مريم العذراء القديسة

حواء الجديدة



حواء الجديدة]]>

حواء الجديدة

إعتادتالكنيسة أن تلقب القديسة مريم أم جميع الأحياء وأم الحياة الجديدة وحواء الثانيةفإن كانت حواء قد فقدت المعنى اللائق بإسمها كأم كل حى، إذ خلال عصيانها جلبت علىاولادها الموت عوض الحياة وصارت أم كل ميت فإن إبنتها القديسة مريم قد إحتلت مركزهاخلال إيمانها وطاعتها وإتضاعها وهكذا صارت بالروح القدس أم الحياة تقدم لأبناء آدمشجرة الحياة ليأكلوا ويحيوا الى الآبد هذا وقد صارت القديسة مريم خلال سر التجسدأما لا للرأس فقط بل لأعضاء جسده السرى أيضاً كقول القديس أغسطينوس، وهكذا تقبلتأمومة جامعة الكنيسة. هذه العلاقة التى قامت بين حواء الجديدة وكل المؤمنين خلال التجسدقد أعلنت رسمياً بواسطة آدم الثانى وهو على الصليب، إذ قال لحواء الجديدة” ياإمرأة هوذا أبنك ” وقال لمؤمنيه “يا يوحنا هوذا أمك” خلال الصليب،فقبلنا حواؤنا الجديدة من يد الله.

لقدتقبلنا القديسة مريم حواؤنا الجديدة فنقول لانها مع آدم: المرأة التى أعطيتنىمعينة لى حواء الجديدة، اعطتنى لأكل من شجرة الحياة، اى من صليب أبنها.

وبعد خطيئةآدم وحوّاء، طردهما الله من الفردوس، أي إنّهما فقدا حياة النعمة. لكنّ اللهوعدهما بالخلاص، إذ قال للحيّة، رمز الشيطان والشرّ ورفض الله: “سأجعل عداوةبينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها. فهو يسحق رأسك، وأنت تصيبين عقبهبجروح” (تك 3: 15).

ينبئ النصّالكتابي بقيام عداوة بين نسل الحيّة ونسل حوّاء، أي بين “الشيطان”و”الإنسان”، ويلمّح إلى انتصار الإنسان في النهاية، وفي ذلك أوّل تبشيربالخلاص قبل بشارة الإنجيل. إنّ الترجمة اليونانيّة “السبعينيّة” تبتدئالجملة الأخيرة بضمير المذكّر، فيُنسَب ذلك الانتصار، لا إلى نسل المرأة بوجه عامّ،بل إلى أحد أبناء تلك المرأة، لا إلى الجماعة البشريّة، بل إلى فرد من تلك الجماعة.ومن هنا انطلق التفسير الماسيوي الذي أوضحه في ما بعد كثير من آباء الكنيسة. فهذاالشخص الذي سيسحق رأس الحيّة هو السيّد المسيح. أمّا القدّيس إيرونيموس (347- 420)ففي ترجمته اللاتينية يبدأ الجملة الأخيرة بضمير المؤنّث “هي تسحق رأسك”،ويعني بهذا الضمير المرأة. واستنادًا إلى هذه الترجمة أصبح التفسير المريمي للمرأةتقليديًّا في الكنيسة الغربيّة.

كيف يمكنناتفسير هذه النبوءة؟ إنّ كلمة “المرأة” في هذا النصّ يجب ألاّ تؤخَذبمعناها الحرفي كأنّها تعني شخصاً فردًا، بل يجب فهمها بمعناها الشامل. إذّاك تدلّعلى المرأة إجمالاً. بيد أنّ حوّاء ومريم كلتيهما تدخلان في هذه الدلالة الشاملة.وإذا اعتبرنا أنّ اللّغات الساميّة تنظر من وراء المعاني الشاملة الى أهمّ الأفرادالذين تتحقّق فيهم المفاهيم التي يراد التعبير عنها، صحّ القول إنّ الكاتب قد يكونفكّر عند ذلك ببعض النساء اللواتي اشتركن اشتراكًا أشدّ فعّاليّة في النزاع القائمبين الحيّة والجنس البشري، ومنهنّ حوّاء المذكورة في النصّ المجاور، والعذراءالطاهرة “أمّ المولود الفريد الذي سينتصر على الحيّة” انتصارًا نهائيًّا.فنكون بهذا قد بلغنا إلى معنى حرفي “كامل” قد يكون وراء تفكير الكاتب فيوجدانه الواعي، ولكنّه واضح على كل حال أمام الله المؤلّف الأوّل والأساسي للكتابالمقدّس. ولا تكون الترجمة السبعينية وترجمة القدّيس إيرونيموس، مع ابتعادهما عنالأصل العبراني، سوى إيضاحات إضافيّة لا تخرج على المعنى الأصلي.

إنّ تفسيرهذه الآية ينطلق من النسل بنوع عام ليصل إلى شخص فرد سيسحق الشرّ.

يقول أحدالمفسّرين المعاصرين:

“كلمةنسل تدلّ على شخص فرد، وهذا الشخص سيسحق الشرّ، ولكنّ الشرّ سيؤلمه حين يصيبهبجروح، حين يعضّه. أمّا المرأة فهي تمثّل البشريّة. أجل إنّ الخلاص لا يأتي مباشرةمن السماء، بل يحتاج إلى مشاركة البشر. والمخلّص المنتظر يكون ابن البشريّة وابنالمرأة. وعندما يأتي ملء الزمان، نفهم أنّ المرأة شخص فرد. إنّها مريم التي تشاركابنها في صراعه مع الشرّ. إنّها البشريّة المخلّصة تشارك مسيحها في عمل الخلاص.نسل المرأة يخلّصنا، والمرأة تمثّل البشريّة الخاطئة. ولكنّ هذه البشريّة تحملبذار القداسة، ومن هذه البذار ينبت المخلّص. وهنا تبدو مريم عظيمة لأنّها تمثّلالبشريّة العائشة في ضيق والمنتظرة ساعة الخلاص. مريم هي “المرأة” فيعرس قانا الجليل وعند الصليب، وهي صلة الوصل بين يسوع وتلاميذه. مريم هي حوّاءالجديدة وأمّ الأحياء، لأنّ ابنها يسوع هو حياة العالم”.

فقول يسوعلأمّه: “يا امرأة” هو للتأكيد أنّ مريم هي حوّاء الجديدة وأنّها تمثّلالبشريّة التي تشارك المسيح في خلاص العا
لم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى