علم الاخرويات

الفصل الثاني



الفصل الثاني

الفصل
الثاني

علامات
المجيء الثاني ونهاية الأزمنة

 

على الرغم من أن السيد لم يحدد اليوم
أو الساعة التي سيأتي فيهما ولا زمن مجيئه فقد أعطى علامات محددة وواضحة تسبق
مجيئه وهذه العلامات تتلخص في حدوث كوارث عظيمة في الكون ؛ في السماء، النجوم
والشمس والقمر، وعلى الأرض مثل الزلازل والبراكين والحروب والمجاعات والأوبئة،
والارتداد سواء عن الدين أو الإيمان القويم، وبالتالي ظهور البدع والهرطقات، وظهور
الأنبياء الكذبة والمسحاء الكذبة وأضداد المسيح وعلى رأسهم ضد المسيح الأخير أو ما
يسمى بالمسيح الكذاب أو الدجال، وأخيرا الكرازة بالإنجيل في الخليقة كلها ولكل
البشرية. مع ملاحظة أن هذه العلامات تحدث دائما وباستمرار في كل زمان ومكان، وقد
كان دمار أورشليم سنة 70م صورة مصغرة لها، ولكنها ستزداد بشدة وكثافة قبل المجيء
الثاني. وفيما يلي أهم الآيات التي وردت في الكتاب عن هذه العلامات:

E ” وفيما هو (السيد المسيح) جالس على جبل
الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي
علامة مجيئك وانقضاء الدهر
” ؛ ” فأجاب يسوع وقال لهم انظروا لا
يضلكم أحد فان كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين، وسوف تسمعون
بحروب وأخبار حروب انظروا لا ترتاعوا لأنه لا بد ان تكون هذه كلها ولكن ليس
المنتهى بعد، لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة و زلازل
في أماكن، ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع، حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون
مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي، وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون
بعضهم بعضا، ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين، ولكثرة الإثم تبرد محبة
الكثيرين، ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص، ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل
المسكونة شهادة لجميع الأمم ثم يأتي المنتهى. فمتى نظرتم رجسه الخراب التي قال
عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس، ليفهم القارئ، فحينئذ ليهرب الذين في
اليهودية إلى الجبال والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا والذي في الحقل
فلا يرجع إلي ورائه ليأخذ ثيابه وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام وصلوا لكي
لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت، لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ
ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون، ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل
المختارين تقصر تلك الأيام، حينئذ ان قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا
تصدقوا، لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا
لو أمكن المختارين
أيضا.

ها أنا قد سبقت وأخبرتكم، فان قالوا
لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو في المخادع فلا تصدقوا، لأنه كما أن البرق
يخرج من المشارق و يظهر إلي المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان، لأنه حيثما
تكن الجثة فهناك تجتمع
النسور.
وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء
وقوات السماوات تتزعزع وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع
قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير، فيرسل
ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من اقصاء السماوات إلي
اقصائها، فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون
أن الصيف قريب،هكذا انتم أيضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الأبواب
الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله، السماء والأرض تزولان ولكن
كلامي لا يزول. وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات
إلا أبى وحده. وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان لأنه كما كانوا
في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل
فيه نوح الفلك ولم يعلموا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع كذلك يكون أيضا مجيء ابن
الإنسان، حينئذ يكون اثنان في الحقل يؤخذ الواحد ويترك الآخر، اثنتان تطحنان على
الرحى تؤخذ الواحدة وتترك الأخرى. اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي،
واعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في أي هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب،
لذلك كونوا انتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان ”
(مت3: 24-44).

E وقال القديس بولس الرسول بالروح عن علامات هذا
المجيء الثاني: ” ثم نسألكم أيها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح
واجتماعنا إليه أن لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا
برسالة كأنها منا أي أن يوم المسيح قد حضر، لا يخدعنكم أحد على طريقة ما لأنه لا
يأتي أن لم يأت الارتداد أولا ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع
على كل ما يدعى إلها أو معبودا حتى انه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه انه
اله، أما تذكرون أني وأنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا والآن تعلمون ما يحجز حتى
يستعلن في وقته، لان سر الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن.
وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه الذي مجيئه
بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم
يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا
الكذب، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم ” (2تس1: 2-12).

+ ويقول أيضا في الرسالة الثانية إلى
تيموثاوس: ” ولكن اعلم هذا انه في الأيام
الأخيرة
ستأتي أزمنة صعبة، لان الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين
مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين، بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي
النزاهة شرسين غير محبين للصلاح، خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة
لله، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء ” (2تى 1: 3-5).

E ويقول أيضا ” لأنه سيكون وقت لا يحتملون
فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم،
فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات ” (2تى3: 4).

E ويقول القديس بطرس بالروح: ” عالمين هذا أولا انه سيأتي في
آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم، وقائلين أين هو موعد مجيئه لأنه
من حين رقد الأباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة، لان هذا يخفى عليهم بإرادتهم
ان السماوات كانت منذ القديم و الأرض بكلمة الله قائمة من الماء وبالماء اللواتي
بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك، وأما السماوات والأرض الكائنة الآن
فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار إلي يوم الدين وهلاك الناس الفجار،
ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة
وألف سنة كيوم واحد، لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى
علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة
ولكن سيأتي
كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة و تحترق
الأرض والمصنوعات التي فيها، فبما أن هذه كلها تنحل أي أناس يجب أن تكونوا انتم في
سيرة مقدسة وتقوى، منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات
ملتهبة والعناصر محترقة تذوب ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضا جديدة
يسكن فيها البر، لذلك أيها الأحباء إذ انتم منتظرون هذه اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا
دنس ولا عيب في سلام ” (2بط1: 3-14).

E ويقول الوحي في سفر دانيال النبي ” وفي
ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ
كانت أمة إلى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر،
وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى
العار للازدراء الأبدي، والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البر
كالكواكب إلى ابد الدهور. أما أنت يا دانيال فأخف الكلام واختم السفر إلى وقت
النهاية كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد، كثيرون يتطهرون ويبيضون ويمحصون أما
الأشرار فيفعلون شرا ولا يفهم أحد الأشرار لكن الفاهمون يفهمون ” (دا1:
12-4).

 مما سبق يمكن أن نلخص علامات المجيء
الثاني ونهاية العالم كالآتي:

 

1 ازدياد المعرفة بشكل هائل (دا4: 12)

ازدادت المعرفة والعلوم في العصر الحالي، خاصة في النصف الثاني من
القرن العشرين، بشكل مذهل وشبه فجائي في كل العلوم وتزداد في كل يوم، بل في كل
ساعة بدرجه مذهلة، وعبر عن ذلك دكتور روبرت أونهيمر بالقول ” أن نصف المعرفة
عندنا اليوم قد وصل إليها الأسبقون على مدى عشرة آلاف سنة. وأن النصف الآخر وصلنا
إليه في الخمس عشرة سنة الماضية فقط. وهذه المحصلة من المعرفة يمكن أن تتضاعف في
خمس السنوات القادمة “(1)
؛ ففي علوم الفلك والفضاء التي توصل فيها الإنسان، عن طريق أجهزة التلسكوب
الدقيقة، إلى معرفة الكثير من أسرار الكون ومجراته ونجومه ومجموعاته الشمسية
وكواكبه، كما دار الإنسان حول الأرض في سفن فضائية ونزل على سطح القمر ووصل إلى
عدد من الكواكب الأخرى وصور أسطحها عن طريق السفن الفضائية، ومازال يتقدم كل يوم
في معرفة الكثير من أسرار الفضاء الخارجي للكون اللانهائي، وذلك عن طريق المراصد
الفلكية ومحطات الفضاء الأرضية التي تتحكم في سفن الفضاء والأقمار الصناعية
لاسلكيا باستخدام الأجهزة الإليكترونية الدقيقة جدا كما صنع الأقمار الصناعية التي
تصور كل جزء على هذه الأرض والتي استخدمها أيضا في بث القنوات التلفزيونية
والمحطات الإذاعية وشبكات الإنترنت (شبكات المعلومات) التي تبث ملايين الملايين،
بل بلايين البلايين، من المعلومات في كل فروع العلوم والمعرفة إلى جميع دول
العالم، في وقت واحد، وذلك إلى جانب استخداماتها الأخرى مثل البريد الإليكتروني
والتليفون الدولي المرئي والمسموع..الخ حتى صار العالم قرية صغيرة، ما يحدث في ركن
فيها يعرفه جميع البشر في وقت واحد!!

 وقد بنى Intel حديثا جهاز كومبيوتر يستخدم سطح رقيق ومكونات
عادية لتسجيل ترليون (1,000,000,000,000 أي = مليون مليار) معلومة في الثانية!!
ويستعد الآن علماء الكمبيوتر للتوصل إلى الوسائل التى تجعل كل فرد قادرعلى الاتصال
بأي إنسان أخر في أي مكان!! بل وقد أعلن رئيس شركة ميكروسوفت، اكبر شركة للكمبيوتر
والانترنيت في العالم، في أمريكا أنه بحلول عام 2005م سيتمكن الإنسان من طلب
المعلومات من شبكة الانترنيت لا بكتابة اسم المعلومة عن طريق لوحة المفاتيح الخاصة
بالكمبيوتر، بل بمجرد التركيز الذهني في الجهاز!!

 ويستخدم الآن في الاسكا كمبيوتر ضخم وأقوى مغناطيس كهربائي electromagnet في العالم وتُجرى عليه التجارب للتأثير على الطقس وأحداث
الزلازل..الخ!! كما يتم الآن صنع رقائق دقيقة جداً، بالغة في الصغر، رقاقات

الكمبيوتر لذرعها في جسم الإنسان، خاصة في دائرة أفراد القوات
العسكرية وفيما بعد في الأشخاص العاديين، وذلك بقصد الاندماج مع الاتصالات
التكنولوجية!! عن طريق وضعها في بطاقات صغيرة تستوعب المعلومات الشخصية الكاملة
لصاحب البطاقة إلى جانب الموقف المالي والتاريخ الطبي له وتمكن الشخص أو تمنعه من
الدخول في الحسابات المصرفية في البنوك المختلفة مباشرة. وفى شمال أمريكا يستخدم
المسؤلون عن الرفق بالحيوان مثل هذه الرقاقات المتناهية في الصغر ويضعونها في آذان
القطط والكلاب لتتمكن من مساعدة أصحابها للتعرف عليها ومتابعة حركتها في أى مكان.
كما تستخدم هذه الرقاقات في إسطبلات تربية الخيول ومزارع العجول والخراف والأسماك
التابعة للسوق الأوربية. ويقول الخبر التالي الذي نشر في أهرام1 ديسمبر 1998
ظهور الجيل الأول من ” قارئ جينات البشر
شرائح إليكترونية تفك ملايين الشفرات الوراثية للإنسان وتتنبأ بما
سيصيبه من أمراض خلال اقل من عشرة سنوات سيكون من الشائع أن تسمع طبيبا يطلب من
المريض أن ” يقرا نفسه جينيا ” قبل أن يبدأ علاجه، فقد بدأت في الظهور
ألان الجيل الأول من قارئ جينات البشر، وهي عبارة عن شرائح إلكترونية صغيرة جدا،
مساحتها لا تزيد علي مساحة ظفر الإصبع، والمفترض أن تقوم مستقبلا بفك أسرار
الشفرات الوراثية للمريض، وجعلها مكشوفة ومتاحة أمام الأطباء، فمن خصلة شعر أو
قلامة أو نقطة دم يفك هذا القارئ شفرة الجينات الموجودة بداخلها، ويقوم بتحليلها،
ويوضح لصاحبها ما إذا كانت جيناته ستعرضه مستقبلا لخطر الإصابة بمرض الزهايمر أو
أمراض القلب وما إذا كانت بعض خلايا جسمه ستتطور إلي سرطان، وأفضل وأنسب الأدوية
التي يمكنه الاعتماد عليها في التعامل مع ما أصابه أو سيصيبه من أمراض أو عدوات
بكتيرية أو فيروسية.

 ويمكن القول أن شرائح الجنيات لن تعمل بمفردها، بل ستكون محورا لنظام
متكامل للتحاليل والعلاج الطبي معا، سيتم بناؤه بالمشاركة بين تكنولوجيا المعلومات
وصناعة الحاسبات وتكنولوجيا الليزر والخبرات الطبية وصناعة الأدوية، وربما تدخل
علوم أخرى في هذا النظام أو الجهاز من حاسب قوي وسريع جدا بمعدلات تفوق السرعات
المعروفة حاليا بعشرات المرات، ومزود بوحدة خاصة تستطيع إدارة الشريحة الجينية
المقترحة بشكل يسمح بقراءة ما بها من معلومات، ووحدة ليزر، وعند بدء عمل هذا
النظام سيكون قد تم توفير شريحة جينات مخزن عليها مئات الآلاف من الشفرات الجينية
المعروفة جيدا والمأخوذة من الحامض النووي لأعداد كبيرة من البشر، ومن خلال
استخدام الحاسب وأشعة الليزر وبعض الأدوات الأخرى يتم إدخال عينة من الحامض النووي
للشخص المراد فحصه جينيا إلي جهاز التحليل، والذي سيقوم بدوره بقص الحامض النووي
للشخص إلي مقاطع بمقاسات وطرق معروفة ليعزل كل المتتابعات الجينية الموجودة في
العينة كل علي حدة، ويحولها إلي مئات الآلاف من الشفرات الجينية الجاهزة للتحليل،
ثم يرسلها إلي مكان الشريحة الجينية داخل الجهاز، ويتم تسليط ضوء الليزر علي
العينة المراد اختبارها مع الشريحة الجينية للمقارنة أو المضاهاة، بحيث يتم تمرير
مئات الآلاف من الشفرات غير المعروفة التي تحتويها العينة علي مئات الآلاف من
الشفرات المعروفة التي تحتويها الشريحة، وفي كل مرة تتطابق فيها شفرة من العينة مع
شفرة من الشريحة يقوم الكمبيوتر بتسجيل ذلك، كما يسجل أيضا حالات عدم التطابق
وهكذا حتى يتم مضاهاة جميع الشفرات، وهنا يكون قد تم فك وقراءة الشفرات الجينية
للشخص صاحب العينة “.

 ويقوم العلماء الآن بعمل قطع غيار بشرية صناعية للإنسان تعمل
بالكمبيوتر كما يقول الخبر التالي ” قلوب صناعية تعمل بالكمبيوتر! ” يتوقع
العلماء البريطانيون أن تظهر في القرن المقبل قلوب صناعية تعمل بالكمبيوتر، وخلايا
صناعية يمكن زرعها مكان الخلايا التالفة. وقال سبعة من علماء الطب البارزين
ببريطانيا- في كتاب صدر أمس في لندن بعنوان ” مستقبليات طبية ”
إن الاهتمام بالصحة والاكتشاف المبكر للأمراض
سوف يزيدان من فرصة بقاء الإنسان علي قيد الحياة وهو بصحة جيدة. وأضافت الدكتورة
كاريل سيكورا، الأستاذة في إمبريال كولدج بلندن، أن القرن الجديد سوف يشهد تطورا
هائلا في علاج السرطان بالأدوية والجينات، وأن بدايات القرن ستكون عصرا ذهبيا في
علاجه وخفض الإصابة به. وأشار العلماء إلي أن تطور المعرفة بوسائل علاج الأعصاب
التالفة، سوف يساعد علي إعادة البصر إلي المكفوفين، والسمع للصم “.

 كما
يقوم العلماء الآن بعمل تجارب لعمل نسخ متطابقة من الحيوانات وقد نجحوا في عمل
نسخة من نعجة ويحاولون عمل نسخ لأجزاء من جسم الإنسان وذلك عن طريق التدخل العلمي
في تركيب العناصر الوراثية للخلية الحية!! وتصنع الآن الخلايا الإنسانية
الصناعية!! ويحاول بعض العلماء عمل نسخ من الإنسان نفسه سواء الحي أو الميت الذي
لا تزال بعض خلاياه حية!! وقد حذر رجال الدين وقادة الأمم من الخطورة الأخلاقية
لمثل هذا العمل غير الأخلاقي. وقد نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 27 /11 /1998 تحت
عنوان ” أمريكا تحاصر استنساخ البشر “، ” حتى لا تخرج عمليات
الاستنساخ عن نطاق السيطرة، عقد أعضاء اللجنة المختصة بالأخلاقيات العلمية
المكونة من مستشاري الرئيس الأمريكي بيل كلينتون اجتماعا عاجلا لبحث التجارب التي يجريها العلماء
بمعهد في ولاية ماساشوستس، للتأكد من أن التجارب لا تهدف إلي استنساخ إنسان كامل.
وفي خطاب بعث به إلى الرئيس كلينتون، قال رئيس اللجنة إن أي محاولة لاستنساخ طفل
عن طريق دمج نواة خلية بشرية مع بويضة غير بشرية سوف يثير موجة من الغضب
والاستياء، ويجب منعها.

 وكان أحد العلماء في معهد ” تكنولوجيا الخلية ” في
ماساشوستس قد أعلن في وقت سابق أنه قام بالفعل بدمج نواة خلية بشرية مع بويضة بقر
منزوعة النواة لتنمية نوع من الخلايا يسمي خلايا ” الجذع ” هذا النوع
يمكنه النمو والتحول إلي
أي نوع أخر
من الخلايا، وبالتالي يمكن أخذها واستخدامها في زراعة الأنسجة لعلاج أمراض مثل
الشلل الرعاش والسكر. ويتوقع العلماء أن تتم فيما بعد تنمية أعضاء كاملة مثل القلب
والكبد في المعمل “.

 وفى مجال علوم الكتاب المقدس توصل علماء التوراة اليهود حديثاً جداً
من خلال حسابات كودية إلى أن معظم النبوات الخاصة بالسيد المسيح، من سفر التكوين
إلى سفر ملاخى، تحوى على أسمه “يسوع
yeshua “!!

 وبرغم هذه الزيادة المذهلة في المعرفة والاختراعات والمبتكرات التي
تتزايد وتتضاعف كل يوم بنسب مهولة إلا أننا نعتاد عليها وتصبح بالنسبة لنا أمرا
عاديا، خاصة بعد ممارستها، ولا نعرف بالضبط ما المدى الذي ستصل إليه وكيف ستكون
لحظة مجيء السيد المسيح!!

 

2 ظهور مسحاء كذبة كثيرين

حذر السيد
المسيح من ظهور المسحاء الكذبة الذين سيسبقون مجيئه الثاني (مت5: 24؛مر7:
13؛1يو18: 2و22)، ونتيجة لرفض اليهود لقبول السيد المسيح، يسوع الناصري، كالمسيح
المنتظر فقد ظهر كثيرون من اليهود عبر التاريخ يدعى كل واحد منهم أنه هو المسيح
المنتظر ومن أشهر هؤلاء باركوبا الذي أدعى أنه هو المسيح المنتظر وقاد اليهود في
حرب فاشلة مع الرومان سنة 132م انتهت بالدمار النهائي لكل ما تبقى لليهود في
فلسطين بعد دمار الهيكل على يد تيطس سنة 70م وأنهت تماما على الوجود اليهودي في
فلسطين. (أنظر الفصل الخاص بضد المسيح).

 

3 حروب وأخبار خروب

يتكلم الكتاب عن حروب كثيرة ورهيبة (مت6: 24؛مر7: 13) وانتشار أحاديث
عن حروب وأخبار حروب (مت6: 24؛مر7: 13) إلى جانب وجود ثورات كثيرة وحروب مدنية
كثيرة (لو9: 21) وانتشار الصراعات القومية بكثرة شديدة (مت7: 24؛مر8: 13).

 وُجدت الحروب في العالم منذ فجر التاريخ، بل منذ آدم نفسه عندما قام
ابنه قايين على أخيه هابيل وقتله (تك 8: 4)، وقد تكررت كلمة حرب في الكتاب المقدس
321 مرة وكلمة حروب 44 مرة. ويذكر التاريخ الحروب المتواصلة التي كانت تحدث دائما
خاصة في منطقتي الشرق الأوسط وأوربا، ومن أشهر هذه الحروب الحروب التي قامت من أجل
السيادة العالمية وتكوين إمبراطوريات عظيمة والتي بدأت بمصر ثم أشور ثم
الإمبراطوريات التي أعقبت ذلك منذ سنة 607 ق م وحتى نهاية القرن التاسع عشر، وهى
الإمبراطوريات البابلية والفارسية واليونانية بقيادة الإسكندر الأكبر ثم خلفائه
والإمبراطورية الرومانية التى دامت سيادتها
وحروبها
أكثر من 1400 سنة ثم الدولة الإسلامية والحروب الصليبية ثم حروب الدولة العثمانية،
إلى جانب حروب المغول والتتار القادمين من شمال أسيا، وحروب الإمبراطورية الروسية
القيصرية، والحروب التى انتهت باستعمار عدد من دول أوربا للكثير من الدول الأسيوية
والأفريقية.. الخ.

 ومع ذلك فقد كثرت الحروب في هذا القرن بشكل مخيف، سواء بسبب التحرر
من الاستعمار بأشكاله المختلفة أو بسبب السيادة العالمية على الدول الأقل، مثل دول
ما يسمى بالعالم الثالث أو الدول النامية، وتطلع دول مثل بريطانيا وفرنسا سابقا
وأمريكا وروسيا حاليا للسيادة على العالم كله!! أو لأسباب عرقية أو دينية أو
للسيطرة على مصادر الطاقة مثل البترول.. الخ. فقد نشب في هذا القرن وحده عشرات
الحروب الدولية والأهلية والعرقية والدينية وراح ضحيتها اكثر من100 مليون نسمة،
منهم 10 مليون في الحرب العالمية الأولى (1914-1917)، وحوالي 50 مليون في الحرب
العالمية الثانية سنة 1945م، واكثر من مليون في الحرب الأهلية في نيجيريا 1966،
ومئات الألوف في حروب العراق مع إيران، وحرب الخليج، والحرب الأهلية في العراق مع
الأكراد والشيعة، كما هلك الملايين في الحروب الأهلية والعرقية في البوسنة والهرسك
والصومال وجنوب السودان ورواندا والفليبين وأفغانستان وكشمير وسريلانكا وليبيا
وتشاد وغيرها من الدول. ويقول تقرير للأمم المتحدة صدر سنة 1994م انه يوجد الآن
حوالي أربعين حرباً في أربعين مكاناً مختلفاً في العالم في وقت واحد. ويوجد الآن،
سنة 1998م، اكثر من مائة حرب أهلية في العالم.

 وقد بلغ عدد الحروب التي نشبت في العالم منذ الحرب العالمية وحتى
الآن أكثر من خمسة وستين حرباً مات فيها ملايين الناس مثل حرب شبه الجزيرة الكورية
وحرب فيتنام وجرينادا وبنما وهايتى وحرب الخليج.. الخ. وتقول الإحصائيات أن من هلك
في حروب القرن العشرين اكثر ممن هلك في حروب اكثر من عشرة قرون، فقد هلك في حروب
القرن السابع عشر ثلاثة ملايين، وفى حروب القرن الثامن عشر خمسة ملايين ونصف، وهلك
في حروب القرن التاسع عشر 16 مليون نسمة، أي هلك في قرن واحد يساوى ما هلك في حروب
ثلاثة قرون ثماني مرات!!!

 ومن اخطر الحروب الآن، خاصة الحروب الأهلية، هي الحروب العرقية مثل
التي تحدث في أفريقيا خاصة رواندا، والعرقية الدينية مثلما يحدث في البوسنة
والهرسك وصربيا وإقليم كوسوفو، في يوجوسلافيا السابقة، إلى جانب التي يمكن أن تحدث
في المستقبل بين تركيا واليونان، مثلا، بسبب النزاع في قبرص بين القبارصة الأتراك
والقبارصة اليونانيين أو إذا تدخلت إحدى الدولتين في النزاع الدائر في يوجوسلافيا
لصالح طرف ستتدخل الأخرى لصالح الطرف الآخر.

 وتطورت الأسلحة في هذا القرن بصورة مذهلة ورهيبة، فقد حارب نابليون
في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بأسلحة متطورة
قليلاً عن الأسلحة التي حارب بها الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد
تقريباً. وكانت أسلحة القرن السابع عشر هي الرماية، وتحولت في القرنين الثامن عشر
والتاسع عشر إلى المدافع، أما في حروب القرن العشرين فقد استخدمت الدبابات والطائرات
والقنابل العادية، ثم دخلت القنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية والتي أهلكت
قنبلة واحدة منها 200,000نسمة في هيروشيما باليابان سنة 1945م ولم يتبق في المدينة
سوى الرماد. ثم أنتجت القنبلة الهيدروجينية، وهى أقوى مئات المرات، بل آلاف
المرات، من القنبلة الذرية، فإذا كانت القنبلة الذرية تعادل 10 كيلو طن من المواد
المتفجرة (أي 20 إلف طن من مادة التروتيل) فقد صنعت قنبلة هيدروجينية تعادل اكثر
من 100,000,000 (مائة مليون) طن من المواد المتفجرة، فضلاً عن إشعاعها المميت.
وذلك إلى جانب الصواريخ عابرة القارات وحروب الفضاء التي تمكن الإنسان من ضرب أي
نقطة على الأرض من الفضاء بدقة متناهية. وكذلك أيضا الأسلحة البكتريولوجية
والبيولوجية والجرثومية، أو الجراثيمية، والتي ما تزال تنتج وتستخدم في الحروب على
الرغم من تحريمها دولياً. كما أسفرت أبحاث الفضاء عن إمكانية استخدام سلاح جديد
ورهيب، اسماه العلماء ” شعاع الموت “ أو ضوء الليزر، أي “ تكبير شدة الضوء
بإثارته بالإشعاع “ الذي إذا ثُبت على محطة فضاء يتحكم فيها البشر فسيكون السلاح
الرهيب الذي يستطيع أن يفنى أي جزء من العالم في غمضه عين!! بل وهناك حديث عن
قنبلة يحاول العلماء إنتاجها، يقولون أنها لو انفجرت في الأرض فستكون كفيلة بأن
تخرج الأرض من مسارها حول الشمس وتذهب إلى قرار غير معلوم، إذ أنها ستفوق حرارة
الشمس ذاتها!!!

 وبلغ السباق الجنوني ذروته في إنتاج اخطر الأسلحة وأشدها فتكاً. فقد
بلغت ميزانية التسليح للعالم 200مليار دولار سنة 1970، وبلغت ما يقرب من 350مليار
سنة 1980، ولا تزال هذه الميزانية في تصاعد كل يوم، ولا يزال العلماء كل يوم
يخترعون الجديد من اشد أنواع الأسلحة وأفظعها فتكاً، حتى قال المؤرخ والفيلسوف
المشهور أ. ج. ويلز قبل وفاته ” أن العالم تردى في هوة سحيقة لا قرار لها.
ولم يعد ثمة طريق للنجاة “. وعندما سئُل العالم الكبير البرت

إينشتاين ؛ ما هو السلاح الذي يمكن أن يستخدم في حرب عالمية ثالثة،
قال “ في الثالثة لا اعرف، أما في الرابعة فيستخدم القوس والنشاب “.

 والخلاصة هي كما يقول أحد العلماء ؛ أن هناك من الأسلحة النووية ما
يكفى لقتل كل سكان الأرض 12 مرة. وذلك إلى جانب ما يسمى ب ” الشتاء النووي
” القادم الذي فيه لن تتمكن أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض بسبب السحب
المشبعة بالدخان النووي الذي قد يسبب هبوط شديد في درجات الحرارة يصل إلى 104 درجة
فهرنهيت.

 كما أن الحروب أيضا تتسبب في حدوث المجاعات لأنها تدمر البنية
التحتية ووسائل المواصلات والمياه وإمدادات الغذاء وغيرها وتهجير عدد كبير من
السكان من موطنهم الأصلي إلى جانب آلاف اللاجئين الذين يصبحون بلا مأوى ولا ملجأ
أو مياه نقية للشرب، كما تسبب العديد من الأمراض الوبائية التي تتسبب في الوفيات
الجماعية، وذلك إلى جانب القحط والجفاف… الخ

 والسؤال الآن هل يتمكن العلماء ورجال السياسة من القضاء على أثار
المواد الذرية والنووية..الخ؟ وهل يمكن تأخير الحروب النووية المحتملة أو إيقافها؟
وهل يمكن للعالم أن يتخلص من كل الكميات الهائلة التي صنعها في المعامل النووية
والذرية والبيولوجية والكيميائية وغيرها؟

 

4 المجاعات

قال السيد المسيح ” وتكون
مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن ” (مت7: 24)، ” مجاعات عظيمة في أماكن
كثيرة (مت7: 24؛مر8: 13؛لو11: 21):

 حدثت المجاعات منذ القدم وتحدث دائما في كل عصر وقد وردت كلمة جوع في
الكتاب المقدس 184 مرة وأغلبها بمعنى مجاعة، كما وردت كلمة مجاعة 3 مرات وكلمة
مجاعات 3 مرات أيضا، ومن اشهر هذه المجاعات ما حدث أيام إبراهيم واسحق ويعقوب
والتي بسببها ذهب إبراهيم إلى مصر وذهب أسحق إلى ملك جرار وذهب يعقوب وأبناؤه إلى
مصر أيضا واستقروا فيها مدة عبوديتهم (أنظر تك 12،26،41)، وما حدث أيضا أيام الرسل
(أنظر أع 28: 11).

 وتحدث المجاعات لأسباب عديدة مثل
الجفاف الذي يدمر المحاصيل أو يمنعها من النضج والحصاد، والفيضانات التي تدمر
المحاصيل أيضا كما حدث في ربيع وبداية خريف 1996م ومنع الزراعة في موعدها. وقد مات
الآلاف في الصومال بسبب القحط خاصة في المناطق البعيدة التي لم تصل إليها المعونات
الغذائية
والحبوب. كما تحدث المجاعات لأسباب اقتصادية حيث يعانى الملايين في
دول العالم الثالث بسبب نقص التغذية والتي تتسبب في ضعف مقاومة الأمراض ووفيات
الأطفال. وهناك الآن ما يقرب من مليار شخص في العالم يعانون من سوء التغذية. ومن
أخطر الأمور التي تواجه الكثير من البلاد في نهاية القرن العشرين وبداية القرن
الواحد والعشرين هو ما يسمى بحرب المياه وقد نقلت ”
The World Press Review ” عن الجارديان البريطانية في نوفمبر 1995م قائلة ”
ستكون الحروب القادمة على المياه ” حيث أنه يوجد الآن ثمانون دولة تعانى من
نقص في المياه مما يهدد الصحة بها والدخل القومي لكل منها، ويتضاعف الطلب على
المياه كل أربعة وعشرين عاما بسبب زيادة السكان ويقول الخبراء أن الموقف المائي في
شمال أفريقيا والشرق الأوسط متقلقل وقد حدث حديثا جفاف خطير في شمال الصين وغرب
وجنوب الهند وأجزاء من باكستان، وجنوب أمريكا. وأصبحت إمدادات المياه صعبة بالنسبة
لكثير من المدن الشهيرة وقد حذر البنك العالمي في عشية ” مؤتمر المياه ”
الذي أنعقد في ستوكهولم في السويد قائلا ” ستكون حروب القرن القادم بسبب
المياه ” فهناك أحاديث ومناقشات بخصوص مياه النيل بين مصر وكل من السودان
وأثيوبيا وقلق في كل من سوريا والعراق بسبب بناء تركيا للسدود على طول منابع نهر
الفرات ويتجادل كل من هنغاريا وسلوفاكيا حول بناء سد ضخم هايدروإليكتريك (توليد
الكهرباء من القوة المائية) على نهر الدانوب الذي يقع على الحدود بينهما. وبعد أن
حولت إسرائيل مياه كثيرة من مصدر نهر الأردن بدأ يقل احتياطي المياه الأردني بدرجة
كبيرة جداً. كما حذروا قائلين ” سيأتي الوقت الذي تعامل فيه المياه كمصدر
ثمين مثل البترول، وليس مصدر مجاني
كالهواء
“.

 وتحول نطاق القمح الأمريكي والحبوب خلال سنوات قليلة من الفيضانات
الرهيبة إلى الجفاف وفى بعض الأحيان دمر المزارع والأرضي معا كما حدث أثناء أشهر
الربيع سنة 1996م، كما امسك الجفاف القاسي بنطاق القمح في بعض الأماكن لمدة ثلاث
سنوات متواصلة، ومرت مناطق غرب كنساس ونبراسكا واوكلاهوما وتكساس وكلورادو الغربية
لصقيع شديد مبكر بعد زراعة محصول 1996م بوقت

قصير، ثم سببت الرياح التي وصلت سرعتها إلى خمسين ميل في الساعة تلف
أكثر. وكل يوم تأتينا وسائل الأعلام المختلفة بأخبار الأعاصير والفيضانات والقحط
والجفاف والمجاعات.

 

ومن العوامل الرئيسية أيضا في حدوث المجاعات ونقص الأغذية زيادة عدد
السكان مع نقص مساحة الأراضي الزراعية. وقد تزايد عدد السكان بصورة رهيبة في هذا
القرن العشرين وتناقصت مساحة الأراضي الزراعية بدرجة تنذر بالخطر الشديد فقد كان
عدد السكان سنة 1765م 500 مليون نسمه، وسنة 1850م 1000 مليون نسمة، وسنة 1930م
2000مليون نسمة، وقفز إلى 4000 مليون نسمة سنة 1975م، وإلى 5000 مليون نسمة في
الثمانينات، وتعدى ال6000 مليون نسمة في منتصف التسعينات، وسيصل إلى 7000 مليون
نسمة سنة 2000م!! ويقابل هذه الزيادة في السكان نقص شديد في الأراضي الزراعية بسبب
التصحر أو عوامل التعرية التي تتسبب في اختفاء 6000 مليون طن سنوياً أو بسبب
عمليات البناء والتعمير التي تفقد الأراضي الزراعية أو القابلة للزراعة 200 فدان
كل دقيقة. ولو أستمر الحال بهذا المعدل سيفقد العالم ثلث الأراضي الزراعية بحلول
سنة 2000م تقريباً. وتقول إحدى الإحصائيات أنه ” فيما كان هناك نحو 1,650
مليون

شخص يعانون من سوء التغذية سنة 1950م، كان هناك 2,250 مليوناً سنة
1980م، أي بزيادة قدرها 600 مليون أو 36
% ” وبسبب ذلك حدثت المجاعات في أفريقيا
وغيرها ومات الملايين بسببها.

 ويتوقع بول ايرلخ أحد خبراء البيئة حدوث مجاعة في الولايات المتحدة
الأمريكية يموت فيها الملايين جوعا.

 فهل سيستطيع العالم في السنوات القادمة من إيقاف الزيادة السكانية
المتوقعة في الأيام القادمة وإنتاج الطعام الكافي لكل من يعيشون على الأرض؟

 

5 الأوبئة

انتشار الأوبئة بكثافة في العالم
(لو11: 21) ؛ حدثت الأوبئة وتحدث أيضا منذ القدم لأسباب عديدة خاصة في أيام الجفاف
التى كانت تمر به بعض البلاد قديما وحديثا وفى أيام الحروب نتيجة لموت أعداد كبيرة
من البشر بسبب القتال أو بسبب الجوع الذي كان يحدث نتيجة لحصار المدن لمدة شهور
وسنين، خاصة وباء الطاعون. وفى العصر الحديث تزداد الأوبئة كل عام في تنوعها ودرجة
خطورتها، سواء بسبب الحروب التى هي السبب الرئيسي والأول لانتشار الأوبئة مثلما
حدث في رواندا فقد مات أكثر من 100,000 (مائة ألف) شخص بوباء الكوليرا أثناء هروب
اللاجئين إلى زائير، كما مات الألوف أيضا في البوسنة. ومن أخطر ما ظهر بسبب
الحروب، أيضا، الأسلحة البيولوجية والكيمائية التي تدمر الإنسان إلى جانب الأسلحة
الذرية والنووية، ويرى العلماء أن الحرب العالمية الثالثة ستكون أسلحتها الأساسية
هي الذرية والنووية والبيولوجية والكيمائية وهذا معناه كارثة لا يعلم مداها إلا
الله وحده.

وتنوعت الأوبئة في العصر الحديث من الكوليرا والأنفلونزا الأسبانية
التي مات بسببها الكثير في النصف الأول من القرن العشرين إلي الإيدز
AIDS الذي ينتشر الآن بكثافة في آسيا، خاصة جنوب أسيا، أكثر من جزء آخر
في العالم، والذي ينتقل إلى الإنسان بسبب الخطية بالدرجة الأولى، فهو ينتشر بسبب
الجنس غير الشرعي والشذوذ الجنسي والمخدرات، خاصة التي يتعاطاها المدمنون عن طريق
الحقن وقد أصاب الفيروس في العشرين سنة الماضية حوالي عشرين مليون شخص معظمهم في
أفريقيا، ويقدر العلماء أن عدد المصابين بالإيدز سيصل إلى أربعين مليون شخص بحلول
سنة 2000م، ويقول كتاب منظمة الصحة العالمية الصادر سنة 1992 م أنه سيموت أربعة
وعشرون مليون مصاب بالإيدز فيما بين 1980 و2000م، والالتهاب الكبدي الوبائي والفشل
الكلوي والملاريا
الخ وظهر
حديثا الوباء الذي بسببه فيروس الإيبولا
Ebola الذي يتحرك في الدم ويجعل الضحية ينزف حتى الموت. وذلك إلى جانب
تلوث البيئة وتلوث الماء ومصادر الطعام بسبب نفايات وعادم السيارات والتفجيرات
الذرية والنووية ونفايات وأبخرة بعض الصناعات أو بسبب التصحر ونقص الغابات وكذلك
المبيدات الحشرية وغاز الفريون وثقب الأوزون. ونسمع ونقرأ في هذه الأيام عن المطر
الحمضي والسحاب المشع بسبب تسرب الإشعاعات والغازات القاتلة من مصانع الذرة
والمواد الكيمائية.

 

6 الزلازل

 وتكون ” زلازل عظيمة في أماكن كثيرة (مت7: 24؛مر8: 13؛لو11:
21). ارتبط زكر الزلازل في الكتاب المقدس سواء في حديث الرب يسوع الأخروي
أو في الرؤى الإلهية مثل رؤيا القديس يوحنا ورؤيا اشعياء النبي بالحضور الإلهي
والمجيء الثاني للسيد المسيح ونهاية العالم ؛ ” الرب قد ملك ترتعد الشعوب هو
جالس على الكروبيم تتزلزل الأرض ” (مز 99: 1)، ” ليتك تشق السماوات
وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال ” (إش 64: 1)، ” هكذا قال السيد الرب

لصور أما تتزلزل الجزائر عند صوت سقوطك ” (حز26: 15)، ”
فحدثت أصوات ورعود وبروق وحدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الأرض
زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا ” (رؤ 16: 18).

 وقد حدثت الزالزل في أماكن كثيرة
عبر التاريخ البشرى ومن هذه الزلازل ما حدث أيام الرسل في لاودكية سنة 61م وفى
بومبى سنة 62م ولكن يزداد حدوث الزلازل في القرن العشرين بدرجة مخيفة فقد بلغ عدد
الزلازل في القرن الرابع عشر 137 زلزالاً، وفى القرن

التاسع عشر 2119، أي بزيادة قدرها
1806 زلزال. ومنذ سنة 1940م تحدث الزلازل بمعدل مرة أو مرتين وأحياناً ثلاثة في
اليوم الواحد. ويذكر اثنان من أساتذة جامعة ستانفورد في كتابهما ” تيرانون
فيرما ” تفاصيل عن 164 من ” زلازل العالم المهمة ” على مدى 3000
سنة مضت، وقد حدث 89 منها، أي بنسبة 54,25%، أكثر من النصف، منذ سنة 1914م، وقد
أهلكت ما يقدر ب 1,047,944. ومنذ صدور هذا الكتاب سنة 1914 فقد حدثت زلازل مدمرة
في بلاد كثيرة مثل شيلى والاتحاد السوفيتي والمكسيك ومنطقة الشرق الأوسط. وتقول
مقالة عن الزلازل صادرة من فيلادلفيا عن زيادة عدد الزلازل التي تزيد في قوتها عن
6 رختر ؛ أنه كان هناك 9 زلازل حدثت في الخمسينات و13 زلزالاً في الستينات، وكان
هناك 51 زلزالاً في السبعينات و86 زلزالاً في الثمانينات، وأكثر من 100 زلزال حدثت
في الفترة من 1990 إلى 1997م، أي قفز العدد من 9 في الخمسينات إلى أكثر من 100 في
منتصف التسعينات!! وقد يصل العدد إلى 200 سنة 2000م.

 ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أيضا
أن مقدرة العلماء في العصر الحديث على اكتشاف هذه الزالزل وقياس درجتها وقوتها
وتسجيلها أيضا تختلف تماما عما كان في العصور القديمة فلم يظهر أي مرصد لتسجيل
الزلازل قبل سنة 1880م.

 

7 الكوارث بصفة عامة

فقد تميز هذا القرن بكثرة ما وقع فيه من كوارث وعلى سبيل المثال نذكر
فقط ما ورد في الأخبار العالمية عن عام 1998م فقط، فتحت عنوان ” 1998 عام
الكوارث الطبيعية!
” تقول جريده الأهرام في 29/ 11 / 1998 ” واشنطن
أ.ف.ب: حطم عام 1998 الأرقام القياسية في مجال
الكوارث الطبيعية، وبلغ عدد ضحاياه ألان 32 ألف قتيل و 300 مليون مشرد، وتسبب في
أضرار مادية تقدر ب 89 مليار دولار. وأكد معهد ” ورلد واتش إنستيتيوت “،
وهو منظمة بيئية، أن الخسائر الاقتصادية للأعاصير، والفيضانات، والجفاف وغيرها من
الكوارث الطبيعية التي تعرض لها كوكب الأرض طوال11 شهرا هذا العام تفوق بنسبة
48./. تلك التي تم تسجيلها عام 96، وبلغت 60 مليار دولار، بينما لم تتجاوز الأضرار
المادية خلال عقد الثمانينيات بأكمله 55 مليار دولار وقد وصفت سنة 98 بأنها دامية
بشكل استثنائي.. وكان إعصار ” ميتش ” من أبرز الكوارث والأكثر دموية
خلال القرنين الماضيين في منطقة المحيط الأطلنطي، إذ بلغ عدد ضحاياه 11 ألف قتيل
في أمريكا الوسطي، بينما تلفت 95./. من المحاصيل الزراعية في هندوراس وحدها. وبلغت
خسائر فيضان نهر يانجيستي بالصين 30 مليار دولار، مما يضعها في المرتبة الأولى من
حيث الخسائر المالية، أما الخسائر البشرية فقد بلغت 3 آلاف و 700 قتيل، واكثر

من 223 مليون مشرد. كما وقعت بنجلاديش ضحية أكبر فيضانات تتعرض لها
منذ بداية القرن الحالي، إذ أغرقت ثلثي البلاد، وأدت إلي تشريد 30 مليون

شخص، بالإضافة إلي خسائر تقدر بمليارات الدولارات. وتحمل المنظمة التي أذاعت هذه الإحصائية الإنسان ونشاطاته جانبا كبيرا من المسؤولية عن
ارتفاع خسائر الكوارث الطبيعية.

 

8 حدوث علامات عظيمة غير معتادة في السماء (لو25:
21)

ووجود حيرة عظيمة وارتباك شديد وضجيج وعواصف ” وعلى الأرض كرب
أمم بحيرة البحر والأمواج تضج ” (لو25: 21) والخوف من شر ما سيحدث في
المستقبل ” والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لان قوات
السماوات تتزعزع ” (لو26: 21).

 

9 الاضطهاد الشديد للمسيحية

 وانتشار
الكراهية للمسيحيين واضطهادهم في أماكن كثيرة (مت9: 24؛مر9: 13و13). وهذا ما حدث
منذ بدأ المسيحية وعلى مر العصور فقد اضطهد اليهود المسيحية منذ الشهر الأول لحلول
الروح القدس وظل اليهود يتعقبون المسيحيين في كل أنحاء الإمبراطورية الرومانية ثم
عانت المسيحية من الاضطهاد الشديد على ايدى الأباطرة الرومان وعلى رأسهم نيرون في
القرن الأول ودقلديانوس في القرن الرابع الميلادي، كما عانت المسيحية من الاضطهاد
في فترات كثيرة من العصور الوسطى وفى العصر الحديث وكانت أقسى هذه الاضطهادات في
العصر الحديث هي التى حدثت في الدول الشيوعية التى حاولت القضاء على المسيحية
واستئصالها من جذورها.

 

10 الارتداد عن الدين وعبادة الشيطان

تكلم الكتاب أيضا عن انتشار الارتداد بصورة واسعة (مت10: 24؛2تس3:
2؛1تى 1: 4-4). والارتداد الذي تكلم عنه الكتاب هو ارتداد شديد وغير مسبوق عن
معرفة الحق والبعد عن الله (2تى1: 3-9؛3: 4-4). ويصاحب هذا الارتداد انتشار اللهو
والعربدة ” لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون
ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ” (مت38: 24)، وانتشار
الجهل بالموقف من النهاية (مت39: 24).

 وقد تميز هذا القرن بالارتداد الشديد عن الإيمان المسيحي، خاصة في
الكاثوليكية

والانجليكانية وفى البلاد الأوربية! واتجه كثير من الناس إلى الإلحاد
(عدم الإيمان بوجود الله) والمادية ومذهب المتعة والشيوعية، واعتبر البعض أن وجود
الله غير ضروري في حياة الإنسان! واتجه البعض إلى عبادة الشيطان التي تنادى بعكس
ما
تنادى به المسيحية تماماً، يقول انتون لافى مؤسس عبادة الشيطان في
مجلة المراهق الأمريكية عدد يونيو 1993م “بدلا من أمر الأعضاء أن يقمعوا
دوافعهم الطبيعية، نعلمهم انه يجب أن يتبعوها، ويشمل ذلك الشهوة الجنسية، والرغبة
في الانتقام، والدافع للحصول على الممتلكات المادية ” أي يحرضونهم على الزنى
والقتل والسرقة.. الخ، يحرضونهم على الشر، قال أحد عبدة الشيطان ” أؤمن بأن
يعيش المرء حياته إلى حدها الأقصى، أنا أرى قوتين في الطبيعة: الخير والشر. كل
الأمور التي يقول الناس أنها شر هي الأمور التي تسعدك. فالخطايا تقود إلى المسرة
العاطفية، الجسدية العقلية “!! وقال شيطاني آخر ” ماذا هناك ليعيش المرء
من اجله؟ سنعيش ليومنا ونفعل ما نريد، فليس هناك مستقبل”. وتتلخص عبادة
الشيطان في أقوالهم الآتية:

* الصلاة لا فائدة منها ؛ فهي تبعد الناس عن النشاط المفيد!

* استمتع باللذة بدلاً من التقشف ؛ مارس الخطايا المسيحية السبع
المميتة بفرح (* الطمع، الكبرياء، الحسد، النهم، الشهوة، الكسل)!!

* إذا لطمك إنسان على أحد خديك فألطمه أنت على الأخر!

*افعل للآخرين كما يفعلون بك (أي إذا شتموك فاشتمهم، وإذا سرقوك
فأسرقهم..الخ)!

* مارس النشاط الجنسي وأستمتع به بحرية بحسب احتياجاتك (التي قد تتحقق
افضل في الزواج الأحادي، أو بممارسة الجنس مع الكثيرين الآخرين ؛ أو باشتهاء

أفراد الجنس المغاير ؛ أو باللواط (الشذوذ الجنسي ؛ رجل مع رجل أو
امرأة مع امرأة) أو ثنائي الجنس (المخنس) ؛ استخدم الولع الجنسي كما تريد ؛ بنفسك
أو

مع شخص آخر أو مع اكثر من واحد)!!

* الشيطاني لا يحتاج إلى قوانين تحكمه (كل شئ بالنسبة له مباح ولا
يقيده شئ)!

 

11 الارتداد عن الإيمان القويم

(الارتداد
الأدبي والأخلاقي والارتداد العقيدى) ؛ وكما انتشرت العبادة الشيطانية بين
الكثيرين خاصة في البلاد المتقدمة والتي تعطى حرية بلا حدود. انتشرت أفكارها أيضا
في العالم بين الذين لا يؤمنون بالشيطانية وبين الذين لا يعرفون شيء عنها أو حتى
الذين لم يسمعوا عنها، وكان ذلك في صورة ارتداد شديد عن الأيمان القويم والدين
عموما.

1 – الارتداد الأدبي والأخلاقي ؛ فقد
أنتشر الزنى والشذوذ الجنسي بجميع أنواعه فلم يعد من الضروري بالنسبة للكثيرين في
معظم بلاد العالم أن تكون الفتاة عذراء

قبل الزواج! كما لم يعد الكثيرون
يخجلون من العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة بل وبين الرجل والرجل والمرأة،
والتي أصبحت مقبولة في جزء كبير من المجتمع الغربي، على أساس أن ذلك من الحرية
الشخصية!! وتقول إحصائية حديثة أن 95% من العلاقات الجنسية تحدث خارج الزواج!! ومن
ثم قفزت نسبة الأمهات غير المتزوجات بصورة درامية واصبح المواليد من أمهات غير
متزوجات يُعد أكثر من نصف المواليد في الولايات المتحدة. ويضطر معظم أولئك لترك
أطفالهن بعد الولادة في دار للأمومة أو وكالة تبنى!! ومن هنا انتشر مرض نقص
المناعة الطبيعية، الإيدز، ذلك المرض الرهيب الذي يصاب به الملايين، بسبب الزنى
عموماً والعلاقات الشاذة بصفة خاصة. وبسبب الزنى والإباحية الجنسية نتجت مسألة
الإجهاض التي تقضى على ملايين الأجنة قبل أن ترى النور، وتقول إحدى الإحصائيات أن
أكثر من مليون مراهقة ينجبن كل سنة في الولايات المتحدة وحدها! وبالتالي فهناك
الملايين مثلهن في بقية أنحاء العالم. ويضطر معظم أولئك وغيرهن للإجهاض حيث يتم
اكثر من مليون و400,000 حالة إجهاض قانونية سنويا في الولايات المتحدة وحدها! وفى
العام الماضي وحده تمت حوالي 9,7500 عملية إجهاض تمت في ألمانيا، ويتم اكثر من 50
مليون حالة إجهاض أخرى في أنحاء العالم سنوياً!

 كما خرج علينا العلم الحديث بقضية أكثر خطورة من الناحية الأخلاقية،
وهى الأم التي تحبل بدلاً من غيرها!! والأباء الذين يتنازلون عن أبنائهم للغير
لعدم تفرغهم لرعايتهم!! وأنتشر وزاد عدد الشواذ جنسيا حتى صارت لهم نقاباتهم
الخاصة كما يدافع بعض أعضاء جماعات حقوق الإنسان عن حقوق هؤلاء الشواذ وأصبح لهم
صوت مؤثر في الانتخابات في أمريكا لدرجة أن الرئيس الأمريكي بيل كلنتون حضر أحد
اجتماعاتهم!! وصار زواجهم، زواج رجل من رجل وامرأة من امرأة شئ عادى وحق طبيعي لهم
وذلك على الرغم من قول الكتاب ” أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت
الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور ولا
سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله ”
(1كو8: 6،9)، ” وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة
والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي
هو الموت الثاني (رؤ21: 8).

 وتحول الكثير من الناس إلى ”
الأنا ” وزاد الطمع والجشع وحب الذات، الأنانية، واصبح كل واحد منهم يهتم
بنفسه فقط ” أنا وبعدى الطوفان “! ” أن جالك الطوفان حط ابنك تحت
رجليك “!! وزادت معدلات السرقة والنصب والقتل والاغتصاب، وصارت تجارة المخدرات،
التي تتسبب في دمار حياة الملايين من البشر وفى وفاة أعداد لا تحصى، اكبر تجارة في
العالم (300 ألف مليون دولار أمريكي في السنة حسب إحصائية لسنة 1990م.

 ونتيجة لطبيعة العصر المادي ولكل الأسباب السابقة قل الاهتمام بالدين
إذ انهمك الناس في أعمالهم واصبح الدين بالنسبة للكثيرين، خاصة الكاثوليك
والانجليكان في الغرب، مُركز في العماد والزواج والموت. وتقول بعض الإحصائيات أن
نسبة حضور الكاثوليك، الذين يحضرون القداس بصفة عامة لا تتعدى 30%، ولا تتعدى 5%
في كل من فرنسا وألمانيا وشمال أمريكا، ولا تزيد النسبة في بريطانيا الانجليكانية
عن 10% والنسبة نفسها في أيرلندا الكاثوليكية. وتقول إحصائية كاثوليكية أن 75% من
الكاثوليك في الولايات المتحدة لا يؤمنون بتحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه.

 اصبح الكثيرون بسبب إيمانهم بنظريات علمية خاطئة ولم تثبت صحتها، مثل
نظرية التطور الداروينية، ملحدين أو على الأقل يشكون في وجود الله. والأغرب بل
والأعجب إن كثير من رجال الدين في الغرب حاولوا التوفيق بين النظريات العلمية،
والتي لم يستطع حتى المؤيدين لها أن يبرهنوا عليها بصورة كاملة، مثل نظرية التطور
لداروين، وبين الكتاب المقدس، فنجد رجل دين يؤمن بأن أصل الإنسان قرد!! أو أن الله
هو الذي وضع البذرة الأولى للخليقة وتركها تتطور!! وبالتالي فقصة الخليقة بالنسبة
لهم مجرد روايات رمزية فلكلورية!! كما لم يؤمن البعض، خاصة في الكنيسة
الانجليكانية البريطانية، بعصمة الوحي، ورأوا في المسيحية، والأديان عموماً، مجرد
ديانة اجتماعية تقدم المبادئ والمثل والأخلاق، وأغفلوا دور العقيدة والحياة
الأبدية. كما لم يهتم بعضهم بميلاد المسيح من أم عذراء ولا بقيامته الجسدية من
الموت ولا بلاهوته!! ونتيجة لهذه الأفكار الهدامة نادى البعض منهم بزواج الشواذ
جنسياً! ورسامة المرأة كاهنة! ورسموا بالفعل “ 32 كاهنة “ في أواخر 1994 وبداية
1995م!! مناقضين بذلك الكتاب المقدس مما دفع حوالي 700 من كهنة هذه الكنيسة
للإعلان عن نيتهم في ترك الكنيسة الإنجليزية والانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية،
وقدم 35 منهم استقالتهم. وطالب عدد كبير من رجال الكنيسة الكاثوليكية برسامة
المرأة كاهنة!! ولكن البابا يوحنا بولس الثاني رفض ذلك بحزم وأعلن ” أن
الكنيسة ليست لديها سلطة على الإطلاق أن تمنح الرسامة الكهنوتية للنساء وأن هذا
الحكم يجب أن يلتزم به بشكل قاطع كل المؤمنين في الكنيسة “.

2 البدع والهرطقات،
حيث يتحدث الكتاب عن ظهور هرطقات عديدة مصحوبة بمعجزات شيطانية (مت11:
24؛و24؛مر22: 13؛1تى1: 4-4) وفيما يلي أخطرها:

 أ شهود يهوه ؛ وهناك
أيضاً الانتشار المريع والخطير لبدعة شهود يهوه التي تنكر لاهوت المسيح وتعتبره
إلهاً ثانيا بعد الله!
! وتقول أنه الملاك ميخائيل!! وتنكر عقيدة الثالوث وقيامة المسيح بالجسد
ووجود الروح وتناقض معظم ما تنادى به الكنيسة المسيحية بطوائفها الثلاث ؛
الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت. فقد بلغ عدد جماعاتهم في العالم حتى آخر عام
1995 م 78,620, وبلغ عدد الذين تناولوا

من العشاء الرباني بحسب طقوسهم 13,147,201 غير عدد الذين انضموا إليهم
عام 1995 وحدة 338, 491 ألفاً، وبلغ إجمالي ما أنفقوه على مبشريهم في
هذا العام (1995) وحدة 895, 955, 57 دولار (برج المراقبة1 يناير 1996). والأرقام
الباقية مذهلة!!

ب – وهناك الكثير من البدع الأخرى
غير شهود يهوه مثل المورمون فقد ادعى زعيمهم جوزيف سميث النبوة! ويسمون كنيستهم ب
” كنيسة يسوع المسيح لقدسي أواخر الأيام ” ويؤمنون أن الله الآب كان
أنسانا مائتا ذات يوم ثم أصبح إلهاً!! وأن الله الآب والمسيح قد تزوجا بالعديد من
الزوجات!! وأنهم هم وحدهم الذين سيدخلون السماء الثالثة. وهناك أيضا جماعة العلم
المسيحي، التى أسستها مارى ايدى بيكر في أواخر القرن التاسع عشر، وتؤمن هذه
الجماعة أن الله والطبيعة شيء واحد وينكرون العالم المادي! ويقولون أن يسوع
والمسيح اثنان ؛ يسوع الذي تجسد والمسيح الذي هو فكر الله والله. وادفنتست اليوم السابع
الذين يقدسون السبت مثل اليهود ويركزون على الملك الألفي وهم اكثر من ابتدعوا
تحديد يوم محدد للمجيء الثاني! وبدعة الطريق العالمي الذين ينكرون لاهوت المسيح!..
الخ

 

12 انتشار الإنجيل في العالم كله (مت14: 24؛مر10:
13)

وعلى عكس ما سبق فقد رافق الارتداد انتشار الإنجيل في كل أنحاء العالم
حسب وعد السيد المسيح ” ينبغي أن يكرز أولاً بالإنجيل في جميع الأمم ”
(مر10: 13)، وبصفة خاصة في هذا القرن العشرين، ولم يعد هناك دولة واحدة في العالم
لم تصلها البشارة بالإنجيل، فتعلن جمعية الكتاب المقدس الأمريكية، أن الكتاب المقدس
اصبح الآن في متناول 98% من سكان العالم، وانه قد ترجم سواء بأكمله أو جزئياً إلى
أكثر من 1900 لغة ولهجة مختلفة، وقدر أن توزيعه بلغ 3,000,000,000 (ثلاثة مليارات
نسخة). وتحول الملايين في كل أنحاء العالم إلى المسيحية في القرن العشرين، خاصة
النصف الثاني منه، وعلى سبيل المثال، وليس الحصر، فقد بلغ عدد المؤمنين في الصين
75 مليون، وبلغت نسبتهم في مقاطعة فنجو (
Fungo) وحدها (التي تتكون من 70,000 نسمه) 90% من عدد السكان حتى دعيت
بمقاطعة المسيح، كما بلغ عددا لمؤمنين في إندونيسيا 20 مليون، وتحولت رواندا بعد
ظهور العذراء فيها إلى المسيحية، أما كوريا الجنوبية فلم يكن فيها سنة 1900م كنائس
تذكر، وفى سنة 1986م اصبح 20% من سكانها مسيحيين، وفى سنة 1992م وصلت النسبة إلى
40% أي تضاعف العدد في ست سنوات، في سنة 1986 كان عدد الكنائس بها 25,000 كنيسة
وفى سنة 1992 بلغ 37,000 كنيسة. ولم يعد هناك دولة واحدة ليس بها مؤمنون أو كنيسة،
حتى ولو كانت مؤقتة.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى