيوس القيصرى الى كنيسته حول رمز نيقية

رسالة
اوسابيوس القيصرى الى كنيسته حول رمز نيقية

ان
الذى حدده مجمع نيقية الكبير حول ايمان الكنيسة، من الطبيعى انكم انتم ايضا، ايها
الاعزاء، قد وصلكم من مصادر اخرى، لان الاشاعات عادة تسبق المعلومات الصحيحة حول
الاحداث. لكى، بمثل هذه الثرثرات والشائعات، لا تبلغكم الحقيقة على وجه مختلف،
وجدت من الضرورى،ان ارسل اليكم قبل كل شى، نص الايمان الذى قدمته، ثم نص الايمان
الذى اعلن، بعد ادخال بعض الاضافات على كلماتنا. والنصى الذى قدمته، وتلى بحضور
امبراطورنا الحسن العبادة واعترف به، انه لائق وجيدا، هذا فحواه:

كما
استلمنا من الاساقفة الذين سبقونا، وفى تعليمنا الاول، وعندما تعمدنا، وكما تعلمنا
من الكتب المقدسة، ومثلما امنا وعلمنا، سواء عندما كنا كهنة ام لساقفة، كذلك نؤمن
الان ونقدم لكم ايماننا. هذا هو:

نؤمن
باله واحد،

اب
ضابط الكل،

 خالق
كل ما يرى وما لا يرى،

وبرب
واحد يسوع المسيح، كلمة الله،

اله
من اله،

نولا
من نور،

حياة
من حياة،

الابن
الوحيد،

بكر
الخليقة كلها،

المولود
من الاب قبل كل الدهور،

الذى
به كان كل شى،

الذى
تجسد من اجل خلاصنا،

وعاش
بيننا،

وتالم،

وقام
فى اليوم الثالث،

وصعد
الى الاب،

وسياتى
بمجد ليدين الاحياء والاموات

.نؤمن
ايضا بالروح القدس،

نؤمن
ان كل واحد منهم كائن وموجود،

الاب
حقا اب،

والابن
حقا ابن،

والروح
القدس حقا روح قدس،

كما
قال ربنا، عندما ارسل تلاميذه ليبشروا بالانجيل:


اذهبوا وعلموا كل الامم معمدين اياهم باسم الاب والابن والروح القدس”62.

واكدنا
هذه الافكار حول هذه المواضيع، منذ زمن بعيد، واننا ثابتون على هذا الايمان حتى
الموت، وندين كفر الهراطقة كله. ونشهد حقيقة امام الله الضابط الكل، وامام ربنا
يسوع المسيح، اننا اعتقدنا هكذا دائما بالقلب والنفس، منذ ان عرفنا انفسنا ؛ واننا
نعتقد به ونؤكده الان، قادرين على ان نظهر لكم ببراهين وتقنعكم، اننا هكذا امنا
وعلمنا فى الماضى.

بعد
ان عرضت اعتراف الايمان هذا، لم يتسن لاحد التصدى له، وكان امبراطورنا الحسن
العبادة، اول من افاد انه سديد وصحيح تماما. واعلن انه هو نفسه يعتقد هكذا، ودعا
الجميع للموافقة والتصديق عليه، ولقبول تعليمه والاتفاق عليه، مضيفا فقط لفظ
” الاومووسيوس “، الذى فسره هو نفسه: ” الابن مساو فى الجوهر ليس
كما يحدث للاجسام، وانه ليس بالانقسام، ولم ياخذ كيانه من اى انشقاق من الاب. لان
الطبيعة اللامادية والعقلانية واللاجسدية، غير معرضة لما يحدث للاجسام ؛ ويجب
الاعتقاد بهذا، بالاعتماد على الكلمات الالهية والسرية “. وقد اعطانا
الامبراطور الجزيل الحكمة والورع هذه الشروحات. ولكنه، بحجة اضافة ” مساو فى
الجوهر ” فقد وضعوا هذا النص:

نؤمن
باله واحد،

أب
ضابط الكل،

خالق
كل ما يرى وما لا يرى ؛

وبرب
واحد يسوع المسيح،

ابن
الله الوحيد،

المولود
من الأب،

اى
جوهر الأب،

اله
من اله،

نور
من نور،

اله
حق من اله حق،

مولود
غير مخلوق،

مساو
للاب فى الجوهر،

الذى
به كان كل شى،

مما
فى السماء وعلى الأرض ؛

الذى
من اجلنا نحن البشر،

ومن
اجل خلاصنا،

نزل
من السماء،

وتجسد
وتأنس،

وتألم،

وقام
فى اليوم الثالث،

 وصعد
الى السماء،

وسياتى
ليدين الأحياء والأموات،

وبالروح
القدس.

وكل
من يقول:

انه
كان ثمة وقت لم يكن فيه،

أو
انه لم يكن قبل ان يولد،

أو
انه خلق من العدم،

أو
انه من جوهر يختلف عن جوهر الأب، أو عن طبيعته

 أو
إن ابن الله مخلوق،

أو
انه عرضة للتغير أو للتبدل،

فالكنيسة
الرسولية الجامعة، تبسل أصحاب هذه الأقوال.

بعد
ان اقترحوا هذا النص، لم ندعهم دون فحص باى معنى يقولون ” من الجوهر الاب
” و ” مساو للاب فى الجوهر “. فكانت هناك اسئلة واجوبة، وقد فحصت
جيدا وبانتباه معانى هذه العبارت. بالنسبة الى ” من جوهر الاب “، فقد
صرحوا انها تشير بانه ياتى من الاب (اى ان الاب مصدره)، وليس انه موجوده كجزء من
الاب. وقد اعتقدت انه من الملائم، ان قبل هذا التفسير للايمان الاثوذكسى، الذى
يؤكد ان الابن خرج من الاب، ولكنه ليس جزءا من جوهره. لهذا وافقت على هذا التفسير
؛ ولم ارفض لفظة ” مساو فى الجوهر، لانه كان امام عيناى هدف السلام ووجوب عدم
ابتعاد عن التفسير القويم. وبالمعنى ذاته قبلت ” مولود غير مخلوق ”
لانهم قالوا ان تعبير ” مصنوع ” مشترك بين كل الخلائق التى خلقت بواسطة
الابن، الذى ليس لديه اى تشابه معهم. لهذا فهو غير مصنوع مشابه للمخلوقات التى
خلقت به، بل من جوهراسمى بالنسبة للمصنوعات، وان الكتب المقدسة تعلم ان
<جوهره> ولد من الاب، حتى ولو كانت كيفية الولادة لا تدركها ولا تستطيع
وصفها الطبيعة المخلوقة.

 كذلك
الامر، عندما اخذنا نفحص ونناقش تعبير ” الابن مساو للاب فى الجوهر “،
فاكدوا ان هذا ليس على صورة الاجسام، وغير مشابه اللكائنات الحية الفانية، ليس
بانقسام الجوهر ولا بانشقاقه، وبدون الم او تغير فى جوهر الاب وقدرته.

فطبيعة
الاب غير المولودة غريبة عن كل هذا. بينما تشير ” مساو للاب فى الجوهر
“، الى ان ابن الله غير مشابه للمخلوقات فى اى شى، بل على خلاف هذا، مشابه
للاب وحده الذى ولده، ولم يخرج من جوهر اخر او طبيعتة اخرى، بل من الاب. وبدا ان
الامبراطور قد وافق عليها، وقد اعطى بنفسه هذه التوضيحات، بما علمنا ان العديد من
الاساقفة المعلمين اللامعين والكتاب، قد استخدموا قديما، عبارة ” مساو للاب
فى الجوهر ” فى العقيدة حول الاب والابن.

بعدما
قيل هذا حول اعتراف الايمان، وافق عليه الجميع بعد فحص دقيق، حسب التصورات
المطروحة، التى فحصت بحضور الامبراطور الحسن العبادة، وتبين انها متطابقة مع
الشروحات التى قلت.

اما
بالنسبة للابسالات التى اضافوا الى اعتراف الايمان، فاعتبرها من غير ضرر، لانها
تمنع استعمال تعابير غير كتابية، التى بسببها ينشا فى كل مناسبة تقريبا، فوضى
وقلاقل فى الكنيسة. وبما انه لا يوجد فى كتاب من الكتب الملهمة الهيا،” من
العدم ” و” كان وقت لم يكن فيه ” وكل ما يليها، فليس من المحبذ
القول بها او تعليمها. فكنت موافقا مع الامبراطور الذى كان من هذا الراى، لانه لم
تستعمل عادة مثل هذه التعابير فى الازمنة السالفة. اضافة الى ذلك، لم يبدا انه فى
غير موضعه، ادانة تعبير ” لم يكن قبل ان يولد “، لان الجميع اتفقوا على
ان ابن الله، كان قبل ان يولد بالجسد. وكذلك فقد شرح امبراطورنا الحسن العبادة
بكلمته، ان الابن بحسب ولادته الالهية، كان قبل كل الدهور، لانه كان فى الاب
بالقوة بدون ولادة، قبل ان يولد بالفعل، لان الاب اب دائما، كما انه ملك دائما
ومخلص دائما، بحيث انه بالقوة، وانه دائما مساو لذاته.

لقد
شعرت انه من الضرورى، ايها الاعزاء، ان ارسل هذه الاخبار اليكم، لاوضح لكم اى عيار
اتخذت فى فحصى وموافقتى، وكيف اننى قاومت احيانا حتى اللحظة الاخيرة، عندما وجدت
صعوبات فى تعابير مكتوبة بصورة مختلفة وكيف قبلت احيانا دون اى صعوبة عبارات غير
مضرة، عندما فحصت التعابير بدقة وانتباه فرايت ان مفهومها متطابق مع ما اعترفت به
انا نفسى فى الصيغة التى قدمت أولا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى