علم الاخرويات

جبل نبو وعلامات المنتهى الكبرى



جبل نبو وعلامات المنتهى الكبرى

جبل
نبو وعلامات المنتهى الكبرى

مجدى
صادق

الفصل الأول: النبوات عن جبل نبو (جبل الرؤيا)

شهد
العالم فى الآونة الأخيرة موجات حادة من الإرتداد عن الكنيسة الرسولية المؤسسة على
الرسل بإنحراف الكثير من المؤمنين إلى عبادات متنوعة تابعين أرواحا مضلة وتعاليم
شياطين.

مقالات ذات صلة

 وكما فى كل عصر فإن
الله لا يترك نفسه بلا شاهد.
لذلك فمع تزايد موجات
الإرتداد والإنحرافات الإيمانية إزدادت ظهورات العذراء طردياً فى كل أنحاء العالم
وبصورة مذهلة للجماعات والأفراد.

 ففى
عصر مثل هذا العصر الذى يموج بموجات حادة من الإرتداد والإنحرافات الإيمانية بسبب
أعمال الشيطان الذى يركز حربه على كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة
الرسولية كان لابد أن تظهر العذراء لتوبخ المرتدين والخطاة ولتنير على غير
المؤمنين والملحدين وعبدة الشيطان والغارقين فى ضلالات أرواح الحجرات المظلمة من
الوسطاء ومحضرى الأرواح وأصحاب المذاهب والشيع المنحرفة عن الحق الكتابى والتسليم
الرسولى لتقودهم جميعا إلى الإيمان المستقيم ولتقدم شهادة حية عن صحة الإيمان
المسيحى المسلم للكنائس الرسولية ولتصادق على صحة كل ما جاء بالكتاب المقدس
والتسليم الرسولى، ولتقدم رسالة تحذير أخيرة للعالم المتردى فى الخطية لتعده
بالتوبة للمجىء الثانى، ولتنبىء عن حدث مستقبلى عظيم على جبل يسمى جبل الرؤيا (أى جبل
نبو) يكون سبب رجوع لكل العالم، ولتثبت من خلال توافق نبواتها مع نبوات الكتاب
المقدس أنها مرسلة من الرب لهداية البشر قبل المجىء الثانى المخوف لرب المجد.
الأمر الذى سنعرض له من خلال متابعة النبوات المتعلقة بجبل نبو على الوجه التالى:

 

أولا:
النبوة عن ظهور مجد الرب على جبل نبو

جاء
فى السجلات أن إرميا النبى بمقتضى وحى صار إليه أمر أن يذهب معه بالمسكن والتابوت
حتى يصل إلى الجبل الذى صعد إليه موسى ورأى ميراث الله (لهذا سمى هذا الجبل بجبل
الرؤيا).

 ولما
وصل إرميا وجد كهفا فأدخل إليه المسكن والتابوت ومذبح البخور ثم سد الباب. فأقبل
بعض من كانوا معه ليسموا الطريق فلم يستطيعوا أن يجدوه.

 فلما
علم بذلك إرميا لامهم وقال إن هذا الموضع سيبقى مجهولا إلى أن يجمع الله شمل الشعب
ويرحمهم, وحينئذ يبرز الرب هذه الأشياء ويبدوا مجد الرب والغمام كما ظهر فى أيام
موسى (المكابيين الثانى 2: 1 , 4 – 8) .

 وقد
أشار الكتاب المقدس إلى أن الجبل الذى صعد إليه موسى ورأى ميراث الرب هو جبل نبو
الكائن فى أرض موآب مقابل أريحا. وفى هذا تقول كلمة الرب لموسى:

 ”
إصعد إلى سلسلة جبال عباريم حيث جبل نبو الذى فى أرض موآب مقابل أريحا وأنظر أرض
كنعان التى أنا واهبها ملكا لبنى إسرائيل ” (تثنية 32: 48 – 49).

 وصعد
موسى من صحراء موآب إلى جبل نبو إلى رأس الفسجة المقابلة لأريحا فأراه الرب جميع
الأرض من جلعاد إلى دان, وأيضا أراضى نفتالى وأفرايم ومنسى وسائر أرض يهوذا
الممتدة إلى البحر الأبيض المتوسط غربا, وكذلك النقب فى الجنوب ووادى نهر الأردن
وأريحا مدينة النخيل حتى صوغر (تثنية 24: 1 – 3).

 والمحقق
لدينا أن برية موآب ستكون الموضع الذى يعيل فيه الله الكنيسة عند ظهور مجده على
جبل نبو مدة حكم الدجال (رؤيا 12: 14).

 ومما
يثبت ذلك أن هذه البرية ستكون ضمن المناطق التى ستفلت من يد الوحش اليونانى عندما
يغزو بلاد الشام وإسرائيل فى الأيام الأخيرة وفقا لنبوة دانيال النبى القائل:

 ”
وهؤلاء يفلتون من يده أدوم وموآب وأطراف بنى عمون ” (دانيال 11: 41).

 

ثانيا:
النبوة عن ظهور العذراء على جبل نبو

 فى
المدة من 2 يوليو سنة 1961 حتى 18 يونيو سنة 1965 ظهرت العذراء فى جرابنديل
بأسبانيا وأنبأت عن آية عظمى خارقة للطبيعة سيراها العالم فى المستقبل وأنها ستكون
بمثابة تحذير سماوى على مستوى العالم وأن هذه الآية ستكون علامة مستديمة سيشاهدها
الجميع وستبقى على منحدرات الجبل حتى نهاية العالم ويمكن تصويرها على أفلام وفيديو
ولكن لا يستطيع أحد أن يلمسها وأن هذه الآية الكبرى سيراها كل سكان القرية والجبال
المحيطة بها وأنه ستكون هناك آيات شفاء وأن كثير من الملحدين سيعودون للإيمان. كما
أنبأت عن عقاب للعالم لعدم رجوعه لله وعدم استجابته لنداءتها وتحذيراتها.

 وفى
24 يونيو سنة 1981 ظهرت العذراء فى أسقفية القديس يوحنا فى مديجورجى فى يوجوسلافيا
وفى هذا الظهور أعلنت أنها ستترك علامة على جبل يسمى جبل الرؤيا وأن هذه العلامة
ستكون شاهد ومصدر رجوع لكل العالم.

 وبهذا
الإعلان كشفت العذراء ولأول مرة عن اسم الجبل الذى سيشهد الحدث العظيم والعلامة
المستديمة التى سيشاهدها العالم والتى ستبقى على منحدرات أحد الجبال حتى نهاية
العالم والنى ستكون كما ذكرت العذراء على جبل يسمى جبل الرؤيا. فى إشارة واضحة إلى
الجبل الذى رأى عليه موسى ميراث الرب. أى جبل نبو.

 مما
تقدم نستخلص أن جبل نبو هو المقصود بجبل الرؤيا وأن العلامة المستديمة التى
سيشاهدها الجميع على منحدرات جبل نبو هى بالكشف عن المسكن وتابوت عهد الرب الذى
يشير إلى عرش الله رمز الحضرة الإلهية ومذبح البخور حيث يبدو مجد الرب والغمام كما
ظهر فى أيام موسى وذلك على منحدر جبل نبو فى أرض موآب مقابل أريحا حيث يوجد الكهف
الذى أخفى فيه إرميا النبى المسكن والتابوت ومذبح البخور.

 فهل
تتجلى العذراء على منحدر جبل نبو لتكشف عن هذا الكهف ليبدوا مجد الرب والغمام كما
ظهر فى أيام موسى حتى نهاية العالم؟

 لا
شك أن ظهورات العذراء تهدف إلى إعداد العالم وتهيئته لقبول ابنها ولكن العالم لا
يريد ولا يفهم ولا يدرك أن الوقت الباقى قصير.

 هذا
ما أعلنته العذراء فى بعض رسائلها التى جاء فيها قولها ” لقد رأيت من أولادى
كل ضياع لقد جئت لأريهم الطريق الحق. جئت لأعد العالم جيدا لابنى وأنتم لا تريدون
ولا تفهمون. أنتم ذاهبوا العقل أنتم مشغولون بأمور هذا العالم والوقت يمضى “.

 ولكن
هل تجدى هذه الظواهر والآيات الخارقة للطبيعة فى رد العالم عن ضلاله؟

 لقد
رأيت ورأى العالم معى ظواهر خارقة للطبيعة فى أسيوط أمكن تصويرها على شرائط فيديو
فهل رجع العالم وهل آمن سكان أسيوط والمحيطين بالكنيسة بالمسيح. وماذا كان موقف
أجهزة الإعلام المصرية والأجنبية من الحدث.

 مؤشرات
خطيرة تكشف عن مدى ما وصل إليه الإنسان فى إصراره على رفض رسالة السماء بل وصل
الأمر إلى حد تجاهلها وإنكارها ورفضها ومحاولة التعتيم عليها إعلاميا.

 والواقع
أن الكشف عن التابوت وخيمة الشهادة ومذبح البخور وظهور مجد الرب والغمام كما كان
فى أيام موسى مرتبطاً بتجلى العذراء للكشف عن هذه الأشياء سيكون شهادة حية لغير
المؤمنين واليهود على صحة الإيمان المسيحى للكنائس الرسولية أى المؤسسة على الرسل (أفسس
2: 20).

 

الفصل الثانى: علامات المنتهى الكبرى

 دعونا
نستعرض فى هذا الفصل علامات المنتهى الكبرى التى تثبت أن المجىء الثانى على
الأبواب.

أولا:
النبوات المتعلقة بالأمم

 من
أهم النبوات المتعلقة بتاريخ البشرية حتى نهاية العالم رؤيا تمثال نبوخذ نصر وهذه
الرؤيا فسرها دانيال النبى بأنها تتضمن تاريخ الممالك الأممية التى ستحكم العالم
بالتتابع حتى مجىء الرب فى نهاية عصر عشر ملوك الأمبراطورية الرومانية المنحلة.

 ولسنا
فى حاجة إلى إثبات أن تلك الرؤيا قد كملت تقريبا فقد سقطت الأمبراطورية البابلية
ولحقت بها إمبراطورية فارس ومادى وتبعتها الإمبراطورية اليونانية ثم الإمبراطورية
الرومانية التى حكمت العالم تحت رأس واحد أولا ثم انقسمت إلى قسمين ثم لم تلبث أن
انقسمت إلى عشرة أقسام أى ممالك بعضها من طين (هش) وبعضها من حديد (صلب).

 إن
من يتتبع التاريخ يجد أن تلك النبوات ما عدا ما يتعلق بظهور الممالك العشرة فى الأيام
الأخيرة قد صارت حقائق تاريخية. فبابل وفارس واليونان قد سقطوا بالتتابع أما
الأمبراطورية الرابعة وهى الإمبراطورية الرومانية فقد إنقسمت إلى قسمين.

 قسم
شرقى كان أولا تحت الحكم الرومانى حتى سنة 1453 عندما سقطت الإمبراطورية تحت حكم الأتراك
العثمانيين واستمرت الإمبراطورية الشرقية فى الوجود تحت الحكم العثمانى حتى سنة
1805 عندما بدأت تدب فيها عوامل الإنقسام والإنفصال حتى سقوطها نهائيا سنة 1923
ميلادية بإعلان آتاتورك سقوط الخلافة وقيام الجمهورية.

 أما
القسم الغربى من الإمبراطورية الرومانية فاستمر فى الوجود حتى أعلن الإمبراطور
فرنسيس الثانى سنة 1806 ميلادية تنازله عن الحكم وسقوط الإمبراطورية الغربية.

 وبسقوط
الأمبراطورية الرومانية بقسميها الغربى والشرقى نكون قد وصلنا إلى أصابع قدمى
تمثال نبوخذ نصر ولم يبق سوى ظهور الملوك العشرة اللذين سيتحالفون مع الوحش
اليونانى لمحاربة الرب ثم يأتى الإنقضاء.

 

ثانيا:
النبوات المتعلقة بعودة اليهود فى الأيام الأخيرة

 من
أهم النبوات المتعلقة بعودة اليهود إلى أرض الموعد فى الأيام الأخيرة نبوة دانيال
النبى التى قسم فيها زمن البشرية إلى ثلاثة أحقاب زمنية.

 الحقبة
الأولى سبعة أسابيع.

 والثانية
إثنان وستون أسبوعا.

 والثالثة
الأسبوع الأخير.

 وفى
هذه النبوة حدد دانيال النبى الفترة التى سيعود فيها إسرائيل إلى أرضه بقوله إثنان
وستون إسبوعا يعود (إسرائيل) ويبنى سوق وسور فى ضيق الأزمنة.

 أى
أن عودة إسرائيل ستكون لمدة 62 سنة قبل ظهور المسيح الدجال الذى بظهوره تبدأ أحداث
الزمن الأخير.

 وقد
أوضح دانيال النبى أن مدة الزمان الأخيرة الذى سيشهد أحداث النهاية هى 1335 يوما,
وطوب من ينتظر ويبلغ نهايتها (دانيال 12: 12).

 وهذه
المدة كما يتضح من سفر دانيال تبدأ باستعلان الدجال لمدة 1290 يوما وتنتهى بصعود
جيوش جوج رئيس أرض ماجوج رئيس روسيا وموسكو وتوبلسك لحصار أورشليم لمدة 45 يوما
التى بها تكمل مدة ال 1335 يوما الأخيرة, وفى منتصف اليوم الخامس والأربعين يتم
تدمير أورشليم ومحوها من الوجود ليتم المكتوب بأنه لا يترك فيها حجر على حجر (لوقا
19: 44).

 

أهم المراجع

أولا: المراجع الكنسية

1 – الكتاب المقدس منشورات المطبعة الكاثوليكية
بيروت

2 – كتاب الدسقولية (تعاليم الرسل) إعداد د.
وليم سليمان قلاده 1979

3 – الآباء الرسوليون تعريب البطريرك إلياس
الرابع منشورات النور 1982

4 – أقدم النصوص المسيحية ” سلسلة النصوص
الليتورجية ” 1975

5 – أقدم النصوص المسيحية ” سلسلة النصوص
اللاهوتية ” 1975

6 – ” مرشد الطالبين للكتاب المقدس الثمين
” الطبعة الثامنة 1909

7 – ابن كبر ” مصباح الظلمة فى إيضاح
الخدمة ” الجزء الأول

8 – ” المسيح فى يوسيفوس المؤرخ اليهودى
” لخصه د. عزت زكى

9 – د. أسد رستم ” آباء الكنيسة ”
القرون الثلاثة الأولى

10 – القمص تادرس يعقوب ملطى ” الإنجيل
بحسب متى ” 1983

11 – القمص تادرس يعقوب ملطى ” حزقيال ”
1981

12 – ه . ا. ايرنسايد ” حزقيال ” دار
الحياة الأردن – عمان

13 – ه . ا. ايرنسايد ” دانيال ” دار
الحياة الأردن – عمان

14 – ابن كاتب قيصر ” تفسير سفر الرؤيا

15 – ج. ه . بمبر ” علامات المنتهى الكثيرة

16 – مجدى صادق ” الكتاب المقدس مفتاح
العلم وأسرار الكون ” 1992

17 – مجدى صادق ” المسيح الدجال الخطر
القادم ” 1992

18 – القمص سيداروس عبد المسيح ” ملك الألف
سنة فى المفهوم الأرثوذكسى ” 1980

19 – القمص ميخائيل مينا ” علم اللاهوت
” المجلد الأول الطبعة السادسة 1976

28 – الأنبا إيسيذورس ” المطالب النظرية فى
المواضيع الإلهية ” 1985

21 – الأنبا إيسيذورس ” الخريدة النفيسة فى
تاريخ الكنيسة ” الجزء الأول

ثانيا: المراجع العامة

22 – عبد الحميد سماحة ” مقدمة فى علم
الفلك ” الطبعةالأولى 1949

23 – محمد محمد فياض ” التقاويم ”
الألف كتاب (163) 1958

جبل نبو وعلامات المنتهى الكبرى

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى