علم الكتاب المقدس

حقيقة موت المسيح



حقيقة موت المسيح

حقيقة
موت المسيح

 

 مات
من أجل خطايانا حسب الكتب

 

أولاً:
مشكلة الخطية

ثانياً:
الصليب والبدلية

ثالثاً:
الدم والحتمية

 

أولاً:
مشكلة الخطية

1-الخطية
ومعانيها:

الخطية
كلمة ما أبشعها، عندما أراد الرسول بولس أن يعرفها لم يجد إلا نفس الكلمة ليصف بها
الخطية إذ قال “الخطية خاطئة جداً” (رومية 7: 13). والخطية ليست فقط
الإساءة إلى الآخرين بالقتل والسرقة والاغتصاب، لكن معنى الخطية في نظر الله أكثر
من ذلك بكثير.

 

ولكي
تدرك شناعة الخطية إليك بعض معانيها:

 

1-الخطأ
أو الانحراف عن الهدف: فمكتوب “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله”
(رومية 3: 23)، فالهدف أن نمجد الله الذي قال عن الإنسان “لمجدي خلقته”
(إشعياء 43: 7)، فالخطية إذن خطأ ضد مجد الله.

2-التعدي:
“كل من يفعل الخطية يفعل التعدي” (1يوحنا 3: 4).

3-خيانة
الله: “خان الرب من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه ” (1أخبار 10: 13).

4-إهانة
الله: “لماذا أهان الشرير الله؟” (مزمور 10: 13).

5-احتقار
الله: “فأين هيبتي –قال رب الجنود- أيها الكهنة المحتقرون اسمي” (ملاخي
1: 6)

6-
التمرد على الله: “دنهم يا الله … لأنهم تمردوا عليك” (مزمور 5: 10).

7-عداوة
الله: “كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر وفي الأعمال الشريرة”
(كولوسي 1: 21) (انظر أيوب 21: 14)، الخطية أخطر مما تتصور لأنها ضد الله الخالق
العظيم جل جلاله.

8-عدم
فعل الحسن: “فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له” (يعقوب 2:
17).

 

2-الخطية
ونتائجها:

إذ
تنظر إلى كل ما في العالم من شقاء وآلام وأحزان وحروب وإدمان وأمراض وبيوت وقلوب
محطمة … أعرف أن هذه وأكثر منها جداً هي بعض نتائج الخطية التي دخلت إلى العالم
منذ أن عصى أبوينا وصية الله في (تكوين 3). وهذه بعض النتائج المريعة للخطية كما
نجدها في إصحاح السقوط:

 

1-الخوف
وعدم الأمان (تكوين 3: 10).

2-العري
والهوان (تكوين 3: 11).

3-العداوة
وحروب الشيطان (تكوين 3: 15).

4-المرض
والأحزان (تكوين 3: 16).

5-اللعنة
حلت على الأكوان (تكوين 3: 17).

6-الشوك
وآلام الإنسان (تكوين 3: 18).

7-الموت
وله ثلاثة معانٍ:

•الموت
الجسدي: انفصال الروح عن الجسد (تكوين 3: 16) (يعقوب 2: 26).

•الموت
الأدبي: الانفصال عن الله السند (تكوين 3: 23) (لوقا 15: 24).

•الموت
الأبدي: العذاب في الجحيم للأبد(تكوين 3: 23) (رؤيا 20: 14).

 

3-الخطية
وأجرتها:

حدد
الله لآدم عقوبة التعدي على أقواله، وهو الموت، “يوم تأكل منها موتاً
تموت” (تكوين 2: 17)، ثم عاد وكرر الأجرة على فم حزقيال “النفس التي
تخطئ هي تموت” (حزقيال 18: 4)، ثم في العهد الجديد “أجرة الخطية هي
موت” (رومية 6: 23) وكما رأينا في نتائج الخطية، فالموت يقصد به الجسدي
والأدبي والأبدي.

 

 4-الخطية
وفشل الأعمال الصالحة في علاجها:

منذ
أن سقط الإنسان حاول علاج الخطية بالأعمال الصالحة “فانفتحت أعينهما وعلما
أنهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر”( تكوين 3: 7). ولكن
للأسف لم تصلح لعلاج الخطية ونتائجها أمام الله إذ وهما لابسان مآزر وورق التين
أجاب آدم الله وهو مختبئ -مع امرأته- من وجه الرب: “سمعت صوتك في الجنة فخشيت
لأني عريان فاختبأت” (تكوين 3: 8-9) عريان رغم أنه يلبس المآزر التي صنعها،
فلم تستطع ستره، واستمر الحال مع قايين إذ حاول علاج الخطية وإرضاء الله بثمار
الأرض ولكن فشل طريق قايين في إرضاء الله وعلاج الخطية (تكوين 4: 11)، “ويل
لهم لأنهم سلكوا طريق قايين”(يهوذا 11) وحتى يومنا هذا يسلك الكثيرون طريق
قايين في محاولة علاج الخطية بالأعمال الصالحة ولكن دون جدوى. لماذا لا تصلح
الأعمال الصالحة بدون عمل المسيح على الصليب في علاج مشكلة الخطية؟.

 

الإجابة
هي:

1-حتى
وإن وجدت أعمال صالحة فهي لا تصلح في علاج الخطية لأنها نابعة من إنسان خاطئ.
مثلاً: هل تقدر أن تقبل وتأكل تفاحة جميلة مقدمة لك من يد إنسان مصاب بالدمامل أو
الأوبئة الخطيرة؟ وكيف يمكن لله أن يقبل أعمالاً من إنسان نجس وميت بالخطية
(إشعياء 1: 5-6، 13-15)؟.

2-أجرة
الخطية هي موت (رومية 6: 23) وليس أعمالاً صالحة، فمثلاً:

لا
يصلح أن تبرئ المحكمة القاتل مقابل أن يتعهد بأن يبني مستشفى أو ملجأ أيتام!! هكذا
لا تصلح الأعمال الصالحة أن تكون كافية لدفع أجرة الخطية التي هي الموت.

3-مهما
عظمت الأعمال الصالحة فهي محدودة لأنها صادرة من إنسان محدود، أما الخطية فوجهت ضد
الله غير المحدود. “خيوطهم لا تصير ثوباً ولا يكتسون بأعمالهم” (إشعياء
59: 6).

4-الأعمال
الصالحة (إن استطعنا عملها) ليست تفضلاً منا على الله بل هي واجب والتقصير يستحق
العقاب (لوقا 11: 10).

5-من
يدعي أنه يعمل أعمال صالحة دائماً أعماله ناقصة لأن الإنسان ضعيف ونجس “كثوب
عدة (خرق نجسة) كل أعمال برنا”(إشعياء 64: 6). إذن فطريق الأعمال الصالحة
لعلاج الخطية قد فشل تماماً.

 

5-الخطية
والذبائح الحيوانية:

أمر
الله بتقديم الذبائح الحيوانية في العهد القديم. بل كان الله نفسه هو أول من قدم
ذبيحة حيوانية لستر عري آدم وحواء، عندما “صنع (وليس خلق) الرب الإله لآدم
وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما”(تكوين 3: 21). ولكن هل تكفي الذبائح
الحيوانية لعلاج الخطية؟

 

يجيب
الرسول بولس بالوحي المقدس “لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا”
(عبرانيين 10: 4) لأن الحيوانات والطيور المحدودة والتي تباد لا يمكن أن تفدي
الإنسان الخالد وتنقذه من الموت الأبدي. إذن لماذا أمر الله بتقديمها في العهد
القديم؟.

 

1-ليظل
ذكر الخطية مرسوماً أمام ذهن وضمير الشعب ليتعلموا كراهية الله للخطية “فيها
كل سنة ذكر خطايا” (عبرانيين 10: 3).

2-ليتعلموا
أن قضاء الله على الخطية هو الموت وليس أقل من ذلك “أجرة الخطية هي موت”
(رومية 6: 23).

3-ليتعلموا
أن الله عنده طريقة لرفع الخطية سيظهرها في المستقبل “لأنه جعل الذي لم خطية،
خطية –ذبيحة- لأجلنا” (2كورنثوس 5: 21).

4-كانت
كل هذه الذبائح بتفاصيلها رمز لذبيحة المسيح المعروف سابقاً قبل تأسيس العالم
(1بطرس 1: 18-20).

5-هذه
الذبائح بررت من قدمها بإيمان في العهد القديم “بالإيمان قدم هابيل لله
ذبيحة” (عبرانيين 11: 4) لأنها تشير إلى ذبيحة المسيح. فالعملة المالية
الورقية تكتسب قيمتها من أنها لها رصيد من الذهب في البنك المركزي في الدولة، هكذا
كانت الذبائح مقبولة عند الله على رصيد دم المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان
بدمه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رومية 3: 25).

 

ثانياً:
الصليب والبدلية

رأينا
أن الأعمال الصالحة لا تصلح، والذبائح لا تكفي لأنها مجرد رمز للذبيحة العظيمة.
هكذا يمكننا من الكتاب المقدس أن نستخلص الشروط التي يجب توافرها في الفادي الذي
يفدي البشر‍‍:

 

1-شروط
الفادي:

1-يجب
أن يكون خالياً من الخطية وإلا احتاج لمن يموت بدلاً عنه.

2-أن
لا تقل قيمته عن الإنسان. لهذا لا تصلح الذبائح الحيوانية.

3-يجب
أن تكون قيمته أكبر من قيمة كل البشر معاً لأنه سيفدي كثيرين فلا يصلح أن يكون
إنسان عادي لأن أي إنسان محدود.

4-يجب
أن لا يكون مخلوقاً، لأن المخلوق حياته ونفسه ليست ملكه بل ملك خالقه، ولهذا
فالملائكة لا يصلحون لأنهم أرواح مخلوقة.

5-يتحتم
أن يكون إنسان لينوب عن البشر. ومن المنطقي والطبيعي أن هذه الشروط لا يمكن
توافرها إلا في الرب يسوع المسيح الله الذي ظهر في الجسد (1تيموثاوس 3: 16).

 

2-لماذا
الصليب؟

•الصليب
والإله العجيب:

في
الصليب فقط يمكن أن تتلاقى طبيعة الله وصفاته معاً:

1-صدق
الله: “أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر
جيشاً من الملائكة. فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون” (متى 26:
53-54)، (لوقا 24: 25)

2-عدل
الله: “الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما” (مزمور 85: 10)،
“لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من بالإيمان بيسوع”
(رومية 3: 26)، لهذا احتمل المسيح آلام جسدية ونفسية وكفارية.

3-محبة
الله:

-الآب
“لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به
بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16)، (رومية 8: 32) (1يوحنا 4: 8-10).

-الابن
“… أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها” (أفسس 5: 25)، (يوحنا 13:
1، 15: 13).

-الروح
القدس “فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا
عيب”(عبرانيين 9: 14).

4-قداسة
الله: “وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض”
(أشعياء 6: 3-8)، (مزمور 22: 3).

5-مجد
الله: “فلما خرج قال يسوع الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه”(يوحنا
13: 31)، (مزمور 96: 4-6).

6-حكمة
الله: “وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله”
(1كورنثوس 1: 24، 2: 7-10).

7-قوة
الله: “فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة
الله”(1كورنثوس 1: 18).

 

•الصليب
وإبليس الرهيب:

في
الصليب تمت نصرة الرب على الشيطان.

•الصليب
وشري المعيب:

في
الصليب فقط كل الكفاية لحياة المسيحي الحقيقي:

1-شناعة
خطيتي: “لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع
ربنا” (رومية 6: 23).

2-فساد
بشريتي: (بيلاطس، هيرودس، الجنود، الشعب والكهنة)

3-فشل
محاولتي: “لست أبطل نعمة الله. لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا
سبب” (غلاطية 2: 21)، (رومية 7: 14).

4-من
العالم حريتي: “وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح
الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غلاطية 6: 14).

5-من
الجسد حريتي: “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن
في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه
لأجلي” (غلاطية 2: 20)، (رومية 6: 6).

6-على
الشيطان نصرتي: “وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى
الموت” (رؤيا 12: 11).

7-مكان
تضحيتي: “لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل أني
أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل
الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح” (فيلبي 3: 7-11)، أنظر(لوقا 14:
27)، (لاويين 14: 5)، (عدد 19: 9).

 

ثالثاً:
الدم والحتمية

بعد
أن عرفنا الصليب والبدلية هذه بعض بركات دم الرب يسوع حسب ورودها في العهد الجديد:

1-الكفارة:
“الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره” (رومية 3: 25).

2-التبرير:
“فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب” (رومية 5:
9).

3-غفران
الخطايا: “الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا” (أفسس 1: 7).

4-
القرب: “الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم
المسيح” (أفسس 2: 13).

5-الصلح:
“وأن يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه” (كولوسي 1: 20).

6-تطهير
الضمير: “فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب
يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي” (عبرانيين 9: 14).

7-الدخول
إلى الأقداس: “فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع”
(عبرانيين 10: 19).

8-التقديس:
“لذلك يسوع المسيح أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب”
(عبرانيين 13: 12).

9-الفداء:
“عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو بذهب بل بدم كريم كما من حمل
بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1بطرس 1: 18).

10-التطهير:
“دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (1يوحنا 1: 7).

11-التغسيل:
“الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه” (رؤيا 1: 5).

12-الشراء:
“لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة” (رؤيا 5:
9).

13-تبييض
الثياب: “وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف” (رؤيا 7: 14).

14-النصرة
على الشيطان: “وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم” (رؤيا 12: 11).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى